واشنطن – «القدس العربي» : تجاوزت العقوبات الاقتصادية الاوروبية ضد موسكو في خطوة مفاجئة الاجراءات الامريكية ولكن من المرجح ان تتوسع العقوبات بشكل متواز فيما قال عدد من المحللين بان هذه التدابير ستلحق عواقب وخيمة بالاقتصاد الروسي على المدى البعيد رغم ان العقوبات القطاعية غير كاملة .
يقول الخبير روبرت كان أن الدول الاوروبية تدرس حاليا حظر المؤسسات المالية الاوروبية من التعامل مع البنوك الروسية في قطاعي الاسهم والاقتراض اضافة الى منع بيع معدات الطاقة الحرجة والتكنلوجيا وفرض حظر على الاسلحة وخاصة تلك التى تستخدم تقنية الاستخدام المزدوج، وستنطبق هذه القيود على المعاملات والعقود القائمة مثل بيع السفن الحربية الفرنسية .
ويوضح العقوبات الاوروبية الاخيرة لا تمثل حظرا شاملا على المعاملات المالية مع روسيا بما في ذلك نظام المدفوعات ولكنها واسعة وقوية على نحو فعال ضمن سياسة العقوبات التى تتوزع على 3 مستويات مضيفا بان هذا يشير الى وجود تكلفة كبيرة على المدى الطويل على الاقتصاد الروسي تصل الى مرحلة التهديد .
ويشير زخم العقوبات الجديدة الى ان هنالك المزيد من العقوبات حيث تبدو اوروبا الان اقل قيودا في التعامل مع الولايات المتحدة بموضوع العقوبات في حين تحقق الحكومة الاوكرانية مزيدا من النجاح على ارض المعركة ومن المرجح انها ستحقق المزيد من المكاسب اذا لم تتدخل موسكو، ويعتقد المحللون بان رد فعل روسيا المتهور بالقصف عبر الحدود يشير الى كثافة في الاستجابة للتطورات على ارض الواقع وهو امر يبرر فرض المزيد من العقوبات التى من المتوقع ان تمتد الى ملاحقة عمليات تهريب الاموال والاسواق البديلة .
ويرى المحللون أت التوتر القائم بين الجداول الزمنية الاقتصادية والسياسية للعقوبات لا يجب ان يكون مدعاة للقلق حيث قد يستغرق الامر اكثر من شهر لمعرفة نتائج العقوبات وربما تستغرق العملية وقتا اطول ولكن في نهاية المطاف تاخذ التحركات الحالية نهجا تدريجيا يهدف الى عدم كسر مفاجئ في قنوات السوق المالية الدولية وانما من خلال الضغط البطئ على التجارة والتمويل لكي تسترخى التعاملات المالية الدولية دون قلق على المخاطر .
ومن الممكن قياس مدى تاثير العقوبات على روسيا من خلال مراقبة حركة هروب راس المال وانخفاض الاستثمار والركود ولكن هنالك ضغوط سياسية ملحة تبحث عن ادلة اكثر على نجاح العقوبات رغم ان وتيرة وشدة العقوبات لم تنته بعد .
ويقول المحللون الامريكيون أن المداولات الصعبة والمطولة التى اجراها الاتحاد الاوروبي للوصول الى مستوى جديد واعلى من العقوبات ضد روسيا سيحفز واشنطن على المسارعة باتخاذ تدابير تتناسب مع الاوروبيين وهم على الارجح سيقومون باضافة شركات بناء السفن الروسية الى قائمة الشركات المحظورة، وتهدف هذه الاجراءات العقابية المدبرة بعناية لكي يدفع الرئيس الروسي فلادميير بوتين ثمنا باهظا وخاصة بعد سلوك روسيا منذ اسقاط الطائرة الماليزية .
رائد صالحة