عيون المصريين تبكي شهداء الثورة السودانية وقلوبهم مع ليبيا وعقولهم ضد ترامب وأصدقائه العرب

حسام عبد البصير
حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي»: على الرغم من أن الجامعة العربية في مواسم الأعياد والإجازات لا يختلف الأمر فيها عن بقية الأيام، إلا أن أمينها العام خرج عبر بيان ليطلع الجماهير عن شعوره بالقلق، داعياً كافة الأطراف السودانية إلى ضبط النفس وتجنب أي تصرفات من شأنها أن تسهم في تأجيج الموقف وتصعيده، أو تؤدي إلى الجنوح عن النهج السلمي لإتمام عملية الانتقال السياسي في البلاد.

زيادة أسعار السلع والخدمات تمثل تحديا يوميا للمواطنين وشعار كتاب صحف القاهرة «من خاف سلم»

وأكد ابو الغيط في بيان له أمس أنه يتابع بقلق واهتمام بالغين التطورات الأخيرة التي شهدها السودان، وبشكل خاص سقوط عشرات القتلى والمصابين في أعمال العنف، التي وقعت يوم الاثنين الماضي في العاصمة الخرطوم، وأدت إلى توقف الحوار بين المجلس العسكري الانتقالي وحركة إعلان قوى الحرية والتغيير. وبالأمس وبينما ما زالت أجواء العيد تظلل المصريين، خرج عليهم وزير التربية والتعليم كذلك ليفسد عليهم تلك المشاعر الفياضة، حينما أعلن أن العام المقبل سيشهد إلغاء الكتاب المدرسي، وهو التصريح الذي أصاب الكثير من أولياء الأمور وربات البيوت بالذعر، خشية أن تتكرر مأساة الطلبة مع «التابلت»، التي أفسدت على العديد من الطلبة العام الدراسي الحالي، وجعلتهم يعيشون محنة كبرى. وخلال العيد أيضاً أصاب الكاتب جمال سلطان كبد الحقيقة، حينما كتب مغرداً: «الصدر الذي يتسع لاحتضان «جورج نادر» مغتصب الأطفال لا يحتمل طهارة أمثال سلمان العودة، عيدك مبارك أبا معاذ، وإن مع العسر يسرا». فيما كان محمد علي إبراهيم الكاتب في «المصري اليوم» صريحاً وهو يقدم هذه النصيحة لجميع الزملاء: «لا تشتعل إخلاصا لأحد.. نحن في زمن المصلحة والاستغلال.. إنفذ بجلدك.. لن يبكي عليك أحد».
واهتمت صحف أمس الجمعة 7 يونيو/حزيران في المقام الأول بمتابعة الحرب على الإرهاب الذي شارك فيها معظم الكتاب، منددين بالجماعات التي تقف خلفه.

لن يرحمنا

من بين المكلومين لتردي الوعي العام وعدم الإحساس بالمسؤولية عند وقوع المخاطر عمار علي حسن في «المصري اليوم»: «لم يتعلم الإرهابيون الدرس، ولن يتعلموا أبدًا. يتوهمون دومًا أن أفعالهم الإجرامية ستُظهر عجز السلطة، وأن هذا مقبول لدى مَن يعارضها، لكن الحقيقة أنهم يعمقون كراهية المجتمع لهم، ما يعزز إصراره على مواجهتهم، فمَن يستهدفونهم هم أبناء كل المصريين، الذين لن يكفوا عن مواجهتهم بالكلمة والسلاح. سيذكر التاريخ باكيا بعد سنوات طويلة، أنه بينما كانت مصر تواجه أحوالا عصيبة، والضيق يشتد بأهلها في كل شيء، وكل ما حولها يتغير، ويقف بها على حافة الخطر، كان المصريون منشغلين بالدوري العام لكرة القدم، يتحدثون فيه، ويراهنون عليه، ويختلفون حوله، وبه ومعه وفيه وله، تتحقق آمالهم الصغيرة.. في يوم من الأيام كان طلاب أوروبيون يأتون لدراسة الطب في قصر العيني، اليوم تغير الحال، وباتت شهادته محل شك في بلدان كثيرة، ناهيك من خريجي الجامعات الخاصة، ومدعي حصولهم على زمالات من أكاديميات خارجية، لكن لا يزال في مصر أساتذة طب عظماء، يمكن تسليم الأمر لهم، لإعادة بناء المنظومة، وهو فرض عين».

رسائل الرئيس

حرص سليمان جودة في «المصري اليوم» على تأمل جانب من أفعال الرئيس خلال العيد: «صورة الرئيس مع أبناء الشهداء في العيد تمتلئ بالمعاني، وأول معنى أن هؤلاء أطفال في عُمر الزهور، وأنهم ربما لا يدركون الآن معنى الصورة، ولا معنى وجودهم في القلب منها، حول رأس الدولة، الذي راح يحتفي بهم ويحتفل في تلقائية ظاهرة. وثاني المعاني أن هؤلاء الصغار سوف يدركون عندما يكبرون في ما بعد، أن قدرهم كان أن يدفعوا جانبًا من الثمن، وأن البلد لم يكن من الممكن أن يعيش آمنًا بغير ذلك، تمامًا كما دفع آباؤهم الشهداء جانبًا أكبر من الثمن نفسه في ميدان المعركة من قبل. وثالث المعاني أن القائمة لا تزال يُضاف إليها شهداء جدد، وأبناء شهداء جدد، وليس أدَلَّ على ذلك إلا أن صورة العيد التي جمعت الرئيس مع الزهور الصغيرة، كانت منشورة إلى جوار خبر يقول باستشهاد ثمانية من رجال البوليس في كمين العريش.. وقد كانت «المصري اليوم» موفقة إلى أبعد حد، حين نشرت الصورة والخبر بعضهما إلى جوار بعض في صدر صفحتها الأولى، وكانت صادقة إلى أبعد المدى، عندما أشارت إلى أن الأبطال الثمانية من رجال الشرطة سوف يحتفلون بالعيد في السماء. ورابع المعاني أن الصورة هي أقوى رد عملي يمكن أن يكون في مواجهة الإرهاب كظاهرة، والإرهابيين كأفراد انحرفوا عن الطريق، وكذلك الذين يقفون وراء هذا كله بالتمويل تارة، وبالتشجيع والتحريض تارة أخرى.. فلا شيء يوجع أهل الإرهاب إلا أن يكتشفوا أن الحياة التي يقفون في طريقها على أرض هذا البلد تستمر، وتمضي، وتنطلق إلى الأمام رغم كل شيء».

خوف مشروع

عماد الدين حسين في «الشروق» سرد تلك الواقعة ليكشف حجم الخوف الذي بات يعتري الكثيرين: «صديق عزيز من أيام الطفولة قابلته طلب مني أن أقدم له نصيحة مخلصة على هذه الحكاية. هو يقول: رأيت صورة للفنان الكبير الراحل عبدالسلام النابلسي وتحتها تعليق مستوحى من عبارة من أحد أفلامه يقول: «أيتها السماء صبي غضبك على الأغبياء»، وأنه فكر أن يضعها على صفحته على الفيسبوك، لكنه يخشى أن يتم تأويلها من بعض أصحابه ومعارفه، وربما بعض رؤسائه، فقلت إن صديقا ثالثا أخبرني بشيء مماثل قبل أيام قليلة. هو يحب أن يضع عبارات أو حكما أو فقرات تعجبه في بعض الكتب أو لحوارات أو حتى الأفلام، لكنه يخشى أن يضعها على صفحته، فيساء فهمها تماما. هذا الصديق أعذره تماما، هو سألني أكثر من مرة: هل لو وضع هذه المقولة أو الحكمة أو حتى بيت شعر، فهل قد يفسر البعض ذلك باعتباره يمثل موقفه الشخصي، وبالتالي تتم محاسبته معنويا عليه؟ في الماضي عندما كان يسألني بعض الزملاء أو الأصدقاء مثل هذا السؤال، كنت أبادر بالإجابة الفورية، وهي لا، بل والسخرية أحيانا من السائل، باعتبار أن من حق أي شخص أن يضع ما يشاء على صفحته الشخصية، طالما كان في حدود القانون، لكن بعد ذلك، اكتشفت أنني لم أعد أملك إجابات سريعة وحاسمة وآمنة، وكنت أطلب من الزملاء والأصدقاء أن يتريثوا ويفكروا كثيرا قبل وضع البوست، حتى لا يساء تفسيره. وفي الأيام الأخيرة، كانت الإجابة أو النصيحة هي، الأفضل ألا تنشروا مثل هذه المقولات أو العبارات أو حتى أبيات الشعر، على صفحاتكم لأن التأويل قد يكون مضرا لكم ولأسركم. قد يبدو كلامي غير منطقي لكثيرين، ويرونه تزيدا أو مبالغة أو «نفخا في الزبادي بعد أن عانى كثيرون من لسعة الشوربة». الكتابة الحرة الجريئة المندفعة على السوشيال ميديا صارت مضرة كثيرا، حتى من ناحية الأصدقاء والزملاء بل والأقارب».

تبرعوا بحذر

اهتم عبد المحسن سلامة في «الأهرام» بحجم الإعلانات طوال شهر رمضان عن التبرع للمستشفيات: «هناك العديد من المستشفيات استطاع القيام بحملة إعلانية ضخمة للتبرعات، وهناك مستشفيات أخرى كثيرة لم تفعل ذلك، على الرغم من حاجتها الملحة إلى التبرعات. ويعترف الكاتب أنه ليس ضد الحملات الإعلانية للتبرع للمستشفيات، لأنها أوجدت ثقافة كنا نفتقدها، للأسف الشديد، وهي ثقافة التبرع لأعمال متنوعة، فللخير وجوه كثيرة، ولا يقتصر عمله على العبادات، لكنه يمتد إلى أعمال أخرى كثيرة، خاصة في مجالات الصحة والتعليم وفك كرب الغارمات، وتجهيز الشباب للزواج.. وغيرها من المجالات. ثقافة التبرع من الأشياء المهمة في كل المجتمعات، وقد حكى لي الصديق الدكتور أشرف منصور عن تجربته في ألمانيا، وأنه كان يقوم وعدد من أصدقائه بالتبرع أسبوعيا لمدة 3 ساعات في أحد المستشفيات الألمانية كمترجم، وأن هناك عددا كبيرا من الألمان يفعلون ذلك، وحتى الأطباء يقومون بتنظيم قوافل علاجية مجانية داخل ألمانيا وخارجها، وقام عدد منهم بزيارة مصر، وإجراء العمليات مجانا.


هناك شائعات كثيرة خرجت عن بعض أوجه الفساد في إنفاق أموال التبرعات، لكنها تظل شائعات ما لم يقم عليها دليل، وحتى إذا ثبت ذلك فليس معنى وجود خلل في حالة ما أن يمتد ذلك إلى بقية الحالات، ولذلك فمن المهم أن يتم دعم حملات التبرع والتوسع فيها، لحث المجتمع على المشاركة الإيجابية في كل المشروعات التي تعود بالخير على المواطنين. مستشفيات كثيرة تقوم على التبرعات، منها مستشفى 57357 للأطفال، ومستشفى معهد الأورام القديم، والمعهد الجديد 500500، وأهل مصر، وأبوالريش، وبهية، ومعهد القلب، ومستشفى الكبد في المنصورة، ومستشفى القلب في أسوان «مجدي يعقوب»، والناس، والأورمان».
عاجل مع الشكر

بعد العيد تنتظرنا مهام عاجلة كثيرة يحصيها محمد بسيوني في «الوطن»: «ستبدأ امتحانات الأبناء في الثانوية العامة واستكمل الامتحانات في معظم الجامعات وهو ما يتطلب توفير حالة من الهدوء والمساعدة للطلاب ليتموا امتحاناتهم على خير.. كما يجب على الحكومة أن تسارع باختراع أساليب فاعلة وغير تقليدية لوقف زيادة الأسعار للسلع والخدمات، التي أصبحت تمثل تحدياً يومياً للمواطنين الذين ضجوا من الغلاء حتى أن السيد الرئيس وجه الحكومة ثلاث مرات خلال شهرين لوقف الغلاء، ولكن الحكومة فشلت فشلاً صريحاً في هذه المهمة العاجلة.. وإذا لم تستطع أداء المهمة فإن رحيلها واجب. ومن المهام العاجلة أيضاً سرعة مواجهة العمليات الإرهابية في سيناء، حيث أحزننا وقوع حادث إرهابى صبيحة العيد، ودعونا جميعاً من القلب لشهدائنا بالرحمة وللمصابين بالشفاء العاجل.. ولا يخفى على أحد أن تنامي تأثير جماعات الإخوان الإرهابيين في ليبيا والسودان سوف يكون له تأثير خطير على أمن مصر، ما يتطلب من المواطنين كامل اليقظة ومساعدة أجهزة الدولة لمنع تسلل الإرهابيين إلى المحروسة. ومن أهم المهام التي يجب أن تنجز بعد العيد هو، صدور وتنفيذ الأحكام القضائية التي تخص قطاعات جماهيرية ضخمة مثل أصحاب المعاشات، خاصة أن تأخيرها يؤثر سلباً في ما يزيد على ثلث الشعب المصري».

جناه أبي

أطفال الشهداء يذكرهم كرم جبر في «الأخبار»: آثر ونادية وسارة ولارا وسيف وليلى وسما وسيلا، وغيرهم من الذين تزينت بهم قاعات المنارة.. زهور يانعة لم يكتب لهم الارتواء من حنان آبائهم، والمؤكد أن آباءهم لم يشاهدوهم إلا مرات قليلة. أعمارهم صغيرة، وتقترب من تواريخ استشهاد آبائهم، وكتب عليهم أن يعيشوا بدون حضن دافئ. سيلا الجميلة، طفلة رقيقة كالملاك، مالت على الرئيس تقبله من خده، وكأنه أبوها، وكادت الدموع أن تفر من عيني الرئيس، بينما تعلقت طفلة أخرى بكتفيه ولم تفارقه طوال الاحتفال. مصر لا تنسى شهداءها، وأبناؤهم لهم حق على الوطن أن يرعاهم، ويوفر لهم سبل الحياة الكريمة، فقد قدّم آباؤهم أرواحهم فداء لنا جميعاً، لنعيش بتضحياتهم وننعم بالسلام على حساب أرواحهم. أطفال الشهداء لهم الفخر، فكل بطل وراءه قصة بطولة عظيمة فداء لوطنه، ولم يبخل بحياته، أما القتلة المجرمون فلهم الخزي والعار، جزاء خيانتهم لوطنهم، وتآمرهم ضده. من أنتم أيها القتلة المجرمون، ومن أعطاكم الحق في اغتيال شباب مصريين، أحمد ومحمد ورامي وفريد ومصطفى وماجد.. صورهم تشرح الصدر، وعلى وجوههم علامات الصلاة والخشوع.. أما أنتم ففي وجوهكم يسكن الشيطان، بالشرر الذي يخرج من عينيه. زوجات الشهداء.. نساء مصريات من خيرة فتيات مصر، صغيرات ولم تستكمل كل واحدة مع زوجها أكثر من عام أو عامين، محجبات يحملن في أيديهن القرآن الكريم، وعلى وجوههن علامات الصلاة والتقوى بعد شهر رمضان المعظم. من أنتم أيها الشياطين القذرة، الذين كتبتم على هذه الزهور الجميلة اليتم، لقد تركتم العار لأبنائكم، شتان بين طفل يزهو ويقول «بابا شهيد»، وآخر يتواري خجلاً لأن أباه إرهابي».

معركة شرف

نبقى مع التصدي للإرهاب بصحبة محمد الدسوقي رشدي في «اليوم السابع»: «مصر تخوض حربها ضد الإرهاب بشرف لتطهير الأرض المباركة من الإرهاب، وما يحدث على أرض المواجهة من هزيمة واضحة للإرهابيين وتراجع العمليات التي يخططون لها، يؤكد أننا نخوض معركتنا بمستوى عالٍ من الاحتراف والتخطيط، هذا ما ظهر بوضوح مع انطلاق العملية الشاملة في سيناء، تشعر وكأن الدولة المصرية انتفضت بكل مؤسساتها كمارد قوي يضرب بيد واحدة أعناق الإرهاب في كل مكان، ويرسل إلى من يدبرون ويخططون ويضمرون الشر ضدها رسالة ملخصها «نحن مستيقظون ونملك المعلومة وقادرون على التخطيط والتحرك بشكل يبهركم ويفزعكم ويدفن أحلامكم في تدمير هذا الوطن داخل رمل سيناء أو صحراء الواحات أو أعماق البحار». ينقصنا فقط في تلك المواجهة التي يخوضها رجال القوات المسلحة والشرطة بشرف ورجولة وقوة، يضحون خلالها بدمائهم وأرواحهم، أن نضرب وبقوة على يد كل من تسول له نفسه الشماتة أو استغلال العمليات الإرهابية في الترويج لأكاذيب لم يعد في أرض الواقع ما يعززها، أو يؤيدها، فلقد بات واضحا انتصار مصر في معركتها ضد إرهاب الإخوان والجماعات المسلحة، وهذا ما يجب أن تفهمه الجبهة الداخلية بدون أن تصاب بالذعر أو تؤثر فيها ألاعيب السوشيال ميديا وقنوات الإخوان».

لن ننهزم

ومن بين الذين نددوا بالعملية الإرهابية الأخيرة ناجي قمحة في «الجمهورية»: «لن ينجح الإرهاب الأسود بضرباته الغادرة المترصدة لأعيادنا وأفراحنا وإنجازاتنا في كسر إرادة الشعب المصري، أو إضعاف عزمه على المضي قدماً في الطريق الشاق والطويل، من أجل إقامة الدولة الحديثة القوية. واستئصال جماعات الإرهاب من جذورها أينما كانت، ومهما امتدت. يدرك هذا الشعب المؤمن المثابر منذ اللحظات الأولى لثورته في 30 يونيو/حزيران حجم التحديات وعنف المؤامرات وسطوة جماعات الإرهاب المدعومة من الخارج، التي فقدت الانتماء للوطن، وقبلت دور الخيانة لترابه وشعبه، ومبادئه وقيمه وأهدافه، وآماله في صنع مستقبل أفضل له وللأجيال القادمة. يستمد الشعب قوته. في صراعه المصيري مع الإرهاب. من تضحيات أبنائه البواسل في القوات المسلحة والشرطة الوطنية. واستعدادهم للتضحية بأرواحهم ودمائهم، ليبقى كل شبر من أرض الوطن طاهراً من أدران الإرهاب وجماعات الإفك والبهتان. ولتمضي مسيرة التقدم والبناء التي اختارها الشعب بإرادته الحرة تصنع المعجزات وتفتتح الإنجازات، شاهدة على عظمة شعب يقبل على البناء والتعمير والتقدم، وصنع حضارة حديثة، في الوقت الذي يقاتل فيه وينزف دماء أبنائه في معركة مقدسة ضد إرهاب شيطاني متشعب الجذور داخلياً وخارجياً، يحشد الخونة والعملاء ومروجي الشكوك والشائعات، ومثيري الفتنة والتفرق، وغيرهم ممن يقتاتون من خيانة الأوطان والتلاعب بمصائر الشعوب. غير مدركين أن هزيمة كتائب الشيطان محققة، ولو طال المدى وتساقط الشهداء، وأن النصر محسوم لفرسان الخير ورسل السلام وصانعي التقدم».

وداعاً للنجومية

وكأنه يرثي نفسه وأساتذته وكذلك سائر من يعمل بمهنة صاحبة الجلالة ذرف محمود خليل في «الوطن»، الدمع على المهنة التي أحبها كثيراً: «الحقيقة أن أغلب نجوم المطبوع أو مَن حققوا نجوميتهم من خلال المطبوع، يصعب أن يستمروا بعد زواله. فإعلام التواصل الاجتماعي وغيره من أشكال الإعلام الجديد خلق نجومه منذ فترة طويلة. هناك نجوم التدوين والفيديوهات، ممن يتابع إنتاجهم ملايين مملينة من البشر، شباب السوشيال ميديا سحب منذ فترة البساط من تحت أقدام نجوم المطبوع، والعديد من الأسماء القديمة تتوارى حالياً إلى الظل، ولك أن تتوقع المزيد من الاختفاء مع قرب ساعة «نهاية المطبوع». ومن اللافت أنه كما بدت المهنة عاراً على صاحبها مع المراحل الأولى لظهور الصحافة المطبوعة، حتى تمكنت أجيال الرواد والمبدعين من تصحيح صورة الصحافي، يعاني الشباب الذي احترف إنتاج المعلومات والفيديوهات داخل عالم التواصل الاجتماعي من اتهامات شبيهة بتلك التي وُجهت لجيل «جدود الجدود» من الصحافيين. فما أكثر ما تسمع أوصافاً لهم من نوع: «شباب صايع».. «مروِّج إشاعات».. «يبحث عن التفاهات».. «شباب بلا قيم ولا مبادئ» وغير ذلك من عبارات تعبِّر أكثر ما تعبِّر عن العجز عن تحجيم تأثير النجوم الجدد لـ«السوشيال ميديا» على المجال العام».

عمليات تجميل مشوهة

لا يجد طلاب الثانوية من يحنو عليهم لذا تذكرهم أحمد فرغلي في «الأهرام»: «المؤسف أنه منذ نحو ثلاثين عاما والثانوية العامة تخضع لعمليات تجميل مشوهة، فمرة يقررون إدخال نظام تحسين المجموع، وبعد عامين أو ثلاثة أعوام يقولون بأنه لا جدوى منه، ويتم إلغاؤه ثم يجري التفكير في الدمج بين شعبتي العلوم والرياضيات، ونعود بعدها للنظام القديم.. وتارة ثالثة يتم فيها تغيير نظم الامتحانات، فتقفز المجاميع إلى أكثر من 100٪ ، وكأن أولادنا جميعا أصبحوا عباقرة زمانهم وظل هذا التخريب مستمرا بفعل القرارات التي تنم عن جهل على مدى سنوات طويلة وكانت المحصلة أن تحول الجميع إلى حقل تجارب، وكان طبيعيا أن يبحث كل ولي أمر عن مخرج لابنه أو ابنته، فهناك من كثف من الدروس الخصوصية، وهو ما زاد بدوره من الطلب على بائعي الدروس، الذين أسسوا بديلا للمدرسة تحت حماية ورعاية أولياء الأمور، وبرعاية غير مقصودة من الحكومة التي تخلت عن إيجاد حل قاطع.. وهناك أيضا من لجأوا إلى المدارس الدولية، هربا من هذه المأساة وهؤلاء يحلون المشكلة بأموالهم وهكذا. والأخطر في كل ما حدث أن كل فرد فكر لنفسه.. فأباطرة الدروس جمعوا الثروات الطائلة وأصبحوا يلعبون بالملايين، وأولياء الأمور اختزلوا كل أحلامهم في المرور من عنق الزجاجة بسلام مهما كلفهم الأمر.. ووزارة التربية والتعليم لا تعالج جذور المشكلة، فالكتاب المدرسي يكلفنا المليارات ولا نستخدمه، والمدرسون لا يذهبون إلى المدرسة ولا نحاسبهم، والطلاب يفعلون ما يحلو لهم ونتركهم، والمدير المسؤول يقول لك وأنا بإيدي أيه».

لذا لزم التوضيح

نتحول نحو قضية فنية تسببت في غضب عبلة الرويني في «الأخبار»: «ولا في أي عمل درامي في العالم، يحدث أن يصدر أصحاب العمل، مذكرة تفصيلية وكتالوجا لتوضيح أحداث الحلقة الأخيرة، واستكمال المسلسل بأحداث وخيوط درامية جديدة، ليس لها أي مقدمات طوال حلقات المسلسل هذا الخلل الدرامي، أو هذا العبث، حدث في مسلسل «زي الشمس»… بعد عرض الحلقة الأخيرة، صدر مباشرة بيان توضيحي، حول ظهور فريدة (ريهام عبد الغفور) إلى جوار مصطفى (أحمد داود) في اللقطة الأخيرة كاشفا البيان عن علاقتهما، خلال زيارة فريدة للندن قبل سنوات، وأن طفلها الصغير يوسف، هو نتاج هذه العلاقة… ويوضح البيان الغريب أيضا ما وراء مشهد غرق عمر (أحمد السعدني) فجأة في نهاية المسلسل… موضحا أنه انتحر بعد معرفته بسوء سلوك ابنته، التي أصبحت شبيهة بأمها فريدة تماما، منتهي الضعف والارتباك والاستخفاف والاستهانة.. ليس فقط بالمشاهد، لكن أيضا بالكتابة وبمعنى الدراما نفسها، وللأسف يحمل هذا الخلل توقيع مريم نعوم وورشة الكتابة التي تعمل معها. سيناريو مهلهل تماما.. شخصيات غير مترابطة وأحداث غير مكتملة ولا واضحة (فجأة نشاهد مشهدا كابوسيا لتحرش زوج الأم بالأختين) رغم عدم تبرير المشهد طوال المسلسل، ولا حتى تطويره درامياً. الغريب أنه رغم ضعف السيناريو، حصد المسلسل نسبة مشاهدة ومتابعة عالية، ربما بسبب الحكاية البوليسية، وشغف البحث عن قاتل فريدة؟ وربما أيضا بسبب حضور وتألق فناني العمل، خاصة الشخصيات المحملة بمشاعر متناقضة وأبعاد متعددة.. أحمد السعدني في واحد من أفضل أدواره. ريهام عبد الغفور وجمال سليمان (المحامي).. وسوسن بدر (أحيانا) بسبب المبالغة في هذيانها.. دينا الشربيني ليست هي الأفضل تمثيلا، لكنها ذات حضور مشع وبساطة في الأداء ورهافة تمنحها الكثير، ولم يسمح السيناريو المتهالك بإبراز إمكانات أحمد داود، بسبب الشخصية الباهتة غير الفاعلة لمصطفى».

بين الفن والأخلاق

«هل الفن حقًا غاية في ذاته؟ أم أنه وسيلة لغاية أخرى؟ يرى حسين علي في «البوابة نيوز» الإجابة عن هذا السؤال، التي تنقلنا إلى لب ما يُعْرَف باسم «مشكلة الفن والأخلاق». وتختلف الإجابة عن هذا السؤال تبعًا للموقف التاريخي والاجتماعي الخاص، الذي يجد المرء فيه نفسه، بل يختلف كذلك تبعًا للعنصر الذي يركز عليه المرء اهتمامه في التركيب المعقد للفن، فبعض الناس يشبّه العمل الفني بنافذة يطل المرء من خلالها على الحياة، بدون ما حاجة إلى إيضاح تركيب زجاج النافذة ذاته، أو مدى شفافيته أو لونه. وتبعًا لهذا يبدو العمل الفني مجرد أداة للملاحظة والمعرفة، أي مجرد منظار لا أهمية له في ذاته، ولا قيمة له إلا من حيث هو وسيلة لتحقيق غاية معينة. ولكن من الممكن كذلك أن يركز الإنسان نظره على العمل الفني بوصفه بناءً شكليًا قائمًا بذاته ومكتملًا في ذاته. وبين هاتين الوجهتين يتأرجح هدف العمل الفني على الدوام. ولإلقاء المزيد من الضوء على طبيعة هذه المشكلة نطرح بعض التساؤلات: هل الأعمال الفنية تغير شخصية المشاهد إلى الأحسن أم إلى الأسوأ؟ هل تؤثر في سلوكه الأخلاقي؟ وإذا كانت الإجابة بالإيجاب، فهل نستطيع نتيجة لهذا أن نحكم على الأعمال الفنية على أسس أخلاقية؟ هل يحق لنا أن نمتدح أو نذم هذه الأعمال على النحو نفسه الذي نمتدح به الأشخاص أو نذمهم؟ فنقول هذه قصيدة «شريرة»، وتلك «خيّرة»، وهذه رواية «صالحة» وتلك «طالحة». وهل من حقنا على وجه التحديد أن ننظم، بوسائل سياسية وقانونية، عملية خلق الأعمال الفنية ونشرها، حتى لو وصل بنا الأمر إلى حد حظر أعمال معينة؟ أم أن العمل الفني مستقل تمامًا عن الغايات الأخلاقية؟».

كعك العيد

«من أقدم العادات والتقاليد التي ظهرت مع الاحتفال بالأعياد، خاصة عيد رأس السنة، كما يطلعنا في «الشروق» حسين عبد البصير، صناعة الكعك والفطائر. وانتقلت بدورها من عيد رأس السنة لتكون سمة من سمات الأعياد، التي كان لكل منها نوع خاص به. ومع بداية ظهورها في الأعياد، كانت الفطائر تُزين بالنقوش والتعاويذ الدينية. وقد اتخذ عيد رأس السنة في عصر الدولة الحديثة طابعا دنيويا. وخرج من بين الأعياد الدينية العديدة ليتحول إلى عيد شعبي له أفراحه وبهجته الخاصة. وكانت طريقة احتفال المصريين به تبدأ بعمل الكعك في الأعياد. ويعد الكعك في الأعياد من العادات المصرية الأصيلة، ومن ميراث الأجداد؛ فارتبطت الأعياد في مصر بعمل الفطائر والكعك، بل وتعتبر من أهم السمات إلى الآن. وترجع هذه العادة المصرية إلى العصور الفرعونية. وسُميت بالقرص؛ لأنها كانت مرتبطة في العقيدة بقرص الشمس، الذي كان من مظاهر الكون المقدسة؛ ولذا أخذ الكعك الشكل المستدير الكامل. وكان يتم تزيين الكعك بخطوط مستقيمة مثل أشعة الشمس الذهبية. ومن هنا جاءت فلسفة تمثيل الكعك في شكل القرص المستدير. وكانت تتم صناعة الكعك وتقديمه إلى المعابد وآلهتها وكهنة المعابد الجنائزية، وعقيدة الملك المتوفى الذين كانوا مسؤولين عن إحياء عقيدة الملوك أصحاب المقابر الملكية. وهناك مناظر في مقبرة الوزير رخميرع، في الأقصر من عصر الأسرة الثامنة عشرة وغيرها من مقابر، تصور مناظر صناعة الكعك. لقد ظهر الكعك منذ أكثر من 5 آلاف عام، وتفنن الخبازون في تصنيعه بأشكال متنوعة».

الصينيون قادمون

«يعترف محمد المنشاوي في «الشروق»، بأنه ليس خبيرا في الشأن التكنولوجي، لكنه يدرك جيدا الحسابات الاستراتيجية لصانع القرار في واشنطن، وسط الغموض الذي يحيط بشركة هواوي، وبما يوجه لها من اتهامات بالتجسس، وكذلك مدى استقلالها عن الدولة الصينية وحزبها الشيوعي وأجهزتها المخابراتية؟ ما تشهده الدوائر الأمريكية والعواصم الغربية من جدال ومبارزات فكرية حول حدود ترك (الآخر الصيني) يتحكم أو يشرف على توفير شبكة الجيل الخامس للهواتف المحمولة. من الحقائق الواضحة في عالم اليوم أن الصين، وهي القوة الصاعدة الكبرى في عالم اليوم تحاول اللحاق بالولايات المتحدة في جميع الأصعدة، خاصة التكنولوجي منها. سيبلغ حجم الاقتصاد الأمريكي في نهاية هذا العام ما قيمته 21.3 تريليون دولار، مقابل اقتصاد صيني قيمته 14.2 تريليون دولار. وقد علّمنا التاريخ ضرورة وقوع حروب كبرى عندما تحاول قوى صاعدة بحماس وتصميم كبيرين مزاحمة قوة متواجدة مسيطرة على المشهد العالمي. وقد كلفت هذه العملية في التاريخ ملايين القتلى، وترى واشنطن أن الصین تقترب وتصمم على مزاحمتها على سلم الريادة العالمي، خاصة في ما يتعلق بمجالات السيطرة المستقبلية. ونشهد نحن اليوم سباقا غیر مسبوق في سرعته وطبیعته بینهما، في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، أو تصمیم روبوتات تقوم بالكثیر من المهام الإنسانیة وغیر الإنسانیة. ولا يمر يوم واحد بدون حدوث تطور في هذه المجالات، ولا يمر يوم بدون أن تعرض صحف أمريكیة أخبارا عن صناعات وابتكارات الصین في هذه المجالات الحیوية، لذا ليس بالمفاجأة أن توقف شركة غوغل أعمالها التي تتطلب تعاونا مع شركة هواوي، من ناحية أخرى لا يمكن فهم ما يقوم به ترامب من كسر قواعد التجارة الدولية في التعامل مع الصين، وفرض تعريفات جمركية مرتفعة إلا في إطارها الأوسع الذي يجمعهما. ويرى بعض الخبراء أن إدارة ترامب تعد السباق حول شبكة الجيل الخامس جزءا من سباق تسليح جديد ومتطور مع الصين».

بين ترامب والآخرين

نصل لصحيفة «الدستور» حيث اهتم ماجد حبته بشأن ترامب وتصرفاته: «حالة التوتر التي أحدثها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين بلاده وحلفائها الأوروبيين بشأن العديد من الملفات، لم تمنعه من المشاركة في الاحتفال الذي أقيم في مدينة بورتسموث البريطانية، بمشاركة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، ورئيسة وزرائها (المستقيلة) تيريزا ماي والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، و… و…300 جندي، أصبحوا الآن في التسعينيات من العمر، شاركوا في المعركة التي كانت إحدى محطات الحرب العالمية الثانية، وأبحروا، من بورتسموث، على الساحل الجنوبي لبريطانيا إلى شاطئ نورماندي، شمال غرب فرنسا، لتبدأ سلسلة من المعارك ضد ألمانيا النازية وقوات الحلفاء، كانت جزءًا من عدة مراحل عُرفت، في مجملها باسم حملة نورماندي. في آخر مهمة رسمية لرئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماى، قبل أن تغادر منصبها ورئاسة حزب المحافظين (الجمعة)، قرأت رسالة كتبها النقيب نورمان سكينر لزوجته، كانت في جيبه عندما لقي مصرعه في اليوم التالي من نزوله إلى شاطئ نورماندي. وقام الرئيس الفرنسى وآخرون بتلاوة أجزاء من رسائل الجنود إلى ذويهم، أسالت دموع المحاربين القدامى، الذي نجوا من الحرب. وبدا الجميع وكأن على رؤوسهم الطير، وهم يسمعون وينستون تشرتشل، رئيس الوزراء البريطاني وقت الحرب، يقول في تسجيل صوتي: «سنقاتل على الشواطئ، سنقاتل على أرض الإنزال، سنقاتل في الحقول وفي الشوارع، سنقاتل في التلال. لن نستسلم أبدًا». وهنا تكون الإشارة واجبة إلى أن عملية إنزال نورماندي قادها الجنرال دوايت إيزنهاور، الذي كان قائدًا عامًا في جيش الولايات المتحدة».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية