تُمثل الأعمال الدرامية التي تُناقش قضايا المرأة أهمية قصوى لدى المُنتجين والمخرجين والكُتاب، فقد شكلت هذه النوعية منذ عدة سنوات اتجاهاً خاصاً لتمتعها بجماهيرية وشعبية واسعة في مصر والعالم العربي، وذلك على خلفية النزاعات المُتكررة بين الرجل والمرأة وتعدد حالات الطلاق بين المتزوجين حديثاً.
هذه الظاهرة المُخيفة استدعت اهتمام المُبدعين من الناحية الفنية وجعلها علماء الاجتماع والمعنيون بحقوق المرأة محل دراسة لما لها من أخطار وما تُشير إليه من مُتغيرات سلبية. غير أنه على المستوى التجاري وهو الجانب الذي يهم المنتجين بالدرجة الأولى تُعد الدراما النسائية نوعاً مُميزاً للغاية يدر أرباحاً طائلة لسهولة توزيعه وسرعة التجاوب الجماهيري معه داخل المنطقة العربية بشكل لافت. وتتعدد أشكال الدراما النسائية بتعدد الموضوعات المطروحة والقضايا التي يتم مناقشتها، فهناك نمط رومانسي قديم وتقليدي لا يتحمس له الجمهور قدر تحمسه للنوعيات التي تنطوي على مُشكلات وأزمات، كأن الوظيفة الأساسية لدراما المرأة هي كشف عورات المجتمع والبحث عن مواطن الخلافات والأزمات بين الرجل والمرأة، خاصة في المُسلسلات المصرية باعتبار أن المجتمع المصري هو الأكثر تصديراً للمُشكلات وهو أيضاً من أكثر المُجتمعات استهلاكاً لهذا النوع الفني الشائك.
في عام 2023 قدمت روجينا عملاً فنياً دارت أغلب أحداثه في صعيد مصر مع وجود امتداد للصراع داخل القاهرة وفق رحلة البطلة الهاربة من اضطهاد شقيقها الأكبر، وقد حقق المسلسل نجاحاً مُذهلاً وسجل نسبة مشاهدة غير مسبوقة لأعمال روجينا على المنصات الإلكترونية وموقع اليوتيوب، ما جعل البطلة تتحمس وتدخل تجربة جديدة مُماثلة تعتزم تقديمها العام المُقبل 2025 ضمن مسلسلات الموسم الرمضاني المُرتقبة والتي تزيد بموجبها المنافسات بين الأبطال وتصل إلى ذروتها كأمر طبيعي لرغبة كل منهم في التميز وتصدر المشهد كأبرز نجوم الموسم.
هناك تكتم حتى الآن على عنوان المسلسل من جانب المخرجة مي ممدوح التي ترى روجينا أنها الأنسب لإخراج العمل بوصفها امرأة عليمة بتفاصيل قضايا المرأة وأزماتها الشخصية من المخرج الرجل، وهذا احتمال وارد وإن لم يكن مفهوماً صحيحاً تماماً من الناحية الإبداعية.
وبدورها صرحت منى زكي خلال الفترة الماضية بأنها بصدد التحضير لمسلسل بعنوان «طالع نازل» من إخراج هاني خليفة مع محمد رمضان، سيبدأ تصويره بعد انتهائها من تصوير دورها في فيلم جديد للمخرج مروان حامد تُجسد فيه شخصية كوكب الشرق أم كلثوم، وهو الدور الذي يضعها في مقارنة حتمية مع فردوس عبد الحميد التي جسدت دور أم كلثوم قبل عدة سنوات في فيلم بعنوان «كوكب الشرق».
كذلك سيُقارن بكل تأكيد دور منى زكي بدور صابرين التي تفوقت على نفسها في دور أم كلثوم أيضاً مع المخرجة إنعام محمد علي التي قدمت سيرة المطربة الكبيرة في مسلسل حمل اسمها كعلامة تجارية فائقة التميز ونجح نجاحاً هائلاً إبان عرضه الأول وما زال هو العمل الرئيسي والأهم بين مُسلسلات السير الذاتية للمشاهير.
وعوداً للأعمال الرمضانية تجدر الإشارة إلى تصريح يسرا باعتزامها القيام ببطولة مسلسل ستدخل به الماراثون الرمضاني المقبل، وستنافسها ياسمين عبد العزيز بمسلسل رومانسي على غرار مسلسلها السابق «ونحب تاني ليه». المسلسل الجديد لياسمين يُشاركها فيه البطولة شريف منير وكريم فهمي.
ومن جانبها أعلنت الكاتبة إنجي علاء عن انتهائها من كتابة أحداث مسلسل بعنوان «الراكون» سيقوم ببطولته يوسف الشريف ويخرجه ماندو العدل وسيكون جاهزاً للعرض مع بداية الموسم الدرامي الرمضاني الأكبر، المسلسل تدور أحداثة في قالب من الأكشن وصراع البطل مع عصابة إجرامية للدفاع عن شقيقه.
وتدخل غادة عبد الرازق السباق الدرامي المحموم بمسلسل «شباب امرأة» وهو إعادة لأحداث فيلم «شباب امرأة» لتحية كاريوكا وشكري سرحان، يُضاف إليه ثلاثة مُسلسلات أخرى بطولة ايمي سمير غانم وشقيقتها دنيا وهنا الزاهد، هذا بخلاف مسلسل يتعاون فيه عمرو سعد مع المخرج محمد سامي الذي قدم مع أحمد السقا بعض الأعمال الدرامية خلال الأعوام السابقة.
يُلاحظ في هذا العرض الموجز لمسلسلات رمضان 2025 غياب العناوين والأحداث، وذلك نتيجة السرية التامة والتعتيم المُتعمد من صُناع هذه المُسلسلات وأبطالها كونها لا تزال مجرد مشاريع إبداعية على الورق فقط لم تدخل حيز التصوير بعد ولم تتبلور أحداثها، وربما تُنبئ الأيام المقبلة عن تفاصيلها إذا ما بدأ المُخرجون في التصوير وصرح الأبطال والبطلات بطبيعة أدوارهم.