عشية الانتخابات: “المشتركة” و”يهدوت هتوراه” في ساحة “اللعب بغير المتوقع”.. ماذا عن خطاب الملك سلمان؟

حجم الخط
1

مع العيون إلى المعسكر الثاني
من الصعب التصديق بأننا سنعرف، بعد أسبوع، ما ينتظرنا في الساحة السياسية، التي غدت غريبة حتى في نظر من اعتقدوا بأنهم سبق أن رأوا كل شيء. من سيفوز معسكره بـ 61 مقعداً فأكثر فهو مطالب من رئيس الدولة بتشكيل الحكومة التالية، لكن التجربة تبين أن المرشح قد يجد صعوبة في ذلك. في جانب اليسار، يدور الحديث عن كتلة الجبهة – العربية التي تطالب بإلغاء قانون القومية. لا يمكن لرئيس الوزراء يئير لبيد أن يحقق أغلبية لتنفيذ هذا المطلب حتى لو رغب في ذلك، وإن الإصرار عليه قد يحبط تشكيل حكومته. من جهة أخرى، ستطرح كتلة “الصهيونية الدينية” مطالب مبدئية وشخصية سيصعب على الليكود برئاسة نتنياهو أن يقبلها.
تحطيم الطريق المسدود، الذي من قد تكون عليه الساحة حتى بعد معرفة النتائج الحقيقية، قد يتم من خلال انتقال كتلة من معسكر إلى آخر. قد تكون “الموحدة” بالنسبة لليسار، التي لا يخفي زعيمها استعداده للانضمام إلى حكومة يمين، لكن ثمة افتراض بأن “الصهيونية الدينية” ستعرقل ذلك، مثلما فعلت قبل سنة ونصف. وثمة مرشح محتمل في اليمين، مرشح قد يفكر في وضع التعادل الذي لا يصل فيه أي معسكر إلى المقعد الـ 61، في وضع تكون فيه لنتنياهو أغلبية على الورق، لكنه لا يتمكن من تشكيل ائتلاف، أو في وضع يحظى فيه لبيد بالأغلبية، لكن لا يمكنه أن يستجيب لمطالب الجبهة – العربية. ويدور الحديث عن “يهدوت هتوراة” التي قد تقوم بفعل ما كي تمنع جنون جولة الانتخابات السادسة.
هذا الحزب، الذي يمثل الحريديم الأشكناز، يقف أمام تحديات مركبة، بعضها اقتصادية وبعضها تتحرك بمسائل مثل تعليم المواضيع الأساس وتجنيد تلاميذ المدارس الدينية. لن يكون هزيلاً الضغط الذي في صفوفها للعودة إلى الحكومة.
بخلاف آريه درعي، الملتزم شخصياً بنتنياهو، لا يوجد التزام كهذا لدى قيادة “يهدوت هتوراة”، وبين الحين والآخر تطلق من داخله أصوات تلمح بإمكانية حكومة أخرى إذا لم يفلح نتنياهو في تحقيق أغلبية ائتلافية.
رؤساء الكتلة قلقون من الصورة السياسية التي تراها عيونهم، حين يميل طلاب دين كثيرون للتصويت لـ”الصهيونية الدينية”. يدور الحديث عن قيادة، أغلبها إن لم يكن كلها معتدلون من ناحية سياسية – تجد نفسها أمام جمهور ناخبين يعبر عن مواقف عنصرية متطرفة. مفاهيم مثل “لا للصعود على السور” غير معروفة لهؤلاء الشباب، وقد أصبحوا الجماعة الأكثر تطرفاً في المجتمع الإسرائيلي. أحد السبل لمحاولة وقف استمرار هذا الميل، هو القطيعة عن الشراكة مع بن غفير.
ظاهراً، سيكون الأمر صعباً جداً لقادة الكتلة الذين درجوا على القول إنهم سيسيرون مع نتنياهو حتى إلى المعارضة، ولكن لهم حظاً من السماء يسمى “مجلس عظماء التوراة”. وهو المجلس الذي أباح النذور، والآن يمكن لمن يسمون “متفرغين أن يقولوا إنهم يفضلون نتنياهو، لكن لا مفر: لا يحق لهم أن يجادلوا المجلس، وإذا قرر هذا الانتقال من معسكر إلى آخر، فعليهم أن يعملوا بموجب ذلك.
خطاب الملك سلمان
من يعتقد أن بوسعه السير في الطريق إلى سلام إقليمي بتجاوز النزاع مع الفلسطينيين، فخيراً يفعل إذا ما استمع إلى خطاب سلمان ملك السعودية. قبل بضعة أيام، أمام مجلس الشورى في بلاده، شجب الملك بشدة خطوات أحادية الجانب تتم في المنطقة بخلاف حل الدولتين. وقال إن أمن الشرق الأوسط واستقراره يستوجبان إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

“حل القضية الفلسطينية”، كما تراه إسرائيل هو تثبيت حدود شرقية تتيح لها أغلبية يهودية مستقرة في دولة ديمقراطية، دون صلة بهذا الخطاب أو ذاك لزعيم جار؛ لكن من المهم لإسرائيل أن تكون لها علاقات مع الأردن ومصر والسعودية، الذين يصرون على إقامة دولة فلسطينية وهي لا يمكنها أن تحافظ على هذه العلاقات إذا ما واصلت التحلي بكل وهم عن تجاوز النزاع
بقلم: يوسي بيلين.
إسرائيل اليوم 28/10/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    اللهم زلزل دويلة الصهاينة الملاعنة الذين يستأسدون على أبناء فلسطين الشرعيين فيقتلونهم ويهدمون منازلهم بغير وجه حق منذ 1948 وإلى يوم الناس هذا زلزالا انتخابيا شديدا يقلبها رأسا على عقب

إشترك في قائمتنا البريدية