«وددتُ أن أطمئنكم بأن الحراك بخير، وفي كل جمعة يتسع أكثر بخروج مزيد من الجزائريين، ويزداد قوة وغضبا. أرجو ألا تولوا بالاً لما تقوله وسائل الإعلام، فهي دائما منحازة ضده وتقلل من قوته. الوضع تحت السيطرة وأبشّركم بأن لدينا خططا وقريبا نصل إلى نتائج ملموسة».
تخيّلوا لو أن أحد رموز الحراك الشعبي في الجزائر التقى مسؤولا أجنبيا في عاصمة أجنبية وأسمعه هذا الكلام! عدا عن المتابعة القضائية الأكيدة، كان صاحب/ة هذا الكلام سيحاكم إعلاميا بتهمة الخيانة العظمى. كانت «المحكمة» ستحكم عليه بالإبادة الإعلامية والشعبية، وتسلمه إلى سياط الدهماء في القنوات التلفزيونية البائسة وذباب الفيسبوك وحتى رواد المقاهي الشعبية.
كلام مماثل لما ورد في مقدمة هذا المقال، لكن في الاتجاه المعاكس تماما، صدر عن رئيس الدولة الجزائرية، عبد القادر بن صالح، في موسكو. تلاه على مسامع الرئيس فلاديمير بوتين في جلسة رسمية حضرها أكثر من عشرة بين وزراء ومستشارين. بينما كان بوتين يبتسم بخبث، اجتهد ابن صالح ليطمئنه بأن الوضع في الجزائر متحكَم فيه، وبأن السلطات لديها خطة لتجاوز الوضع الحالي. ونبّهه إلى أن وسائل الإعلام تبالغ في نقل أخبار ما يجري في الجزائر (الحقيقة أن وسائل الإعلام العالمية تتجاهل ما يجري في الجزائر). قبل أن يخوض الرئيس الجزائري المؤقت في التفاصيل، شدد على أنه طلب لقاء بوتين خصيصا ليُبلِغه هذا الواقع.
كلام ابن صالح في سوتشي أصاب الجزائريين بالذهول، لكنه في الحقيقة غير جديد والموقف ليس استثنائيا. المسؤولون الجزائريون تبرعوا على مدار الـ30 سنة الماضية لـ»طمأنة» الخارج بكلام أخطر مما قال ابن صالح. الفرق هذه المرة أن الإعلام الرسمي الروسي سرَّب مضمون الاجتماع بين ابن صالح ووفده وبوتين ومساعديه.
هل تعمّد الرئيس الجزائري طمأنة بوتين بالذات، أم أنه كان سيقول الكلام ذاته لو كان قبالة أي مسؤول أجنبي آخر. على الأغلب كان سيقوله أمام أي مسؤول أجنبي (غربي) آخر. ومع ذلك، فالإدلاء بمثل هذا الكلام أمام بوتين فيه العديد من الدلالات، أبرزها ترتبط بكون الرئيس الروسي هو عرّاب الطغاة العرب الجديد وجهودهم لسحق أطماع وطموحات شعوبهم… بشار الأسد، السيسي، حفتر، ابن سلمان ولا بأس لو أضاف الجزائر إلى قائمته. من المهم للطغاة الجدد، الأنظمة أو الأفراد، الاحتماء ببوتين، فهو صلب وعنيد وعلى الأرجح لا يخذل مريديه لأنه لا يزال في طور تثبيت أقدام إمبراطوريته، كتاجر في بداية طريقه لا يملك ترف خذلان زبائنه.
في مقابل التودد للخارج إلى درجة الذل، كانت السلطة تسوّق في الداخل أكذوبة أن العالم «لم يكتفِ بأن تركنا وحيدين، بل يحاصرنا ويؤوي الإرهابيين ويشجعهم علينا».
كان يمكن إدراج كلام ابن صالح ضمن جهود طمأنة الشركاء وتعزيز ثقتهم، لكنه تجاوز ذلك وتبرَّع بأكثر من المطلوب. فكلامه ذاك صورة عاكسة لحال الجزائر كما تركها المخلوع وعززها خليفته، متعثرة ومرتبكة، بدلا من أن تستقوي بحراكها السلمي الداخلي، راحت تطلب ودّ أحد أكبر طغاة العصر الحديث.
كان بإمكان ابن صالح ألا يطلب مقابلة بوتين. كان بإمكانه أن يحدّثه حديثا عاما عن «التعاون الثنائي والمصالح المشتركة» ويمضي. كان بإمكانه أن ينتظر حتى يُسأل ثم يجيب بحذر. كل هذا فاته لأنه ينتمي إلى منظومة سياسية عقيمة، وفوق ذلك مهزوزة وعديمة الثقة في نفسها وفي شعبها.
عقدة الجزائريين مع الخارج قديمة. الإشكال في الكيل بمكيالين، وكيف تسمح فئة لنفسها بأن تعرض على «الخارج» غسيلها الداخلي، ثم تحظر ذلك على فئة أو فئات أخرى. ما من تفسير لهذا الانحراف سوى أن السلطة تتصرف بمنطق الأبوَّة، ومنطق أن الأب أدرى بمصلحة أبنائه، ومن ثمّة يحق له، ولو خطأ، ما لا يحق لهم ولو صوابا.
بلغ موضوع «الاستقواء» بالخارج ذروته في منتصف التسعينيات (وابن صالح ليس غريبا عن تلك الفترة)، عندما كانت البلاد تغرق في حرب أهلية أتت على البشر والحجر.
منذ اليوم الأول لذلك النزاع الأهلي استنجدت السلطة بحكومات أجنبية، فرنسا بالخصوص، طلبا للدعم السياسي والدبلوماسي والعسكري. كانت تصيب أحيانا، لكن تخيب أخرى لأنها كانت على درجة مفضوحة وخطيرة من الإجرام والإخفاق. جنّدت لذلك العمل الدؤوب موارد مالية ضخمة وبشرية هامة، من دبلوماسيين ومسؤولين رسميين، إلى صحافيين ونقابيين وجامعيين جابوا أوروبا وأمريكا يطلبون دعم الحكومات والجهات الأهلية ويسعون لإقناعها بأن الجزائر تعاني مشكلة إرهاب، وبأن النظام الحاكم، من خلال حربه مع المتشددين، يدافع عن الجزائر وعن العالم أجمع.
في مقابل التودد للخارج إلى درجة الذل، كانت السلطة تسوّق في الداخل أكذوبة أن العالم «لم يكتفِ بأن تركنا وحيدين، بل يحاصرنا ويؤوي الإرهابيين ويشجعهم علينا».
في تلك الأثناء التقى عدد من خيرة ما أنجبت الجزائر من سياسيين ومجاهدين في إيطاليا تحت لواء مؤسسة «سانت إيجيديو» الكاثوليكية لبحث حل ممكن لتلك الحرب الشنيعة. اقترحوا ورقة عمل جادة وقابلة للنقاش، لكن النظام العسكري الحاكم آنذاك كان يؤمن بحل واحد: الاجتثاث. فكان منتظراً أن يرفض الورقة. لكنه بعد أن رفضها «جملة وتفصيلا»، أطلق حملة شعواء استهدفت، ليس فقط من صاغوها في روما، بل كل من قال فيها كلمة إيجابية أو حاول الدعوة إلى التأمل فيها… صحافيون، نقابيون، سياسيون، أساتذة جامعيون. كانت حملة «مكارثية» أسفرت عن تقسيم المجتمع إلى مَن مع «سانت إيجيديو» ومَن ضدها.
وغير بعيد عنا، عندما ضاق خناق حراك 2019 حول رقبة المخلوع، أوفد وزير خارجيته رمضان العمامرة إلى برلين وباريس وموسكو ليطمئن قادتها بأنه يتحكم في الوضع ثم خُلع بعد أسبوعين. هذه هي المدرسة التي تخرج منها ابن صالح وأثبت أنه من خيرة تلامذتها. فيا أيها الجزائريون لا تحزنوا، هذا قدركم مع هؤلاء الناس إلى أن يرحلوا.
كاتب صحافي جزائري
هناك متشابهات بين حراك الجزائر ولبنان والعراق! اللهم وفق شعوب هذه البلاد للقضاء على الفساد والإضطهاد والإستعباد!! ولا حول ولا قوة الا بالله
عنذما زارت برلمانية فرنسية منطقة بذاتها في الجزائر والتقت بأحزاب تدعي انها ديمقراذية رغم انها شكلت الغطاء السياسي في التسعينات للانقلاب على الديمبراطية وشاركت معهم في مظاهرات تطالب بمرحلة انتقالية وتوقيف المسار الانتخابي لم يكتب أحد عن ذاك التيار المشكوك في أمره الذي يستقوي بالخارج ضمن نظرية شرحها السيد ناصر جابي في احد مقالاته بالقدس العربي قائلا ان النظام لا يمكن تغييره من الداخل وانه وجب لتغييره عاملان هما الضعط الخارجي والضغط ااشعبي الداخلي.
ولكن ان يصرح بن صالح ممثلا عن الدولة الجزائرية في منتدى دولي حضرته اغلب الدول الافريقية تصريحا سياسبا في محله صار استقواء بالخارج..
لماذا تزييف الوعي ولماذا اللعب بمستقبل شعب لأجل انتماءات ايديولجية ضيقة؟
هل صارت الوطنية تكمن في الركوع لفرنسا والارتماء في أحضان امريكا والا فهي الخيانة؟
انتم يازمن جعلتم فخار الانفصالي الذي يريد تقسيم الجزائر شهيد قضية وتستمرون في طعن الوطن.. هل تنامون في الليل هانئين؟
فخار فعلا شهيد اغتيل عمدا وهو في السجن. لو كانت الطغمة العسكرية صادقة لقدمته لمحكمة نزيهة ومستقلة، لكنها اغتالته لكن دمه لن يذهب سدى.
عبد القادر بن صالح ممثلا للدولة الجزائرية؟؟ منذ متى؟ ومن وكله؟ وهل هو أهل لها؟ ألم تشاهده يا سيد عبد الوهاب ذليلا تائها وحيدا؟ يأخي إذا أردت أن تدافع عن النظام فأنت حر، لكن على الأقل آتنا بحجج يقبلها العقل. صراحة لا أفهم كيف يرضى أناس ببوتفليقة يدوس عليهم 20 سنة ثم يسلمون ظهورهم لعسكري عمره فوق الثمانين وزمرة من الانتهازيين والفاشلين حوله ليدوسوا عليهم 20 أخرى. صحيح اللي اختشوا ماتوا كما يقولون في المشرق.
انتم من تزيفون الوعي المنضومة الحاكمة رفضت حتي تجريم الاستعمار الفرنسي
أكبر تحدي يقف أمام أي محاولات للإصلاح في أوطاننا يا أستاذ توفيق هو ليس فقط أقطاب الأنظمة الفاشلة والفاسدة التي تحكمنا بل بالأخص جحافل المتملقين والمنبطحين الذين يلوون عنق الحقائق لتبرير زلات وإخفاقات حكامنا ولا يتورعون عن محاولات تبييض أوجه أنظمة حالكة مسودة من شدة تراكم مظاهر الفساد والإستبداد!!!
الرئيس المؤقت لم يقدم تصريحه في المنتدى الافروروسي بل امام الصحافة في لقاء خاص مع الرئيس بوتين. التصريح قدمته القنوات الرسمية في روسيا. لكن اليتيمة لم تعمد الى تذييعه ونشره لأنها تيقنت أن التصريح متهور أرعن. في بداية الربيع العربي سنة 2011كنت تقول ان الجزائر عرفت ربيع الديموقراطية سنة 1988. وفي هذا الحراك السلمي اتضح بكل جلاء انك من كبار الشياتين مناصري الههدة الخامسة لحاجات في نفس يعقوب.فلا داعي التهجم على أحرار الجزائر .
البعض اصبح متخصصا في تأليب الناس بعضهم على بعض ولا يرضون بالسلام ابدا
“كلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا”
بعد عشرات من سنين النضال والكفاح ستجدون انفسكم عبيد وخدم عند الصهيونيين
تحية لكاتبنا العزيز، ملؤها المحبة والاحترام وتقاسم هموم أمتنا وماسيها.
لقد عدت يا كاتبنا لتقول من على منبر محترم، وبلغة فصيحة بليغة، ما يقوله اهلنا بلغة دارجة في البيوت والشوارع والمقاهي.
الأنظمة التي لا تملك شعبية ولا شرعية في الداخل، تتوسل وتنحي في الخارج.
انت على عقيدة الامة، والأمة لا تجتمع على ضلال، فلا تلتفت لمن اطل ينتقدك ويهاجمك ، فالابل حينما تسير إلى الامام، تتبول نحو الخلف، ف ” تنقض الوضوء ” كما يقول اهلنا في البلد.
والسلام عليك.
أظن أنه من التعسف بمكان أن نعد تصريح بن صالح الموجز والمرتبك دليلا على الدعم الخارجي.. أين هذا الموقف مما نشاهده من أغلب زعماء الدول العربية المسنودين بقوى خارجية في إستقواء سافر ومستفز..!!!
ثم أننا نشاهد بإستمرار أصنافا واسعة من الحراكيين وهم يلقون دعما باذخا من فرنسا وغير فرنسا رافعين شعارات عنصرية إنفصالية ومجاهرين بدعوة الأطراف الدولية للتدخل… وما تدثر يسعد ربراب بماكرون وتلويحه به عنا ببعيد…
و ماذا تقول عن سعيداني الذي صرح آن الجنرال ديغول هو من أعطانا الاستقلال وهو على رأس حزب يدعي انه امتداد لجبهة التحرير التاريخية و هو المتهم بنهب المال العام و شراء أملاك في فرنسا و هو ليس الوحيد في النفاق فيما يخص العداء لفرنسا و نهب المال العام .
اظن الإجتماع بن صالح بوتین کان مخطط مسبقا بین القیادة الروسیة والقیادة العسکرية الجزاٸریة النوفمبریة البادیسیة, ياسي توفیق بن صالح عبد مأمور لا حول و لا قوة.
شكرا للكاتب على إشارته لتناقضات السلطة الحاكمة. مأساة الجزائر أنها تحكمها زمرة من الفاسدين الجهلة لا يعرفون شيئا عن السيادة الوطنية و ثقافة الدولة و لا احترام القوانين ، كل ما يحسنون ممارسته هو نهب المال العام و هدره بشتى الطرق و الاستبداد بالحكم .بعد الاعتداء الوحشي لقواتهم الأمنية على مراسل قناة روسيا اليوم التي تعد الناقل الرسمي لصوت روسيا في العالم، أوفدوا ممثلهم المأمور المسمى برئيس الدولة إلى بوتين لمحاولة كسب دعمه ضد الشعب الجزائري و هم يجهلون آن بوتين يعرف حقيقة فسادهم و خضوعهم للقوى الغربية على رأسها فرنسا و أمريكا و للدول الخليجية المتصهينة العميلة و لا يثق في خطابتهم المنافقة .لقد فضحهم الله من خلال روسيا اليوم و مع ذلك لا يزال من يدافع عنهم من المنافقين الانتهازيين الذين يتقمصون زورا ثوب النوفمبرية و الباديسية.
وما خفي أعظم! إذا كان خطاب الرئيس الجزائري لرئيس دولة أجنبية فيه استجداء وحبو على الركب فكيف بما يحصل في الكواليس وفي ردهات الاجهزة الديبلوماسية؟
الرئيس بن صالح كان يتحدث مع بوتين وكأنه رئيس مقاطعة أو ولاية روسية, فكيف نرجو بعد هذا أن يدافع هو ومن وراءه على مصالح البلاد من موقف الندية وتقديم المصالح الوطنية؟
أليس من الأفضل أن يكون عبدالقادر بن صالح مواطن جزائري حر من أن يكون رئيس جزائري دميه ذليل يقف متملقا لبوتين.. إتركوا شعب الجزائر يختار رئيسه…
ماذا تقول عن الصور التي سربها احد ساسة فرنساكم العظيمة عن احد رموز الدولة ا لا تعتبر اهانة كانها اعمال صبيانية لماذا لم تحتجوا .زعماء حراككم من اين يتلقون الاوامر و التوجيهات و النصح كيف يعقل انه في ربع ساعة يركبون الطائرة الى اريس و لماذا سنوات لا يتحصل المواطن البسيط على فيزا دخول فرنسا اين يتقاعد مسؤولوكم و اين يقيمون حين تنهى مهامهم لولا روسيا لاندثرت سوريا لو تدخلت روسيا في الوقت المناسب ما تفككت ليبيا اللله يحفظ الجزائر منكم و من حراككم و زوافكم و شعبكم المختار و الله يحفظ الجيش الوطني الشعبي