طرابلس – «القدس العربي»: بعد انتقادات واسعة لرئيس مجلس النواب الليبي وحفتر لعدم اتخاذه موقفاً واضحاً من حادثة اختطاف النائب إبراهيم الدرسي، وعدم قبوله عقد جلسة لبحث الحادثة رغم مطالبة عدد من الأعضاء جاءت على لسانه مطالبة مقتضبة بتكثيف البحث عنه.
حيث أصدر رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، إيعازاً للجهات الأمنية بتكثيف البحث عن النائب إبراهيم الدرسي، الذي اختطف قبل 11 يوماً، في بنغازي.
ووجه صالح في إيعازه، للجنتي الدفاع والأمن القومي، والشؤون الداخلية بمجلس النواب، ووزير الداخلية، ورئيس جهاز الأمن الداخلي، باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمعرفة مصير الدرسي وموافاته بنتائج التحقيقات واستمرار الجهود حتى الوصول إليه، وفق البيان. ودعا صالح هذه الجهات إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة كافة، وحث الأجهزة الأمنية، وموافاته بنتائج التحقيقات واستمرار الجهود حتى الوصول إليه.
وكانت عدة جهات، آخرها بعثات دول الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، قد طالبت بالإفراج الفوري عن الدرسي، وإجراء تحقيقات شفافة في حالات الاختفاء القسري.
كما دعت إلى ضرورة أن تسود سيادة القانون والعدالة، بالإضافة إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف وعاجل في جميع حالات الاختفاء السابقة والحالية، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك وفق القانون.
واختفى النائب إبراهيم الدرسي منذ الخميس ما قبل الماضي في بنغازي وسط أنباء تتحدث عن مقتله، بعد العثور على سيارته ملطخة بالدماء.
وأعلن مجلس النواب، الأسبوع الماضي، في بيان، أنه يتابع بقلق “حادثة اختفاء إبراهيم الدرسي” مطالباً النائب العام بالتحقيق في الواقعة.
وفي تموز/ يوليو 2019، خطفت عضو مجلس النواب سهام سرقيوة وزوجها من منزلهما في بنغازي وما زالا مفقودين، وسط دعوات محلية ودولية مستمرة إلى إطلاق سراحهما.
وفي السياق، جدد اللواء المتقاعد خليفة حفتر مطالبته كافة الأجهزة المنية وقياداتها بتكثيف العمل والجهود لكشف ملابسات حادثة خطف عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي، الذي اختفى بعد حضوره احتفالية الذكرى العاشرة لـعملية الكرامة في 16 مايو الجاري، والتي أقيمت بقاعدة بنينا الجوية.
وعقد حفتر في مكتبه في منطقة الرجمة، الإثنين، اجتماعاً مع رئيس الأركان العامة الفريق عبدالرازق الناظوري، ووكيل وزارة الداخلية في الحكومة المكلفة من مجلس النواب فرج قعيم، ومدير أمن بنغازي اللواء أحمد الشامخ، ومدير الإدارة العامة للبحث الجنائي اللواء صلاح هويدي، ورئيس جهاز الأمن الداخلي الفريق أسامة الدرسي، وذلك بعد لقائه مع وفد قبيلة الدرسة.
وقال مكتب إعلام حفتر إنه شدد خلال هذا الاجتماع على ضرورة تكثيف العمل والجهود من كافة الأجهزة الأمنية وقياداتها لكشف ملابسات حادثة اختطاف عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي وإرجاعه إلى أهله وذويه سالماً والقبض على المتورطين بصورة عاجلة.
وقبل اجتماعه مع القيادات الأمنية، التقى حفتر بوفد من مشايخ قبيلة الدرسة بحضور رئيس الأركان العامة الفريق عبدالرازق الناظوري، وقيادات الأجهزة الأمنية، وذلك للوقوف على آخر المستجدات في حادثة خطف عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي والاطلاع على تفاصيل التحقيقات الجارية.
وطالبت قبيلة الدرسة خليفة حفتر، بـالتدخل بشكل شخصي، للإشراف على مجريات التحقيق، وإرجاع عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي إلى أهله.
جاء ذلك في بيان مصور تلاه أحد أفراد القبيلة في منطقة البياضة، مساء السبت، وسط غموض لا يزال يحيط باختفاء عضو مجلس النواب. وأضافت القبيلة، في البيان، أنها تفاجأت في غمرة الاحتفال بالذكرى العاشرة لثورة الكرامة باختطاف النائب إبراهيم الدرسي، بعد الاعتداء على منزله، وعدم تحديد مصيره حتى الآن. وسبق وأن أعلنت وزارة الداخلية الليبية التابعة للحكومة المكلفة من البرلمان شرقي البلاد، اختفاء عضو مجلس النواب الليبي إبراهيم الدرسي في مدينة بنغازي، نافيةً ما يتداول من أخبار حول مقتله. وقالت وزارة الداخلية الليبية، في بيان صحافي، إنّ “مديرية أمن بنغازي تلقت بلاغاً حول اختفاء عضو البرلمان إبراهيم الدرسي إثر الدخول إلى منزله وسرقته في ساعات متأخرة من الليل”.
وأكدت أنها “اتخذت خطوات فورية للتحقيق في هذه الحادثة، وتم تكليف مدير أمن بنغازي وجهاز الأمن الداخلي وجهاز البحث الجنائي بفتح تحقيق شامل وعاجل للوقوف على ملابسات اختفاء الدرسي”.
ونفت وزارة الداخلية في بيانها “بشكلٍ قاطع الأخبار المتداولة حول مقتله”، مؤكدةً أنّ “هذه الأخبار غير صحيحة تماماً”، داعيةً وسائل الإعلام والمواطنين إلى “عدم الانسياق وراء الشائعات غير الموثوقة”.
ونقلت وسائل إعلام ليبية عن مصادر برلمانية أخبار فقدان الاتصال مع الدرسي منذ أيام. وقالت وسائل إعلام محلية إنّ نائباً برلمانياً أكد “فقدان الاتصال بزميله الدرسي منذ مساء الخميس”، مضيفةً أن “البرلماني الذي فضّل عدم نشر اسمه أكد أنه جرى العثور على سيارة الدرسي في منطقة سيدي فرج شرقي بنغازي”.
وأشارت إلى أن البرلماني كشف أنّ “الدرسي حضر الاحتفالية التي شهدتها بنغازي أمس لإحياء ذكرى معركة الكرامة، وكان بخير حتى بعد الساعة الثامنة مساءً، ومن ثم أصبحت هواتفه لا تجيب ومن ثم أغلقت”، مشيراً إلى “إبلاغ الجهات الأمنية المختصة في المدينة، للبحث عنه ومعرفة مصيره”.
ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا السلطات المختصة إلى تحديد مكان النائب إبراهيم الدرسي، وتأمين إطلاقه فوراً، مطالبة بإجراء تحقيق شامل في ملابسات اختفائه، ومحاسبة المسؤولين بموجب القانون.
ويربط مراقبون، بين ما حدث للدرسي وما حدث لزميلته النائبة سهام سرقيوة التي لا يزال مصيرها مجهولاً منذ اختطافها في 17 تموز/ يوليو 2019، حيث أكدت تقارير محلية أن جهات محسوبة على حفتر أشرفت على إعدامها بشكل مباشر ومقصود.
ومؤخراً، وجه النائب المختطف جملة من الانتقادات للحكومة التابعة لحفتر وأنه يجب مساءلتها وأنه يؤيد تشكيل حكومة جديدة، بل وجه انتقادات ضمنية لأبناء حفتر عندما تحدث عن تهميش لأبناء “برقة” لصالح فئة معينة هي المستحوذة على كل المناصب، في إشارة إلى صدام وبلقاسم نجلي حفتر.