ما الذي أتى بي إلى هذا الركن القصي من العالم؟
لا أرى السماء هنا مثل تلك السماء هناك
والأرض بلا أبٍ وأم
قوافل البشر تمرّ كما مرّت من قبل، ماضيةً إلى الغيب.. الغيب الذي لا تعود منه
ولكي تملأ جرارها بالذهب،
صنعت السيوف والرماح،
وحوّلت الحروب إلى عمل
أما الطبيعة التي تحرك أشجارَها الرياح،
فقد ألهمتنا الشعر والفن دون جدوى
وكما قالت النملة لأخواتها ادخلوا مساكنكم،
قال الإنسان لأخوته هيا بنا نبيد النمل بجنودنا
كل ركن في هذا العالم يحتله الجنود.
كانت حانات كثيرة تحمل اسم (الركن الهادئ)
لكنها اليوم مليئةً بالصخب والعنف،
كأن وليم فوكنر
ترك فيها روايته وغادر.
شاعر وكاتب عراقي