عقوبات تجارية امريكية على بنغلادش بسبب الانتهاكات الفادحة لحقوق العمال ومعايير السلامة

حجم الخط
0

واشنطن – ا ف ب: فرضت الولايات المتحدة عقوبات تجارية على بنغلادش بسبب ظروف العمل الخطيرة التي يعاني منها العمال في هذا البلد، وذلك بعد حوالى شهرين من انهيار مبنى يضم مصانع نسيج في دكا في كارثة اوقعت اكثر من 1200 قتيل.
وقال ممثل التجارة الخارجية الاميركية مايكل فورمان في بيان يوم الخميس ان المآسي التي شهدها اخيرا قطاع النسيج في بنغلادش سلطت الضوء على الانتهاكات الفادحة لحقوق العمال ولمعايير السلامة بالمصانع في بنغلادش.
واضاف البيان ان الرئيس الاميركي باراك اوباما قرر انهاء العمل ببعض الامتيازات التجارية التي كانت ممنوحة لبنغلادش، وذلك لممارسة ضغوط على بنغلادش وحضها على اخذ اجراءات تحسن من سلامة العمال.
واضاف البيان ان اوباما اصدر أمرا تنفيذيا جاء فيه انه من المناسب تعليق عضوية بنغلادش في برنامج +جي سي بي+ للدول النامية لانها لم تتخذ او لا تتخذ اجراءات لتطبيق القوانين الدولية للعمال في بلادها.
ويعني تعليق هذه الاعفاءات ان العديد من كبريات شركات الملبوسات التي تصنع منتجاتها في بنغلادش ستصبح مضطرة لدفع رسوم جمركية حتى تتمكن من تسويق بضائعها في السوق الاميركية.
واضاف البيان انه في السنوات الاخيرة عملت الحكومة الاميركية بشكل وثيق مع حكومة بنغلادش من اجل تشجيع الاصلاحات اللازمة لبلوغ معايير السلامة الاساسية هذه.وتابعلكن على الرغم من التزامنا وتعبيرنا بوضوح عن قلقنا ازاء هذا الموضوع، لم تر الحكومة الاميركية خطوات كافية نحو تطبيق هذه الاصلاحات.
وفي 24 نيسان/ابريل انهار مبنى مؤلف من تسع طبقات في سافار بضاحية دكا مما اسفر عن مقتل 1229 شخصا غالبيتهم من النساء، في أسوأ مأساة صناعية في البلاد.وكان المبنى يضم خمسة مصانع للألبسة الجاهزة ويعمل فيه اكثر من 3500 عامل نسيج يقبضون احيانا اقل من 40 دولارا في الشهر.
ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2012 اسفرت الكوارث التي طاولت صناعة النسيج في بنغلادش عن مقتل 1250 شخصا على الاقل في صفوف العمال. ونددت النقابات بظروف العمل وخطورة مقار العمل في هذه المصانع والمشاغل حيث يعمل ثلاثة ملايين عامل – معظمهم من النساء – بما يعادل 40 دولارا في الشهر وخصوصا لحساب علامات تجارية غربية لصناعة الألبسة.
من جهتها نددت بنغلادش يوم الجمعة بقرار الولايات المتحدة وقف امتيازاتها التجارية. وقالت وزارة الخارجية في بيان لا شيء يمكن ان يكون مثيرا للصدمة للعمال في بنغلادش اكثر من قرار تعليق نظام الامتيازات +جي اس بي+ الالية التي تقدم بعض الفوائد التجارية للدول النامية.
واضافت ان العقوبات تأتي في وقت اتخذت فيه بنغلادش اجراءات ملموسة لتحسين سلامة المصانع وحماية حقوق العمال.وتابعت فيما تحترم بنغلادش بالكامل قرار شريك تجاري، تعبر عن قلقها الشديد ازاء هذا الاجراء القاسي الذي قد ياتي بعواقب جديدة لقطاع التجارة الثنائية الذي كان مزدهرا.
يذكر ان الامتيازات التي تتضمن تجارة بدون رسوم جمركية منحت لبنغلادش بموجب برنامج جي بي اس او نظام الامتيازات المعمم والذي يلغي الرسوم الجمركية على الواردات من 127 دولة لمساعدة نموها.
ورغم ان هذا البرنامج لا يشمل صناعة الملابس، الا ان هذه الخطوة تشكل احراجا لحكومة بنغلادش التي تعمل جاهدة لاقناع المصانع الاجنبية بانها جدية في مسألة تحسين معايير سلامة العمال.
وفي رد فعلها على القرار الاميركي، اشارت وزارة خارجية بنغلادش الى سلسلة من الاصلاحات التي اتخذتها اخيرا منذ كارثة نيسان/ابريل بما يشمل تغيير قوانين العمل واتفاق مع منظمة العمل الدولية.
وقال جوهر ريزفي مستشار السياسة الخارجية لرئيسة وزراء بنغلادش شيخة حسينة واجد انه يأمل في ان تعود الادارة الاميركية عن قرارها قبل نهاية السنة.

ت
ت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية