أنصار النظام السوري نشروا، مؤخراً، شريط فيديو يصوّر العماد المتقاعد علي دوبا وهو يدلي بصوته في مهزلة إعادة «انتخاب» مجرم الحرب الكيماوي بشار الأسد، والمرء يتساءل حقاً أيّ عقول بلهاء غبية، ونفوس مريضة شائهة، دفعتهم إلى تصوير (ثمّ نشر!) لقطات تشكّل فضيحة صارخة؛ ما خلا أنّ طقوس عبادة الفرد الأسدي، خاصة في مناطق الولاء الأعمى والعشوائي للنظام، يمكن أن تقلب الجوانب الفضائحية المخزية إلى أخرى تمجيدية وتكبيرية.
الشريط قصير، لا يزيد عن دقيقتين في النسخة التي رأيتها، ويُظهر «سيادة العماد» جالساً على كرسي، وأحد موظفي الصندوق يعطيه ورقة الاقتراع، فيحار دوبا حول ما يتوجب أن يفعله بها، حتى يدله الموظف على صورة الأسد، فلا يضع علامة الموافقة عليها بل يكتفي بالتوقيع! ثم يعطونه المغلف فيتبرّع موظف آخر بدسّ الورقة فيه، وسط دعوات من حوله تقول «الله يطوّل بعمرك سيادة العماد» وهتاف من الموظف بأنّ «هذا الظرف لازم نحتفظ فيه ذكرى للأبد».
تلك مشاهد لا تلتقط عزيز قوم ذلّ، كما قد يلوح للوهلة الأولى، لأنّ دوبا ما يزال يتنقل بين دمشق ولندن وقرفيص (ضيعته الساحلية التي تطلّ على نهر السن، حيث يربض قصره المنيف الذي ينافس قصور صدام حسين)، ويواصل التمتع بالملايين التي نهبها وكدسها خلال 30 سنة من خدمة حافظ الأسد و»الحركة التصحيحية» من موقعه كرئيس لشعبة المخابرات العسكرية. صحيح، في المقابل، أنّ الأسد الأب أقصاه عن رئاسة الشعبة ضمن ترتيبات بيت النظام الداخلي في التمهيد لتوريث الأسد الابن، إذ أنّ دوبا (على شاكلة أمثال رفعت الأسد وعلي حيدر ومحمد الخولي وشفيق فياض…) كان في عداد الضباع الأشرس التي كان مقدّراً لها أن تنقضّ على الفتى الغرّ بشار ساعة يغيب الأب، ناطور الضباع الأكبر. ولكن دوبا ظلّ موالياً للنظام بعد الإطاحة به وفي أحلك الساعات، خاصة بعد انتفاضة آذار (مارس) 2011.
تلك مشاهد لا تلتقط عزيز قوم ذلّ، كما قد يلوح للوهلة الأولى، لأنّ دوبا ما يزال يتنقل بين دمشق ولندن وقرفيص (ضيعته الساحلية، حيث يربض قصره المنيف الذي ينافس قصور صدام حسين)، ويواصل التمتع بالملايين التي نهبها خلال 30 سنة في خدمة حافظ الأسد من موقعه كرئيس لشعبة المخابرات العسكرية
عكست مشاهد الفيديو طرازاً من الخرف، ذي الصلة بالشيخوخة (88 سنة)، أو وطأة الويسكي والسيغار الكوبي (بين هوايات العماد)، أو ما اقترفت اليدان من أفانين التعذيب بحقّ آلاف السجناء السياسيين، أو ما وقّعت من أوامر التصفية المباشرة، أو ما انتهت إليه من عزلة الجلاد السفاح. لكنه طراز السطح أوّلاً، ذاك الذي يعكس أيضاً مستويات انحطاط الولاء للنظام ولشخوص آل الأسد لدى هذه الشريحة من الأنصار و»الشبيحة»، على امتداد مناطق سيطرة النظام ولكن في تلك الضِيَع والبلدات الساحلية على وجه الخصوص. لم يتنبه، والأحرى القول: لم يكترث، مصوّرو الشريط بمساخر مثل عجز «العماد» عن التمييز بين التأشير والتوقيع تحت صورة الأسد في بطاقة الاقتراع، أو عن إعلانهم الاحتفاظ بالمغلف في دلالة على أنهم سوف يميزونه بعدئذ عن سواه، أو في حمل الصندوق إليه، أو الدعاء له… ثمة، في الولاء الراهن لآل الأسد ما يتجاوز عبادة الفرد إلى ابتذال طقوس العبادة والهبوط بها إلى حضيض فظيع مضحك في آن.
من جانبي، كمواطن سوري، لم أستفظع ولم أضحك، إلا أنّ شريط الفيديو أعادني إلى إلى ذاكرة رضا حداد (1954- 1996) الرفيق والصديق وشهيد اعتقال دام 15 سنة في أقبية أجهزة الأمن وسجون النظام؛ وهنا فقرات من شهادته الشهيرة التي تصف دور دوبا في تعذيبه:
ـ «كان اللواء علي دوبا أمهر منه [العميد هشام بختيار] بكثير في السباب والشتائم… ولا غرابة في ذلك فهو رئيسه.. وبعد أن ثار غضبه، أخذ علي دوبا يكلمني ويركلني بقدميه.. وقال: «والله يا كلب، يا إبن الشرمـ(…)، إذا ما اعترفت، لأحضر زوجتك، هالشرمـ(…) وأعريها قدامك هون وأفعل فيها…».
ـ «غبتُ عن الوعي مرة أخرى.. وصحوت لأجد نفسي ممدداً على الأرض.. وقد ربطوا بأصابع يدي ورجلي سلكين كهربائيين.. وبدأ التيار يسري في جسدي وأنا ممدد على أرض مبللة بالماء.. العميد بختيار يقف عند رأسي.. واللواء علي دوبا يجلس على كرسي. للحظات قليلة استطعت مشاهدته من خلال فرجة تحت عصبة العينين السوداء لأني كنت في وضعية استلقاء كاملة. كان يرتدي بنطالاً سكرياً حريرياً.. يضع رجلاً على رجل وفي فمه سيكار ضخم.. ويحمل في يده كأساً من الويسكي».
ـ وقف علي دوبا مغتاظاً من عدم وصوله إلى أية نتائج مرجوة لمعلومات لا أملك منها شيئاً، وأخذ يركل رأسي بحذائه بقسوة ويدوس على رقبتي و يدخل مقدمة حذائه في حلقي وهو يقول غاضباً: «بدي موتك يا عرص يا إبن الشرمـ(…)، تريد أن تموت بطلاً سألبي لك رغبتك، موت يا شرمـ(…) يا إبن العاهرة». وسمعت شتائم لم أسمعها طيلة حياتي من بشر. ثم تناول خيزرانة وأخذ يضربني بها على مختلف أنحاء جسدي.. وهشام يشاركه الضرب بكابل نحاسي.. لقد فقد صوابه، تكسرت عصاه، تناول الكابل من يد هشام وأخذ يتابع ضربي بشكل هستيري».
ماذا كان غبرييل غارسيا ماركيز سيقول في المقارنة بين مشاهد التوحش ومشاهد «الانتخاب»، إذا شاء المجازفة بأيّ تخييل يخصّ خريف بطاركة آل الأسد؟
يسلّم الأيادي ??
كان السجن الحربي أيام شمس بدران وحمزة البسيوني يشهد أكثر من ذلك،ولذا لم تكن هزيمة67 شيئا غريبا، ولم يكن استمرار الاحتلال مسألة خارج السياق. العساكر الخونة يساعدون العدو بطريقة مباشرة أوغير مباشرة على الاحتلال والإجرام وسحق العرب والفلسطينين. وهو ما يرجح أن بشارا وأباه وبقية الحكام مجرد موظفين عند العدو، ويؤدون بالنيابة عنه أقذر المهمات حتى تنتهي منهم الإدار الصهيونية بعد نفاد رصيدهم!
يجب تصفية جميع الأجهزة الأمنية القمعية بسوريا!
هذه الأجهزة بناها حافظ لحماية سلطته فقط!! ولا حول ولا قوة الا بالله
شكرًا أخي صبحي حديدي. ياإلهي ماذا أقول أقسعر بدني وشعرت بأن الحياة ضيقة جدًا لاتتسع حتى لبعض المشاعر الإنسانية. الله ينتقم منك ياأوباما ومن كل من تركنا تحت أيادي هذه العصابة المجرمة. لنا الله ومالنا غيرك ياالله.
في كل التاريخ كان هناك دائما حروب و نزاعات و صراعات ومجازر لكن ما وقع للشعب السوري من ظلم لم يحصل في التاريخ. مئات الالاف من شياب السوري غادروا او رحلو او هربوا و تركوا الوطن للمجرم بشار الاسد.اذا قامت حرب و مواجهة بين الفلسطينيين والاسرائيليين هل هكذا ايضا سيهرب الفلسطينيين بالالاف ؟بالطبع لا.ما هو الوطن والارض ؟الوطن والارض هي اغلى من كل شيء .
أنت تقول إجحافا إن الشعب السوري هرب والشعب الفلسطيني لن يهرب ، وهذا نظر خاطئ جدا للواقع ،
أولا استعمالك لكلمة (هرب) غلط لأن هذا إجبار على الهروب من الموت بالنسبة للشعبين : السوريين كما ترى الآن ، والفلسطينيين أيضا فماذا تفسر انتشارهم في أنحاء الوطن العربي منذ الـ ـ48 ،