بعد جدل الأمازيغية والعربية، ها هو جدل لغوي آخر يقيم دنيا الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد تعليمة وزير التعليم العالي لتعويض الإنكليزية في المراسلات الرسمية بوضعها على رؤوس المراسلات والوثائق الرسمية. الأمر لقي تجاوبا إيجابيا مع الكثيرين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، دون اكتراث لما يحدث في المجتمع والمؤسسات أو ربما هي سياسة “ضرب النّح”، كما تقول العبارة المحلية. السكوت في غير محله.
عندما تصل معاناتنا مع منظومة تربوية إلى حد لا يطاق ونضرب النح. عندما يعبث بمستقبل أولادنا في مختلف أطوار التعليم ويجعلوننا نعتقد أننا في مصاف الدول المتقدمة وأننا نسير على وقع النظام التعليمي الفرنسي.
نعم النظام التعليمي من أصبح غنيمة حرب ثقيلة لم يفرح بها الشعب، بل رموها له دون أخذ محتوياتها وفائدتها. أثقلوا التعليم بنظام فارغ من النجاعة التعليمية. إن كانت الفرنسية غنيمة حرب كما كانت عند الكتاب، الذين كتبوا بالفرنسية أثناء الفترة الاستعمارية وما بعدها. والمقولة النفيسة عند كاتب ياسين. وإذا كانت الفرنسية من اختارت هؤلاء لكتاب ولم يختاروها. فما يحدث في المؤسسات يدل على أنّ مقولة ياسين وغيره تلاشت وأصبحت وهما. فمن يروج للفرنسية اليوم، ليس كلغة انفتاح ومعرفة، بما يحدث في الضفة المقابلة لنا، بل كسياسة تختفي مصالحه من ورائها. هو مثل من يدعو للإنكليزية من موقعه الرسمي. ماذا يعني أن تكون الإنكليزية على رؤوس المراسلات عوض الفرنسية، بجانب العربية. هل نحن بحاجة لوضع رموز دولة أخرى تعوض فرنسا. هل عملت المنظومة التربوية ومهدت كما يجب لكي تحل الإنكليزية محل الفرنسية، بغض النظر عن كون الإنكليزية لغة العالم. لماذا غيبوا قدرة الأولاد على تعلم أي لغة كانت، وحرموهم من ملكة إلهية موجودة. ليس العيب في إحلال لغة بدل أخرى أو بجانبها، بل محاولة فرضها في وعاء صدئ وهو المنظومة التربوية، التي تعاني انطلاقا من الكتب، التي تعبث بها الأخطاء وتشوهها والكل يضرب النح!
وأمام الأخطاء، التي تعصف بثقافة القوم ولغتهم الأصلية وتهوي على كل المكتسبات، التي تسمح للغة جديدة أن تدخل ويرحب بها، دون تشنجات ودون الجدل العقيم، الذي يفرض على أجيال لم تعد هي أجيال الحرب اللغوية، بل أجيال تسعى لأن تتغير وتسبح في عوالم فسيحة. ولنبدأ باحترام نتيجة سبر الآراء دون فلسفة ضرب النح، واقفال الأصوات وفرض هيمنة الغلق على الفكر وتكميم الأفواه. يتحداكم أهل العلم وتعليمية اللغات في رمي الأطفال في محيطات لغوية مختلفة وستذهلكم النتيجة. فتتحولون إلى ماض مزعج بإشكالاتكم الوهمية!
نحتاج لمغامرة فكم غامروا بمستقبلنا وأولادهم محميون في بلدان متقدمة يتعلمون ويتطورون. بينما أولادنا أكباش فداء لمخططاتهم وفئران تجارب لنزواتهم.
تونس البيضاء أيضا
لا يليق الحزن بالخضراء، مهما قيل بشأن رحيل الرئيس الباجي قايد السبسي. دائما تختلف الآراء على طريقة الترحم وجوازها من عدمه، مرة على مرسي ومرة على السبسي. والكل تناسى أخلاقيات الترحم على أموات المسلمين، مهما كانت مواقفهم السياسية. نعم المواقف السياسية، وليست المواقف الدينية والعقائدية. للسياسة خصوصياتها وتناقضاتها. ويبقى البشر يضعفهم المرض والموت ولا تجوز سوى الرحمة على الأموات.
لكن اختارت السيدة الأولى لتونس سعيدة شلبية فرحات قايد السبسي، فستانا أبيض تودع به رفيق دربها الطويل. الأبيض وليس الأسود يليق ببلد كتونس يفتح ذراعيه للجميع. البلد الصغير الذي يترك من يزوره براحته بالرغم من الإمكانات القليلة بحجم إمكانات بلد مثل الجزائر، لكن السياحة فيه تشهد عوائق وإعاقات كثيرة. بلد لا تيأس أمام محاولات إغراقها في الأحزان. وقد يكون الأبيض تعبيرا على نقاء وصفاء لا يعرفه أحد عن فقيدها، فقط هي من تدرك أسراره. أما لباس الخلاص من دنيا كنقطة مجهرية على مدارات عملاقة. لا يهم اللون فلكل ثقافة لون حدادها، والأسود ليس لنا والألوان تبقى على حالها وإن فقدنا أعز ما نملك. رحم الله موتانا جميعا، دون خلفية ودون أن ننصب أنفسنا سلطات من أي نوع تجرم هذا وتبرئ ذاك.
حرائق الجزائر والجهويات
حرائق آلاف الهكتارات الغابية لم تمر مرور الكرام والحرائق، التي شملت 13 ولاية من الشرق والغرب لم تترك تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثلما تركته حرائق غابات منطقة القبائل في البويرة وتيزي وزو، والتي كثر اللغط حولها. ترك المنطقة تحترق دون اكتراث وصور مرعبة ومروعة لحيوانات متفحمة ومحنطة كأنك في فيلم يصور ما بعد الشوي. هذا بالرغم من تكذيب أن تكون الصور في هذه المناطق أو حتى في الجزائر، بل هي صور حرائق كاليفورنيا أو أستراليا.
لكن ومن باب تهويل الخبر وبأنه استهداف لمنطقة القبائل، دون غيرها لدرجة استعمال البعض عبارة “أنتي كابيليزم”، أي معاداة القبائل، على وزن “أنتي سيميتيزم” معاداة السامية.
تتساءل صاحبة المنشور (ج. ب) لماذا لم يقل سكان البليدة عندما احترقت الشريعة بأنه فعل معاد للبليديين؟ ولماذا لم يقل سكان تسمسيلت إن هذا معاد لسكان تسمسيلت عندما احترقت حظيرة تسمسيلت؟
ولماذا لم يشكك سكان الولايات الأخرى في سكيكدة وبسكرة وغيرها من المناطق المتضررة في نوايا النيران وأنها موجهة سياسيا؟
فقط عندما يتعلق الأمر بمنطقة القبائل يزداد تأجيج النيران بصب بنزين الأيديولوجيات والاثنيات والعرقيات. والكل يدرك أن الحرائق لها مسببات كثيرة والإنسان واحد منها. هل ينقص الجزائر مثل هذه الهرطقات، وإن كان هناك من أعاد نشر الصور عن حسن نية، كما ذكرت صاحبة المنشور.
والواقع يقال أيضا إنه لا توجد خطط إنقاذ فعالة وصرامة للتغلب على النيران، لا سيما في فترة ترك الحبل على الغارب هذه.
الحال نفسه بالنسبة لصور فيضانات الجنوب المبالغ فيها، والتي ركبت من هنا وهناك لتبين حجم كارثة فيضانات واحة جانت في أقصى الجنوب الجزائري والتي امتدت إلى واحات غات في ليبيا المتاخمة للمنطقة.
وبحجة الفوارق بين الشمال والجنوب ومركزية الشمال ونظرته المتعالية على الاتجاهات المتبقية. هواجس زادت حدتها بعد أشهر من الحراك. والجميع يصطاد في المياه العكرة.
ليكن الحراك من أجل الحفاظ على البيئة وعلى الأوكسجين وعدم تلوثه حتى لا نختنق وتزداد حالات الربو المزمنة كل لحظة. لماذا لا نوقف حرق هكتارات الحبوب ولقمة العيش؟ لماذا لا نصرخ في وجه من يتاجرون بمستقبل الحبوب والمشاتل الصحية مقابل حبوب ملوثة موبوءة لا تتكاثر طبيعيا؟ أم هو زمن التهجين القاتل وخلق أنواع مروعة لا تعرفها الطبيعة؟ لماذا نصمت عن تكسير الجبال وتعكير مياه الأرض الجوفية ولا ننطق أمام الجرافات، التي تأتي على الأخضر واليابس؟
كاتبة من الجزائر
غدا ستحل اللغة الصينية بدل الانجليزية فماذا انتم فاعلون ? والله ان هذه فضائح ورب الكعبة
الشعب الحى يتصارع و يتنافس و يتخالف فى أبسط الأمور ……الشرط الوحيد …….نبذ العنف ……ما ضر أن يتناقش الجميع على اللغة الأفضل ….؟ المصيبة الكبرى و الكارثة الكبرى …. الخلط بين اللغات عند التعبير …..
اكثر ما يضحكني هي مقولة كاتب ياسين ” الفرنسية غنيمة حرب ”
–
و متى كان المهزوم يغنم من الحروب اذا كان يجوز لنا و صف الفرنسية
–
بالغول فهي غول قد وهن بعد ان شاخ ولم يعد له حضور الا حضور البهلوان
–
على ألسنة الفرنكفونيين عندنا في مسرح اللغات
–
تحياتي
إلى صوت من مراكش:
الثورة الجزائرية لم تُهزم أمام الاستعمار الفرنسي بل خرجت منتصرة وحققت هدفها وهو الاستقلال بعد 7 سنوات من الكفاح والتضحيات المريرة، ومع ذلك أؤيد قولك إن مقولة “غنيمة الحرب” هذه مضحكة؛ فالشعب الجزائري لم يدفع مليونا ونصف مليون شهيد لـ”يغنم” اللغة الفرنسية، بل ليستعيد استقلاله وسيادته.
لكن تاريخ الجزائر يقول أن بنادق المقاومة اخمدت بنيران صديقة كي تتم عملية الاستفتاء على استقلال الجزائر.
و هكذا كانت اول خطوة لسرقة ثورة الشهداء .. و الباقي معروف .. و لحد الآن.
.
لم يكن هناك اصلا فرصة كي ينتصر المقاومون ..
أعتقد أن هناك تحامل وادزواجية في تناول قضية الانجليزية..
المشكلة التي أعتقد أم الأستاذة تدزكها جسدا ولكنها تغاضت عنها لسبب تعلمه وحدها أن فساد المنظرمة التربوية مرده أساسا الى التيار الفرونفوني الذي تفنن في اسنزاف أجيال بأكملها لأجل تمرير نموذج تربوي وتعليمي لا يتوافق لا مع ابمجتمع الجزائري ولا مع الحاجات العلمية للوطن..
والنتيجة ان واحدة مثل بن غبريط لم تحسن النطق بالعربية تقدم خرابا تربويا وترحل ثم يأتي بعدها من يريدون الحفاظ على إرثها ولا يجدون التبريرات فيكتبون ارتباكا واضحا من قبيل: لسن ضد ولكن.. ولماذا تغيير لغة بلغة.. والنظام التربوي سيء..
روما لم تبن في ليلة ومن يريدها اصلاحا وثم يهاجم كل خطوة تريد الفصل مع الماضي هو يقع في تناقض واضح لكل صادق.. وسما لكل دساس يكره الجزائر..
نعم للأنجليزية ولو كانت بداياتها متعثرة.. والعبرة بالخواتيم.
لا أعرف ما هي امتيازات أن تكون جزائريا باسثناء إتقان اللغة الفرنسية بشكل قوي٠ الفرنسية وهي لغة المحتل فتحت أمام المغاربيين أوسع الأبواب العلمية والثقافية والمهنية أما نحن شعوب الشرق الأوسط فكان نصيبنا ثرثرة قومية تورمت رؤوسنا بها وانتهينا بأبشع الحروب الطائفية