بيروت- “القدس العربي”: يبدو أن العديد من اللبنانيين لم ينسوا مآثر النظام السوري في لبنان وقبضته على مدى أعوام طويلة، وهذا ما ظهر من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي خلافاً للموقف الذي اتخذه لبنان الرسمي حيث أبرق الرئيس اللبناني العماد ميشال عون رئيس النظام السوري بشار الأسد معزياً بوفاة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وليد المعلم، ومنوّهاً بالدور “الذي لعبه في مسيرته داخل سوريا وخارجها”، متمنياً “عودة السلام إلى سوريا لينعم الشعب السوري الشقيق مجدداً بالازدهار الذي يستحقه”. وأوفد عون وزير الشؤون الاجتماعية والسياحة رمزي المشرفية إلى سوريا وكلّفه بتمثيله في مراسم تشييع المعلّم.
بدوره، أبرق رئيس المجلس النيابي نبيه بري الأسد معزياً بوفاة المعلّم، وجاء في برقيته: “في أدقّ المراحل التي تحتاج فيها الأمة لقاماتها الشامخة التي لا تساوم على ثوابت ولا تبدّل ولا تتبدّل، هو التسليم بقضاء الله الذي لا يُردّ، نفقد اليوم وتفقد سوريا ومن خلالها الأمة واحداً من تلك القامات ويغيّب الموت صوتاً عربياً ما نطق إلا للحق، ويتوقف قلب ما نبض إلا للعرب والعروبة حتى الرمق الأخير”.
وعلى مواقع التواصل، استذكر ناشطون حقبة المعلّم في لبنان، وتوقف البعض عند زياراته إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري حاملاً رسائل من القيادة السورية حول موضوع التمديد للرئيس الأسبق إميل لحود، وكيف خاطبه الحريري معبّراً عن انزعاجه من سياسة النظام.
ولوحظ أن ناشطين سخروا من تلك الحقبة ومن المواقف السورية وأطلقوا هاشتاغ “تاريخك معلّم فينا”، وربط آخرون بين انفجار نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت بسبب “التلحيم” فأطلقوا وسماً تحت عنوان “معلّم التلحيم”، أما ناشطون آخرون فرفضوا الشماتة بالموت.
ومما رصدته “القدس العربي” قول جورج الهاني: “معلمين التلحيم نقصوا اليوم معلّم…”.
وعلّقت الإعلامية ديما صادق على خبر وفاته بقولها: “الله يرحمه مات قبل ما يلحّق علينا أيمتى المكان والزمان المناسبان؟”.
وكتبت تاليا: “رحل وليد المعلّم وبقيت أوروبا على الخريطة”.
ورأى أنيس خطار أن “المعلم عدو مثله مثل شارون، ولكن شارون رجّع لنا أسرانا أما وليد المعلّم فاختفوا بالسيد”.
وربط سليم ضاهر بين وفاة المعلم والبراميل المتفجرة للنظام فكتب: “سقط اليوم برميل من براميل النظام تاريخك معلّم فينا”.
وانتقد سيمون كرم تعزية رئيس الجمهورية فقال: “عزّى بالمعلم بحرارة… شو بالنسبة إلى شهداء انفجار المرفأ بعدك بتتذكرهم؟”.
وتوجّه غابي جعجع إلى عون بالقول: “فخامتك ليش حتى تبعتلو التنويه بواسطة حبيب قلبك بشار وتعذبو؟! هيك هيك نازلين على جهنّم سلمو ياه باليد… ضربة معلم تلحيم”.
في المقابل، نوّه جورج عبيد بمزايا الوزير الراحل وكتب: “غاب وليد المعلّم وغابت معه حقبة من تاريخ بعضه صامت وبعضه الآخر متكلّم في عقل البشر وملتحم بلحم الزمن”.