على‭ ‬غرار‭ ‬المشهد‭ ‬العسكري‭: ‬مساع‭ ‬إيرانية‭ ‬لتعزيز‭ ‬الحضور‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬سوريا

وائل‭ ‬عصام
حجم الخط
0

أنطاكيا‭ – ‬‮«‬القدس‭ ‬العربي‭:‬‮»‬‭ ‬تعمل‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬علاقاتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬السوري،‭ ‬وترسل‭ ‬لهذه‭ ‬المهمة‭ ‬الوفود‭ ‬تباعاً‭ ‬إلى‭ ‬دمشق،‭ ‬وآخرها‭ ‬الوفد‭ ‬البرلماني‭ ‬الذي‭ ‬ترأسه‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬الإيراني،‭ ‬وحيد‭ ‬جلال‭ ‬زادة،‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬من‭ ‬دمشق‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬مع‭ ‬النظام‭.‬
والتقى‭ ‬الوفد‭ ‬في‭ ‬دمشق‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬النظام‭ ‬السوري،‭ ‬حسين‭ ‬عرنوس،‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬فيصل‭ ‬المقداد،‭ ‬ورئيس‭ “‬مجلس‭ ‬الشعب‭”‬،‭ ‬حمودة‭ ‬الصباغ‭.‬
وذكرت‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬إيرانية،‭ ‬أن‭ ‬زادة‭ ‬بحث‭ ‬سبل‭ ‬تعزيز‭ ‬العلاقات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬والطاقة،‭ ‬والإجراءات‭ ‬العملية‭ ‬المتخذة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬التفاهمات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إليها‭ ‬خلال‭ ‬زيارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الإيراني،‭ ‬إبراهيم‭ ‬رئيسي،‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭. ‬وتنظر‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬نظرة‭ “‬حيوية‭”‬،‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬زادة،‭ ‬مضيفاً‭ ‬أن‭ ‬بلاده‭ “‬تدعم‭ ‬توسيع‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭”.‬
وتابع‭ ‬بأن‭ ‬الزيارة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬بحث‭ ‬المستجدات‭ ‬والتطورات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمنطقة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية،‭ ‬وقال‭ “‬لمسنا‭ ‬خلال‭ ‬لقاءاتنا‭ ‬رؤية‭ ‬إيجابية‭ ‬وبناءة‭ ‬لدى‭ ‬حكومة‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬وأعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الشعب،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬وتذليل‭ ‬العقبات‭”.‬
وتأتي‭ ‬دعوة‭ ‬زاده‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬أزمة‭ ‬مالية‭ ‬اقتصادية‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬النظام‭ ‬وبعد‭ ‬تصفير‭ ‬التعرفة‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬السلع‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والنظام‭ ‬السوري،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬حسب‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الإيراني‭ ‬مصطفى‭ ‬النعيمي‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الهيمنة‭ ‬على‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬العسكرية‭. ‬وأَضاف‭ ‬النعيمي‭ ‬لـ‭”‬القدس‭ ‬العربي‭” ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يجري‭ ‬بهدف‭ ‬زيادة‭ ‬التموضع‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬الضربات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬أهداف‭ ‬تابعة‭ ‬للميليشيات‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬طهران‭ ‬في‭ ‬الجنوب‭ ‬السوري،‭ ‬والحراك‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬السوري‭.‬
ويقول‭ ‬إن‭ “‬زيادة‭ ‬الحضور‭ ‬الإيراني‭ ‬تعني‭ ‬رداً‭ ‬مباشراً‭ ‬على‭ ‬المطالب‭ ‬الدولية‭ ‬بضرورة‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬نفوذ‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬سوريا‭”‬،‭ ‬معتبراً‭ ‬أنه‭ “‬في‭ ‬ظل‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬لن‭ ‬يكتب‭ ‬لمحاولات‭ ‬إيران‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تقوية‭ ‬نفوذها‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬النجاح‭”. ‬
أما‭ ‬الكاتب‭ ‬المهتم‭ ‬بالشأن‭ ‬الإيراني‭ ‬عمار‭ ‬جلو،‭ ‬فيقول‭ ‬لـ‭”‬القدس‭ ‬العربي‭” ‬إن‭ ‬الدعوات‭ ‬الإيرانية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ليست‭ ‬جديدة،‭ ‬حيث‭ ‬تعتقد‭ ‬إيران‭ ‬أن‭ ‬نفوذها‭ ‬العسكري‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬لا‭ ‬يقارن‭ ‬في‭ ‬الشق‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬مضيفاً‭ ‬أن‭ “‬طهران‭ ‬تسعى‭ ‬لتقليص‭ ‬الهوة‭ ‬بين‭ ‬سطوتها‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬سوريا،‭ ‬ومكاسبها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المحدودة‭”.‬
وتابع‭ ‬الكاتب‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والتفاهمات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬وقعتها‭ ‬طهران‭ ‬مع‭ ‬دمشق‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬السورية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2011،‭ ‬لم‭ ‬تُنفذ‭ ‬بسبب‭ ‬تملص‭ ‬النظام،‭ ‬لإدراكه‭ ‬بأن‭ ‬طهران‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬احتياجاته‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬الشأن‭ ‬العسكري‭.‬
ويقول‭ ‬جلو‭ ‬إن‭ ‬طهران‭ ‬ترى‭ ‬أنه‭ ‬مقابل‭ ‬الأموال‭ ‬السخية‭ ‬التي‭ ‬دفعتها‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وخسائرها‭ ‬البشرية‭ ‬بهدف‭ ‬تثبيت‭ ‬النظام‭ ‬السوري‭ ‬ومنع‭ ‬سقوطه،‭ ‬لم‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬المكاسب‭ ‬المناسبة‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرها،‭ ‬ويستدرك‭ “‬لكن‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬ترى‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬ضرورة‭ ‬لتحقيق‭ ‬مشروعها‭ ‬الجديد،‭ ‬أي‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭”.‬
وأواخر‭ ‬تموز‭/‬يوليو‭ ‬الماضي،‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والمالية‭ ‬الإيرانية‭ ‬إحسان‭ ‬خاندوزي‭ ‬رسمياً‭ ‬عن‭ ‬إنشاء‭ ‬شركة‭ ‬تأمين‭ ‬وبنك‭ ‬مشتركين‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬والنظام‭ ‬السوري‭.‬
وقال‭ ‬إن‭ ‬الجانبين‭ ‬رخصا‭ ‬لإنشاء‭ ‬شركة‭ ‬تأمين‭ ‬وبنك‭ ‬مشتركين،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المؤسستين‭ ‬بدأتا‭ ‬العمل‭ ‬كمحركين‭ ‬دافعين‭ ‬للاستثمار‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬وسوريا،‭ ‬وأضاف‭ ‬من‭ ‬دمشق‭ “‬نعلن‭ ‬رسمياً‭ ‬أننا‭ ‬شهدنا‭ ‬ثمار‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬إنشاء‭ ‬شركة‭ ‬تأمين‭ ‬مشتركة‭ ‬بحضور‭ ‬كونسورتيوم‭ ‬من‭ ‬شركات‭ ‬التأمين‭ ‬الإيرانية‭ ‬وبالطبع‭ ‬بالشراكة‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬السوري‭ ‬وكذلك‭ ‬تأسيس‭ ‬بنك‭ ‬مشترك‭”.‬

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية