علاج المشكلة الايرانية يجب أن يترك لبوش وللاوروبيين
اسرائيل وايران ستعودان لتكونا حليفتين كما كانتا في الماضي بعد سقوط النظام الايراني قريباعلاج المشكلة الايرانية يجب أن يترك لبوش وللاوروبيينكان شهر تشرين الاول (اكتوبر) من عام 1964 شهرا ممتازا للناس السوداويين. قطعت محطات الراديو البث، وأصدرت الصحف نشرات خاصة للانذار بالنبأ الفظيع. الجمهورية الشعبية الصينية فجرت اليوم منشأة برية في موقع التجارب لوب نور، وانضمت الي نادي القوي العظمي ، أبلغت بتوسع.تسبب النبأ بصدمة في الغرب. تنافس جنرالات وساسة، وقد اصيبوا بالخوف والذعر، من سينشر تنبؤا اكثر سوادا عن السلام العالمي، بعقب ادخال قنبلة ذرية في مستودع اسلحة نظام الحكم العدواني لماو تسي تونغ، قائد مليار من الصينيين الحمر. منذ ذلك الحين مر أكثر من 41 سنة. حتي في الفترات الاكثر ظلامية في تاريخ الصين الحديثة، في فترة الثورة الثقافية، عندما كان يبدو أن الصينيين قد جن جنونهم، بقي الاصبع الموضوع علي زر تشغيل السلاح الذري سليماً. كل التنبؤات المظلمة غابت في مزبلة التاريخ. جنرالات تشرين الاول (اكتوبر) 1967 وساسته ليسوا أكثر نشاطا. ان جزءا منهم متقاعد، ولم يعد اكثرهم معنا. لكن ارواحهم معنا، علي الاقل في اسرائيل، التي نشأ فيها جيل جديد من السوداويين ممن يهتمون بالتزويد الدائم بتنبؤات غاضبة علي القنبلة الايرانية. حان الوقت ليفهم الساسة والجنرالات عندنا، الذين جعلوا القنبلة الايرانية شعارا، ان اكثر الجمهور قد ضاق ذرعا بهم. ليس فقط لان الحديث، علي نحو عام، عن نفس الشخصيات التي اصابتنا بالذعر بسبب مستودع سلاح الابادة عند صدام حسين، وأمرونا في ربيع 2003 بفتح اقنعة الغاز ـ وهي خطوة كلفت الجمهور مقدارا ماليا كبيرا كان سيساعد جدا في ملء سلة الادوية مثلا. هنا مكان العودة والتأكيد، انه لا يوجد انسان سوي يفرح في اللحظة التي يكون فيها عند آيات الله قنبلة نووية. لكن يبدو أننا قد نسينا أننا، نحن الاسرائيليين، لسنا وحدنا الاسوياء علي وجه البسيطة. ولهذا يجب أن نعود ونؤكد أن القنبلة الايرانية هي مشكلة عالمية، لا اسرائيلية، وان علاجها يجب أن يترك لبوش وللاوروبيين، وان نقترح عليهم المساعدة، في اقصي حد، من وراء الكواليس، لا بعناوين صاخبة. وتوجد نقطة اخري، لا يتم التعبير عنها لسبب ما في النقاش العام. فلاسرائيل ولايران الكثير من المصالح المشتركة، من النوع الذي ينشيء احلافا. فهم بن غوريون ذلك، ووضع اساس بناء حلف كهذا، ارسلت اذرعه السرية نحو كل مكان. في 1958، عندما هاجت في لبنان حرب أهلية، هبطت هنا طائرات ايرانية، وحملت سلاحا كثيرا من عملية كديش، ونقلته الي المسيحيين في بيروت. وتوجد بالطبع قصة تمرد الاكراد في العراق، وقضايا كثيرة اخري لم تنشر بعد. يشهد بمبلغ قوة ذلك الحلف، الاثر الباقي الآتي: فهنالك موقع مشتبه به في شرقي ايران، غير بعيد من الحدود الباكستانية، هو الذي اضاء الاضواء الحمراء في الجماعة الاستخبارية. ان فحصا أعمق عن المعطيات اظهر الشك في أن الحديث عن قواعد ارسال صواريخ. وصل افراد أمان الي متقاعد جهاز الامن، الذي عرف لحينه ايران معرفة حسنة. فقال لهم: بالطبع هذه قواعد ارسال صواريخ، فنحن بنيناها في نهاية سنوات السبعين، في اطار الاتفاقات المشتركة لبناء مصنع لانتاج صواريخ أرض ـ أرض. اذا ما بحثتم جيدا في الارشيفات، فستجدون أيضا الخطط الاصلية لقواعد الارسال .تسيطر في ايران الان حكومة اسلامية مغالية. يرأسها زعيم جديد انتخب أخيرا، استطاع حتي الان ان يطلق عدة تصريحات مسمومة مضادة لاسرائيل، تزيد الضغط الدولي لنظام آيات الله. علي نحو تناقضي، تقوي سياسة كهذه علي الخصوص تنبؤات اولئك الذين يؤمنون بأن النظام الحالي، الاسلامي ـ الغالي، سينهار قبل ان تستكمل القنبلة الايرانية الاولي. وعندما يحدث هذا، وهذه مسألة تاريخ فقط، فستعود اسرائيل وايران لتكونا حليفتين. مع قنبلة أو من غيرها.غاد شمرونكاتب في الصحيفة(معاريف) 3/1/2006