عضو كنيست ينتقد سير معارك غزة ويدعو لانتخابات “بأسرع وقت”

حجم الخط
0

القدس المحتلة: انتقد نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، عضو الكنيست (البرلمان)، يائير غولان، أداء وزير الدفاع يوآف غالانت وسير المعارك في قطاع غزة مع مقاتلي حركة حماس، داعيا إلى إجراء انتخابات “في أسرع وقت ممكن”.

غولان شرح الوضع في الميدان في قطاع غزة من وجهة نظره بناءً على المعطيات، وذلك في مقابلة مع صحيفة “معاريف” العبرية نُشرت الأحد، توصل فيها إلى “حقيقة مفادها أن هدف السلطات الإسرائيلية المعلن حول القضاء على حماس يتعارض مع إعادة الأسرى الإسرائيليين في غزة“، لافتا إلى “التكاليف الباهظة” لهذه الحرب على إسرائيل نفسها.

“لا أرى إنجازات”

في تحليله للموقف والأحداث، قال غولان: “ما يزعجني ليس القتال نفسه، بمعنى هل نحن في الوحل؟.. لأنه توجد مهام، وللأسف تكاليف أيضًا”.

وأعرب عن اعتقاده بأن “المشكلة الرئيسية هي أن المستوى السياسي (الحكومة) لا يوضح ما هي أهداف الحرب.. والقول إنه سيتم سحق حماس لا يكفي”، وتساءل: “ماذا سيحدث في غزة بعد سحق حماس؟”.

“إذا كان الهدف رقم واحد في نظري هو الالتزام الأخلاقي لدولة إسرائيل تجاه المختطفين (الإسرائيليين في غزة) وإعادتهم إلى وطنهم أولا، فإنني أتوقع أن يتجلى ذلك على أرض الواقع”، أضاف غولان.

ومضى غولان متسائلا: “هل لدينا إنجازات معينة ونوع من التقدم؟ (..) في الوقت الحالي، لا أرى ذلك”، مضيفا: “التحرك العسكري النشط الذي يشارك فيه عدد غير قليل من الألوية والفرق، لا أرى إلى أين سيؤدي في النهاية”.

ورأى أنه “في النهاية، عندما يقول (رئيس الوزراء بنيامين) نتنياهو إن السلطة الفلسطينية لن تدخل قطاع غزة، فمن بقي إذن؟ هل هذا يعني أننا سنتولى إدارة قطاع غزة؟”.

الاتفاق قد يكون مع حماس

غولان شدد على أنه “ينبغي التأكيد بطريقة واضحة للغاية، أن دولة إسرائيل تخوض حربًا يقاتل من أجلها خيرة أبنائها وبناتها ويضحّون بحياتهم دون أي أهداف حربية، وهذا أمر صادم”، وفق قوله.

وقال: “ليس هناك شك في أن الضرر الذي لحق بحماس جسيم، ومع استمرارنا في القتال، فإن هذا الضرر سيتعمّق، ولكن على الدولة والحكومة الجادّة أن تقول: ماذا بعد؟، ماذا سيحدث في اليوم التالي؟”.

ومفترضًا القضاء على حماس تساءل: “ماذا سيحدث بعد ذلك؟ وكيف يتناسب هذا الأمر مع إطلاق سراح المختطفين؟”.

وحول ذلك قال: “في نهاية المطاف، لن يكون هناك أي اتفاق دون أن تدرك حماس أن السيف قد تم نزعه من حلقها، لذلك إذا كان الهدف هو: سندمر حماس وأيضًا الإفراج عن المختطفين، فلا يمكن أن تتماشى الأمور”.

غولان رأى أنه “يجب على القيادة أن تقول الحقيقة لشعبها، ربما سيتعين علينا الحفاظ على (هدف) القضاء على حماس من أجل مشروع سنكمله في السنوات المقبلة، وليس بالضرورة في الأسابيع المقبلة (..)”.

“ولكن إذا أردنا التوصل إلى اتفاق، فمن المحتمل أن يكون اتفاقاً مع حماس، وليس اتفاقاً مع عامل آخر، حماس وحدها هي التي تستطيع إطلاق سراح المختطفين”، وفق تقديره.

“وعود كاذبة” و”فشل ساحق”

تطرق غولان لتهديد “حزب الله” شمال إسرائيل قائلا: “نحن لا نقول الحقيقة لمواطنينا، ولن نقضي على حزب الله، وسيتعين علينا إعادة الناس إلى المستوطنات والكيبوتسات والموشافيم وكريات شمونة وشلومي، كيف سيحدث هذا بالضبط؟”.

وأضاف: “نحن نقدم وعودًا كاذبة (..)، سنستمر في العيش في بلد لا يزال مهددًا، ونحن بحاجة إلى قيادة تقول الحقيقة لشعبها”.

وتابع: “اليوم يرفض رجال الدولة الذين يفترض أنهم يتولّون قيادتنا أن يقولوا ما هي أهداف الحرب وكيف يرون أنها تتطور، إنه أمر صادم”.

وتطرق غولان للتهديدات المتكررة من قبل وزير الدفاع يوآف غالانت لرئيس “حماس” بقطاع غزة يحيى السنوار قائلا، إن ذلك “غير ضروري للغاية وغبي للغاية، كله هراء (..)”.

وتابع: “لقد دخلت حماس هذا الصراع بذهن صافٍ، وكانت تأمل بالطبع أن ينضم آخرون، وكانت تفهم جيدًا ما هي التكاليف، لكنها قالت لدولة إسرائيل شيئًا بسيطًا للغاية: لقد ظننت أنكِ تستطيعين إدارة الصراع وتقليصه، سأظهر لك أنك لا تستطيعين ذلك”.

ووفقا له، فإن “أعظم الإنجازات التي سنحققها الآن في غزة، حتى لو وضعنا رأس السنوار على سيخ غدًا، سيكون من المستحيل تجاهل حقيقة أن هذه الحرب بدأت بفشل ساحق لدولة إسرائيل”.

وأضاف أنه مع استمرار القتال “كان يُنظر إلى دولة إسرائيل في ضعفها على أنها غير قادرة على الوقوف بمفردها ضد أعدائها وبحاجة إلى حماية الولايات المتحدة”.

تغيير الحكومة

واعتبر غولان أنه على إسرائيل أن “تفهم أن الحلول السياسية يجب أن تقترن بالحلول العسكرية”، مضيفا أنه “منذ عام 2009، توقفت إسرائيل فعلياً عن الانخراط في المجال السياسي”.

وقال: “إسرائيل أوهمت نفسها بأن السلام مع الإمارات ممكن وليس له ثمن على الإطلاق، كل هذه الأوهام المستقلة لن تجدي نفعًا بعد الآن”.

وطالب نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق بـ”وجود حكومة إسرائيلية جادّة تتعامل مع القضية الفلسطينية، وتفهم أنه لا بد من التوصل إلى نوع من الحد من التهديد الفلسطيني حتى نكون أكثر استعداداً وقدرة على التعامل مع التهديد الإيراني، وجميع فروعه”، وفق تعبيره.

وفي رده على سؤال بشأن عمّا إذا كان ينبغي إجراء الانتخابات الآن، ردّ غولان بالإيجاب، موضحًا أن ذلك من المفترض أن يتم “في أقرب وقت ممكن”.

وزاد: “من المستحيل مواصلة القتال مع هذه الحكومة غير القادرة على تحديد أهداف الحرب وترفض أن تقول للشعب ما هي أهداف الحرب (..) لذلك فمن الضروري تغيير هذه الحكومة في أسرع وقت ممكن”.

وردا على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، شنّت “حماس” في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، هجوما ضد قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في محيط قطاع غزة.

وقتلت “حماس في هجومها نحو 1140 إسرائيليا وأسرت حوالي 240، بادلت قرابة 110 منهم مع إسرائيل، التي تحتجز في سجونها أكثر من 7800 فلسطيني، وذلك خلال هدنة استمرت أسبوعا انتهت في 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.

وتقول إسرائيل إن عشرات الإسرائيليين ما زالوا أسرى لدى “حماس” داخل قطاع غزة، بينما تطالب الحركة بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق الأسرى الإسرائيليين.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء السبت 20 ألفا و424 شهيدا، و54 ألفا و36 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.

(الأناضول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية