القدس- “القدس العربي”: مسدس بسيط وعشر رصاصات كانت كافية لإعادة القدس إلى صدارة الأخبار في المنطقة، فالعملية التي وصفت بالصعبة، لطبيعة المكان الذي حدثت فيه حيث الإجراءات الأمنية المكثفة والمليئة بعناصر الشرطة والدوريات وكاميرات المراقبة، تطلبت من الاحتلال 7 ساعات للإعلان عن اعتقال المنفذ الذي تشير التقديرات إلى أنه هو من سلم نفسه.
وكانت شرطة الاحتلال قد أعلنت أن مقاوماً نفذ عملية إطلاق نار باتجاه حافلة للمستوطنين في حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل. وأن منفذ العملية تمكن من الانسحاب من المكان، رغم التواجد المكثف لعناصر الاحتلال الأمنية. وتجري عمليات بحث عنه في القدس.
وبحسب الناشط المقدسي أسامة برهم، فإنه ورغم أن المنطقة التي حدثت فيها العملية تعتبر ثكنة عسكرية وذات تواجد شرطي كبير إلا أن حالة الذعر والرعب والتخبط التي عاشتها صفوف الأجهزة الأمنية ووثقتها كاميرات النشطاء تعتبر أمرا لافتا.
وحظرت الجهات الأمنية الإسرائيلية النشر في العملية، وبحسب برهم فقد اعترى الرواية الأمنية تخبط كبير في مجموعة من الأمور منها: من هو المنفذ، أهو شاب واحد أم اثنان؟ هل كان ماشياً أم راكباً، وهل وقع قتلى أم فقط جرحى، وهل أطلق الرصاص من داخل الحافلة أم من خارجها؟..
واعتبر الناشط برهم أن الصدمة التي عاشها الشارع الإسرائيلي كانت بادية وتعكس إخفاقا استخباراتيا، إضافة إلى فشل أمني في ظل تحرك فيالق من الجنود والضباط الذين لاحقوا سرابا طوال سبع ساعات.
ويرى عماد أبو عواد، رئيس مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن الاحتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين في القدس والضفة الغربية والمناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948 يعتبر في نظر الجهات الإسرائيلية الأمنية أكثر ما يشكل خطورة على الاحتلال، وهو أمر يفوق بكثير التحديات الخارجية التي يمكن تحييدها بسهولة.
ويرى أبو عواد أن منفذ العملية، كما المنفذين السابقين، كانت لديهم القدرة على التغلب على إجراءات الاحتلال ومعيقاته. وهي تعكس تضخيماً من الاحتلال لقدراته بصفته دولة أمنية من الطراز الأول.
وتابع أن التنقل والاختفاء، وحتى أن المنفذ هو من سلم نفسه، تدلل على الكثير مما تعانيه الحالة الإسرائيلية، وأن الدعاية هي سيدة الموقف.
واعتبر مراقبون أن العملية صفعة على وجه الاحتلال، بعد عملية دامية في نابلس استشهد فيها أبرز المطلوبين لديه، وبعد العدوان على قطاع غزة الذي استمر ما يقرب من 50 ساعة.
وأشار الباحث عواد إلى أن التحديات الأمنية بالنسبة للاحتلال في ازدياد، وهي تعزز فشل السياسة الأمنية والاختناق السياسي من وجهة نظر المستوطنين أنفسهم.
وتابع أن الحالة النضالية في الضفة تدلل على صحة تقديرات الشاباك التي تشير إلى أن 90% من العمليات مرتبطة بالقدس والأقصى، إضافة إلى أن 90% من العمليات ينفذها مقاومون من الجيل الشباب.
ويرى عواد أن الحديث الإسرائيلي عن “إنجازات تكتيكية” لا يخفي أمام الباحثين حالة العجز في مواجهة التحديات الأمنية الفلسطينية.
ويضرب عواد مثالا في فشل نظرية “جز العشب” التي تشير إلى أن الاحتلال يسعى دوما إلى ضرب المعنويات الفلسطينية لمنع المقاومين من تنفيذ أي عمليات مقاومة ضد الاحتلال.
ويؤكد: “هذه نظرية ولم تنجح، والميدان يشير إلى ذلك”.
ولأول مرة في تاريخه الجيش الإسرائيلي ينشر خطته الاستراتيجية “غدعون” جز العشب، وهي تتكون من شقين (سري وعلني)، يتحدث فيها الشق العلني عن الحرب والسلام وعلاقات المستوى العسكري مع المستوى السياسي، ودور الجيش الإسرائيلي في تحقيق الأهداف المدنية والعسكرية لدولة إسرائيل، وفي أفضل السبل لمواجهة التهديدات التي ستتعرض لها إسرائيل حيث ينظر إليها بمثابة استراتيجية الاحتلال في مواجهة الصراعات غير القابلة للحل.
ويرى عواد أن التساؤل المركزي في المجتمع الإسرائيلي اليوم هو: ماذا بعد؟ وهو أمر يمكن أن يلحظ من خلال وجود صوت إسرائيلي يحمل المستوطنين المسؤولية في القدس والضفة الغربية عما يجري على الأرض.
ويرى عواد أن أي نجاح أمني إسرائيلي لا يتعلق بـ “ماذا بعد العملية؟”، بل يعني النجاح منع العملية قبل وقوعها. أما عملية القدس فقد حدثت فعلياً.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت، الأحد، خمسة مقدسيين من سلوان جنوب المسجد الأقصى، وفرضت إغلاقاً مشدداً حول البلدة.
وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال اعتقلت خمسة مواطنين من بلدة سلوان، وهم: ماهر سرحان، وأسماء الشيوخي وأبناؤها الثلاثة، كريم ورغد ومنتصر، الذي أفرج عنه لاحقا.
وأضافت المصادر المحلية أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة سلوان في ساعات الفجر الأولى، ونشرت حواجز حولها وفي شوارعها، وأجرت عمليات تفتيش واسعة في منازل البلدة، كما استولت على تسجيلات كاميرات المراقبة من عدد من المحلات التجارية، وأجرت عمليات تفتيش دقيقة في مركبات المقدسيين المتجهين إلى أعمالهم من بلدة سلوان في وادي حلوة.
وتواصل شرطة الاحتلال نشر الحواجز في منطقة حائط البراق والمناطق المحيطة بها بالكامل وتمنع الوصول إليها، كما أغلقت كافة الطرق المؤدية الى البلدة القديمة من جهة حائط البراق وباب المغاربة وباب النبي داوود.
وزعمت مصادر عبرية أن منفذ عملية إطلاق النار في القدس المحتلة هو الشاب أمير صيداوي، وقد تم اعتقاله صباح اليوم بعد مطاردة استمرت لسبع ساعات.
وقالت المصادر العبرية إن الصيداوي نفذ عمليته بمسدس، ويجري التحقيق معه لمعرفة تفاصيل العملية وإمكانية وجود مساعدين له.
وبحسب مصادر الاحتلال، يبلغ الصيداوي من العمر 25 عاما، وهو من سكان شرق القدس المحتلة.
وكانت مصادر طبية لدى الاحتلال قد أعلنت عن إصابة سبعة مستوطنين في عملية إطلاق نار وقعت بالبلدة القديمة في القدس المحتلة. وأن إصابتين حالتهما خطيرة، فيما توزعت باقي الإصابات بين متوسطة وطفيفة.
ونشرت وسائل إعلام إسرائيلية صورة لقطعة سلاح، يُشتبه أن يكون الشاب قد استخدمها في العملية.
وبحسب الإذاعة الإسرائيلية العامة، فإن العملية وقعت على مرحلتين، الأولى استهدفت حافلة كانت تغادر حارة المغاربة قرب حائط البراق، حيث أصيب ثلاثة مستوطنين بالرصاص، والثانية كانت في بركة السرطان، وهناك أصيب أربعة أشخاص في الأجزاء العلوية.
وفي تعقيبه، وفقًا لما نقلت صحيفة “معاريف”، وصف وزير جيش الاحتلال بيني غانتس العملية بأنها “خطيرة”، مضيفًا أن “القوات الأمنية سوف تضع يدها على المنفذين”. بينما علق رئيس حكومة الاحتلال يائير لبيد قائلاً: “تعمل قوات الأمن والشاباك والجيش والشرطة من أجل القضاء على الإرهابي الحقير، ولن يتوقف العمل حتى القبض عليه”.
وباركت الفصائل الفلسطينية، صباح اليوم الأحد، عملية إطلاق النار التي وقعت في مدينة القدس فجراً، والتي أسفرت عن وقوع سبع إصابات بين المستوطنين.
وبارك الناطق باسم حركة “الجهاد الإسلامي” في الضفة الغربية طارق عز الدين عملية القدس، مؤكدا أنها تأتي في سياق استمرار مقاومة الاحتلال ووحدة الساحات ضد هذا المحتل.
وأكد على أن العملية أتت لتثبت للاحتلال أنه ليس له مكان على أرضنا، ولن يشعر بالأمان مادامت المقاومة مستمرة، معتبراً أن مكان العملية في قلب القدس المحتلة له دلالة كبيرة أنها ستبقى إسلامية عربية فلسطينية وكل محاولات التهويد والمصادرات والإجرام ضد أهلها لن يغير من واقع فلسطينيتها.
وقال الناطق باسم حركة “حمــــاس” عن القدس، محمد حمادة إن “عملية القدس حطّمت كل رهانات الاحتلال على وقف مد العمليات، وتتجلى فيها الصورة الحقيقية لواقع شعبنا المتمسك بخيار الــمــقــــاومـــة والوفي لوصية الشــهــــداء، وبمقدمتهم إبراهيم النابلسي، وما جرى صفعة كبيرة لكل من يمارس التنسيق الأمني”.
وأصدرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بيانا قالت فيه: “نُشيد بعملية القدس التي تؤكد أن المقاومة مستمرة بكل الأشكال على امتداد الأرض الفلسطينية، وهذه العملية رد طبيعي من أبناء شعبنا على جرائم الاحتلال المتصاعدة بدءًا من غزة ونابلس مرورًا بباقي المدن والمخيمات”.
وباركت حركة المجاهدين الفلسطينية العملية في تصريح لها، وقالت “نبارك عملية القدس التي جاءت لتظهر مجددًا مدى هشاشة وعجز المنظومة الأمنية للعدو الإسرائيلي، وفشل مخططاته وعملياته العدوانية”.
عملية مباركة
على الاقل فرد واحد فعل ما لم تفعله الجهاد الاسلامي وصواريخها
نصر الله الإسلام والمسلمين فى كل مكان
شئ أخر من العيب ان نقبع فى بيوتنا نحتسي القهوة أمام شاشة التلفزيون وننكر على المجاهدين أعمالهم المباركة فى غزة العزة. كفانا كلام و لنعمل بما أمرنا الله تجاه إخواننا. عظم الله أجرهم بشهدائهم و أدخلهم فسيح جناته و إنا لله وإنا له راجعون.
المفروض ان السلطة الفلسطينية تدرك الان أن اسراءيل ليست معنية بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشريف.
وعلى السلطة وقف كافة اشكال التطبيع مع اسراءيل وان يتم الضغط على جامعة الدول العربية والامم المتحدة لايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على اساس قرارات الامم المتحدة بما في ذلك قيام ألدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف واعادة اللاجئين الفلسطينين الى ديارهم.
لن تنفع القبة الصاروخية أمام الصمود الفردي للشعوب عليكم بالسلام العادل او العيش في الملاجيء كالفئران