حقق الوفدان الأوكراني والروسي تقدما كبيرا في خطة سلام أولية من 15 نقطة، وتقول المصادر إن الأمر يتعلق من بين أمور أخرى، بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية .
أطلق المسؤولون الروس والأوكرانيون، تصريحات تشير إلى أنه سيتم التوصل إلى اتفاقات سلام بين روسيا وأوكرانيا في الوقت القريب المقبل. وبعثت تصريحات رئيس الوفد الروسي في المحادثات بين البلدين، فلاديمير ميدينسكي كذلك على الكثير من التفاؤل ولو المتحفظ. وقال للصحافيين إن المفاوضين الأوكرانيين يقترحون كأساس للتسوية جعل أوكرانيا دولة محايدة على أساس النموذج النمساوي أو السويدي. وتجري مناقشة مجموعة كاملة من القضايا المتعلقة بحجم الجيش الأوكراني.
وقالت كييف إن الاتفاق مع موسكو سيستغرق ما يصل إلى أسبوع ونصف الأسبوع، وتريد كييف أن تدرج في الاتفاقية الالتزام بسحب القوات الروسية وجعل الاتفاقية مفتوحة أمام الدول الأخرى للانضمام لها.
وقال ميخائيل بودولاك، عضو الوفد الأوكراني ومستشار رئيس المكتب الرئاسي في مقابلة مع صحيفة Wirtualna Polska» « إنه «لا يزال الوفدان الروسي والأوكراني على موقفهما. ويمكن أن يستغرق تنسيق النقاط المتنازع عليها من عدة أيام إلى أسبوع ونصف. خلال هذا الوقت، يجب أن نقترب أكثر من صياغة اتفاق سلام». وعلى حد معطياته فإن لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع ونظيره الأوكراني زيلينسكي قد يتم بعد توقيع معاهدة السلام. وقال: «حالما يتم الاتفاق سنبدأ في تنظيم الاجتماع».
ولأول مرة منذ بداية الأزمة ظهر أمل في وضع حد لإراقة الدماء. واستنادا إلى تصريحات المسؤولين الأوكرانيين والروس، بمن فيهم وزير الخارجية سيرجي لافروف والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فإن موسكو تعرض على كييف حلا وسطيا، والجانب الأوكراني على استعداد لقبوله من حيث المبدأ. ووفقا لمختلف المصادر فقد حقق الوفدان الأوكراني والروسي تقدما كبيرا في خطة سلام أولية من 15 نقطة، وتقول المصادر إن الأمر يتعلق، من بين أمور أخرى، بوقف إطلاق النار وانسحاب القوات الروسية إذا أعلنت كييف الحياد على غرار النموذج السويدي أو السويسري، وفرضت قيودا على حجم القوات المسلحة. والصفقة المقترحة، التي ناقشها المفاوضون الأوكرانيون والروس بالكامل لأول مرة في 14 آذار/مارس، ترى أن تتخلى كييف عن سعيها للحصول على عضوية الناتو وتتعهد بعدم استضافة قواعد عسكرية أو أسلحة أجنبية. في المقابل، ستحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية من حلفاء مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا، حسب المصادر.
وقال بودولاك، لصحيفة «فاينانشيال تايمز» إن أي صفقة ستشمل «مغادرة قوات روسيا الاتحادية الأراضي الأوكرانية في أي حال» حسب تعبيره التي «تم الاستيلاء عليها منذ 24 شباط/فبراير» أي المناطق الجنوبية على طول آزوف والبحر الأسود، إضافة إلى إقليم شرق وشمال كييف. وستحتفظ أوكرانيا بجيشها، والمطلوب منها البقاء خارج التحالفات العسكرية مثل الناتو والامتناع عن استضافة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها.
وأرجع سبب تخلي بلاده عن فكرة الانضمام للناتو بعدم وجود نظام فعال للأمن الأوروبي، والذي يديره الناتو. وأضاف: «بمجرد ما اندلع نزاع جاد في أوروبا، حتى تنحى الناتو بسرعة».
وأشار بودولاك إلى أن كييف في إطار أي صفقة «ستحتفظ بالتأكيد بجيشها». كما قلل من أهمية الحظر المفروض على القواعد الأجنبية في أوكرانيا، لأنها من دون ذلك محظورة بموجب القانون الأوكراني. وقال مصدر مطلع إن الصفقة المقترحة تضمنت أيضا أحكاما لتأمين حقوق اللغة الروسية في أوكرانيا، حيث يتم التحدث بها على نطاق واسع على الرغم من أن الأوكرانية هي اللغة الرسمية الوحيدة.
وحسب بودولاك، «تتم مناقشة القضايا الإنسانية، بما في ذلك قضايا اللغة، ولكن من منظور المصالح الحصرية لأوكرانيا». وتظل العقبة الأكبر هي مطالبة روسيا بأن تعترف أوكرانيا بانفصال شبه جزيرة القرم في عام 2014 واستقلال الجمهوريتين من جانب واحد. وقال بودولاك إن أوكرانيا ترفض هذا الطلب حتى الآن، لكنها قد توافق على مناقشة هذا الموضوع بشكل منفصل، وقال مستشار الرئيس ألأوكراني «حتى الآن نحن نتحدث عن انسحاب مضمون من الأراضي التي تم احتلالها منذ بدء العملية العسكرية في 24 شباط/فبراير». وتحدث وزير الخارجية لافروف، الأربعاء الماضي، في موضوع الاتفاقات الروسية /الأوكرانية، فقال في مقابلة مع تلفزيون «أر بي كا» إنه فيما يتعلق بأوكرانيا، فإن «الوضع المحايد هو شيء تتم مناقشته الآن بجدية، ويرتبط بالطبع بضمانات أمنية». علاوة على ذلك، كما قال: «إن الأطراف قد اقتربت بالفعل من تطوير الصيغ الملموسة، والتي في رأيي، على وشك الاتفاق النهائي».
وأوضح وزير الخارجية الروسي بعد المباحثات مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن النقطة الأخيرة في عملية التفاوض قد تكون لقاء رئيسي – روسيا وأوكرانيا. ولقد تحدث زيلينسكي مرارا عن ضرورة مثل هذا اللقاء. وبدوره قال جاويش أوغلو في موسكو إن تركيا مستعدة لاستضافة قمة بوتين ـ زيلينسكي. موضحا «لا توجد عقبات أمام تنظيم اجتماع بين الرئيسين ليعزز الاتفاقات التي تم التوصل إليها، والتي يجري تطويرها الآن من خلال مباحثات الوفدين اللذين التقيا في بيلاروسيا ثلاث مرات، والآن يلتقيان في مكالمات جماعية عبر الفيديو».
ولم يتم الكشف عن الصياغة المحددة للاتفاق المقبل من قبل الجانب الروسي أو الأوكراني. وحسب تصريحات مسؤولي البلدين، لا يمكنهما الحديث إلا عن بعض تفاصيل التسوية الكبيرة التي تمت مناقشتها. لذلك، ستعمل أوكرانيا، وفقا لمستشار الرئيس الأوكراني، مع «شركاء غربيين» للوصول إلى مفهوم «الأجواء المغلقة لأوكرانيا». مؤكدا أن «هذا هو المفتاح». وهذا يعني أن الحياد الأوكراني، وفقًا لكييف، يجب أن يتضمن أولاً وقبل كل شيء ضمانات فعالة ضد انتهاك حرمتها، وألا يكون نظيرا لمذكرة بودابست، التي حسب رأيه لم يتم توضيح أي شيء من هذا القبيل فيها.