علماء يخشون من أن يقوم إيلون ماسك بتدمير كوكب المريخ… لهذه الأسباب

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: تثير الخطط والمشاريع التي أعلن عنها الملياردير الأمريكي إيلون ماسك حالة من القلق في الأوساط العلمية والبحثية، حيث تعتزم الشركة التي يديرها ماسك غزو كوكب المريخ خلال السنوات القليلة المقبلة، وتعمل بجد ونشاط من أجل الترتيبات اللازمة لبناء مستعمرة بشرية على سطح الكوكب الأحمر. وبينما تنشغل شركة «سبيس إكس» التي يملكها ماسك في الإعداد لأول رحلة يتم فيها نقل البشر إلى كوكب المريخ، فإن العلماء يخشون من أن تؤدي هذه الخطط والمحاولات إلى أضرار بالغة في الكون، وهي الأضرار التي قد تصل إلى تدمير الكوكب الأحمر بدلاً من استصلاحه واستعماره من قبل البشر.

ونقلت جريدة «دايلي ميل» البريطانية في تقرير لها اطلعت عليه «القدس العربي» عن أحد كبار العلماء قوله إن مهمة إيلون ماسك إلى المريخ قد تدمر الكوكب الأحمر.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة «سبيس إكس» إيلون ماسك كشف سابقاً عن خطط لإنشاء مدينة أو مستعمرة بشرية على سطح كوكب المريخ بحلول عام 2054. وقدم ماسك ادعاءً مذهلاً بأن مدينة يبلغ عدد سكانها مليون نسمة ستزدهر على المريخ في غضون 30 عاماً.
وفي المقابل حذر عالم بارز من أن خطة ماسك قد تكون كارثية، حيث قال البروفيسور أندرو كوتس، وهو فيزيائي وباحث في المريخ من جامعة كوليدج لندن، إن المستوطنين البشر من شأنهم تلويث الكوكب وتعريض البحث عن حياة فضائية للخطر.
وزعم كوتس أن البشرية يجب أن ترسل رائد فضاء واحداً فقط إلى المريخ إذا أردنا معرفة الحقيقة حول الحياة في نظامنا الشمسي، حسب ما نقلت «دايلي ميل».
وقال البروفيسور كوتس: «آخر شيء نحتاج إلى القيام به هو نقل الحياة من الأرض إلى المريخ. الاستكشاف الآلي هو الطريق الصحيح». وتأتي ادعاءات ماسك الجديدة حول مستقبل الاستكشاف البشري على المريخ في الوقت الذي تحقق فيه «سبيس إكس» أكبر اختراق لها حتى الآن.
وفي الثالث عشر من تشرين الأول/أكتوبر، نجحت الشركة في هبوط صاروخها المعزز «Super Heavy» الذي يبلغ ارتفاعه 71 متراً (242 قدماً).
وحمل الصاروخ المعزز صاروخاً يزن 3000 طن لمسافة 40 ميلاً (65 كيلومتراً) في الهواء قبل أن ينفصل ويوجه نفسه مرة أخرى إلى منصة الإطلاق حيث تم التقاطه في أذرع «Mechazilla» التي تشبه عيدان تناول الطعام.
والصاروخ المعزز هو الأكبر الذي صممته شركة «سبيس إكس» على الإطلاق وهو ضروري لحمل مركبة «ستارشيب» الضخمة إلى المدار.
وأثار هذا النجاح الآمال في السفر الفضائي الأرخص والأكثر كفاءة القادر على نقل المستوطنين والموارد إلى المريخ.
وكتب ماسك على شبكة «إكس» بعد وقت قصير من هبوط «سوبر هيفي»: «إذا كانت الحضارة مستقرة بشكل معقول لمدة 30 عاماً تقريباً، فسوف يتم بناء مدينة مكتفية ذاتيًا تضم ​​أكثر من مليون شخص على المريخ».
ومع ذلك، يحذر البروفيسور كوتس من أن بناء مستوطنة بشرية بهذا الحجم من شأنه أن يخلق مشاكل خطيرة للعلماء.
والبروفيسور كوتس هو جزء من الفريق الذي يطور مهمة مركبة ناسا روزاليند فرانكلين التي ستحفر تحت سطح المريخ للبحث عن علامات على وجود حياة ميكروبية غريبة.
ومن خلال إرسال مستكشفين بشريين إلى الكوكب الأحمر، فإن «سبيس إكس» ستلوث السطح حتماً بمادة بيولوجية.
ومن شأن هذا التلوث أن يجعل من الصعب على الباحثين مثل البروفيسور كوتس اكتشاف العلامات الدقيقة للحياة الغريبة الماضية أو الحالية على الكوكب.
وقال البروفيسور كوتس: «في النهاية، يرغب إيلون ماسك في نقل الناس إلى القمر وربما إلى المريخ، لكنني أعتقد أنه يتعين علينا أن نكون حذرين بعض الشيء مع الأخير».
وأضاف: «يتعين علينا أن نكون حذرين للغاية في الطريقة التي نعد بها البعثات، ونقوم بالكثير من تنظيف التكنولوجيا، للتأكد من أننا لا نأخذ الحياة إلى المريخ ونقيس ذلك. هذا هو آخر شيء نريد القيام به».
وقال ماسك مراراً وتكراراً إن مركبة «ستارشيب» الفضائية ومعزز سوبر هيفي سيكونان حاسمين لإنشاء وجود دائم على المريخ.
ويقترب المريخ من الأرض بما يكفي للسفر بين الكواكب مرة واحدة كل 26 شهراً، ما يجعل نافذة الإطلاق قصيرة للغاية. ويقول العلماء إن إنشاء مدينة على المريخ يتطلب إطلاق ملايين الأطنان من البضائع والركاب في هذه النافذة القصيرة، ويأمل ماسك أن تجعل السعة العالية وقابلية إعادة استخدام «ستارشيب» و«سوبر هيفي» هذا ممكناً. ومع الهبوط الناجح لمعزز «Super Heavy» يبدو هذا الهدف الغريب أكثر واقعية فجأة.
ومع ذلك، حذر العلماء من أن مشروع الاستعمار الجماعي على المريخ يمكن أن يدمر أي دليل على الحياة على الكوكب، حتى إن بعض الباحثين حذروا من أن وصول البشر يمكن أن يمحو الحياة الهشة التي قد تعيش حاليًا على المريخ.
وقال البروفيسور كوتس: «أحد الأهداف المعلنة هو نقل مليون شخص في النهاية إلى المريخ وأنا بالتأكيد أضع حدًا لذلك».
ويعتقد البروفيسور كوتس أن البشر قد يتمكنون من المشي على المريخ يوماً ما ولكن يجب التحكم في الأعداد بشكل صارم. وقال: «قد يكون شخص واحد على ما يرام في النهاية، ولكن هناك مخاطر التلوث».
ومع ذلك، يقول البروفيسور كوتس إن مركبة الفضاء ستارشيب التابعة لسبيس إكس ستسمح للبشر بالعودة إلى القمر بأعداد أكبر. وقد تم بالفعل اختيار «ستارشيب» المركبة الفضائية التي يحملها الصاروخ المعزز «سوبر هيفي» كمركبة ناسا المفضلة للعودة إلى سطح القمر.
وقالت وكالة الفضاء إنها ترغب في استخدام نسخة معدلة من «ستارشيب» لمهام «أرتميس» التي ستهبط بأول أمريكيين على القمر منذ عصر أبولو.
وقال البروفيسور كوتس: «القمر ليس مشكلة على الإطلاق، يمكننا القيام بذلك». مشيراً إلى أن القمر على عكس المريخ لا يحتوي على أي من المكونات الضرورية للحياة، ما يعني عدم وجود خطر التلوث البيولوجي.
ويختتم كوتس كلامه بالقول: «إنه لأمر رائع أن نتمكن من القيام بذلك باستخدام صاروخ كبير جدًا، فهو يساعدنا في النهاية على العودة إلى استكشاف البشر للقمر – وهو ما لا أجد مشكلة فيه – لكنني أعتقد أننا سنذهب إلى المريخ مع الكثير من الناس وهذا هو المكان الذي يجب أن نبدأ فيه بالقلق».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية