الكثير من الصفات تجمع بين عبد القادر بن صالح الجزائري ونجاح العطار السورية، ومنصور هادي اليمني وغيرهم من نواب الرئيس في النظام السياسي العربي، الذي لا يتوقع مغادرة الرئيس موقعه على رأس السلطة، إلا في حالة واحدة قاهرة، لم يتم العثور لها على حل حتى الآن، هي الوفاة الطبيعية، أو غيرها من أنواع الوفاة العنيفة التي انتشرت في المنطقة في السنوات الأخيرة. ساد فيها تعيين نائب رئيس ضعيف من قبل رئيس قوي.
شخصيات سياسية تُعين في هذا المنصب لاعتبارات كثيرة، على رأسها ضعف الشخصية وانعدام الكاريزما السياسية ضمن لعبة سياسية لا تتوقع أي دور سياسي للرجل الثاني، الذي يفترض منه أداء أدوار بروتوكولية وشكلية باهتة، يقننها دستور لا يتوقع مغادرة الرئيس موقعه الا للقبر مباشرة، لتتم خلافته بشكل روتيني عن طريق آليات سياسية تم التعود عليها وتجريبها منذ سنوات، تبقى غير معنية بالتعامل مع أي هزات، أو تداول تنافسي للسلطة لا يتوقعه النص الدستوري أصلا، كما يحصل هذه الأيام في الجزائر.
هذا ما ينطبق على رئيس الدولة الجزائري الحالي عبد القادر بن صالح، الذي بدأ حياته المهنية في منتصف الستينيات صحافيا ومدير يومية حكومية، مرورا بمواقع دبلوماسية عديدة، قبل أن تقذف به الأقدار إلى مواقع سياسية عليا شكلية على رأس مؤسسات «تشريعية» منها المعين، كما حصل في بداية التسعينيات، عندما ترأس المجلس الانتقالي، بعد إلغاء اول انتخابات تشريعية تعددية، أو المجلس التشريعي لاحقا، أو مجلس الأمة. موقع تحول بموجبه إلى الرجل الثاني في نظام سياسي لا يعترف إلا بالرجل الأول. رئيس دولة لم يحظ مقارنة بأي رئيس جزائري سابق، إذا استثنينا بوتفليقة، بهذا الكم من الرفض الشعبي، الذي عبرت عنه مسيرات الجزائريين وهم يطالبون برحيله، كأحد الوجوه التي ارتبطت بنظام بوتفليقة، الذي تطالب المسيرات الشعبية بالقطيعة معه ومع وجوهه المرفوضة. رئيس دولة لم يكن موفقا تماما في آخر خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، كان ينتظر الجزائريون أن يعلن فيه استقالته، واستقالة حكومة بدوي المرفوضة، فإذا به يعلن عن التمديد لرئاسته المؤقتة بحجه أنه فشل في تنظيم انتخابات رئاسية كانت الحجة الدستورية في وصوله إلى هذا المنصب الذي لم يحلم به يوما.
رئيس يعرف الجزائريون أنه ليس مؤهلا لا نفسيا ولا سياسيا ولا صحيا، منذ مرضه الأخير، لاحتلال هذا الموقع، لولا الحراك الشعبي الذي خلط أوراق النظام وإطاره القانوني الجامد، وهو يعيش حالة تيهان تحولت إلى خطر على الدولة الوطنية ذاتها، وليس على النظام فقط. رئيس بضعفه هذا لن يكون عاملا مساعدا للمؤسسة العسكرية، التي تعودت على الحكم من وراء الستار المدني بدرجات نجاح متفاوتة منذ الاستقلال، عندما يتوفر هذا الستار المدني على الحد الأدنى من الحضور والفاعلية السياسية، التي ليست متوفرة عند الرئيس بن صالح اليوم، ولا غدا، ما زاد في إرباك مراكز القرار الأخرى الحاضرة على قلتها، ليبدو عليها الكثير من علامات التخبط، كما يظهر من خلال تعاملها مع الأحداث التي فرضها حراك الجزائريين، كمتغير لم يكن متوقعا تماما، ولم يوفق أصحاب القرار في التعامل معه بقوته وسلميته التي ظهر بها، بعد أكثر من أربعة أشهر من انطلاقه.
من الصعب التعويل على بن صالح ليكون طرفا فاعلا في الوصول إلى حلول ينتظرها الجزائريون
لم يزد رئيس بمواصفات بن صالح في تخبط ما تبقى من مراكز قرار داخليا فقط، بل أضعف مكانة الجزائر دوليا، والعالم يشاهد كيف أن رئيس دولة مؤقتا كان يفترض فيه إنجاز مرحلة انتقالية حساسة في وضع هش غير متوقع تماما، لم يكن قادرا على استغلال وجوده القانوني على رأس الدولة، لتنظيم انتخابات رئاسية كانت مبرر وجوده الأول والأوحد على رأس الدولة. رئيس لم يعد قادر على حضور صلاة العيد، إلا تحت حراسة ارمادا من قوات الشرطة، بعد إفراغ المسجد من مصليه، كما حصل بمناسبة عيد الفطر، أو تسليم كأس الجمهورية للفريق الفائز في ملاعب كرة القدم هذا الأسبوع، ملاعب كانت على رأس المناطق التي حررها الشباب من الحضور الرسمي المرفوض شعبيا.
رئيس دولة لم يتعود طول حياته السياسية على اتخاذ أي قرار سياسي مهما كان، سيكون من الصعب التعويل عليه لكي يكون طرفا فاعلا في الوصول الى حلول ينتظرها الجزائريون هذه الأيام، قد تكون بداية انطلاقها قبول استقالة رئيس الحكومة الحالي، وتعيين حكومة كفاءات وطنية بديلة، تكون المدخل إلى الحوار من أجل تكوين هيئة مستقلة لتنظيم الانتخابات الرئاسية، بعد الاتفاق على أهداف المرحلة التي تسبقها. سُميت بمرحلة انتقالية أو لم تسم. قبل الوصول إلى استقالة بن صالح نفسه الذي لم ينس الجزائريون كيف أنه كان على رأس الكثير من هيئات «التشاور» التي نصبها بوتفليقة خلال حكمه، كونت مدخلا لعملية انتخابات أكثر تزويرا وتضييقا على الحريات النقابية، الجمعوية والحزبية. فقد تبين بالعين المجردة ولأكثر من ثلاثة أشهر أن الرجل تحول إلى مشكل فعلي، ولن يكون بالتالي حلا، في وقت زاد فيه طرح مسألة انعدام الثقة في الرجال، بعد ان فُقدت هذه الثقة تماما في مؤسسات النظام العديدة، والمتنوعة التي لم تكن يوما مكانا لحل الأزمات وصناعة القرار السياسي الذي عادة ما يتخذ خارجها، كما تؤكده الحالة القائمة التي لم تتمكن من إيجاد مؤسسة شرعية واحدة تحل داخلها، ما يعيق جديا إمكانية انطلاق حوار مطلوب بين الجزائريين لحل الإشكالات التي يعيشونها منذ انطلاق حراكهم، الذي زاده تعقيدا إصرار المؤسسة العسكرية على البقاء في أدوارها التي عرفت عنها تاريخيا كحكم وصاحب قرار فعلي من وراء الستار، يصر على عدم الظهور والتشبث أمام كل أزمة بقراءة قانونية نصية احتراما لعقيدتها التاريخية التي عرفت بها. كما تفعل هذه الأيام وهي تنادي بالحل الدستوري، والذهاب بسرعة الى انتخابات رئاسية قد تتحول إلى آلية لإعادة إنتاج النظام نفسه بوجوه جديدة، في حين قد يكون المطلوب فيه من الجزائريين جرعة كبيرة من الذكاء الجماعي، لتصور حلول جديدة من خارج ثقافتهم السياسية القديمة التي لم تساعدهم دائما على حل مشاكلهم ومشاكل نظامهم السياسي المتعثر.
كاتب جزائري
لعلّ هذا الذكاء الذي ذكرت ، سيبدأ في التبلور انطلاقا من اجتماع منظمات المجتمع المدني ، و الذي سيعقد في منتصف الشهر الجاري .
لا أعتقد يا أخ سفيان أن النقابات ستنجح ( على حد ما نعلم عنها ) .. لقد اجتمعت و خرجت بلا حمص بسبب الاختلافات العقائدية الناتجة عن سنين الجفاء و التقاتل على من يمدح أكثر..
قائد الجيش وبعدما أظهر لكل مشكك أنه الحاكم الفعلي في البلاد بخروجه كل أسبوع بخطاب أو خطابين بتعليماته وتوجيهاته بينما مجلس الشعب والحكومة والرئيس المؤقت بن صالح غائبين عن المشهد, البارحة يقطع الشك باليقين ويقولها بوضوح في خطابه الأخير :” يجب قطع الطريق نهائيا أمام مرحلة انتقالية لا يمكن إلا أن تفرز وضعا يصعب التحكم فيه”. فهل بعد هذا يعقل أن نتسائل عن نوايا قادة الجيش للمرحلة المقبلة. شرح الواضحات من المفضحات, فقادة الجيش لن يسمحوا بهيئة وطنية تقود المرحلة الإنتقالية تفرز أقطاب سياسية وقيادات شعبية لا تخضع لتعليمات قادة الجيش!!
اوجزتها في اسطر .
شكرا .
يكفيني أن أعيد الاستماع الى ماكرون (وهو خطاب موثق) وهو يدعو الجزائريين الى مرحلة انتقالية لأرفض كل مرحلة انتقالية في الجزائر كما يطالب بها فئة مشبوهة في الجزائر وتساندهم جموع لا تدرك المعنى السياسي لمرحلة انتقالية.
المرحلة الانتقااية ليست مرحلة ديمقراطية وإنما هي مرحلة يتم فيها تسليم السلطة لأفراد معينين لم يتم انتخابهم ولا يمثلون بالضرورة ارادة الشعب بقدر ما يمثلون ارادة من عينهم.
الحقيقة أن المطالبين بمرحلة انتقالية هم من الذين لا يملكون أي ادنى فرصة للفوز بأي منصب في انتخابات نزيهة وحرة بعضهم يطالب بها باسم الحفاظ على حقوق الأقليات وبعضهم تحركه إيديولوجيات تخالف عموم عقائد الشعب وثقافته.. ومنهم أسماء يطبل لها اعلام خاص في حين أن الحراك رفض تعيين اي ممثل له او متحدث باسمه.
شخصيا لا أجد مجالا لتكرار التجربة الانتقالية التونسية الفاشلة في الجزائر.. فالجزائر لن تتحمل الفوضى الناجمة عن ذلك كما فعلت تونس.. الحل عندي هو انتخابات لإعادة بناء مؤسسات الدولة حرة وشفافة بمراقبة الشعب ولا أحد غير الشعب لضمان تمثيل ارادته الحقيقية لا ارادته المصطنعة اعلاميا وفايسبوكيا.
@الاستاد عليوات
.
لا داعي للاستدلال بماكرون كي تضغط على الزر المعروف للاسف عند الكثير في الجزائر
.
ماكرون تكلم عن مرحلة انتقالية دستورية و هي التي يمثلها بن صالح .. فقط .. فقط … الثلات أشهر يعني.
.
اذا كانت المرحلة الانتقالية في تونس فاشلة .. فهل المرحلة المستمرة ابديا منذ الاستقلال لعسكر القايد صالح احسن و اجمل .. للجزائر؟
الفئة المشبوهة هي التي تخرج عن المطالب الواضحة التي أجمع عليها الحراك الشعبي ومن بينها رفض تنظيم انتخابات من طرف رموز نظام بوتفليقة!
الفئة المشبوهة هي التي تروج لأطروحات إجهاض مشروع دمقرطة الحياة السياسية ونزع السلطة من العسكر لتسليمها لقيادات شعبية مدنية.
الفئة المشبوهة هي التي تتهم قطاعات واسعة من الشعب بالقصور في الفهم و تدعو للحجر عليه بفرض طبخات أعدت في الكواليس بعيدا عن الحوار الشفاف ومشاركة كل فعاليات المجتمع.
الفئة المشبوهة هي التي تجاهر بانتمائها لصف الثورة المضادة.
مساندة مقترحات النظام العسكري الذي يسعى إلى إعادة إنتاج نفس النظام الذي طغى في البلاد موظفا أطروحة الشرعية الثورية رغم مرور ازيد من نصف قرن على الاستقلال ،ليستبد الجنرالات بالحكم من وراء الستار معتمدين على جمعيات المجاهدين المنفوخ في أعدادهم و أبناء المجاهدين وأبناء الشهداء الحقيقيين منهم والمزيفين وعلى مافيا رجال الأعمال المرتشين والفاسدين مثل علي حداد و طلحوت.
الحراك الرائع للشعب الجزائري يطالب بتنحي جميع أفراد العصابة و الحاكم الحقيقي للبلاد قائد العسكر يدعو إلى حل مرفوض من لدن الشعب ويتدخل سياسيا مرتين في الأسبوع .فهل يوجد في العالم قائد أركان يخاطب الشعب على هذا المنوال ؟ هذا أكبر دليل على عسكرتارية النظام.ومن مضمون التعليق يعرف مساندو الحراك أو أنصار الثورة المضادة.
قادة العسكر عقدوا العزم منذ أشهر على إعادة النظام البائس والمنبوذ بحلة جديدة، السيناريو المرسوم في الكواليس بدأت تتضح معالمه بقيت بعض تفاصيل الإخراج الركيك للمسرحية التي لم تكتمل بعد.
في البداية زعم قادة الجيش رفضهم تشكيل هيئة وطنية تحظى بتزكية الحراك الشعبي لقيادة المرحلة الإنتقالية بحجة التقيد بالدستور حرفيا فلما فشلت الخطة بترتيب انتخابات رئاسية متحكم في نتائجها سلفا، لم يترددوا في تجاوز الدستور ونقضه باجتهاد (أجمع فقهاء القانون بعدم شرعيته) بقرارهم تمديد فترة ولاية الرئيس المؤقت بن صالح! هي مناورات مستمرة للإلتفاف على إرادة الشعب في تحقيق تغيير عميق يقطع مع الإستبداد والفساد.
البعض يحلم بإعادة إنتاج تجربة أردوغان في الجزائر، فيما آخرون يفضلون استنساخ تجربة السيسي بدعوى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن. أعتقد أن لنا نحن العرب طباع تختلف عن الأتراك، فلدينا قابلية الإستعباد أكثر من غيرنا لذلك رغم نجاح ثوراتنا الشعبية في إسقاط رموز الأزمة المتعفنة لكننا أعدنا لسدة الحكم نفس النماذج الفاسدة المتسلطة بعد الثورات مع بعض التغييرات السطحية والإصلاحات الشكلية. فلا الجزائر ولا السودان ستخرجان على هذا النسق، سيعيد التاريخ نفسه.
من يفتقر الى رد سياسي يلجأ الى الاتهام.
يتكلم الأخ عبد القادر عن إجماع للحراك وهذا كذب لأن الحراك تشعب وصار حبيس تيارات عديدة عجزت عن إخراج ممثلين له..
وجود ممثلين عن الحراك أمر ضروري لنجاحه وهو ما نادينا به لأجل طرح البديل ولأجل قطع الطريق على كل من يدعي أن الحراك أجمع على أمر سوى الذهاب الى ديمقراطية حقيقية ومحاسبة السلطة الفاسدة.. أما الطريق السياسي لحدوث ذلك فليس هناك أي إجماع عليه سواء ببقاء الباءات أو برحيلهم.
أما من يشحذ سكاكينه ضد الجيش بعد أن أوقف مخططاتهم فهم مجرد أدوات يتم تحريكها لأجل ركوب الحراك.. الجيش الذي كان حليفا لهم في التسعينات فشكلوا له الغطاء السياسي يوم تحدى السعيد سعدي عباسي مدني أنه لن يصل الى الحكم لم يعد بإمرتهم فخرجت كل أحقادهم..
كل الجزائريبن يرفضون حكم العسكر.. بما فيهم العسكر.. لكن الذين يتهجمون على الجيش يريدون اشعال البلاد في حال تم رفض خطتهم السياسية اللاديمقراطية بتعيين ممثليهم على رأس سلطة انتقالية تحكم الكثرية وتحفظ حقوقهم كأقلية كما صرح السعيد سعدي.
بدون الباءات أو معهم الحل هو انتخابات حرة ونزيهة بمراقبة شعبية لطرد النظام القديم عبر مؤسسات شرعية وتجنيب البلاد الفوضى.. ومن يعجز عن مراقبة انتخاباته كيف يريد أن يطرد النظام القديم؟؟
يا عيني على حربائية عملاء الثورة المضادة. الحراك الشعبي استمر في الجمعة 16 على التوالي والملايين من المواطنين في مسيرات ضخمة و مع ذلك أنت تتحدث عن أن هذه الثورة الشعبية وكأنها لا تشمل الغالبية الكبرى من الشعب. يتنحاو كاع تعني للرحلات جميعا بما فيهم الحاكم الحقيقي للبلاد قائد العسكر الذي يسعى إلى إعادة إنتاج نفس النظام الاستبدادي الفاسد.
@عليوات
.
عجيب أمرك يا رجل .. كيف تستطيع كتابة هذه اجملة “ومن يعجز عن مراقبة انتخاباته كيف يريد أن يطرد النظام القديم؟؟”
.
أولا لقد استعملت كلمة هي لغم في الحقيقة “مراقبة ” .. و الانتخابات عبر تاريخ الجزائر كانت مراقبة طبعا .. المراقبون كانوا يراقبون شخصا حاملا بطاقة ناخب لأحد الموتى .. اسمه الميت مكتوب في السجل على طاولة المراقبين .. يدلي بصوته بطريقة عادية و متحضرة .. كلو تمام .. المراقبون لم يسجلوا هنا اي خروقات ..
.
و ينتقل هذا الشخص الى مركز انتخابات أخرى .. يخرج بطاقة شبح آخر .. كلو تمام .. تمام … و هكذا يقضي يومه ..
.
في المساء يعلن أنه لم يتم مراقبة اي خروقات .. الى اشياء بسيطة .. و بعدها يعلن فوز بوتفلقة ب 99%
.
الحراك يطلب اشرافه هو .. و اعيد اشرافه هو على الانتخابات من الألف إلى الياء .. و ليس مراقبة .. و فاقو ..
.
هل يعقل ان سجل الهيئة الناخبة يعتبر سرا من اسرار الدولة في الجزائر .. لا احد يعرف من ينتخب اصلا ..