عون من تونس: القرار الأمريكي بشأن الجولان يهدد سيادة لبنان أيضاً… وهل نريد لسوريا أن تعود إلى الحضن العربي؟

سعد‭ ‬الياس
حجم الخط
0

بيروت – «القدس العربي» : في وقت يلازم رئيس الحكومة سعد الحريري بيت الوسط في فترة نقاهة صحية بعد عملية قسطرة القلب التي خضع لها في باريس، فإن كلاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري سافرا خارج البلاد الأول للمشاركة في القمة العربية في تونس والثاني لزيارة العراق تلبية لدعوة رسمية من نظيره العراقي محمد الحلبوسي.
وقد اغتنم الرئيس عون فرصة مشاركته في القمة العربية ليلقي الضوء على القضايا التي تهمّ لبنان وليستعرض الوضع العربي وموقفه منها، سائلاً مجدداً « هل نريد لسوريا أن تعود إلى مكانها الطبيعي بيننا والى الحضن العربي ؟».
وإستهل عون كلمته امام الرؤساء والملوك العرب بالقول « ‏تسع سنوات مرت على بدء الحروب الإرهابية في الدول العربية، سقط فيها مئات آلاف الضحايا وتشرّد الملايين، ناهيك عن الآلاف المؤلفة من المعوقين والجرحى وأيضاً المفقودين. أنظمة تهاوت ورؤساء غابوا، مدن بكاملها دمّرت وثروات تبدّدت ومعالم ضاعت وشعوب تمزقت. وخسر الجميع. ‏اليوم خفت أزيز الرصاص ودوي الانفجارات وخفّ نزف الدم، ولكن الجراح التي خلفتها هذه الحروب حفرت عميقاً في الوجدان العربي وفي المجتمعات العربية، فزادتها تمزقاً وزادت شروخها شروخاً».وأضاف: «‏الحرب هدأت أو تكاد، ولكن نتائجها لم تهدأ، فإلى متى الانتظار للبدء بترميم ما تكسّر وإزالة التداعيات المؤلمة؟»، معتبراً « أن «‏الأخطر من الحرب هو المشاريع السياسية والصفقات التي تلوح في الأفق، وما تحمله من تهديد وجودي لدولنا وشعوبنا، فشرذمة المنطقة والفرز الطائفي يمهّدان لمشروع إسقاط مفهوم الدولة الواحدة الجامعة لصالح كيانات عنصرية طائفية وفرض واقع سياسي وجغرافي جديد يلاقي ويبرّر اعلان إسرائيل دولة يهودية».
ولفت الرئيس اللبناني إلى « أن ‏اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان واعترافه قبل ذلك بالقدس عاصمة لها، ينقضان جميع القرارات الدولية بما فيها البند 4 من المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة حيث يتعهد أعضاء الهيئة «بالامتناع عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة». ‏إن قرار ترامب لا يهدّد سيادة دولة شقيقة فحسب، بل يهدّد أيضاً سيادة الدولة اللبنانية التي تمتلك أراض قضمتها إسرائيل تدريجياً، لا سيما في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر. والملكية اللبنانية لهذه الأراضي مثبتة بالوثائق والخرائط المعترف بها دولياً «.
وسأل « كيف سنطمئن بعد، نحن الدول الصغيرة، عندما تضرب المواثيق الدولية والحقوق، وتطعن الشرعية الدولية التي ترعى الحدود بين الدول التي اعترفت بها الامم المتحدة؟ ما هو مصير المبادرة العربية للسلام بعد الذي يحصل؟ هل ما زالت قائمة أم أطلقت عليها رصاصة الرحمة وباتت بلا جدوى؟ ذلك أنه بعد ضياع الأرض ماذا يبقى من السلام؟ ‏كيف سُترجم الاعتراضات الدولية والاستنكارات والإدانات لما جرى ويجري؟ وهل سيتمكن مجلس الأمن من حماية حق سوريا ولبنان في أراضيهما المحتلة؟ ‏كيف سنواجه هذه المخططات وهذه الاعتداءات على حقوقنا؟ هل بحدود لا تزال مغلقة بين دولنا؟ أم بمقاعد لا تزال شاغرة بيننا هنا؟».
وتابع «إن كنا ونحن مجتمعين موحدين بالكاد نقدر على مجابهة هكذا مشاريع، فكيف الأمر إن كنا مبعثرين مشتتين كما هو حالنا اليوم؟ ‏هل نريد لسوريا أن تعود إلى مكانها الطبيعي بيننا والى الحضن العربي؟ هل نريد لليمن أن يعود سعيداً وينعم شعبه بالأمن والاستقرار؟ هل نريد لفلسطين أن لا تضيع وتُستباح معها القدس وكل مقّدسات الأديان؟ ‏لا بل أكثر من ذلك، هل نريد لكل دولنا الأمن والاستقرار، ولشعوبنا الأمان والازدهار؟ إذا كنا راغبين فعلاً بحماية دولنا وشعوبنا والمحافظة على وحدتها وسيادتها واستقلالها، علينا أن نستعيد المبادرة، فنسعى مجتمعين إلى التلاقي والحوار ونبذ التطرف والعنف، وتجفيف منابع الإرهاب».وختم عون معرباً عن « القلق من اصرار المجتمع الدولي على إبقاء النازحين السوريين في لبنان رغم معرفته بالظروف السيئة التي يعيشون فيها ورغم معرفته أن معظم المناطق السورية أضحت آمنة».
تزامناً ، وصل رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى بغداد في زيارة رسمية تلبية لدعوة نظيره العراقي محمد الحلبوسي ، وستكون مناسبة يلتقي فيها بري كبار القادة والمسؤولين العراقيين والمرجع الشيعي الأعلى آية الله السيد علي السيستاني.وقال الرئيس بري « مرة أخرى أنا جد مسرور أن أعود مرة ثانية وأتوضأ في هذا المحراب متمنياً الإزدهار بعد طرد داعش والإنتصار على الإرهاب، وبعد إن استقامت الأمور وشكلت المؤسسات الدستورية تقريباً بأكملها «.
واضاف» إنني قادم من لبنان بلد الأرز أحمل رسالة إلى بلد الخيل والليل والنخيل والعزة والسؤدد والشعر أيضاً في الوقت نفسه.هذه الزيارة مختلفة عن غيرها لأنني أريد أن تنجح عراقياً ولبنانياً ولبنانياً وعراقياً.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية