لندن – “القدس العربي”- من إبراهيم درويش:
قالت صحيفة “غارديان” إن دول الخليج التي تحاصر دولة قطر تنظر بخطط لإنهاء الأزمة التي مضى عليها تسعة أشهر. وتشمل الخطة بحسب المحرر الدبلوماسي في الصحيفة باتريك وينتور تخفيف القيود على حركة المدنيين كخطوة أولى لاتفاق أوسع. وجاء في التقرير أن دول الخليج تدرس خططا لإنهاء الأزمة التي تقودها السعودية ضد قطر. وقال إن الموضوع سيكون واحدا من الموضوعات المهمة التي ستحظى بالإهتمام أثناء زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لبريطانيا واجتماعه مع رئيسة الوزراء تيريزا مي يوم الأربعاء.
وقال وينتور إن بريطانيا تحث السعودية على رفع الحصارعن قطر والذي أثر على اقتصاديات المنطقة ولم يجبر قطر على التسليم كما ولم يؤد إلى تغيير النظام. وفيما ينظر إليها على أنها لفتة حسن نية لإنهاء الحصار الذي فرضته كل من السعودية والبحرين والإمارات والسعودية تدعو الخطة أولا للسماح بدخول المواطنين من البلدان هذه والتحرك بحرية. ويقتضي هذا من جيران قطر إنهاء الحصار الذي منع الطيران القطري من الهبوط في أراضيها أو استخدام المجال الجوي لها. وأثر الحصار على حوالي 10.000 مواطن خليجي وعائلاتهم في قطر والدول الجارة لها. وطالبت السعودية والإمارات التعامل مع الأزمة ليس على أنها “خلاف عائلي” بين دول الخليج ولكن النظر إليها كموضوع جديد يتعلق بزعم دعم قطر للجماعات المتطرفة في الشرق الأوسط بما فيها حزب الله وحماس والإخوان المسلمين.
وقال وزير الخارجية السعودي إن بلاده لا تريد أن تتدخل دول خارجية لحل الازمة التي يجب أن تحل بين الدول الخليجية نفسها وأن الحصار يجبر قطر على تغيير موقفها من دعم الإرهاب.
وتنفي قطر وبشكل قاطع الإتهامات الموجهة إليها متهمة التحالف الذي تقوده السعودية على أنه محاولة للحد من سيادتها، وأكدت قطر على أن ردها الهاديء على الحصار يجعلها شريكا دبلوماسيا وعسكريا يثق به الغرب. وترغب الولايات المتحدة بإنهاء الأزمة حتى لا تدفع قطر للتقارب أكثر مع إيران.
وتفضل واشنطن جبهة خليجية موحدة لمواجهة مشروع إيران النووي وتأثيرها الدبلوماسي. وتستقبل قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط وعمل وزير الخارجية ريكس تيلرسون على تغيير موقف البيت الأبيض الأولي من الحصار. وفي لقاء الرئيس دونالد ترامب مع ولي العهد السعودي بعد زيارته لبريطانيا، سيحاول فحص مرونته بشأن الموضوع. وفي محاولة لإقناع الغرب أن قطر لديها رؤية متماسكة وبديلة عن شرق أوسط مستقر تختلف عن المغامرات التي يقوم بها ولي العهد السعودي فقد وضع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خططا لمعاهدة أمنية شرق أوسطية وليس بين دول الخليج فقط. وتهدف الخطة لمواجهة المغامرات الفردية السعودية. ونقلت “الغارديان” عن الشيخ سيف أحمد آل ثاني أن الخطط هي طريقة للتأكد من عدم حصول ما حدث مع قطر في مكان آخر. وستكون قاعدة للتعايش وبآلية حل المشاكل تطبق من هيئة جماعية في المنطقة”.