‘عقدة الغرب’

حجم الخط
0

أينكر أحد في عالمنا العربي وعلى مدى سنين طويلة، أن الغالبية من مجتمعاتنا العربية والإسلامية تعاني من عقدة، والتي تتمثل في التبعية وما يمكن تعريفه ‘بعقدة الغرب’، ثمة أزمة محزنة ومخزية مرت ولا تزال تمر بها الأمة العربية من محيطها إلى خليجها، ومشهد ذلك ما يشهده العالم العربي والإسلامي هذه الأيام، من تصاعد موجات وهجمات الإساءة للمقدسات الإسلامية، ولشخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص، ومع كل ما يفعله الغرب بنا، في ضل هذا كله هل الأمة اليوم، في كامل الوعي بما يحاك بها، وما يخطط له بالليل والنهار من طرف الأعداء، ‘ونذكر من بين الأعمال التخريبية، التشكيك في الثوابت العقدية للدين الإسلامي، والتطاول على مقدساته، بدعوى تحري النزاهة والموضوعية، وكذلك الطعن في الحقائق التاريخية التي تعلقت بالحضارة الإسلامية، بدعوى التزام مقتضيات النقد العلمي’، فكل ما يفعله الفرد الغربي يعني التطور، وهذا هو عمى الانبهار بكل ما هو غربي أو يدور في فلكه ويصدر عنه، وكل ما نفعله نحن العرب، لا يعدو كونه تقليد اعمي، هو التبعية الغربية، فأين أجيالنا الحالية من بطولات رجال، صنعوا مجد هذه الأمة وشيدوا صرحها بالعلم والسيف، بدأ بالرسول الكريم – الذي يهان في الآونة الأخيرة – وسيرته المجيدة وصحابته الأخيار، فلابد من إعادة الاعتبار للتربية الصحيحة و تعليم الأجيال على العطاء والتضحية، لكي يشيد صرح هذه الأمة من جديد، لكي تحمى من الغزاة، ولا بد من أن تتشكل الروابط الثقافية ضد القيم الغربية، والمعايير الغربية، التي يراد لها أن تصفي هويتنا العربية والإسلامية، فضلا عن استبعاد قيم الإسلام أو قيم الوحدة العربية، أو قيمنا العائلية والأخلاقية.
ومما لا شك فيه أن الغرب الاستعماري، قد أحرج مؤيديه، وحلفاء حضارته كثيرا، ووضعهم في كثير من المراحل في الزاوية الصعبة، حيث باتوا في مواضع لا يحسدون عليها أخلاقيا ووطنيا، بما يتهمون فيه من عمالتهم، لهذا المعتدي ضد شعوبهم، وبعد أن تكشفت الأحداث عن وحشية الغرب الفظيعة.
يتوجب على العرب وغيرهم من أبناء هذه الأوطان، بعد ما وصل بهم السيل الزبا، التوقف عن الاندفاع العبثي وراء الغرب، بدلا مما يقوموا به ببتر لقراءات في التاريخ، وتحريف المصطلحات والمفاهيم عن موضعها، وتزوير الحقائق، فيسمو الخيانات الجماعية بالثورات، ويقرأ التاريخ العربي والإسلامي، بعين الدجال الأعور، حيث تصبح الامبرياليات الكلاسيكية والصليبيات والتلموديات والماسونيات واللصوصيات مساعدة وتدخلا إنسانيا، من اجل الحضارة والإنسانية وحماية الشعوب – إلى غير ذلك من البهتان، البدء بالتفتيش مجددا عن أوطانهم، والتعرف عليها وعلى مكوناتها، من بشر وتاريخ وثقافة وموارد وطاقات، والتفتيش عن سبل جديدة لإعادة صياغتها بما يناسب، ويمكنها من دخول العصر، ويحولها من أشلاء أوطان، إلى أوطان حرة يقطنها مواطنين أحرار، يستعيدون فيها إنسانيتهم المستلبة، وبغير ذلك سيجدون أنفسهم خارج حدود الأوطان مجددا.
فلتكن أحلامنا كبيرة، وليكن همنا أكبر، لنقل مثلا أننا نريد أن تفتح روما كما فتحت القسطنطينية، فإن الغرب يخاف فعلا أن تفتح روما.
أيمن هشام عزريل
[email protected]

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية