صنعاء – «القدس العربي»: ما زالت ردود الفعل تتواتر في اليمن إزاء الإعلان، الثلاثاء، عن “التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية”، الموالي للحكومة المعترف بها دوليًا. فبينما بارك بيان للسفارة الأمريكية تأسيس هذا التكتل، هدد المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) بفض الشراكة القائمة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليًا، فيما اعتبره “تحالف الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان” بصنعاء الموالي لجماعة “أنصار الله” (الحوثيون)، “محاولة لخلق غطاء سياسي جديد لإعادة العدوان على الوطن واستمرار الحصار”.
ويضم المكون الجديد، الذي أعلن عنه بعدن عقب إقرار أهدافه ولائحته التنفيذية وانتخاب أحمد بن دغر رئيسًا دوريًا له، أكثر من عشرين حزبًا ومكونًا سياسيًا، بما فيها مكونات سياسية لأذرع مسلحة ومجالس جهوية، وهو التكتل الذي تم الإعداد والتحضير له برعاية من المعهد الوطني الديمقراطي (الأمريكي).
وأشاد سفير الولايات المتحدة لدى اليمن، ستيفن فاغن، بأهمية التكتل الجديد، والذي “يمثل لحظة محورية في التاريخ السياسي اليمني”. وقال: “لقد أظهرت هذه الكيانات الـ22 للجميع، والأهم من ذلك الشعب اليمني، أن هناك أملًا في يمن سلمي ومزدهر يقوده اليمنيون من أجل اليمنيين”. وأشار إلى أن تأسيس هذا التكتل قد حظي بدعم الوكالة الأمريكية للتنمية والمعهد الوطني الديمقراطي.
وقال إن “هذه المكونات اجتمعت في الأصل في أبريل/ نيسان للمشاركة في حوار سياسي لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وهو الأول من نوعه منذ أكثر من عشر سنوات”.
الأحزاب والمكونات اليمنية الموالية للحكومة المعترف بها دوليًا والمنضوية في إطار هذا التكتل بالغت في وصف إيجابياته ودوره في حماية مستقبل البلاد، التي باتت تذهب في الواقع باتجاه استئناف الحرب، وهي جولة ستكون أكثر تهديدًا لما تبقى من اليمن.
كل حزب من معظم الأحزاب المنضوية في هذا التكتل يوجد منها مكون مماثل يحمل ذات الاسم في صنعاء، وموالية لجماعة “أنصار الله” (الحوثيون)، وهي الأحزاب وغيرها التي تنضوي في سياق ما يطلق عليه “تحالف الأحزاب والقوى السياسية المناهضة للعدوان”؛ وهو التحالف الذي أدان تأسيس التكتل الجديد في عدن، رافضًا ما اعتبره “انتحال صفات قيادية للأحزاب السياسية اليمنية الوطنية من قبل أشخاص عُرفوا بالخيانة والعمالة وتأييد العدوان”.
وأكد هذا التحالف، في بيان، أن من يمثلون الأحزاب الوطنية هم القيادات التي اصطفت مع وطنها وشعبها في مناهضة ومواجهة العدوان (التحالف العربي)”.
وأشار البيان إلى ما سماها “المخططات التآمرية على اليمن، والدور الأمريكي التخريبي المباشر والمستمر في عرقلة العملية السياسية من خلال التحركات والاجتماعات، التي عُقدت مؤخراً في عدن المحتلة بهدف محاولة خلق غطاء سياسي جديد لإعادة العدوان على الوطن واستمرار الحصار”.
وقال إن “التحركات الأمريكية في البيئة السياسية المزيفة، محاولة لإعادة إحياء أدواتها المحلية البائرة والمنتهية الصلاحية من المرتزقة والخونة والعملاء، تحت مسمى تكتل الأحزاب اليمنية، وحبر على ورق كسابقاتها لا قيمة ولا شرعية لها ولا تأثير”.
وأضاف أنه “في ظل تلك المؤشرات والتلويح والتهديد بتنفيذ تصعيد عسكري ضد الشعب اليمني، فإن العدو وعملاءه ربما لا يتصور ردة الفعل والجهوزية العالية، والاستعداد الكبير لمواجهة التحديات المحتملة على كافة المستويات”.
لم ينحصر انتقاد وإدانة التكتل الجديد على المكونات السياسية في مناطق سيطرة “أنصار الله”، بل هناك رفض لهذا التكتل من قبل مكونات سياسية في مناطق نفوذ الحكومة المعترف بها، وفي مقدمة ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي). وكتب ناصر الخُبّجي، القيادي في “الانتقالي”، منتقدًا في “تدوينة” هذا التكتل: “ورشة عمل انتهت بولادة فأر أجرب في بيئة طاردة لا تقبل العمل مع الفئران. سيبقى هذا الفأر في حالة فرار، مستهدفًا من القوى الشعبية الحقيقية صاحبة الفعل والحق في الأرض، أينما حلّ أو استقر ستبقى أرض الجنوب حصينة وصامدة في وجه كل من يحاول زعزعة استقرارها، أو النيل من إرادة أبنائها الأوفياء ومشروعهم الوطني لاستعادة دولة الجنوب الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة”.
وأضاف مهددًا بفض الشراكة القائمة في الحكومة، معتبرًا أن التكتل ليس له “هدف سوى استهداف قضية شعب الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي، ويشكل خطرًا على جدار التوافق والشراكة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، التي لم تعد قابلة للاستمرار بعد ولادة هذا الفأر الأجرب، ما يسمى أحزاب اليمن الاتحادي”.
وقال إن المضي قدمًا في هذا المسار لا يعني سوى بداية النهاية لهذه الشراكة، مما سيؤدي حتمًا إلى سقوط الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي والهيئات المساندة.