على نتنياهو ان يعمل بنشاط لكسر الجمود السياسي

حجم الخط
0

ستة مستحدثين ورجال أعمال، دعوا الى حديث مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، حذروه من الثمن الاقتصادي للجمود في المسيرة السياسية مع الفلسطينيين، هكذا أفاد أمس في ‘هآرتس’ باراك رابيد. الستة غير معادين لنتنياهو. يوجد بينهم أصدقاء شخصيون ومؤيدون معلنون له، الى جانب من تختلف اراؤهم مع ارائه.
ادعاء رجال الاعمال معروف: في غياب التقدم السياسي لن ينجح الاقتصاد الاسرائيلي في تحقيق كامل قدرته الكامنة فيه؛ والمستثمرون الاجانب سيترددون في الرهان على محيط قابل للتفجر؛ واسرائيل لن تكون أمة استحداثات، والعقول اللامعة ستهرب، وميزانية الدفاع لن تتقلص. كل هذا حين تكون بالتوازي الساعة الديمغرافية مستمرة في الدق وتهديد الديمقراطية، ولهذا ايضا توجد آثار اقتصادية.
ولما كان لا مجال للاشتباه بسياسي واع ومجرب كنتنياهو ان تكون هذه الجوانب خافية عن ناظريه، يمكن لنا أن نتساءل لماذا تكبد عناء استدعاء مثل هذه المحاضرة ـ التحذير، ناهيك عن أنه لا بد افترض ان حديثا جماعيا من هذا النوع ومضمونه لن يبقيا سرا. الاستنتاج الواجب هو أن رئيس الوزراء يشارك رجال الاقتصاد العملي هذا التقويم للوضع، وأن نشر تحذيرهم مجدٍ له. وضد من يحتاج نتنياهو الى هذا السوط اللفظي؟ يخيل أن جمهوره المستهدف يوجد بين رجال الليكود، بمن فيهم من مستوطنين وفرسانهم، من موشيه فايغلين وحتى داني دنون وكذا في الاحزاب التي على يمين الليكود.
الرسالة الداخلية لناشطي حزبه هي ان الجمهور الاسرائيلي اثبت في الانتخابات الاخيرة للكنيست، ان اعتبارات الاقتصاد والرفاه صعدت لديه الى رأس جدول الاعمال. فنمو الاقتصاد الوطني ومستوى معيشة العائلات يرتبطان بشكل وثيق مع التقدم نحو السلام. وبدون افق سياسي تتكدر ايضا السماء الاقتصادية والليكود سيفقد الحكم.
وبالنسبة لكتلة ‘البيت اليهودي’، التي يطلق زعيمها نفتالي بينت اعلانات كفاحية تستفز عمليا ليس فقط محمود عباس، بل ايضا باراك اوباما، جون كيري بل ونتنياهو، هذه الرسالة هي خطوة في الطريق الى اخراجها من الحكومة ومغازلة حزب العمل كشريك بالقوة بدلا منها.
غير انه حتى لو كانت هذه هي دوافع نتنياهو، فليس هذا بكافٍ، فاستخدام تحذيرات الاخرين لاغراض سياسية لن يغير الواقع. والواقع ـ بما في ذلك الاقتصادي ـ يدل على أن دولة فلسطينية هي مصلحة اسرائيلية. وعليه فمن الافضل أن يعمل نتنياهو بنشاط على كسر الجمود السياسي، ويوقف طقوس دحرجة المسؤولية الى عباس، وبالاساس محاولات التملص من المفاوضات.

هآرتس 19/6/2013

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية