عن الموجة الثانية من ثورات «الربيع العربي»

حجم الخط
13

حين أقدم البوعزيزي على إشعال النار في نفسه، كان العالم العربي يبدو هادئا وتسير الحياة فيه بالرتابة المعتادة نفسها. وقتها تصور البعض أن هذا الهدوء يعكس أوضاعا سياسية واجتماعية مستقرة، رغم مظاهر الفساد والاستبداد البادية، وأن الجماهير العربية استسلمت لأقدارها، ولم تعد لديها القدرة على التحرك والانتفاض. وحين خيب الشعب التونسي ظن هؤلاء، بعد أن ثار ونجح في إجبار زين العابدين بن على على الهرب، تسابق العديد من المسؤولين في مختلف البلدان العربية لتريد عبارة: «نحن لسنا تونس»، وما هي إلا اسابيع قليلة حتى كانت جماهير غفيرة تنزل هادرة إلى الشوارع وتحتل الميادين في عواصم عربية عديدة رافعة شعارات «الخبز والحرية والكرامة الإنسانية»، ومطالبة بإسقاط نظم الفساد والاستبداد التي تتحكم في مصائرها.
حينئذ فقط أدرك الجميع أن الهدوء البادي فوق سطح الحياة السياسية والاجتماعية في عالمنا العربي لا يعكس دائما حقيقة ما يعتمل في داخلها، وأن البركان الهادئ انفجر وبدا يقذف حممه، ولم يتردد الإعلام الغربي في إطلاق مصطلح «الربيع العربي» على ما يجري في المنطقة، وتصور كثيرون أن صفحة من تاريخ العالم العربي طويت وبدأت صفحة جديدة توحي بأن هذا العالم على وشك الدخول في مرحلة تحول ديمقراطي طال انتظارها، غير أن الرياح لم تأت بما تشتهي سفن الثورات العربية التي بدأت تتعثر تدريجيا قبل أن تنتكس، مخلفة وراءها حالة من الفوضى والدمار لم يشهد لهما العالم العربي مثيلا من قبل. فباستثناء تونس، التي تمكنت سفينتها من الإبحار بصعوبة، عادت الأوضاع في معظم البلدان العربية الأخرى إلى أسوأ مما كانت عليه، وبدأ الربيع المنتظر يتحول إلى خريف حزين وأحيانا إلى شتاء قارس. ففي مصر عادت المؤسسة العسكرية لتحكم قبضتها على مفاصل السلطة، وراحت تهيمن على مختلف أوجه الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية، وفي ليبيا واليمن وسوريا راحت الصراعات بين القوى السياسية والاجتماعية المتنافسة تتحول إلى حروب أهلية طاحنة تودي بحياة الملايين، أو تحولهم إلى لاجئين أو تدفعهم إلى النزوح والهجرة. وراح البعض، في هذه الأجواء، يروج من جديد لمقولة إن الشعوب العربية ليست جاهزة أو ناضجة بما يكفي لإقامة دول مدنية حديثة، أو التأسيس لحياة ديمقراطية سليمة، وإنها في حاجة ماسة إلى قبضة أمنية قوية تعيد إليها الاستقرار، وتشعرها بالطمأنينة والأمان. وما أن رحل عام 2018 وأقبل عام 2019 حتى كانت الشعوب العربية تبدو وكأنها ترفع الراية البيضاء، وتستسلم من جديد لقوى الفساد والاستبداد، وتسلم بانتصار الثورة المضادة.
فجأة، وعلى غير توقع، انفجرت الأوضاع في السودان والجزائر، وراحت الجماهير تتدفق على الشوارع والميادين معلنة عن انطلاق موجة جديدة من ثورات «الربيع العربي». كانت مياه كثيرة قد جرت في العالم العربي بين 2011، حين اندلعت الموجة الأولى من ثورات «الربيع العربي»، و2019، حين اندلعت الموجة الراهنة من هذه الثورات، حيث طفت على السطح ظواهر جديدة لافتة للنظر، يمكن رصد أهمها على النحو التالي:
*انتقال دول الخليج العربي من وضع العزلة النسبية، والرغبة في النأي بالنفس بعيدا عن منطقة الزلازل والأزمات العربية، إلى حالة انخراط نشيط في القلب منها، واشتباك مباشر مع تفاعلاتها. فما أن اندلعت الموجة الأولى حتى اعتقدت دول مجلس التعاون الخليجي أن جرثومة الثورة يمكنها التغلغل فقط في البنية الهشة لنظم «الجمهوريات العربية»، وبالتالي فليس مطلوبا من العروش والممالك العربية، كي تتمكن من حماية وتحصين نفسها، سوى التكتل والعمل على تحقيق وحدتها وتماسكها، وهو ما يفسر اقتراح المملكة العربية السعودية، ضم كل من المغرب والأردن لعضوية مجلس التعاون الخليجي. وعندما بدأت الأوضاع داخل البحرين تهتز، هبت دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية وتدخلت عسكريا على الفور لقمع الثورة في مهدها. غير أن عمق التناقضات التي فجرتها الحالة الثورية في العالم العربي، دفعت دول مجلس التعاون الخليجي لاتخاذ مواقف تبدو متناسقة حينا ومتعارضة أحيانا أخرى، فالرغبة المشتركة في إسقاط نظام الأسد في سوريا، دفع البعض لتقديم الدعم للقوى التي حملت السلاح في وجهه، والرغبة في الانتقام من نظام القذافي دفعت بالبعض الآخر للمشاركة في عملية عسكرية قام بها حلف الناتو، وتجاوزت المهمة المكلف بها من جانب مجلس الأمن، بدعوى حماية الثورة الليبية. غير أن هذه المواقف الخليجية التي بدت منسقة ومتناغمة عكست في حقيقة الأمر دوافع شديدة التناقض، إذ سرعان ما تبين أن البعض يراهن على جماعات الإسلام السياسي المنخرطة بشدة في صفوف الثورات العربية، في الوقت الذي يرى فيه البعض الآخر أن تلك الجماعات تشكل مصدر تهديد مباشر لأمنها الوطني، ويراهن بالتالي على قوى الثورة المضادة. ولأن الحالة المصرية كانت كاشفة لعمق التناقضات القائمة بين هذه الدول، فقد أدت إزاحة جماعة الإخوان المسلمين، واستيلاء المؤسسة العسكرية في مصر على الحكم، إلى تدشين مرحلة جديدة في مسار الثورات العربية، أفضت في النهاية إلى انفجار مجلس التعاون الخليجي من داخله، خاصة عقب إقدام كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على فرض حصار شامل على قطر.
*انكشاف العالم العربي أمام مختلف القوى الإقليمية والدولية الطامحة في الهيمنة عليه، أو في اقتسام النفوذ فيه. انكفاء الدول العربية على أوضاعها الداخلية أتاح أمام هذه القوى فرصة جديدة للتغلغل أكثر في شؤونه. فقد شرعت إثيوبيا على الفور في بناء سد النهضة، بدون التشاور مع مصر، وقامت إسرائيل بإحكام الحصار على غزة، وتسريع عمليات بناء المستوطنات وتهويد القدس والتعدي على المسجد الأقصى، وأصبحت سوريا مسرحا لتدخل روسي وتركي إيراني إسرائيلي ومرتعا للجماعات الإرهابية الممولة دوليا وإقليميا، وراح النفوذ الإيراني يتغلغل بشدة داخل اليمن. وقد استغلت إسرائيل تصاعد الصراع بين إيران وبعض الدول العربية، لإحداث اختراقات جديدة وتطبيع العلاقات مع دول عربية خليجية تحت غطاء المصلحة المشتركة في مواجهة التهديد الإيراني. وهكذا راحت تتبلور محاور وتحالفات جديدة في المنطقة، فهناك محور مصري سعودي إماراتي، يعتمد أكثر على دعم كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، في موجهة محور قطري تركي إيراني يعتمد أكثر على كل من روسيا والصين، ولا تمانع الولايات المتحدة بالطبع من تعميق التناقضات بين دول مجلس التعاون الخليجي أملا في ابتزاز الجميع وإبرام صفقات السلاح.
*تزايد حدة الاستقطاب بين التيارات «العلمانية» وتيارات «الإسلام السياسي»، من ناحية، وتصاعد دور المؤسسة العسكرية في معادلة السياسة العربية، من ناحية أخرى. وفي ظل هذا الاستقطاب تبدو المؤسسة العسكرية وكأنها الضامن الوحيد للدولة الوطنية في العالم العربي، في مواجهة تيارات إسلامية عابرة للحدود، لا تؤمن بالدولة الوطنية، ومن ثم مؤهلة طبيعيا لإعادة الاستقرار بعد الفوضى التي تسببت فيها الثورات العربية.

لشعوب العربية مصرة ليس فقط على إسقاط رؤوس نظم الفساد والاستبداد، وإنما اقتلاع هذه النظم من جذورها

أما الموجة الثانية من ثورات «الربيع العربي» فقد أبرزت ظواهر جديدة أو أعادت التأكيد على حقائق متجددة، أهمها:
*أن الشعوب العربية لم تستسلم ومصرة ليس فقط على إسقاط رؤوس نظم الفساد والاستبداد، وإنما استئصال واقتلاع هذه النظم من جذورها.
*أن ثورات الربيع العربي واجهت انتكاسة لكنها لم تستسلم بعد، ولم تقر بانتصار الثورة المضادة، بل ستتواصل على شكل موجات، وهي تضرب اليوم في الجزائر والسودان، لكنها قد تكون غدا في البحرين أو في قلب منطقة الخليج.
*إنها استفادت من دروس الموجة الأولى، خصوصا ما جرى في مصر، وإن القوى السياسية المفجرة لحراك الثورة أصبحت أكثر وعيا ونضجا، وستسعى بكل الوسائل الممكنة للمحافظة على وحدتها وتماسكها، ولن تسارع بالتنافس في ما بينها لقطف الثمرات، إلى أن تتمكن من ترسيخ مقومات الدولة الوطنية الحديثة.
*إنها تدرك أهمية الدور الذي يمكن للمؤسسة العسكرية أن تقوم به لحماية ودعم الثورة والمساهمة في التأسيس لنظام ديمقراطي، حين تتصرف كمؤسسة وطنية، لكنها تدرك في الوقت نفسه خطورة الدور الذي يمكن ان تقوم به هذه المؤسسة، إن هي أسلمت قيادتها لعناصر تريد تسخيرها كأداة لطموحات شخصية.
لم تنتصر الثورة في السودان أو في الجزائر بعد، لكن إصرار قادة الحراك الشعبي على النهج السلمي، ووعي هؤلاء القادة بالمخاطر المحدقة، وحرصهم على عدم الوقوع في فخ المزايدات، يعيد إحياء الأمل من جديد في رؤية ضوء في نهاية نفق ما يزال معتما.
كاتب وأكاديمي مصري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أحمد عمر:

    (1)
    »ﻭﺭﺍﺡ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷ‌ﺟﻮﺍﺀ، ﻳﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻤﻘﻮﻟﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﺃﻭ ﻧﺎﺿﺠﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻹ‌ﻗﺎﻣﺔ ﺩﻭﻝ ﻣﺪﻧﻴﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ، ﺃﻭ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺳﻠﻴﻤﺔ، ﻭﺇﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﻗﺒﻀﺔ ﺃﻣﻨﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺗﻌﻴﺪ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻻ‌ﺳﺘﻘﺮﺍﺭ».-
    فقرة من مقال سيدنا، الإعلامى الكبير
    د. حسن نافعة، حفظه الله.
    لا أنتقص من قيمة مقال سيدنا (أقول سيدنا
    لأننا اعتدنا منذ نعومة أظافرنا حين بلغنا السادسة من العمر بنهاية فترة الستينيات
    من القرن الماضى أن نوقر الكبير ابن البلد
    الشجاع الذى يهب إذا رأى أحدا محاصرا
    أيا كان شكل الحصار صغر أو كبر، بل اعتدنا
    على تقبيل يد الكبير الشجاع ابن البلد الأصيل ولا نرى فى ذلك حرجا أبدا ما دام
    أن الكل تقريبا يراه حراً أصيلا)، لو قلت:
    أن بعض الحكومات العربية نجحت أذرعها
    الإعلامية فى تخويف شعبها إذا هو فكر
    أن يكرر وقفته المليونية، وذلك باستخدام

  2. يقول أحمد عمر:

    (2)
    تليفزيون الدولة بعرض مشاهد اللاجئين
    والنازحين من داخل سوريإ إلى المجهول وبكثافة لكى يعقد الشعب مقارنة بأنه
    مصيره هو الآخر سيكون كمصير النازحين
    إلى المجهول فيتراجع الشعب عن فكرة
    التجمهر، خاصة حين أعلن أحد المسؤولين
    الهولنديين الكبار الكبار مؤخرا: أن من قدموا إلى هولندا من دول الربيع لم يفلحوا
    فى التأقلم مع عادات وتقاليد الشعب الهولندى. وبرغم أن (فكرة استئثار السلامة هى أفضل من البحث عن وسيلة مثلى للقضاء على الفساد وهو أس مصائب دول الربيع العربى، بجانب الصراع العقائدي، هى فكرة خاطئة اعتنقها الملايين خوفا من
    بطش زبانية السجون والمعتقلات الذين
    ليس لهم شأن بقوانين حماية وصون حقوق
    السجين، إلا أننا نجد هؤلاء الملايين لا يتعاملون برحمة فيما بينهم، بل ينتقمون
    من بعضهم البعض أشد قسوة وانتقام.
    طبعا هذا يحتاج إلى خبير مقيم بينهم

  3. يقول أحمد عمر:

    3
    عشرات السنين لكى يعرض لسيادتكم
    تفاصيل التفاصيل المذهلة المجرمة التى
    تقع وتمارس فى صفوف تلك الملايين
    التى ظللنا حتى اللحظة ندافع عنهم.
    لا أدافع عن سياسات أمنية أهلها ظلوا
    وإلى الآن بتلك الدول يتعاملون مع شعوبها
    وكأنهم قطيع من غنم: ولكن أنا أحمل تلك
    الملايين كامل المسؤولية كونهم انفصلوا
    عن القوانين المنظمة بمحض أرادتهم لكى
    يلعبوا على مزاج مزاجهم بعيدا عن القوانين،
    لسبب بسيط وكما قال السياسي الهولندي
    الكبير: أن تلك الملايين غير مؤهلة للتعامل
    بالقوانين المنظمة فيما بينها وهذا يحتاج
    لشرح طويل، وتحتاجون سيادتكم لمليارات
    الدولارات لإعادة بناء الحائط النفسى لتلك
    الملايين، وتفضل سيادتكم واسأل د. أحمد
    عكاشة، وأظن أننا يا دكتور نافعة حري ينا
    ألا نستبعد الأبحاث العلمية عند البحث عن
    الدواعى والأسباب التى أدت إلى تمزيق
    النسيج العربي بهذه الصورة البشعة التى

  4. يقول أحمد عمر:

    4
    هو عليها اليوم. شكرا لكم ياسيدى الكبير،
    ننتظر مقالتكم كل يوم فى مقالات الرأى
    والأعمدة والمدارات وننظر ونددق النظر
    لعل مقالة د. حسن نافعة قد نذلت بعد
    الطبع، وشكرا للقدس العربى الكبير.

  5. يقول العربي الحر:

    يري البعض أن ثمار الصراعات والثورات والتغيرات السياسية في المنطقة العربية مرهون بالدعم السعودي الخليجي للثورات المضادة والمعادية للتحول الديمقراطي والإسلام السياسي في المنطقة العربية وأنه من المستبعد تماما قيام ثورات في الجزيرة العربية والمتصور أن تحدث إغتيالات داخل الأسر الحاكمة لتغير المسارات السياسية التابعة لأمريكا والغرب ووقف التطبيع والإندماج مع الصهاينه

  6. يقول عبد المجيد - المغرب:

    تبدو الموجة الثانية مما يسمى بالربيع العربي أكثر (مصداقية) وأكثر (وطنية) من الموجة الأولى ما دامت تهمة ( التدخل الخارجي) لم تلصق بهما. فالموجة الأولى ساهم في إسقاط الحكام فيها الضغوط الأجنبية ونحن نتذكر ضغط أوباما على مبارك ونتذكر -بطبيعة الحال- تدخل الغرب عسكريا لإسقاط القذافي. في الموجة الأولى كانت مواقف الدول الغربية -أو بعضها على الأصح- مما جرى واضحة أما في الموجة الثانية فالمواقف ضبابية فباريس وواشنطن تؤيدان حق التظاهر لكنهما في نفس الوقت تؤيدان النظام في الجزائر وبطبيعة الحال الموقف من السودان لا بد أن يكون مختلفا نظرا للموقف المسبق من البشير. طبعا، لا حظنا استفادة شعبي السودان والجزائر من شعوب الموجة الأولى من الربيع العربي فشعبا السودان والجزائر لم يغادرا الشوارع رغم استقالة بوتفليقة وإقصاء البشير وهما بهذا الإصرار على البقاء في الشوارع لا يريدان تكرار أخطاء خاصة شعبي مصر وتونس اللذين تركا الشوارع قبل التأكد من تحقيق جميع مطالبهما فكان أن رأينا عودة العسكر في مصر ليستأثر بالحكم وعودة، ليس فلول بنعلي، فقط، ولكن، فلول بورقيبة أيضا ليحكموا تونس بحيث صار الربيع في كل من مصر وتونس، خريفا.
    طبعا، لا يزال الوقت مبكرا للحكم على الموجة الثانية من ( الربيع العربي).

  7. يقول علي:

    الحالة المصرية(الانقلاب العسكري الذي شجعته ودعت إليه القوى اليسارية والناصرية والانتهازية) كانت كاشفة لعمق التناقضات القائمة بين دول الخليج ومصر، وقد أدت إزاحة الشعب المصري عن المشهد إلى بروز الدور الصهيوني والأميركي والإنجليزي خاصة، في استخدام دول النفط لتعويق مسيرة الأمة نحو الحرية والكرامة والمستقبل. ما يقال عما يسمى الإسلام السياسي بؤس فكري وثقافي، لأن الإسلام كله سياسة، والشعب كله مسلم بالعقيدة والحضارة، وخروج الملايين من المساجد في ثورة يناير كان تعبيرا عن روح الإسلام الذي يرفض الظلم والطغيان والقهر. الإسلام أكبر من كل الجماعات والتنظيمات، وهو ما يزعج الغزاة والأعراب واللصوص الكبار.

  8. يقول سمير أحمد:

    لم تفلح الثورتين في الجزاىر والسودان إلا لأن الحكم في كلتا الدولتين في أزمة ولا اتفاق بين مكونات النظامين على أمور جوهرية فيما بينهم ،أدى لهذا الانقسام كما في حالة الجزائر حيث زج النظام ببوتفليقة لعدم توافقهم على بديل له ، وفي السودان ابسبب لأزمة الاقتصادية التي عجز النظام عن حلها.

    ملحوظة بسيطة ، ترجم العرب كلمة spring بمعنى ربيع رغم أن من معاني الكلمة الأخرى إنتفاضة وهي المقصودة
    فيكون Arabi Spring هو الإنتفاضة الغربية .

  9. يقول .Dinars.:

    اطمئن الثورة مستمرة ولن يوقفها أسياد السيسي بأموالهم أو بمرتزقتهم من دول أوروبا أو بأحزاب غير مسنودة شعبيا.
    وباطل أن توصف الثورة بغير ما فيها ومن سنن الكون أن لا يستمر الظلم والجور وما عامل الزمن إلا لإنضاج ثمار الحرية التي مذاقها علقم على من استأنس العبودية.
    الثورة شفق عبره تبزغ شمس العرب على العالم.

  10. يقول سوري:

    قريبا ان شاء الله في دول محور الشر العربي

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية