عمان – «القدس العربي» : تبدو المقاربة مفتوحة على الاحتمالات، لكنها تعاني من استعصاء البناء فقط على الماضي السلبي عندما يتعلق الأمر بالعلاقة الملتبسة بين الأردن الرسمي وحركة وقادة حماس في ظل المتغير الإقليمي المرحلي، وحجم المسافات المشتركة بين حماس والحكومة الأردنية تحول إلى مساحة واسعة، لكنها بقيت محفوفة بمخاطر الارتياب الأردني وبتلك الحسابات المتعلقة بجماعة الإخوان المسلمين، رغم أن قيادياً في حركة حماس من وزن خالد مشعل تدخل مع النسخة الأردنية من الإخوان ودون رغبة رموزها في الدعوة إلى احتواء إضراب واعتصام المعلمين الشهير.
مشعل ورفاقه في الحركة يمطرون المؤسسة الأردنية بفيض من الرسائل الإيجابية على أمل أن يتحرك وينتقل ملف حركة حماس من المسار الأمني ولو قليلاً إلى المسار السياسي، وعلى أمل بناء نمط من صيغ التواصل بسبب أهمية الساحة الأردنية لحركة المقاومة الفلسطينية.
لم يعد سراً لا في عمان ولا في قطاع غزة أن المساحات المشتركة في الموقف السياسي والإقليمي أكثر من أن تعد وتحصى، خصوصاً بعد حالة الاصطفاف التي زرعتها صفقة القرن المزعومة في المنطقة، كما قام بتنشيطها طاقم إدارة الرئيس دونالد ترامب الموصوف أردنياً بأنه جاهل في قضايا المنطقة، وينظر اليوم من الزاوية نفسها للأردن وحركة حماس.
وليس صدفة أن موقفي عمان والحركة متطابقان الآن كما لم يحصل في الماضي سياسياً وإعلامياً إزاء قضايا كبيرة وملفات أساسية بالرغم من احتفاظ الجانبين بالخلافات والتباينات. فإزاء صفقة القرن والقدس، وإزاء مسألة الدولة الفلسطينية وخطة كوشنر الاقتصادية، يلحظ المراقبون أن اللهجة نفسها في عمان وغزة.
لكن هذا التموقع المبني على صدفة مع متغير إقليمي فقط لا يدفع الجانب الأردني لأكثر من اتصالات ذات بعد فردي أو إنساني مع طاقم حركة حماس الخارجي، في الوقت الذي اعتقل فيه نشطاء من الإخوان المسلمين مقربين من حركة حماس، أو اتهموا بالتواصل مع جهة غير مشروعة في الأردن.
تصر عمان الرسمية على أن حماس تنظيم لا يسمح له بالعمل في الأردن.
إسماعيل هنية عبر «القدس العربي»: لا مجال للتحدث عن «عمل تنظيمي» بل حوار «شركاء وأشقاء»
ويصر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، على أن الأردن ليس ساحة للعمل أو التنظيم إطلاقاً في مقايسات ومقاربات الحركة بقدر ما هي عمق لشعبنا الفلسطيني ودولة تحترم مواقفها.
سمعت «القدس العربي» مباشرة إسماعيل هنية يقول بعدم وجود اتجاه في الحركة من أي نوع للعمل السياسي أو التنظيمي في الداخل الأردني، وبالعكس.. ثمة توافق على أن أمن الأردن واستقراره ومصالحه وقوانينه والقواعد التي يقبل بها أو لا يقبلها هي أمور من الخطوط الحمراء.
منذ العام الماضي فكر هنية ورفاقه بطريقة تظهر الامتنان للدولة الأردنية على احترامها للاحتياجات الإنسانية لبعض أعضاء وقادة حماس، مع الرغبة في إظهار التقدير للمساعدات الطبية لأهالي القطاع.
ومع عدم وجود قنوات اتصال رسمية أو علنية على الأقل، قرر هنية توجيه رسالة خاصة عندما زار المستشفى الميداني الأردني، وقد لمست «القدس العربي»، وعلى هامش حوار تفصيلي يقرأ المستجد الإقليمي مع إسماعيل هنية «وينشر لاحقاً»، حرصه المؤكد على كل الحيثيات التي تقنع عمان بأن الحركة راغبة بالانفتاح والتواصل والوصل تحت مظلة تقدر وتحترم الرغبات والقوانين الأردنية.
تنشر «القدس العربي» لاحقاً حوارها التفصيلي مع بعض قادة حماس.
لكن في المسألة الأردنية تحديداً قد تكون الكرة بيد الحكومة الأردنية، ليس فقط لأن تداعيات ما يسمى بالمصالحة الخليجية انتهت بمغادرة الشيخ هنية عبر مصر في جولة خارجية لأول مرة منذ عامين ونصف العام، ولكن أيضاً لأن المستجد الإقليمي دفع العلاقات بين الأردن وحلفاء أساسيين لحركة حماس مؤخراً، بما في ذلك قطر وتركيا.
والكرة في مرمي الأردني؛ لأن الشريك المصري قرر فتح الباب والاستثمار في ورقة حماس، الأمر الذي لم تتجرأ حكومة عمان عليه حتى اللحظة رغم أنها ورقة رابحة وتجعل الأردن في مستوى عدم إنكار وتجاهل واقع الخارطة الشعبية والسياسية الفلسطينية، كما يقدر الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ مراد العضايلة.
الواقع الميداني العسكري للمقاومة في قطاع غزة من العناصر التي تعيد إنتاج دور حركة حماس، التي من الصعب على البوصلة الأردنية -إذا قررت اللعب بحكمة أكثر- تجاهلها حتى تحت وطأة الكلاسيكيات والمعلبات القديمة المتعلقة بالحساسية من الحركة والسيناريو الإماراتي السعودي.
بالنسبة إلى الشارع الأردني، التحدث مع نصف الشعب الفلسطيني على الأقل لم يعد ترفاً بل هو واجب وطني سياسي. وبالنسبة للقوى الحية في الأحزاب الأردنية.. الموقف السياسي للحركة أقرب إلى الموقف الأردني اليوم حتى في ظل الانقسام الفلسطيني، ومصلحة الأردن تتطلب برأي الناشط الإسلامي مروان الفاعوري الانفتاح على جميع أطراف المعادلة الفلسطينية، فالجميع يتحدث مع حركة حماس اليوم مباشرة أو بصورة غير مباشرة.
والجميع – في رأي الفاعوري- يقدر دور الحركة في التصدي والمواجهة وإعادة التوازن المختل أردنياً لصالح العدو الإسرائيلي، وهي معادلة لا يعترض عليها حتى سياسي معتدل ومخضرم من وزن الرئيس طاهر المصري، فحماس اليوم في الميزان الإقليمي لا تتحدث فقط اللهجة الأردنية نفسها، بل تتخذ المواقف الأردنية نفسها وهي تدعم الوصاية الهاشمية على القدس وتعترض بالصوت المرتفع على صفقة القرن.
وتلك مؤشرات أصبح من المضحك عملياً تجاهلها حتى بذريعة الحرص على مشاعر القيادة الفلسطينية وحساباتها، وهي بالضرورة ليست حسابات مرسومة تماماً على قدر المصالح الأردنية العليا.
هل يمكن مناقشة أي شيء له علاقة بفلسطين في الأردن أو مصر أو جزائر عبدالعزيز بوتفليقة في عام 2019 بصراحة،
هو أول تعليق لي على عنوان (عمان – غزة من دون «أسرار»: الشريك المصري فتح الباب لهنية والأردني «يخجل» والعلاقة «ملتبسة» بين الأردن وحماس) والأهم هو لماذا؟
من وضع عبدالعزيز بوتفليقة مسؤول الوفد العربي، كان سبب خسارة المعركة السياسية في الأمم المتحدة بعد خسارة حرب 5/6/1967،
حصار قطر في 5/6/2017، بحجة الإرهاب، مثل حجة حصار غزة بعد خسارة ياسر عرفات انتخابات 2005، كما حصل في الجزائر بعد توقف الحرب العراقية الإيرانية في 8/8/1988.
لماذا حصار العراق بسبب 2/8/1990 لم تولول الحكومة، كما يولول النظام الإيراني وبقية دول الهلال الشيعي حسب رأي الملك عبدالله الثاني (في 2004) الآن؟!
لماذا العبقرية العراقية أنتجت نظام المقايضة، ونظام البطاقة التموينية، في المحافظة على كرامة الإنسان والأسرة والشركة المُنتجة للمُنتجات الإنسانية وإعادة إعمار كل ما تم تدميره في حرب أم المعارك/عاصفة الصحراء في 18 شهر،
لاحظت مشكلة أهل فلسطين بعد 1947 نفس مشكلة أهل العراق بعد 2003، فشل/تقصير/فساد موظف الأوقاف (للمسلم أو للمسيحي) في المحافظة على الأوقاف،
اليهودي (شعب الرّب المُختار) مثل آل البيت، استغل ذلك لبناء الكيبوتسات، وجاء وزير خارجية أمريكا بومبيو في 2019، بلا حياء ولا خجل ولا منطق ولا موضوعية، بتأويل فاسد لنص القوانين الدولية، بحجة حرية الرأي في أي نظام ديمقراطي.
سبب الأزمة الإقتصادية لدى أهل ما بين دجلة والنيل، لا مكان الآن، يا آل البيت أو (شعب الرّب المُختار) لعقلية بندقية للإيجار في الضحك على أمريكا،
بحجة استغلال قانون الوطنية لجورج بوش الإبن من ليس معنا فهو (إرهابي)، الذي عززه قانون الارهاب (دونالد ترامب) في عام 2018.