هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية، عندما تصبح البضاعة مكشوفة «وعلى عينك يا تاجر»، ويستفيق الناس من غفلتهم فيقفوا على أن «3 يوليو» كانت ثورة مضادة، وأن ما جرى في «30 يونيو» كان غطاء مدنياً للإنقلاب العسكري، وأن هذا كله قاد لعودة نظام مبارك.
مقدمو البرامج التلفزيونية في فضائيات الثورة المضادة، والذين طالما دافعوا عن «ثورة يناير»، وهاجموا المخلوع حسني مبارك، الآن يجهرون بالمعصية، ويعلنون انحيازهم لمبارك وزمانه، ويحتفون ببراءته، ويتطاولون على كل من كان ضده ولو كان مدافعاً عن السيسي، وكان من «ثوار يونيو». ولم يسلم من ألسنتهم «عراب الانقلاب» محمد حسنين هيكل، لأن ولاء هؤلاء لنظام مبارك مقدم على أي شيء، ولأن زعيم الانقلاب نفسه، منحاز لمبارك، مع خالص تحياتي للذين روجوا لأكذوبة الجيش الذي حمى الثورة!
لا أخفيكم سراً، أنني أستمتع كثيراً باللعب وقد صار «على المكشوف»، وأستمتع أكثر وأنا أشاهد البرامج التلفزيونية، وهي تستضيف رجال الحزب الوطني، وهم يسحقون بألسنتهم التي تبدو كنعالهم، هؤلاء الذين مكنوا من الثورة كل زناة الليل!
كان وائل الإبراشي يستضيف النائب السابق عن الحزب الوطني «حيدر بغدادي»، وقد عاد إليه صوته، وكان المناظر له هو نائب حزب التجمع الوطني الوحدوي.. الخ «البدري فرغلي»، وكانت الحلقة تناقش العودة الميمونة لرجال مبارك لتصدر المشهد، فوزير ثقافته فاروق حسني عاد للحياة وافتتح معرضاً، حضره نجوم المجتمع، وكأن ثورة لم تقم، وهو الذي حماه المشير محمد حسين طنطاوي من السجن، ومنعه من خوض تجربته الأليمة. كما عاد من أفسد الحياة السياسية بعد براءته ليعلن أنه سيخوض الانتخابات البرلمانية، فلا يوجد مانع قانوني، أو سياسي يحول دونه ودون ذلك بعد أن هزمت «ثورة يناير» في «30 يونيو»!
كان «بغدادي»، جريئاً وهو يعلن انتماءه للحزب الوطني، وهو يعلن ما قدمه هذا الحزب من انجازات للوطن، وهو يعلن أيضاً أنهم عائدون بقوة، وعبثاً حاول وائل الأبرشي أن يوقف حدته، وعجز «البدري فرغلي» عن مجابهته، ربما لأنه فوجئ بالجرأة، وفي زمن الثورة كان من عرفوا بانتمائهم للحزب الوطني، يقولون: «يا أرض انشقي وابلعينا»، من فرط الخجل، ومن شدة الخوف.
وحش الشاشة
ليست هذه المرة الأولى التي يبدو فيها «بغدادي» في صورة «وحش الشاشة»، فقد شاهدته قبل أسابيع على إحدى الفضائيات، مجابهاً عبد الحليم قنديل، الذي يقدم نفسه على أنه المتحدث الرسمي والوحيد باسم عبد الفتاح السيسي، والمعبر عن انحيازاته، وأماله، وطموحه. وفي هذه الحلقة سعى لأن تصل رسالته إلى «حيدر بغدادي» بأنه صار هو السلطة الآن، ولم يعد المعارض في عهد مبارك، الذي ليست له دية.
قال قنديل، وكأنه سمير رجب يعبر عن مبارك، أن معركة السيسي القادمة هي مع رجال الأعمال، كأنهما خططا للحرب معاً، وكأن السيسي ما زال عندهم هو عبد الناصر، الذي دخل حرباً ضروساً ضد «الإقطاع وسيطرة رأس المال».
ولم يعلم عبد الحليم إلى الآن، أن السيسي ليس هو عبد الناصر، وأن رجال الأعمال الذين يقصدهم، والذين كونوا ثرواتهم بالنهب المنظم والعشوائي في عهد مبارك، هم جزء من انقلاب «30 يونيو»، وأنهم شركاء السيسي ولا يعملون عنده، ومنهم من خطط للانقلاب، قبل دخول صاحبه على الخط، وأنفق عليه، ثم كان استدعاء السيسي لاستخدام القوة لإسقاط الرئيس المنتخب!
ولم يكد قنديل يخرج من الأستوديو، حتى كان أحد رجال الأعمال يحرز هدفاً في مرمى السيسي، وينتصر عليه في أول جولة، عندما تم الرضوخ لساويرس، بإلغاء ضرائب مستحقة عليه. ومن قوة الرجل أن اللجنة التي أقرت مديونيته للضرائب هي التي أسقطتها!
لم يكترث «حيدر بغدادي» برسائل قنديل التي بدت خارج سياق موضوع الحلقة، فالرجل خبر حيل بعض السياسيين عندما يدعون لأنفسهم مكانة بالباطل لدى الرئيس، وهو كان ينتمي للمعارضة الرسمية لحسني مبارك، وعرف بعض هؤلاء. وهو يعرف أن السيسي ابن مبارك بالتبني وأن 30 يونيو ثورتهم هم!
من استمع لبغدادي في هذه الليلة، وهو يتحدث عن انجازات الحزب الوطني وعطائه الذي هو بلا حدود للوطن، يظن أنه من الجيل المؤسس له. مع أن «بغدادي» كان زميل عبد الحليم قنديل في الحزب الناصري. وبدا واضحاً أن بينهما مشترك آخر، إذ كان كل منهما يبحث لنفسه عن فرصة ليلتحق بالسلطة، وقد وجدها «حيدر» مبكراً، ومن خلال القيام بدور مندوبها في الحزب المعارض، في حين كان على عبد الحليم قنديل أن يدفع الثمن، حتى يصل لمرحلة يجلس فيها في حضرة (الرئيس) السيسي، وفي احدى المرات بدا في الصورة، كما لو كان قد زاحم نقيب الصحافيين ضياء رشوان، ليبعده عن الرئيس وتبدو مكانته هو بجواره. وفي الدعاية الانتخابية، أصطحب «حليم» فريقاً من الناصريين والناصريات، الأحياء منهم والأموات، ليجلس بجواره، وفي دور «مقاول الأنفار»، وحرص على أن يظهر في الصورة ضاحكا، وقد فتح فاهه على مصراعيه، كما لو كان في لقاء مع المونولوجست حمادة سلطان، وأن السيسي وقد جعل «البساط أحمدي» يطلق عليهم نكاتاً.. مرة واحد بلدياتنا استيقظ من النوم ليجد نفسه ميتاً!
هروب عاشور
كان الحزب الناصري قد اتخذ قراراً برفض تأييد مبارك لجولة جديدة في سنة 1999، وكان على نوابه أن يعلنوا هذا في جلسة مجلس الشعب المنعقدة للاستفتاء عليه، وكان طبيعياً أن يهرب سامح عاشور، وحضر «حيدر بغدادي»، وأعلن باسم الحزب الناصري تأييد مبارك، ومن الواضح أن سلوكه هذا لم يعجب قادة في السلطة، فعندما أرسل الحزب قرار فصله منه والجلسة منعقدة وتنقل تلفزيونياً على الهواء مباشرة، قام رئيس البرلمان فتحي سرور بتلاوة قرار الفصل. وكان ثمن موقفه، هو ضمه للحزب الوطني. فلم يكن من قادته ليتحدث عن انجازاته، باعتباره أحد أصحاب هذه الانجازات!
ومع ذلك فقد أسعدني هذا «الحيدر» وهو يجهر بأنهم عائدون، وكان إعلانه كاشفاً وليس منشئاً لهذه العودة، فأعضاء الحزب الوطني، ونوابه السابقون يستعدون لخوض الانتخابات البرلمانية، وربما كان تأجيل الانتخابات عن موعدها المنصوص عليه في دستور الانقلاب في يوليو/تموز الماضي، حتى يستعدون لذلك، ويستعيدون لياقتهم!
بعض الأحزاب تتنافس من أجل الفوز بهم، والنصيب الأكبر منهم لا سيما في الصعيد فاز بهم نجيب ساويرس، لحزب «المصريين الأحرار» ، وكان حزب «الوفد» يقاتل من أجل ترشحيهم على قوائمه، وكان هذا سبباً في إنهاء صيغة «التحالف الوطني» عندما كان مقدراً أن يخوض الانتخابات لبرلمان الثورة متحالفاً مع حزب «الحرية والعدالة»، وأحزاب أخرى، لكن الآن هو في حل من حسابات الثورة، فهم في زمن الثورة المضادة!
ليس لدى السيد البدوي شحاتة، رئيس حزب «الوفد»، مشكلة إذن في التحالف مع الحزب الوطني، فهو كان يمثل المعارضة الرسمية المتفق عليها مع نظام مبارك. وليس لدى نجيب ساويرس مشكلة أيضاً باعتباره «الزعيم المالي»، على وزن «الزعيم الروحي» لحزب «المصريين الأحرار»، فهو أحد رجال الأعمال المتحالفين مع مبارك ونظامه.. وتبدو الأزمة في هؤلاء الذين يتحدثون باسم الثورة، وقد ظنوا أنهم بمنح السيسي غطاء ثورياً لثورته المضادة، سيمكنهم من القيام بدور الشركاء، فهو الرئيس وهم حزبه!
إبعاد رجال مبارك
لقد تبين الرشد من الغي لكثيرين ممن ينتمون للثورة فتركوا معسكر السيسي، لكن تبدو المشكلة في الناصريين، الذين ليسوا ضد حكم العسكر، وليسوا ضد الاستبداد، ولا يستطيعون ضرباً في الأرض ولا منافسة في الانتخابات، لذا فقد ظنوا أن السيسي هو رجلهم، وأن بأعمال السحرة وتقديمه على أنه عبد الناصر وقد عاد من جديد، يمكن أن يضعوه في جيوبهم، فاتهم أنه كان يريد هذه الدعاية لفترة، لتمكنه من الاستيلاء على الحكم، ألا وأنه قد استولى عليه، فإنه لن يستطيع أن يدفع فاتورة أن يكون عبد الناصر، فهو بحاجة لتأييد «الرجعية العربية»، وبحاجة للحب الإسرائيلي، وللاعتراف الأمريكي. فضلاً عن أن انحيازاته الحقيقية هي للإقطاع وسيطرة رأس المال، وليست للفقراء كما يقدمونه!
الغريب، أن قومنا لا يزالون إلى الآن لا يفقدون الأمل في تدخل عبد الفتاح السيسي فيبعد رجال مبارك عن الساحة السياسية ما يمكنهم هم من أن يأخذوا فرصتهم، وهم يريدون ملعباً بلا لاعبين ليلاعبوا أنفسهم، ففرصتهم الوحيدة لأن يحرزوا أهدافاً تكون في مرمى شاغر، وقد خلصهم «المشير» من التيار الإسلامي، بقي أن ينهي لهم على رجال مبارك. فاتهم انه نفسه من رجال مبارك!
بينما يطالب القوم السيسي بالتدخل، قال عمرو أديب في برنامجه ما يفيد أن السيسي في احدى الزيارات الخارجية، اعترف بأنه لن يمنع رجال مبارك من الترشح، وفي تصريحات له مؤخراً قال إنه لن يمنعه من الترشح وإنما يترك أمر منعه للشعب.. يقصد أحمد عز.. عندها هتفت: تكبير!
إخواني الناصريون حلفاء عبد الفتاح السيسي، أرجو أن تنزلوا بسقف مطالبكم، فبدلاً من أن تحلموا بموقع في السلطة، اتخذوا ابنكم البار، محمود بدر، مؤسس حركة تمرد مثلاً وقدوة، كل منكم ينسى حلم السلطة والعيش في البلاط، وليتقدم لعبد الفتاح السيسي بطلب إنشاء مصنع بسكويت كما فعل بدر، فما لا يؤخذ كله لا يترك جله.
قلت لكم منذ بداية الانقلاب أنتم لستم أكثر من ضيوف على «30 يونيو»، وأن رجال مبارك هم أصحاب «الليلة».. فلم تتعاملوا مع كلامي بجدية.. ها هم ملاك «ثورة يونيو» المجيدة قد عادوا. لست في سمو من يترفعون عن الشماتة، فأنا شامت ورب الكعبة!
صحافي من مصر
[email protected]
سليم عزوز ٭
عبدالفتاح السيسي سيُصبِح اكبر دكتاتور عرفته البشرية بمؤسسته العسكرية البغيضة وستصبح مصر كلها اكبر سجن عرفه الانسان ، وستصبح دولة فاشلة بكل امتياز ، هذا كله سيقود لحرب أهلية وانقسامات في الجيش
فخار يكسر بعضه
أنا لست شامت بل حاقد علا كل من خان الثوره
اخ سـليـم ان كلامك يروي غليل اتباعك.ان الرجل الصالح يهدي للخير والمحبة،لكن انحيازك وتبعيتك الضالة لجماعة تابعةومنفذة لأعداء العرب والمسلمين .ماذا عمل الشيخ مرسي التابع ؟؟ خلال سنة حكمة ،هل بنى مصنعآ اوبيتا؟؟انة جلس على رقاب ألمصريين فرعونآ جديدآ ،إستولى مع تنظيمة بعبائة مقدسة على كل شئ.واعظـآ كل جمعة بمـسجد ومغلقآ شوارع القاهرة .حيث كان الآفضل أن يحل مشاكل الأمة .وماذا عمل برحلأتة الكثيرة للخارج التي كلفت ملايين الدولارات دون فائدة للشعب .مرسي أراد ارسال الجيش للمحاربة الاسد ،ومبايعة أودغان خليفة ،وانة لم يذكر اسم سرائيل طوال حكمة.لا أريد شرحآ أكثر ،هل تظن ا ن مرسي افضل من مبارك
يبدو لي أحيانا أنه لم تكن ثورة ولا بطيخ أصلا !
فالموساد يطبق بخيوطه وشبكاته وعملائه على انفاس مصر – من زمان-! ويرشو معظم [ لواءات الداخلية] كما كشفنا واكتشفنا .. ثم ما لبث أن أيد قولنا الإعلام والمصادر اليهودية ..دون علمهم بما كتبنا قبل تأكيدهم بأسبوع تقريبا !
فقط تركوا الشعب ينفس عن نفسه .وجعلوها فترة اختبار للقوى والتوجهات .. ثم أكملوا خطتهم ..حتى [ ركّبوا صنيعتهم السي سي] على ظهر مصر وبطنها!..وقد كانوا يعدونه من سنين – كعادتهم في الاحتياط ودقة التدبير والتآمر !
ألم يكن هو الضابط الوحيد الناجي من ما يدعى بطائرة البوطي التي أسقطت بصاروخ أمريكي متعمد ..وقتل فيها 52 ضابطا مصريا ..وكان السيسي قد أُمر – أو تآمر بالتأخر عنهم ؟!..ولم يحقق [اللوح حسني] في الموضوع!
فنان والله يا أستاذ سليم … صورت المشهد المصرى المزرى البائس بريشة فنان متمكن … هذا هو الفن الحقيقى وليست لوحات فاروق حسنى (وزير ثقافة سوزان مبارك) التى تُصيب من يراها بحالة إسهال حادة … ولكِ الله يا مصر
أستاذ سليم .. الحمد لله أن قلت كل ما فى نفسى ع أما ابن مبارك البار المدعو السيسى, فهو لم يعد بمصر إلى ما قبل ٢٥ يناير فقط, ولكنه هوى بها إلى قاع سحيق بائس مخيف لم تصل إليه فى تاريخها الطويل منذ استوطنها أحد أولاد سيدنا آدم عليه السلام … وهذا كان مقصده الخبيث تماماً عندما قال; وبكرة تشوفوا مصر!!
لك الشكر الجزيل استاذ عزوز ز امض في كشف الالاعيب المفضوحة فانا ارتاح لقلمك وفكرك ايها الشريف