سؤال استنكاري ساخر طرحه مواطن أردني تعليقا على الصورة، التي بثتها القناة السعودية الثانية من باب الفرضيات للغائب جمال خاشقجي، وهو»يغادر» مكاتب القنصلية كان كالتالي: دخل الرجل من الباب، لكن هل خرج من الشجرة؟
تلك الصورة تبدو مثيرة للضحك، لأن أحدا ما في الإعلام السعودي الذكي يريد أن يقول لنا إن «فوتوشوب» يمكنه أن يعكس أي حقيقة، وعمليا صورة الدخول تم عكسها على جهاز خلاط يماثل مولينكس المواقف السعودية .
الى جانب لقطة دخول الرجل ثمة لقطة موازية، لكن في الاتجاه المعاكس تظهره فعلا وكأنه دخل من البوابة وخرج من الشجرة التي بجانبها على الرصيف.
ما دام المستشار سعود القحطاني إياه سيحمل «القضية» على الأرجح وعلى طريقة «جرائم الشرف»، التي يشيلها أصغر مراهق ضروري الانتباه جيدا لما قاله الرئيس دونالد ترامب للمذيعة العجوز والشقراء في محطة «سي بي إس»: «لو كانت القيادة السعودية فعلتها سأغضب جدا».
حتى السلطات التركية لم تحدد أي أسماء، ومن الواضح أن العهد الجديد المتسرع وقع في «فخ ما» .
غريب جدا بعد متابعة ما وراء الخبر على شاشة «الجزيرة» أن يتحمس معلقان للتحليل في توقع «العقاب الشديد»، الذي يقترحه الرئيس ترامب مع أن الأخير لم يغضب اطلاقا عندما قتل 50 طفلا في اليمن ولا مئات أو آلاف الفلسطينيين واللبنانيين والعراقيين والسوريين بطائرات وأسلحة بلاده.
جريمة أخفاء خاشقجي لا يمكن وصف بشاعتها، وهي بصرف النظر عن نتيجة التحقيق الدليل الأكبر على الدرك الأسفل الذي وصلت إليه الأنظمة العربية في الأحوال كلها.
لكن الأبشع متاجرة الرئيس الأمريكي بالمسألة والاستناد إليها للإستثمار في نشيد «الإبتزاز» بعد أن تحولت الفضائيات الأمريكية، وعلى رأسها «سي أن أن»للمزاودة وبيع «الفضيلة» على هذه الأمة المكسورة، مع الحفاظ على «سوق السلاح» الأمريكي ووظائفه، كما قال ترامب.
«روسيا اليوم» تقتحم في الأردن
لافت جدا في السياق أن الإعلام الرسمي الأردني يعتبر ملف خاشقجي من «الملفات الداخلية الحساسة» المصنفة في أرشيف «أعراس الجيران»، فالعالم يتحدث عن الموضوع باستثناء الإعلام الرسمي، رغم أن المواطن الأردني يتداول بحماس مفرط كل صغيرة وكبيرة.
لافت أكثر تلك الضجة، التي أثيرت في وقت التفاعل الكوني مع قضية خاشقجي بعد تصريحات رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز لقناة «روسيا اليوم»، فقد كان الرجل نجما للأخبار والمتابعات بعد تحريف تعليقه حول مستوى ثقافة الأردنيين قياسا بالدولة والمؤسسة الملكية على الشبكة الروسية.
المهم، أن قناة «روسيا» بدأت تتحدث في «المحليات» الأردنية… هذا نبأ جديد تماما على إيقاع الشاشات الأردني وخبر يستحق التوقف والتأمل.
المذيع وعبر حزمة «آي أر تي» يسأل الفايز عن العشائر ودورها وعن قانون الانتخاب والاصلاح السياسي وقانون الضريبة.
قريبا جدا سنشاهد قنوات روسيا بالصوت والصورة وهي تبث برامج مصورة عن «أزمة الأعلاف» وإزدحام السير الناتج عن مشروع «الباص الصريع».
تلك بشرى للأردنيين، فالقيصر الأحمر فلاديمير بوتين يهتم بشؤونهم.
ومن يضع الخطط للانفتاح الإعلامي الأردني لا يريد قراءة الصفحة التي تقول إن شبكات الإعلام الروسي الموجهة لشعوب العرب البائسة نجحت في استقطاب نحو 30 أردني على الأقل من المهنيين والمترجمين الذين يوفرون اليوم «محتوى أردني» في سلسلة من شبكات التأثير الإعلامي الروسي التي أعقبت الوجود العسكري الروسي في سوريا.
تلك «بركات» غرفة «الموك» بنسختها الروسية والجدل الأردني المعهود لم يعد حكرا على أضواء محطة «الجزيرة» وما دامت سوريا العربية تحت الاحتلال الروسي، كما يرى عدنان أبو عوده، فمن الطبيعي أن يهتم المحتل هنا بالجار، الذي سيناله من «الحب جانب».
أردنيون كثر بدأت تظهر أسماؤهم في تقارير «إنترفاكس» وصورهم ومقابلاتهم في قنوات «روسيا اليوم» في تطور يسعدنا، لأن الخطوة التالية ستكون التحدث مع أردنيين مدهشين ومؤثرين لا تعرف مايكروفونات وكاميرات بلادهم من جماعة «الحس والنص والدس الوطني» طريقا لهم ولطالما أنكرتهم.
تحذير لـ«الميادين» و»المنار»
أي مواطن عربي تنكره فضائيات بلاده سيجد ضالته في شبكات موسكو، لأن الدب الروسي «جالس وسيبقى» في منطقتنا، الأمر الذي اثبتته «أم بي سي» قبل غيرها، عندما مولت وبثت برنامج رامز الأخير عن الدب القاتل في الصقيع الروسي عشية مباريات المونديال.
لكن العصفورة حدثتنا عن وصول الصقيع الروسي إلى «البقاع» اللبنانية والمناطق «المحررة» على الحدود السورية – اللبنانية، حيث تجدد وزارة الإعلام السورية مراسلاتها التي تلفت نظر الزملاء في محطتي «الميادين» و«المنار» إلى أن تراخيص البث والتصوير المتاحة لهما في عمق الأراضي السورية المحررة من «الإرهاب أو من غيره» تم تجميدها .
وإن كاميرات فرق المحطتين، حتى تدخل وتلتقط الصور، ينبغي عليها أن تحتكم للمعايير التابعة لإدارة الإعلام الخارجي، وعلى أساس أن كل «مشوار تصوير» يدرس منفردا.
مهنيا، وبيروقراطيا، ثمة معنى واحد لهذا البلاغ. هل عرفتموه؟ الإجابة متاحة فقط عند مراقبة حجم التكثيف في محطة الفضائية الرسمية السورية لرسالة إعلامية حصرية تتقصد التركيز على أن «المنتصر الوحيد» في إستعادة سوريا هو فقط «الجيش العربي السوري».
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان
*قضية إختفاء (الخاشقجي) لابس
السعودية ولا مخرج منها مهما حاولت
السعودية من تضليل وتدليس وقلب
الحقائق ..!؟
سلام
نحن في انتظار النتائج النهائية المعتمدة للتحقيق من النظام العالمي ..ولكن يوسفني الذي ما نسمعة عن الحصل ،وعن ما الذي سوف يحصل في نهاية المطاف….
الرز يتكلم ؟؟؟؟؟ لاكرامة لعربى فى هذه المنطقة؟؟؟؟؟