بما جرى في يوم 30 يونيه يعيش كثير من رفاقي في’ ميدان التحرير’، يوم 25 يناير وما بعد هذا اليوم من موجات الثورة المصرية، حالة من ‘الابتهاج الثوري’، الذي لم أشاركهم فيه، فأنا اعيش كابوس حسني مبارك، وكأن حكمه قد عاد من جديد!
لا بأس يا قراء، فالدنيا كما قال فيلسوف الغبراء خيارات، وأنا اعلم أنني دائماً ما أنحاز لخيارات الهزيمة، حتى في المنام!
رؤياي شحيحة، فأنا نادراً ما أحلم، وعندما قام الرئيس محمد مرسي بتشكيل الحكومة برئاسة هشام قنديل، وقفت ضد اختياراته على خط النار، ووصفت هذه الحكومة بأنها ‘حكومة القامات المنخفضة’، وجاءت خيارات الرجل كلها على هذا النحو، شخص هنا وشخص هناك يمثل استثناء للقاعدة وليس نفياً لوجودها. وللاسف أن خيارات أتباعه كانت على نفس القاعدة وفي كافة المجالات، وقد أصابني اليأس من الكتابة هنا طالباً من صلاح عبد المقصود وزير الاعلام تغيير رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون الذي وصفته بالمتوفي، فهو من اختيار المعزول من رئاسة القطاع بقرار من الثورة عبد اللطيف المناوي، لكن عبد المقصود ربما أغراه أن الرجل طيب، وكانت النتيجة انه الثغرة التي دخلوا مبنى التلفزيون من خلالها، فبيان الفريق عبد الفتاح السيسي يوم 1 يوليو اذيع بواسطته، وقد شاهده الوزير كعموم المشاهدين، وهو البيان الذي اذيع من وراء ظهر الرئيس محمد مرسي، واعاد الناس الي الميادين بعد ان كان معظمهم قد يئس من القدرة على اقالة الرئيس المنتخب.
البيان كان حمال أوجه، وبدا كما لو كان على الحياد، وبعد قليل كنت على احدى الفضائيات التي لا يشاهدها أحد، وقلت أنه اختبأ وراء بلاغة عباراته، لكنه يمثل انحيازاً ضد الرئيس، ولم أكن بحاجة الى بذل جهد لكي اقف على أن من صاغ عباراته باجرام مهني، هو محمد حسنين هيكل، الذي يستعين به القوم الان ليرسم سيناريو المستقبل لهم، وهو كارثة ان يرسم شخص من زمن ولى، سيناريوهات لزمن آت.
صياغات بعينها في البيان دفعتني للقول ان كاتب البيان هو هيكل مثل: ‘هذا الشعب الذي يئن دون ان يجد من يحنو عليه أو يرفق به’… ومع هذا جاء هيكل مع لميس الحديدي ليلف ويدور، فيكاد المريب أن يقول خذوني، حيث تحدث صاحبنا ففهمنا منه أنه على اتصال دائم بالفريق السيسي، وأنه، أي هيكل، أبدى له اعجابه ببلاغة البيان، وان السيسي أخبره بأنه كتبه بنفسه، وهذا التحليق الموجه بدا كاشفاً عن حقيقة الكاتب، فلو كان الفريق السيسي موهوباً الي هذا الحد لكتب خطابات المشير طنطاوي في فترة حكم العسكر، والذي قيل أن السيسي تلميذه وأنه كان يعده في زمن المخلوع ليحل محله، ومعروف أن طنطاوي سبق له أن اعتذر لمرضه عن الاستمرار وزيراً للدفاع، لكن مبارك كان يريده مريضاً.
ابان حملة الهجوم على الرئيس محمد مرسي التي قمت بها، عقب تشكيل الحكومة مدفوعاً بجينات التهور بداخلي، ومستفيداً من جو الحرية الذي كان أهم ما يميز مرحلة حكمه، رأيت فيما يرى النائم كأني في القصر الجمهوري، حيث يجلس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الاخوان خلف المكتب، وبينما يجلس الدكتور محمد مرسي أمامه كنت انا اجلس قريباً من الشاطر!
خير اللهم اجعله خير، فأنا بالقصر، وبجانب خيرت الشاطر رأساً الذي كنت اقول انه من يدير الرئاسة، ومن الاخوان المسلمين من نفوا لي ذلك، وليس هذا الموضوع!
لقد بدا في الرؤيا أن الدورة الرئاسية للدكتور مرسي قد انتهت، وعليه أعلن الشاطر أنه هو المرشح للدورة الجديدة، وهنا وقف الرئيس مغاضباً ودون ان يتكلم خرج من القصر، وأنا اهرول خلفه، فلم ألحق به ولم أكمل المسيرة مع الشاطر!
وعندما استيقظت من نومي أخذت اقلب كفي على النحس الذي يحيط بي في صحوي ومنامي، وقد قصصت رؤياي على احد المتخصصين في تأويل الاحاديث وتفسير الأحلام، فأخبرني ان مرسي سيتعرض لأزمة وانني سأقف معه، ولم أنشغل بكلامه حول أزمة مرسي وموقفي المنحاز له، فقد كنت مشغولاً بانحيازي ‘للخسرانة’ حتى في المنام.
استبداد مرسي
بعيداً عن كل هذا فانه يضحكني كثيراً اولئك الذين يتحدثون عن ديكتاتورية مرسي واستبداده، ربما تكمن ازمة مرسي في انه ليس ديكتاتوراً وليس مستبداً، فسوف نرى الديكتاتورية على أصولها والاستبداد كما ورد في الكتاب، ‘والعينة بينة’!
مرسي كان يتم التطاول عليه بالجهر بالسوء من القول وبشكل لا علاقة له بحرية الرأي والتعبير فيصفح ويعفو، حتي مل انصاره الذين كانوا يهتفون في وجهه: ‘اغضب’، لكنه لم يغضب أبداً، وكان بامكانه أن يصطاد المتطاولين عليه بسيف القانون لكنه لم يفعل، واذا كنا قد خرجنا يوم 25 يناير نهتف: ‘عيش، حرية، عدالة اجتماعية’، فانه لم يتحقق في عهده لا العيش ولا العدالة الاجتماعية وانما تحققت الحرية وصار سقف المعارضة السماء، والبعض ليثبت شجاعة لم تجرب في عهد سابقه كان يجهر بفحش القول، ليقال عنه أنه شجاع، لكن تكمن المشكلة في ان مرسي لم يظهر استبداداً لنميز بين الشجاع والمستغل.
في رمضان العام الماضي تلقيت دعوة من وزير الاعلام صلاح عبد المقصود للافطار، كان معنا لفيف من الاساتذة رؤساء تحرير الصحف المصرية، وكان قد تم اغلاق احدى المحطات التلفزيونية التي لا تلتزم بقيم ومتقضيات العمل الاعلامي، والتي تعمل بتوجيهات من جهاز امني يعمل ضد الرئيس، وعندما انتهى حفل الافطار وبدأ الكلام ارتفع صوتي من اخر القاعة رافضاً ان تغلق فضائية بقرار اداري، مهما اختلفنا مع رسالتها، وقلت من يرى تجاوزاً عليه ان يلجأ الي القضاء، وقد رد على الوزير بأن القضاء ‘حباله طويلة’، وقلت ان هذا أفضل من أن تلجأ في مصر بعد الثورة الى اجراءات تعسفية، قد يسعدني ان تطال من يخرج على تقاليد المهنة اليوم، لكن من المؤكد انها ستصل الى الجميع في المستقبل.
لقد سمعت همهمات معترضة على كلامي، ممن هم معروفون بانحيازهم لعصر حسني مبارك، ومن مثلوا كنزاً استراتيجياً بعد ذلك للثورة المضادة، لكن يقولون ‘الغربال الجديد له شدة’، وبدا الاخوان المسلمين في قوة، جعلت من تحولوا الى ثوار بعد ذلك، يخضعون للوزير بالقول.. وأحدهم أخذ الكلمة وتحدث عن انهم حيث يريد ‘سيادة الوزير’، الذي كان عضواً بمجلس نقابة الصحافيين فلم يميز بين زملائه، وان زملاءه لابد ان يقفوا معه من اجل انجاح تجربته في الوزارة.
كان سيادته يزايد علي، ومؤخراً قرأت للشخص نفسه مقالاً يقول فيه في الوزير ما قال مالك في الخمر، وأوشك ان يسقط عنه الصفة الصحافية، بالمناسبة ماذا قال مالك في الخمر؟، فأنا يعجبني اجتهاد ابي حنيفة النعمان.
قبيل ‘هوجة 30 يونيه’ هدد الحكم الاخواني باغلاق فضائيات بعينها، مجهولة النسب، ويعمل بها اعلاميون يمثلون الثورة المضادة، وكانوا من قبل يمهدون لتوريث الحكم لجمال مبارك. وقد نددنا بذلك، ولم يجرؤ الحكم الاخواني المستبد على اغلاقها، لكن من تجرأ وفعلها كان الانقلابيون!
تجريدة أمنية
عندما انتهي الفريق السيسي من اعلان بيانه الانقلابي كانت قوات أمنية تقتحم استوديوهات فضائيات بعينها متهمة بالانحياز للشرعية، وأغلقتها، وقامت بالقاء القبض على كل من فيها، بمن في ذلك الضيوف، وعاملوا الجميع بخشونة، على نحو يمثل امارة بأن ما حدث في مصر هو انقلاب عسكري، وليس ثورة مكملة لثورة 25 يناير التي طالبت بالحرية، وخرجت ضد الاستبداد.
كان المشهد في مكتب قناة ‘الجزيرة الأم’ كاشفاً عن طبيعة ما جرى، اذ كانت نوران سلام في برنامج على الهواء مباشرة، واذا بتجريدة أمنية تقتحم المكتب، في ذات اللحظة التي تم قطع الارسال عنها، وسمعنا أصواتاً غليظة بحجم البيادات، تأمر الحضور من الضيوف بأن يغادروا، لتقوم بمهمتها بالقبض على المجرمين العاملين في القناة.
بدا لي ليلتها أن مصر وقعت في قبضة الاحتلال الاجنبي، وعومل من يعملون في الجزيرة على أنهم لصوص، وذلك بدون مسوغ قانوني، فلم يكن هناك قرار قانوني من جهات التحقيق يبيح هذه التصرفات الكاشفة عن ان دولة القانون التي نسعى لتشييدها منذ ثورتنا في 25 يناير، فنخفق أحياناً وننجح احياناً، هذه الدولة قد سقطت، وأننا عدنا الي زمن مبارك، عندما كان القانون المعمول به هو قانون الغابة، ولك ان تعلم ان قانون الطوارئ سيئ السمعة يقول ان مدة الاعتقال لا تتجاوز الشهر، لكن هناك الالاف الذين اعتقلوا لمدد تتجاوز الخمسة عشر عاماً.
لقد كانت ليلة ليلاء، انقطع فيها الصوت والصورة عن المعتصمين بميدان ‘رابعة العدوية’، وهم الذين يدافعون عن الشرعية ويقفون على ثغرة من ثغور الثورة لا يضرهم من ضل، فقد خشينا ان يتم سحقهم في غيبة من الفضائيات، اذ أعاد الانقلابيون الصورة الي زمن ما قبل السماوات المفتوحة، عندما كنا نرابط أمام راديو لندن او صوت أميركا لنعرف أخبار القاهرة السرية، لكن حضور ‘البيادة’ في المشهد، أرهب الجميع، فمن يقدر على مواجهة سلطة خارجة على القانون؟!
أفضل ما في الموضوع انني لن اعد اشاهد ضحى الزهيري مذيعة ‘الجزيرة مباشر مصر’، التي لم تنطق اسمي صحيحاً ولو مرة واحدة عندما كانت تعمل باحدى الفضائيات السورية من القاهرة، فلم أكن من ضيوفها في مرحلة الجزيرة، التي لم يكن كل ضيوفها من المنحازين للحكم الاخواني، فعلاء الاسواني يقدم حلقة بها.. سيطرة الاخوان على مكتب القاهرة حالت دون أن اكون من ضيوفها، لكني أيضاً لم اكن من ضيوف ‘الجزيرة الأم’ على الرغم من ان معظم من يعملون في مكتب القاهرة اصدقائي!
خيانة الوطن
اعلام الثورة المضادة المنتصر في موقعة 30 يونيه اقام الافراح والليالي الملاح ابتهاجاً بقرار اغلاق هذه القنوات التي تهدد الامن القومي المصري، ونفس الاتهام وجه اليهم، وهم يعملون في فضائيات مجهولة النسب، فمن يتصدرون المشهد على أنهم اباء ليسوا هم الاباء الشرعيين.. أين مذيعة القذافي لكي تقول لهم ان الاسلام حرم التبني؟!
هذه الفضائيات شيطنة الفضائيات المغلقة بقرار باطش، وجعلت من العمل في الجزيرة خيانة للوطن تماما كما كان يحدث في زمن المخلوع، فشاهدنا استقالات بالجملة لاسيما من ‘الجزيرة مباشر مصر’ المتهمة بعدم الحيادية، ولا أزعم انني كنت ‘مشاهدا محترفا’ لها، لكن كلما رأيتها وجدتها تنقل صورة ميدان التحرير وميدان رابعة العدوية، بيد أن الصورة الأخيرة كان يراد تجاهلها تماماً، لنبرر للعسكر ادعاء ان انقلابهم انحياز للشعب وباعتبار انه لا يوجد شعب اخر هناك!
والانحياز كان واضحاً منذ البداية، فقد كتبت من قبل ان الطائرات التقطت صوراً من التحرير لتعزز موقف قيادة الجيش المنحاز للشعب، وتقديم هذه الصور لفضائيات بعينها وحجبت صور الميادين الاخرى، ثم علمت بعد هذا أن المخرج خالد يوسف هو من سمحوا له بالتصوير عبر طائرة، وهو منحاز وليس حيادياً او موضوعياً، فشاهدنا صور الجماهير المحتشدة على كوبري قصر النيل في يوم 28 يناير 2011، على انه ليوم الأحد قبل الماضي، ثم فوجئنا بالصورة نفسها يوم الأحد الماضي، وكانت الفضيحة!
في يوم الأحد الماضي كانت الدعوة لمليونية الانحياز لقرار عزل الرئيس رداً على الخروج الجماهيري الحاشد تأييداً للشرعية ممثلة في الرئيس محمد مرسي، ولم يكن من في ميدان التحرير بنفس الاعداد المطلوبة فكانت الصورة قديمة هي المعتمدة فضائيا، وساهمت الجزيرة ايضا في عملية التضليل ربما لتشتهر بعدم الانحياز، الى ان فجرت ساكنة في التحرير قنبلة في اتصال هاتفي، فالميدان به مئات والجزيرة تعرض صورا تحت عنوان ‘التحرير الان’ لمليونية كاملة الأوصاف!
بعد يومين من تغييب الصورة، بدأت قناة ‘اليرموك’ في نقل ما يجري في ‘رابعة العدوية’، وسط تشويش كاشف عن عدم حيادية من قاموا بالانقلاب، ثم دخلت على الخط قنوات: ‘القدس والاقصى والحوار’.. وأيضاً ‘الجزيرة مباشر مصر’، وجرى التشويش على هذه المحطات ثم قطع ارسالها لتعود من جديد، في لعبة القط والفأر.
ما مثل أمارة على اننا في كنف حكم غير ديمقراطي، هو استدعاء اجواء حكم مبارك في التحقيق مع زميلنا عبد الفتاح فايد مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة، فقد وجهوا له تهمة تكدير السلم العام، ومنذ أكثر من عشرين عاما ونحن في محاولات مضنية لمعرفة معنى تكدير السلم العام، على سبيل اليقين وهو الاتهام وثيق الصلة باستبداد المخلوع.. نحن نعرف فقط اغنية: ‘السلم نايلو في نايلو والعتبة قزاز’ للراحلة عايدة الشاعر!
عايدة من جيلي يا جيل شيرين آه يا ليل التي بشرتنا انها ستتزوج وتدعو طليقها لحضور زفافها.
صحافي من مصر
[email protected]
لقد انكشفت لعبة الجيش.هدا انقلاب مكتمل الاركان خطته محكمة
الشعب المصري المسكين بلع الطعم.مند مدة وانا اشاهد قنوات الفلول اتابع لميس وباسم يوسف وعماد الدين اديب وكنت واتقا انا هناك شيء مريب يتم طبخه على نار هادئة
شكرا لك يا استاذ سليم من مهنيتك وموضوعيتك ككاتب وصحفي
شكرا لك على هذا المقال الجميل ، أمثالك قليلون في هذا الزمن الرديئ .
تسلم!
يسلم قلمك يا أستاذنا الكبير الحر الاصيل : ها أنت تقول كلمة الحق في زمن البطال : إن الباطل كان زهوقا !!!
لست من محبي الإخوان المسلمين و لا المؤمنين بمشروعهم …
لكنني مناصر للحرية و الديمقراطية و الشرعية الدستورية و صناديق الإقتراع …
و إن لم يعد الرئيس مرسي إلى سدة الحكم لإكمال فترته الدستورية : فلا أمل في الديمقراطية في الوطن العربي إلى الأبد …
عاشت مصر حرة أبية …
و تسقط بساطير العسكر و أزلامهم المنافقين …
أحبي فيك هذا الحماس الشديد لحرية الإعلام ، و صراحتك في تسمية الأشياء بأسمائها. و أدعو الله أن يجنب مصر المزيد من العنف و من إراقة الدماء ، و أن يلهم غقلاءهم و شرفاءهم إلى حل توافقي يحفظ الدماء و يجنب أخطاء الماضي قدر المستطاع.
أحسنت واجدت كعادتك تماماً وأنا من مدمني عمودك الأسبوعي وشكرا
ارحل يا سيسي مرسي رئيسي
مقال مذهل, وأذكى ما فيه ملاحظتك عن الصور القديمه من جسر اكتوبر التي تم بثها على أنها من ميدان التحرير.
يردد الانقلابيون أيضا أن عدد المتظاهرين تجاوز الثلاثين مليونا بشهادة غوغل, وذكر أحد كتاب القدس العربي أن العدد 22 مليونا بشهادة غوغل ايرث.
وفات هؤلاء أن الصور الجويه لغوغل ايرث قديمه تعود لأعوام خلت, والقصد منها أن تكون خارطه دقيقه للمواقع, وليس تصويرا فضائيا مباشرا ولا يمكن بالتالي مشاهدة المتظاهرين واحصائهم على هذا الموقع.
لاتزال القدس العربي تستحق القراءة بوجود زملاء الاستاذ عبد الباري له ان يطمئن ان القدس العربي اصبحت مدرسة فيها الاكفاء وستنجب النجباء