إسطنبول- “القدس العربي”: أكدت مصادر تركية أن السلطات السعودية أبلغت رسمياً ونهائياً بإغلاق 8 مدارس تركية في البلاد مع نهاية العام الدراسي الجاري، في أبرز وأحدث مؤشر على تعثر مساعي المصالحة القائمة بين أنقرة والرياض، على الرغم من التصريحات التركية الإيجابية اتجاه السعودية والتقدم اللافت الذي تحقق في مساعي المصالحة التركية مع الإمارات ومصر.
ورغم وجود اتصالات ومساعي حثيثة منها ما هو ما معلن وأخرى غير معلنة لإصلاح العلاقات بين البلدين عقب تجاوز ملفات الخلاف الأساسية، إلا أن الأسابيع الأخيرة شهدت نوعا من التباطؤ في هذه المساعي مع عدم تحقيق أي تقدم ملموس على غرار ما جرى مع الإمارات ومصر. ولا تستبعد مصادر تركية أن يكون القرار السعودي محاولة للضغط على أنقرة لتحريك بعض الملفات التي يجري التفاوض حولها، وهو ما يعني إمكانية تحقيق تقدم في وقت لاحق.
لا تستبعد مصادر تركية أن يكون القرار السعودي محاولة للضغط على أنقرة لتحريك بعض الملفات التي يجري التفاوض حولها، وهو ما يعني إمكانية تحقيق تقدم في وقت لاحق
وقبل أيام، جرى اتصال هاتفي بين وزيري خارجية الإمارات وتركيا هو الأول منذ خمس سنوات، بعد أشهر من الرسائل الإيجابية والتصريحات الرسمية إلى جانب عدد من الخطوات العملية ومنها تخفيف الإمارات بعض القيود التي فرضت على التجار ورجال الأعمال الأتراك، واستئناف الرحلات الجوية بين البلدين وتخفيف قيود منح التأشيرة من قبل الإمارات، إلى جانب تسمية أنقرة سفيراً جديداً لأبوظبي وقبوله من قبل الأخيرة، وتخفيف حدة التصعيد الإعلامي من قبل وسائل الإعلام الرسمية بين البلدين.
وعلى الجانب المصري، يستعد وفد تركي رفيع من كبار مساعدي وزير الخارجية لزيارة القاهرة بداية الشهر المقبل يتوقع أن يؤسس لعودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتسمية السفراء، ويتوقع أن يمهد نجاح ذلك لاتخاذ مزيد من الخطوات بين البلدين لتعزيز الثقة كأرضية للانتقال إلى بحث ملفات كبيرة تتعلق بالتعاون في الملف الليبي والمنطقة والأهم بحث توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين شرق المتوسط.
وعلى العكس من ذلك تماماً، وصلت رسائل سلبية من الملف السعودي وذلك بعدما أكدت مصادر تركية أن السلطات السعودية، قررت إغلاق 8 مدارس تركية بالبلاد في نهاية العام الدراسي 2020- 2021. ونقلت وكالة الأناضول الرسمية عن مصادر دبلوماسية تأكيدها أن وزارة التعليم السعودية أبلغت المدارس التابعة لنظيرتها التركية في كلّ من تبوك، والرياض، والطائف وجدة، كتابياً بقرار الإغلاق. كما أجرى مسؤولو وزارة التعليم السعودية زيارات إلى المدارس التركية في الدمام وأبها، وأبلغوها شفهياً بقرار الإغلاق، نهاية العام الدراسي. كما يشمل قرار الإغلاق المدارس التركية في مكة المكرمة والمدينة المنورة أيضا.
وأشارت وزارة التعليم السعودية، في بيانها المرسل إلى المدارس التركية، إلى أنها ستقدم التسهيلات لتسجيل طلاب المدارس المغلقة، في المدارس الأخرى التي يرغبون التسجيل فيها، وأنه تم إبلاغ أولياء الأمور بذلك، لكن الجانب التركي أكد أن 2256 طالباً في المدارس التركية بالسعودية سيواجهون صعوبات عند انتقالهم للدراسة في المدارس السعودية، نظراً لعدم تمكنهم من اللغة العربية بالدرجة الكافية.
هذا القرار وعلى الرغم من أن الجهات الرسمية التركية لم تعقب عليه حتى الآن، أثار ردود فعل شعبية واسعة وغاضبة على مواقع التواصل واعتبر بمثابة “عمل انتقامي ومساس بحقوق المواطنين الأتراك في السعودية”. وعبر آلاف عن رفضهم وغضبهم من هذا القرار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في حين طالب آخرون بالرد بالمثل من خلال إغلاق المدارس والمصالح السعودية في تركيا. وكتبت أكثر من 10 آلاف تغريدة عبر تويتر تندد بالإجراء السعودي ونطالب بالرد عليه.
وفي تصريحات اعتبرت في تركيا على أنها “مقتطعة”، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في مقابلة خاصة، قوله إن تركيا “ستبحث عن سبل لإصلاح العلاقات بأجندة أكثر إيجابية مع السعودية أيضا”، معبراً عن أمله في إنهاء مقاطعة البضائع التركية من قبل السعودية. كما نقل عنه ترحيبه بالمحاكمة التي أجرتها للسعودية للمتهمين بقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول، وهو موقف يخالف كافة المواقف التركية السابقة التي شككت في نزاهة وقانونية المحاكمة السعودية.
ويبدو أن ملفات الخلاف بين السعودية وتركيا تبدو أعقد من تلك القائمة مع مصر والإمارات، إذ يجد الرئيس رجب طيب أردوغان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان صعوبة في كسر حاجز الجليد بينهما بعد سنوات من التصعيد الكبير، لا سيما وأن أردوغان ألمح أكثر من مرة إلى ضرورة محاكمة “رأس الهرم السياسي” الذي أعطي الأوامر بقتل خاشقجي في إشارة إلى محمد بن سلمان.
ويعتبر ملف قتل خاشقجي في إسطنبول من قبل مقربين من بن سلمان من أبرز ملفات الخلاف بين البلدين، حيث يطالب بن سلمان بإغلاق ملف القضية والتوقف عن المطالبات التركية بمحاكمة “رأس الهرم السياسي الذي أعطى الأوامر لتنفيذ الجريمة”، في حين ما زالت أنقرة تتمسك بمطلبها بضرورة إجراء محاكمة عادلة للمشاركين في الجريمة.
بدأت السعودية قبل نحو عام حملة مقاطعة غير رسمية للسلع التركية وهو ما أدى إلى خفض قيمة التجارة بنسبة 98 في المئة
وكانت السعودية بدأت قبل نحو عام حملة مقاطعة غير رسمية للسلع التركية وهو ما أدى إلى خفض قيمة التجارة بنسبة 98 في المئة. وأظهرت بيانات رسمية حديثة أن قيمة واردات السعودية من تركيا على أساس سنوي ما زالت منخفضة جداً في مؤشر على استمرار حملة المقاطعة بقوة، إذ هبط ترتيب تركيا من المرتبة 11 إلى المرتبة 67 بين أكبر المصدرين إلى المملكة.
وأظهرت بيانات الهيئة السعودية العامة للإحصاء أن الواردات من تركيا بلغت 24.5 مليون ريال (6.53 مليون دولار) في فبراير/ شباط، ارتفاعا من 14.1 مليون ريال قبل شهر، لكنها تظل أقل بنسبة 98 بالمئة على أساس سنوي، وهو ما دفع تركيا للجوء إلى منظمة التجارة العالمية في جنيف.
بعض العقليات ترفض الجديد وتمقت الراقي والمحترم حسدا وبغضا! وإن جاءها ملاك من السماء برسالة أخلاقية علمية عمليه وبلباس غير اللباس التقليدي ويحمل معه الأواني والأدوات غير الشائعة هناك فلن يتم قبوله وسوف يقاومونه، اللهم إن جاءهم بدبابة وهراوة فالحال مختلف! بعض الشعوب تقبل أن تطفو هي ومنازلها على التخلف والفوضى والدمار والخراب لأنها تستدفيء وتطمئن بسيد القوم!
تعليق جميل ممتاز
رحم الله الشاعر القائل: “عجبت للحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله”.
قال جل وعلى: ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان”