الناصرة- “القدس العربي”:
يتواصل حجيج الزعماء الغربيين لإسرائيل وآخرهم رئيس حكومة بريطانيا ريشي سوناك الذي تبنى الرواية والمواقف الإسرائيلية فقال مخاطبا الإسرائيليين بالقول إنه هذا ليس حقكم بل واجبكم استعادة الأمن لدولتكم”، زاعما أن معاناة الإسرائيليين من “أفعال إرهابية” لا يمكن وصفها، ولافتا إلى “واجب الإسرائيليين باستعادة المخطوفين”.
وبعد زيارة المستشار الألماني والرئيس الأمريكي ورئيس حكومة بريطانيا وعدد من وزراء الدول الغربية من المفترض أن يصل تل أبيب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة لذات الهدف.
والتقى سوناك رئيس إسرائيل يتسحاق هرتسوغ ورئيس حكومتها بنيامين نتنياهو وخلال اللقاء بهما قال إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها معربا عن ثقته بمواصلة التعاون بشكل وثيق ومواصلة الدعم لإسرائيل حتى تستعيد مخطوفيها”.
ومضى سوناك وهو يتماثل مع الرواية الإسرائيلية بالكامل على هدي الرئيس الأمريكي جو بايدن: “الفلسطينيون هم ضحية عمليات حماس ومن المهم أن نواصل تأمين ممر للمساعدات الإنسانية وأنا سعيد بأن بريطانيا ستقدم مساعدات للمنطقة وللجهات الصحيحة”.
وقال رئيس إسرائيل هرتسوغ إنه “يرغب بطرح تغطية شبكة الـ(بي بي سي) للكارثة الحالية التي ترفض حتى الآن وصف عناصر حماس بالإرهابيين وتقول عنهم (مقاتلو حماس) وهذا تشويه للحقائق فالحديث عن واحد من أسوأ التنظيمات الإرهابية في العالم. أعي أنه في نظام ديمقراطي كما لديكم ولدينا أنت لا تستطيع التدخل ولكن ينبغي أن تشهد بريطانيا صرخة مدوية ضد الإرهاب”.
انتقادات إسرائيلية لـ”بي بي سي” لعدم استخدامها مصطلح “إرهابيين”
كما قال هرتسوغ “إن سوناك وصل إسرائيل في أقسى أوقاتها وإنها ستتغلب وتنتصر في النهاية وعندها ستكون بأفضل ساعاتها”.
بعد ذلك التقى سوناك برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي شكره على تضامنه مع إسرائيل وجدد محاولاته شيطنة حماس: “لقد حاربتم النازيين قبل 80 عاما وكل العالم دعم حربكم بهم وحماس هم النازيون الجدد وداعش الجديدة وفي عالمنا المعاصر ينبغي أن نقاتلهم معا فهذه حرب إسرائيل والعالم الغربي الحديث من أجل المستقبل”.
وقال نتنياهو أيضا إن إسرائيل تقاتل عمليا قوة تديرها إيران التي تريد إعادة الشرق الأوسط سنوات للخلف. وتابع “نحن نحتاج دعمكم المتواصل ونحن نقدّر لكم دفعكم قوات معززة للمنطقة. معا ننتصر وهناك أسرى بيد حماس ينبغي تحريرهم”.
سوناك الذي اختار ارتداء قميص أبيض وربطة زرقاء- بلون العلم الإسرائيلي- عقب على ما سمعه من هرتسوغ ونتنياهو بالقول: “نحن ندعم حقكم بالدفاع عن النفس، ملاحقة حماس وردعها وضمان أمنكم وأنا أعرف أنكم تتخذون كل الوسائل من أجل الامتناع عن المسّاس بالمدنيين واستهداف حماس فحسب”.
والتقى سوناك، الذي تجاهل المذبحة المروعة في مستشفى المعمداني في غزة، مندوبين عن ذوي الأسرى الإسرائيليين وقال لهم إن بريطانيا تقف لجانبهم”. وردا على مهاجمة هرتسوغ لشبكة “بي سي سي” قال سوناك إن “ما خبرته إسرائيل لا يمكن وصفه إلا عمل إرهابي بربري ارتكبته حماس وينبغي تسمية الفظائع باسمها وهذا ما اعتقد به وسأواصل قوله. بهذه الروح نقف إلى جانب إسرائيل”.
وفي جردهم حساب زيارة بايدن لإسرائيل، دوافعها، نتائجها وتبعاتها وأثمانها، وكذلك زيارات رؤساء دول غربيين آخرين، يستدل من تعليقات المحللين الإسرائيليين البارزين أن أهم ما قدمه هؤلاء هو دعمهم المعنوي في لحظة فقد الإسرائيليون ثقتهم بحكومتهم وبجيشهم بعد عملية “طوفان الأقصى” وفي لحظة استبدل اليقين بالمستقبل بالشكل الحقيقي فيه وهذا علاوة على أن بايدن جاء لحماية إسرائيل من أعدائها ومن نفسها أيضا خاصة أنها تملك قوة تدمير عسكرية كبيرة لكنها فاقدة الثقة بالنفس. وهذه توليفة من شأنها أن تؤدي لاتخاذ قرارات انفعالية خاطئة وهذا ما حذّر منه بايدن عدة مرات داعيا الإسرائيليين لتعلم الدروس من الأخطاء الأمريكية في العراق وأفغانستان بعد 11/ 9/ 2001.