فجأة نسيت اسمي القديم
خرجت أبحث عنه في الطرقات
والأزقة العتيقة وفي الحارات
لـم أرَ ســـوى قطة،
تعبث بعظام طريّة،
وبعــض المـــارّة
رأيت فتــاة شبقــة،
تقف عند بـاب الدار
ترتدي ثوبًا مفتوح الصدر،
وتلــوك بشهيّة قرمــة: اللبـان،
مع طقطقات اللسان الثعبــــان
يغازل طــلاء الشفاه الأحمــــر،
كمُكاء ورنين مشطـــور،
ليغازل قصيدة الهايكــو
قرأت على الجدران
عبارات شتى العناوين:
(ذكرى أيوب أحبّـك يا قمـر
لا أريـد الذهاب إلى المدرسـة
لا ترمي الأزبال هناالعشــــق
حزن دفين يا آدم؛ إلى الملتقى)
هناك كلمات مبتورة الأطراف
مثل ذاكــرة الجنــود الأســرى
مشوّشة الأحـــــــرف
تنقلّت في شـوارع المدينة،
أبحـث عن اسمي الضّال
فجأة نسيت عنـوان منزلـي.
إنه موسم النسيان الأكبر
في مدينة كان اسمهــا
نسيــت اسمها ذاك الفتّان.
٭٭٭
رأيت فتيانًا على دراجات هوائيّة
اشتقت أنْ أركب إحداها كصبيّ
لأكون مع ريــح سليمـان كجنيّ
لكنـــي نسيـــــت القيـــــــادة الآن.
وخطــــرت ببالـــــــي فكــــــرة،
كادت تُنســى؛ مسكتها بنواجـــذ.
سأختار اسمًا ؛ كالسّكـــر لذيـــذ
لا يُسكر؛ ويسموعلى كلّ سـلاف
سيكون صوفيًا؛ لــه طعـم نبيـــذ.
سيكون اسمي الصفــرالمرهف
وأصبــح اسمــــي صفــــــــرًا
أكبــرالأرقام التي تُحيي الموتى
إذا دفــــن إلى يميــــن أحدهم:
في مقبــــرة الحساب كضيف،
ليمنحه حياة جديـــدة الوصـف.
إنه الصفر واهب الحياة للصبايا
إنه يضاعف الأشياء لتبدو بلا نهايـة
فهو يجعل من الواحد عشرة أضعاف.
ومن العشــرة مئة؛ ومن المئة ألـفًا،
حتى المليون حرف ونصف
فلا ينتمي للجـذرالتربيعــــــيّ
ولا للشتـــــاء ولا للصيــف
إنه الرقم بجانبه علامة تعجّب،
فيكون أضعــاف الأضعــاف
كي (يحيى) وسط الضوضاء.
آه: لقد وجــدت اسـمًا مباركًا:
هـو يحيـــى ابن ماء السّمـاء.
إنــه فوقـي يرافقني كسحاب،
وأنا معه كعاشـــق حــردان
ارتّـل سفـرالأنواء والمُـــــزن
وسفــرالخروج وسفر التكوّين.
٭٭٭
هو الرقم صنـو الاسم
في عصرالرقمـيّات
والواقـع المفتــرض
إنه آخــر أشجار الخريف
في هـــذه الأرض،
فلن يصلها هولاكـو
إذن لــــن ينالها جفـــاف
لم يجعل الله له من قبل: سميًّا.
ولا نعتًا كأحد ولا ذي وصف.
إنه يحيى رغم قحط الخســف.
إنه يحيى رغم الخــوف
إنه يحيى سيـــد الصفات،
والأفعـــال والظــــروف
إنه يحيى كنخلة راسخـــة،
شامخة وارفـة السعـــوف،
وكيعقوب ملهــم يوســف
إنه يحيى قنّــاص الأرقـام،
يا صاح وتردد الصـــدى:
كصراخ؛ بقـوّة واندفــاع
حتى استيقظ فتية الكهــف،
فهم الآن جــياع جيــاع،
لقد أدخرت لهم صرّة:
وماء الفراتين من زمزم
وعرجون بلـــح مريـــم
رطبًا جنــيًا يا مسيــح
سيبقى لذيذًا لا يفســــد
ولــو فسد بحـــر الملح.
رغم طبق سالومـــي
لـن يفسد بعــد اليــوم
هذا الاســم الفصيح
يحيى ابن المـــاء
هذا الاســم الشفاف.
في الكتاب المكنـون.
أيّتها الريح العاصف:
فلتمطــــرالسّمــاء إذن
لغسل ذنوب أورشليم
وثمـــود وفرعــون
بغيث أجنحـة ملائكيّة
في ملكــوت طيبـــة،
أو في ملكوت الطين
إنّ أبــواق أريحا لا تُسقط
ملكوت الأنبياء بالزحف.
فهي نفخات مزمار أجـوف.
طـه، يـس، حــم
معوذات لك يا ولـدي
من وسوسات الجنّ.
فلتطمئن قرير العيــــن
فالصفرلا ينتمي قط إلى
يسـار ولا إلى يميــــن
الصفر ذات حيـّة لا تُقهر،
إنــه من آيـات الله الأكبر.
لقد وجدت اسمي الضّال
وبدأ ياجاثي يوم النضال
وهنالك كان لصوص الصــور
الباباراتزي؛ يلتقطـون المشهد
لنشـرالفضيحة الجميلة للقيامـة.
لقد ركبـت الدراجة الهوائيّـة،
مع الفتيان أســـارع العــودة،
وأنـا أجيـــــد القيــــادة الآن
بعدما طوّقـت اسمي بقلاتيــن:
فهو منير كساهور هلال شفيف،
خلــف أفــق: أحمـــر أحمـر
في ليل أدهم ومحاق سجيف
اسمي المغروس نخلًا يا هـذا:
فــي آيات ســــورة: قـــاف

٭ كاتب وشاعر من العراق