عودة والطيبي: نتنياهو يسعى لإسقاط “الجبهة/التغيير”.. وفلسطينيو الداخل سيحسمون المواجهة 

وديع عواودة
حجم الخط
4

الناصرة- “القدس العربي”: ما زالت استطلاعات الرأي في إسرائيل تظهر أن حالة التعادل الشديد بين المعسكرين المتصارعين على الحكم، للمرة الخامسة منذ 2019، على حالها، وسط توقعات بأن فلسطينيي الداخل هم من سيرجح كفة هذا أو ذاك، من خلال نسبة مشاركتهم في اقتراع يوم الثلاثاء، مثلما أن هذه النسبة ستتقرّر إن كانوا سيبقون ممثلين في البرلمان الإسرائيلي.

على خلفية الاستطلاعات والتقارير المتواترة عن حالة اللامبالاة في الشارع العربي، وعزوف نحو 60% من أصحاب حق الاقتراع العرب (15%) عن صناديق الاقتراع هذه المرة، نتيجة عوامل كثيرة، سارعت قائمة الجبهة/ التغيير، برئاسة النائبين أيمن عودة وأحمد الطيبي، لعقد مؤتمر صحفي عبرّا فيه عن قلقهما من احتمال عدم نجاح قائمتهما، وكافة القوائم العربية بسبب انخفاض نسبة التصويت.

أيمن عودة: أنقف مكتوفي الأيدي أمام التهديد بتحويل الصراع إلى ديني؟ وأمام تهديد سموطريتش باقتحام الجيش ليافا وعكا وارتكاب المجازر بحق شباب هبة الكرامة؟

في مدينة شفاعمرو، داخل أراضي 48، عقد تحالف الجبهة/التغيير المؤتمر الصحفي الطارئ، بحضور النائبين أيمن عودة وأحمد طيبي، لنقل رسائل هامة وطارئة للناخبين العرب، في ظل التطورات السياسية والانتخابية الأخيرة، وخاصة بعد صدور الاستطلاعات الأخيرة والتقارير التي تكشف حملة الليكود، برئاسة نتنياهو، المنهجية لإسقاط القائمة.

وافتتح النائب أيمن عودة المؤتمر بالحديث، في رسالة هامّة لجماهيرنا وخاصة للشباب، متطرقًا للاستطلاع الأخير الذي يظهر تصاعد قوة حزب العنصريين الكهانيين، بقيادة بن غفير وسموطريتش لـ15 مقعدًا، وقال: “ما لم يذكر في الاستطلاعات أن بن غفير يقترب من أن يكون القوة الأولى بين الشباب في اسرائيل، سابقًا كل الأحزاب الكبرى، تقريبًا ربع الشباب يؤيدون بن غفير”. موضحا أن من سمع حديث بن غفير عن المسجد الأقصى، قبل أسبوعين، يفهم أنه يهدف إلى تحويل الصراع إلى ديني، إلى صراع دموي، ومن سمع سموطريتش يهدد بإدخال الجيش إلى اللد وعكا وحيفا والرملة، يفهم أنّه يقصد ويهدّد بارتكاب المجازر والطرد الفعلي.  وتابع عودة: “بعد الانتخابات سنتصدى لهم، لكن الآن عندنا فرصة، لا يعقل أن تكون نسبة التصويت عند شبابنا منخفضة بهذه الدرجة. الليكود يمارس خطة كاملة يركز فيها على إسقاط قائمة الجبهة والعربية للتغيير، التي تضمنت صرف الملايين، كما كشفت كل القنوات الإسرائيلية، من أجل إحباط التصويت العربي، وبالتحديد أصوات قائمة الجبهة والعربية للتغيير من خلال تخدير الناخبين العرب بالاحتواء، بدلاً من الاستعداء، وبإشاعة أجواء يأس وإحباط، لأنه حددها هدفًا له، من منطلق إدراكهم أن إسقاط قائمة الجبهة والعربية للتغيير يعني انتصار نتنياهو ومعسكر بن غفير وسموطريتش وتشكيلهم حكومة”. كما قال عودة إن “الانتخابات تتعلق بكل صوت، وفق استطلاعات داخلية منوها بأنه تلقى قبل أسبوعين استطلاعاً داخلياً مقلقاً للغاية. وتابع” نحن نرتفع باضطراد، لكننا بحاجة لهبة قوية حتى نكون بمنطقة الأمان ونرتفع أكثر وأكثر. أتوجه للأحزاب التي تخوض الانتخابات: كل من يقول إن هناك نتائج مضمونة مئة بالمئة يتساوق مع دعاية الليكود، لإسقاط الجبهة والعربية للتغيير”.

مصدر فلسطيني: الرئيس عباس يتمنى أن تسقط “حكومة التغيير” لأن عودة نتنياهو تفضح إسرائيل في العالم.

مذبحة كفر قاسم

وافتتح النائب أحمد الطيبي كلمته ذاكرًا مجزرة كفر قاسم التي حلت ذكراها الـ66 السبت، إذ قال: “نحن قادمون من كفرقاسم في ذكرى المجزرة، وما زال المطلب الأساسي أن يتحمل المجرم الأساسي المسؤولية، حيث ما زالت حكومات إسرائيل تتهرّب منها”. مضيفًا: “سمعنا أيضًا عن جريمة القتل بحقّ الشاب زاهر جربان من جسر الزرقاء، هذا هو واقعنا ونحن نسعى لتغيير الواقع، تعازينا للعائلة”.  موضحا أن قائمة الجبهة والتغيير في تقدُم طفيف، ولكنّها بحاجة إلى قفزة وتجنيد أكبر وأوسع وأصوات أكثر لكي يكون هذا التمثيل في دائرة الأمان، رفع نسبة التصويت بأيدي الناخبين العرب.

ونوّه إلى أن نسبة تصويت المواطنين العرب اليوم تبلغ 47-48% يعني لا يوجد أي قائمة مضمونة، ومن يروج لغير ذلك بالفيديوهات أو الرسائل فهو يستهدف إسقاط قائمة الجبهة والعربية للتغيير”. وأضاف الطيبي: “كل محاولة للمساس بأصوات الجبهة والعربية للتغيير مرفوضة، ويجب على كوادرنا الرد على هذه الحملة من خلال مضاعفة الجهود في الميدان”.

وحول حملة الليكود قال: “نحن نشهد مؤخرًا حملة من الليكود، ممولة ممنهجة شيطانية لإسقاط قائمة الجبهة والعربية للتغيير، كشفت عن ذلك تقارير في القنوات الإسرائيلية، تتساوق مع منشورات وإعلانات هدفها خفض نسبة التصويت في المجتمع العربي، وبالأساس إسقاط قائمة الجبهة والعربية  للتغيير”.

وخلص الطيبي للقول: “من الجيد أن نتحدّث بأرقام، رأيت الزملاء في التجمع يروجون لصورة فيها كلّ الاستطلاعات، معدل  حزب التجمع برئاسة النائب سامي أبو شحادة في كل استطلاعات القنوات 1.8% يعني نحو 85-86 ألف صوت، نحن نريد أن نركز على ما هو إيجابي في عملنا وإنجازاتنا، ولكن أرجو الحذر من رسائل توزع على الجمهور نتيجتها الإضرار بالجبهة والعربية للتغيير”.

هل يستخدمون ببن غفير فزاعة لترهيب العرب؟

وردا على سؤال “القدس العربي” حول استخدام مفرط في ترهيب العرب من بن غفير وسموطريتش وبقية العنصريين، قال عودة: “لا يوجد أي مبالغة أو ترهيب غايته انتخابية، فنحن اليوم بتنا في مرحلة جديدة وأخطر، فقوة بن غفير تتصاعد، حتى أنه بات القوة الأولى بين الشباب اليهودي. وهو لا يخفي نواياه بفتح الحرم القدسي الشريف لصلاة اليهود، واستهداف أهلنا في المدن المختلطة بوحدات عسكرية وبالترحيل. متسائلا هل يقبل الشباب العرب ألا يردوا على تصاعد هذا الخطاب الفاشي؟ أنقف مكتوفي الأيدي أمام التهديد بتحويل الصراع إلى ديني؟ وأمام تهديد سموطريتش باقتحام الجيش ليافا وعكا وارتكاب المجازر بحق شباب هبة الكرامة؟”

وتابع: “الانتخابات تتعلق بكل صوت، لدينا استطلاعات داخلية مقلقة، نحن نرتفع باضطراد، لكننا بحاجة لهبة قوية حتى نكون بمنطقة الأمان، ونرتفع أكثر وأكثر”.

هل ننزع القناع عن وجه إسرائيل في العالم؟

وردا على سؤال آخر لـ “القدس العربي” حول الزعم بأنه لا فرق بين يمين ويسار، وأنهم كلهم أعداء للشعب الفلسطيني، وأن وجود المتطرفين في الواجهة ينزع القناع عن وجه إسرائيل ويفضحها في العالم، قال عودة: “أولاً هناك فارق، وثانياً هل نرضى بأن نخسر مواقع ومكاسب ونقبل بأن تزداد حالتنا كي نفضح إسرائيل في العالم؟ وهل فعلا هناك رأي عام دولي فعال؟ هذا منطق سياسي غير سليم”.

أيمن عودة: “نحن اليوم بتنا في مرحلة جديدة وأخطر، فقوة بن غفير تتصاعد، حتى أنه بات القوة الأولى بين الشباب اليهودي”.

يشار إلى أن بعض الأوساط، منها أستاذ العلوم السياسية في جامعة حيفا بروفيسور أسعد غانم، قد قال في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” أمس إنه يرفض حملة الترهيب من اليمين الفاشي المتطرف، من قبل قوائم عربية، زاعما أن هؤلاء يصبحون أكثر اعتدالا عند تحولهم لوزراء، وثانيا مفضل أن تظهر إسرائيل على حقيقتها في العالم لأن “اليسار الصهيوني” يأتينا من طرف اللسان حلاوة في أقواله، لكنه لا يختلف عن “اليمين الصهيوني” بأفعاله. وفي هذا المضمار أكد مصدر فلسطيني مطلع جدا لـ “القدس العربي” أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يبدي لامبالاة كبيرة حيال هذه المنافسة الإسرائيلية الداخلية بين لبيد وغانتس ونتنياهو. كما أكد المصدر المذكور أن الرئيس أبو مازن غاضب جدا من “حكومة التغيير” التي أحرجته في تصعيدها داخل الضفة الغربية في العام الأخير، علاوة على قيامها بإضعافه دوليا، ولذا فهو يرى أن حكومة يمين في إسرائيل من هذه الناحية أفضل للفلسطينيين، كي تبدو إسرائيل على حقيقتها، وكي تستعيد السلطة الفلسطينية مكانتها وتأثيرها في المجتمع الدولي. ونوه المصدر بأن بعض الجهات الفلسطينية في الداخل دعت الرئيس عباس لتوخي الحذر من عودة نتنياهو مع “الصهيونية الدينية” بقيادة بن غفير وسموطريتش طالبة منه المساهمة بطريقة أو أخرى بمنعهم من العودة عبر تشجيع فلسطينيي الداخل على التصويت بقوة، لكنه رفض ذلك”.

نؤثّر ولكن بكرامة

 وردا على سؤال ثالث، قال الطيبي: “نعم يمكننا أن نؤثّر على صناعة القرارات في إسرائيل بكرامة، ودون المشاركة في ائتلاف حاكم، وهذا ما تدلل عليه التجربة السياسية حتى الآن، والمعطيات تدلل على أن نواب الجبهة/ التغيير هم الأكثر نشاطا”.

 من جهتها تواصل “القائمة العربية الموحدة”، برئاسة النائب منصور عباس، التشكيك بهذه المقولة، وترى أن التأثير والمشاركة الحقيقية في صناعة القرار لا تتم من خلال الصراخ في المعارضة، بل من خلال المشاركة في الائتلاف، وفي اللعبة السياسية الإسرائيلية، زاعما أن ذلك يخدم قضايا وطنية، وليس مطالب حياتية يومية.

وفي هذا المضمار تشير حملة “الموحدة” إلى أن تثبيت بقاء وصمود أهالي النقب في قراهم، من خلال انتزاع اعتراف ببعض قراهم، وتأمين مقومات الحياة فيها، هو عمل وطني، علاوة على أمثلة كثيرة.

وردا على الانتقادات بأن “حكومة التغيير” كانت أكثر دموية ضد الشعب الفلسطيني، وأكثر هدما للبيوت العربية، وانتهاكا للحرم القدسي الشريف، تقول “الموحدة”، التي تشارك في الائتلاف الحاكم الحالي، إنها لا تسمح لأحد أن يزاود عليها، خاصة في موضوع القدس والحرم القدسي الشريف، فهي تسيّر مئات من حافلات المرابطين سنويا، وتساهم في إعمار البلدة القديمة.

تشير حملة “الموحدة” إلى أن تثبيت بقاء وصمود أهالي النقب في قراهم، من خلال انتزاع اعتراف ببعض قراهم، وتأمين مقومات الحياة فيها، هو عمل وطني.

ويأتي كل ذلك في حملة الموحدة: “الموحدة أقرب للتأثير”، والتي تشير فيها إلى وجود من يتقن الأقوال الجميلة مقابل من يقوم بـ أفعال مفيدة”.

من جهته يواصل “التجمع الوطني الديموقراطي” برئاسة النائب سامي أبو شحادة جهوده الأخيرة بحملات وزيارات وفعاليات مكثفة في محاولة أخيرة للحصول على ما تبقى من أصوات لتأمين اجتيازه نسبة الحسم. وهناك تقديرات اليوم بأن “التجمع” يحتاج لنحو ثلاثين ألف صوت كي يبلغ نسبة التصويت، التي تقدر بحوالي 150 ألف صوت. وقال أبو شحادة، الذي يعاني نقصا في حاسة البصر، في رسالة خاصة لشريحة ذوي التحديات في المجتمع العربيّ: “إحنا أصحاب التحدّيات وقدّ التحدي”.

 بين هذا وذاك تشير استطلاعات رأي كثيرة إلى أن نحو 20% من فلسطينيي الداخل لم يقررّوا بعد إذا ما سيشاركون في عملية الاقتراع، ولمن يصوتّون، وأن هؤلاء هم من سيحسم المواجهة الداخلية في إسرائيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    اللهم انصر الفلسطينيين و كتيبة جنين وعرين الأسود ووووووو على حثالة بني صهيون الذين يستأسدون على أبناء فلسطين الشرعيين فيقتلونهم ويهدمون منازلهم بغير وجه حق منذ 1948 وإلى يوم الناس هذا ????????????????????????

  2. يقول عبد الرحمن زكارنه:

    يجب على الفلسطينيون التصويت بكثافة لكي يفوز أكبر عدد ممكن من النواب.

  3. يقول فلسطين حره:

    التطبيع مع إسرائيل جريمه

    1. يقول قلم حر في زمن مر:

      بل خيانة عظمى للأقصى وأهله والله ينصر فلسطين و يهزم إسرائيل شر هزيمة يارب العالمين عاجلا غير آجل بجاه رب العالمين ??????????????????

إشترك في قائمتنا البريدية