عمق الأزمة بين باريس والرباط يصل إلى عدم اتصال ماكرون بالملك محمد السادس بعد إصابته بكوفيد في فرنسا

حسين مجدوبي
حجم الخط
70

لندن- “القدس العربي”:

تشير كل المعطيات إلى استمرار تدهور العلاقات بين الرباط وباريس ومن عناوين ذلك توقف الزيارات الثنائية بين البلدين علاوة على عدم حصول أي اتصال بين العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رغم تواجد الأول في فرنسا منذ أكثر من شهر.

وكانت العلاقات المغربية-الفرنسية قد شهدت توترا سنة 2014 على خلفية ملفات حقوقية وسياسية، ولكنه جرى ترميم العلاقات في ظرف شهور قليلة، غير أن الأزمة هذه المرة استمرت أكثر من سنة ولا توجد مؤشرات دالة على تجاوزها في المدى القريب.

ومن مظاهر هذه الأزمة، تجميد كلي للزيارات بين مسؤولي البلدين، حيث لم يعد وزراء فرنسا يزورون المغرب ولا يحل وزراء مغاربة بالأراضي الفرنسية قبل الصيف الماضي، باستثناء زيارة رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش لفرنسا خلال فبراير الماضي لحضور منتدى دولي حول المحيط وليس زيارة ثنائية.

وترأست فرنسا طيلة النصف الأول من السنة الجارية، يناير إلى يونيو الماضيين، الاتحاد الأوروبي، واعتادت تنظيم لقاءات بين الاتحاد الأوروبي والدول المغاربية وأحيانا بين المغرب والاتحاد الأوروبي، غير أن هذه المرة لم تقدم فرنسا على أي مبادرة من هذا النوع.

في الوقت ذاته، تتعامل القنصليات الفرنسية في المغرب بحزم مبالغ فيه في ملف طلب المغاربة للتأشيرات، وكانت قد خفضت منها  للمغرب الى النصف مثل الجزائر تحت ذريعة تقاعس البلدين في استقبال المهاجرين السريين. لكن الرفض المبالغ فيه للتأشيرة لا سيما لأطر عليا في الدولة المغربية يبرز الطابع السياسي العقابي أكثر منه رد فعل على ملف الهجرة السرية. وبدأ عدد من المغاربة يتجنبون طلب التأشيرة من القنصليات الفرنسية، ويقصدون دولا أخرى.

ويلاحظ برودة في موقف فرنسا من الصحراء، حيث كان المغرب ينتظر منها بدء دينامية خاصة لدعم مقترح الحكم الذاتي وسط الاتحاد الأوروبي، بعدما رحبت كل من مدريد وبرلين بالحكم الذاتي.

ومن العلامات الصارخة حول تدهور العلاقات بين البلدين هو عدم حدوث أي لقاء بين الرئيس ماكرون والملك محمد السادس رغم تواجد هذا الأخير في باريس منذ أكثر من شهر، بل وأصيب الملك بفيروس كورونا، وفق بيان للديوان الملكي، ولم يقم ماكرون بمهاتفة الملك ولو من باب البروتوكول. وعمليا، عند حصول الاتصال، تصدر الرئاسة الفرنسية بيانا.

ويبقى المتعارف حتى الآن أن سبب الأزمة هو فرضية تجسس المغرب على الطبقة السياسية الفرنسية ومنهم الرئيس ماكرون بواسطة برنامج بيغاسوس الإسرائيلي، وفق الصحافة الفرنسية، رغم أن باريس ضغطت على إسرائيل لمعرفة حيثيات التجسس ولم تطلب بشكل علني أي توضيحات من المغرب حتى الآن. وكان ماكرون قد عقد خلال يوليوز/تموز الماضي عند انفجار هذه الفضيحة مجلسا استثنائيا للدفاع، واعتبر عملية التجسس بمثابة حرب ضد فرنسا. غير أن عمق الأزمة يشير الى الاختلاف في ملفات كثيرة.

ويوجد الملك في فرنسا منذ بداية يونيو الماضي، ويفترض أنه سيعود الى المغرب اليوم لحضور المراسيم الدينية لعيد الأضحى، حيث يحتفل المغاربة به غدا الأحد وليس اليوم السبت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول هشام:

    الرد الى صاحب التعليق مسعد الاسكندراني اولا مصلحة فرنسا مع المغرب وبالاضافة الى ذلك ألمانيا لم تتراجع عن مغربية الصحراء المغربية وكذلك الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب وبالاضافة الى ذلك ان الصحراء المغربية وسوف تظل وتبقى مغربية الى ان يرث الله الارض ومن عليها

    1. يقول ميساء:

      اقول لك المتأمل في أوروبا و أمريكا واهم وغير فاهم قواعد اللعب على أصوله وفصوله والأيام بيننا وبينكم ??

    2. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      هل سمعت بالأهلة .. أم تتحدث عن اسلام آخر ..

  2. يقول لاعق اليد:

    انا حائر في الجاج المغاربة هل يقفون بعرفة كسائر خلق الله من المسلمين ام ينتظرون يوم آخر

    1. يقول Driss Elf:

      إذا كان مكان الحج في المغرب فطبيعي أن يكون حسب التوقيت و الرؤية في المغرب. و لعلمك حتى صوم يوم عرفة في المغرب حسب توقيت أم القرى. و بلا ما نهضر على فصيحة مفتي الجزائر في خطبة

    2. يقول عاشت القبائل..:

      لأنهم بعتمدون الرؤية بالعين المجردة للهلال حسب القرآن والسنة…وتحديد يوم الوقوف بعرفات يرتبط بالبلد الذي يحتضن المقدسات..وهو ليس ملزما بالنسبة إلى باقي البلدان…إلا في حالة وجود دولة واحدة تشمل كل من يعتنق الإسلام…وهذه لايقبلها من يسعى الى تقسيم بلدان المسلمين..

    3. يقول كريم:

      لعلمك ولعلم جميع القراء ، ويمكن التأكد من كلامي هذا بالبحث سريعا عبر محرك جوجل وحتى العودة لاحد التقارير التي أنجزتها قناة الجزيرة :المغرب وسلطنة عمان هما فقط الدولتان الأكثر ضبطا ودقة في تحري الشهور القمرية بين جميع الدول الإسلامية بما فيها السعودية . تأكدوا بأنفسكم .

    4. يقول لاعق اليد:

      اكثر من مليار مسلم مخطئون و بلد امير المؤمنين على صواب

    5. يقول ابن الوليد. المانيا.:

      هل سمعت بالأهلة .. أم تتحدث عن اسلام آخر ..

  3. يقول أمير - (عن هشام عبود):

    عيد مبارك لكل المغاربة… لا تكثروا من بولفاف و كل عام و انتم بخير.

  4. يقول Driss Elf:

    الصحيح هو الأزمة اللي عند ماكرون بعد الانتخابات التشريعية أثرت على ظهوره الخارجي

  5. يقول محمد:

    كيف يتصل به و الرجل في غيبوبة شفاه الله

    1. يقول عاشت القبائل..:

      لعلك لم تشاهد فيديو جولته في أحد الأسواق في باريس بالأمس…وتواضعه مع العمال… بينما هناك رؤساء لايستطيعون زيارة حي في العاصمة..

    2. يقول طارق بن زياد الطنجاوي:

      اللهم لا حسد!!!
      اذا كنت غير قادر على قول الحق فلا تصفق للباطل!!!

  6. يقول حفيظ امينة:

    عادي فرنسا غضبانة لأن المغرب ولي كينافسها في أفريقيا. غير بوحدها كفما المانياواسبانيا غادية تتصالح مع المغرب

  7. يقول فافا:

    ليس هناك أزمة بل فرنسا تعيش أزمة سياسية قد تعصف في اي وقت بالرئيس ماكرون وحكومته لدى الحكومة المغربية تأخد الحيطة والحذر مع هذه الحكومة ااهشة اما في ما يخص قضية الصحراء ففرنسا تدعم جميع المبادرات المغربية بذون تردد.

  8. يقول بلخضر:

    عاش الملك

    1. يقول ميساء:

      الملك انسان وكل إنسان يموت، و سبحان الحي القيوم الذي لا يموت

    2. يقول لاعق اليد:

      عاش المغرب

  9. يقول مانتو:

    فرنسا عارفة حتى لشوشتها في عهد الرئيس مكرون….ولا تستطيع حل مشاكلها الخاصة ….واحنى تنطلبوا منهم اايجاملونا……و وقتها راه سلات…..لا يعول عليها…..

    1. يقول ميساء:

      أحسنت أحسنت أحسنت

  10. يقول سعيد:

    احترم تحترم

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية