على جماعة الاخوان المسلمين أن تفهم أن الغرب الذي تتهمه بالكفر يدافع عن شرعيتها وعن وجودها، بل وعن حقها في تسيير شؤون البلاد وفقا للقواعد الديمراطية المعمول بها دوليا، وعلى جماعة الاخوان أن تختار بين نوعين من ‘ الاسلام السياسي’: الأول يتمثل في التفسير الصارم للدين على نموذج طالبان بافغانستان بقيادة اسامة بن لادن وايمن الظواهري، والذي واجهه العالم أجمع بصرامة وقتال، حيث الطائرات الأمريكية بدون طيار تلاحق مقاتليه في جبال تورا بورا، واليمن والعراقô وتقتل فيهم بالمئات، وتم تصنيف هذا التيار المتشدد بتنظيم القاعدة، وأصبح يعرف بالتنظيم الارهابي العالمي الذي يهدد المجتمعات المدنية، وبين تفسير معتدل لمفهوم ‘الاسلام السياسي’، والذي يتمثل في حزب العدالة والتنمية، بقيادة أردوغان بتركيا، والذي اختار أن ينأى بنفسه عن التدخل في حياة الناس الخاصة، واكتفى بتسيير شؤون البلاد اقتصاديا. إن غموض حركة الاخوان المسلمين سياسيا في مصر أثار العديد من المخاوف في أوساط الناس والمجتمع المدني المصري. الكل يخشى أن تتكرر تجربة الجزائر المظلمة، والتي ادت إلى انتكاسة العملية الديمقراطية في كل الوطن العربي، وما على قيادات الاخوان المسلمين إلا أن تتقبل الأمر الواقع وتعيد حساباتها برؤية واضحة ومطمئنة للجميع في محطة انتخابية قادمة حقنا لدماء أبناء مصر. فالجيش التركي تدخل ضد حكومة نجم الدين أربكان في تركيا وأجبرها على الاستقالة، ولكن كان وعي الناس هناك أرقى ولم تسل قطرة دم واحدة من جمهور الاسلاميين، فالحكمة للعقل تقي الناس شرور أنفسهم. ناصر الدين جعفر