مدريد- “القدس العربي”:
عاد المغرب الى الاهتمام بتعزيز قواته العسكرية البحرية بمحاولته اقتناء غواصة، ويبدو أنه يراهن على غواصة برتغالية-المانية بدل الغواصات الروسية والفرنسية التي جرى الحديث عنها سابقا.
ومنذ سنوات، يخصص المغرب ميزانية هامة لتعزيز سلاحه البحري بعدما كان ضعيفا، وذلك لسببين، الأول رهان الجزائر على تعزيز قوتها البحرية من خلال امتلاك فرقاطات وست غواصات، ثم الحصار البحري الصامت الذي فرضته عليه إسبانيا في أزمة جزيرة ثورة صيف 2002، حيث وجد نفسه دون قطع حربية للمواجهة.
وعمليا، اقتنى المغرب سفنا حربية منها فرقاطات وكورفيت وسفينة للتزود وزوارق صغيرة حربية سريعة خاصة بقوات الكوماندوز، والآن يحاول اقتناء غواصة لإتمام ما يسمى بالحلقة العسكرية البحرية المتكاملة، أي مختلف أصناف القطع البحرية العسكرية.
وكشفت الصحافة البرتغالية أنه خلال اللقاء الذي جمع وزير الدفاع البرتغالي جاو غوميث غرافينيو، والوزير المنتدب في الدفاع عبد اللطيف لودي، منتصف الشهر الجاري، تم التركيز على صيانة السفن الحربية المغربية واهتمام خاص بالغواصة البرتغالية “تريدنتي” وهي صنع ألماني مع مشاركة برتغالية محدودة.
وهذه الغواصة التي تصنعها الشركة الألمانية HDW هي من الغواصات التي يبدو أن المغرب يرغب في اقتناء واحدة منها. ومن الصدف التي كشفت عنها الصحافة البرتغالية هي مشاركة ضباط مغاربة في تدريبات عسكرية في غواصة من هذا النوع في ملكية البحرية الإيطالية.
وقبل الحديث عن اقتناء المغرب غواصة روسية من نوع “أمور 1650″، كان هناك اهتمام مغربي كبير بالغواصات الألمانية. واستبعد المغرب وقتها اقتناء غواصة المانية، كما استبعد اقتناء غواصة روسية لاعتبارات عسكرية بسبب ارتباطه مع الغرب عسكريا. وجرى الحديث عن احتمال اقتناء غواصة اسبانية، لكن هذا الخيار جرى استبعاده بسبب عدم ثقة المغرب في السلاح الإسباني بحكم أن إسبانيا تعتبر المغرب عدوها الرئيسي. وهكذا، يعود الاهتمام مجددا بالغواصة الألمانية. والمثير هو عدم اهتمام المغرب بالغواصات الفرنسية رغم ريادة فرنسا في هذا المجال.
وعلاقة بهذا الموضوع، نشرت الجريدة الرقمية “دفينسا” المهتمة بقضايا السلاح أن المغرب يجعل من اقتناء الغواصة الألمانية هدفا رئيسيا لأنها تستجيب لكل متطلباته العسكرية سواء السعر أو المميزات العسكرية. ويبدو أن البرتغال التي اقتنت هذا النوع من الغواصات ستكون مستشارة المغرب في هذا الشأن.
المغرب محاصر من ثوار البوليساريو ومن الشقيقة الجزائر ومن طرف الأخوة الموريتانيين ومن إسبانيا الصديقة في الظاهر العدو الاول في الباطن بسبب احتلالها لسبته ومليلية وهو ضعيف مقارنة مع جيرانه الاقوياء يحاول اللحاق بالركب لكن أمامه سنين ضؤية للوصول .