«علاء الدين» رواية مهجرية للعراقي قصي الشيخ عسكر

حجم الخط
2

صدرت في دمشق عن دار أمل الجديدة رواية «علاء الدين» للكاتب المهجري قصي الشيخ عسكر الذي غادر العراق منذ عام 1979 وتدور أحداث الرواية حول شخصية شاب هجّرته سلطات النظام السابق قبل الحرب إلى إيران، فغادرها إلى الدنمارك وبعد أن حصل على حق اللجوء أخذ يبحث عن عمل، فوجد مطعما باسم مطعم علاء الدين مقابل مدينة الألعاب الشهيرة في كوبنهاغن، يملك المطعم شخص عراقي اسمه وضاح المهداوي كان قد هاجر من العراق عام 1963 إلى موسكو، ثم وارشو، يتعاطف مع الشاب ويقبله عاملا عنده ويشجعه على أن يوطد علاقته بشابة تعمل في المطعم ثم يشجعه على الزواج منها، فقد أصبح له وطن بعد أن حصل على الإقامة، وتنقصه العائلة التي تغنيه عن عائلته التي بقي منها أبواه في إيران وأخوه التاجر في الكويت وأخته مع زوجها في أستراليا.
وخلال العمل في المطعم يتعرف بطل الرواية على أشياء جديدة منها الغش في الضرائب، وإخفاء بعض واردات المحل عن الزوجة شريكة وضاح، لكن الشيء الأهم هو أن بطل الرواية بعد زواجه من دانا العاملة في المطعم، يرزق بطفل يشبه وضاح نفسه، وهذا كاف لأن يزرع الشكوك في نفس الزوجة الدنماركية التي تبدأ بمراقبة زوجها فتعرف أنه يتردد على شقة دانا، فتثور ثائرتها ويحاول البطل خنق زوجته فيضطر وضاح أن يعترف بأن دانا هي ابنته من زوجته البولندية حين كان يشتغل صاحب مطعم في بولندا، وحين جاء إلى الدنمارك لم يعرف أن صديقته البولندية حملت منه، فتزوج شارلوته أم ولديه التي هي ابنة قنصل سابق وغنية، فعمل معها المطعم ثم عرف بعد ذلك من صديقته البولندية بقصة الحمل فطلبها هي وابنتها إلى الدنمارك وبدأ يراقبها ويخاف عليها، خاصة بعد وفاة أمها بالسرطان، حتى جعلها تعمل عنده في المطعم، لكن ولادة علاء الدين تكشف الحقيقة مثلما كشف علاء الدين في حكاية موروثنا الشعبي الحقيقة دون زيف.
يقول الناشر على غلاف الرواية (يعدّ بعض النقاد قصي الشيخ عسكر رائدا للأدب المهجري المعاصر، ويسميه آخرون عميد الأدب المهجري المعاصر لما قدّمه من أعمال شعرية وقصصية وروائيّة في هذا المجال، وروايته المهجريّة القصيرة علاء الدين تتحدث عن الجيل الثالث الذي يولد على أرض المهجر، ويكشف كما مصباح علاء الدين في تراثنا القديم سلبيات الأجداد الذين هاجروا في ستينيات القرن الماضي وإيجابياتهم وحياتهم القلقة المتضاربة، ومعاناتهم في الهجرة الأولى نحو دول الشمال. وتوضّح الرواية بأسلوب دافئ رصين تضارب الرؤى وتطابقها بين كلّ جيل من الأجيال الثلاثة: الأجداد والآباء والأبناء).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول اسعد الاسدي:

    تحية لكاتب المقال ولاسرة التحرير في القدس العربي ومزيدا من الابداع للروائي رائد الادب المهجري د. قصي الشيخ عسكر
    والواقع له بصمات مميزة كالمقصف الملكي ورواية رسالة والعائلة ونهر جاسم ورواية ربيع التنومة والعشرات من الروايات التي تلامس الواقع فضلا لمجموعة الخيال العلمي
    تحية موصولة لدار امل والتي تتحفنا دوما وابدا بمزيد من الروائع

  2. يقول د. جعفر كمال:

    تعددت الأمكنة ترحالا وتجوالا مع الشاعر والقاص والروائي السادر أ. د. قصي الشيخ عسكر، بين الدول من حال على حال، ومن إبداع إلى إبداع أكثر عمقا وتنويرا في قياسات تنوعت ميزتها، وأجادت في تبنيها للمعرفة، وحققت النجاح في وصلها مع القارئ على اختلاف ثقافته، ومن خلال هذا المعيون استمر الأديب يحصد ثمار انتاج التنوع في تعدد المواهب كل في سياقه الخاص، ومن خلال هذا التجلي الباهر يذهب بعيدا في قدرته الازمة بالخصوصية الفنية في نسيج يشيع إثارة معنوية قابلة للبقاء لعصور زمنية قادمة، حيث أننا نجد نصه يسيطر على الانفعال بتنقيح وتشذيب في نسيج الجملة الشعرية وجعلها قابلة للمؤانسة في التواصل معها، وفي الوقت ذاته أنه جعل من القصة القصيرة جدا جدا أنها تختصر الكلمات وتفيض في المعاني المركبة بوعيها المعرفي، ومن جهة أخرى أشتغل على موضوعة الجملة القصيرة في السياق الروائي فتعيَّنت ذاتيتها بالتوسع عند قراءها، خاصة وأن قصي تبوأ المركز المختلف بكونه رائدا للأدب المهجري المعاصر، نأمل من جناب الأديب أن نحصل منه على نسخة من هذه الرواية. احترامي

إشترك في قائمتنا البريدية