هذه المرّة لم تكن في جعبة حسن نصر الله مفاجآت من الطراز الذي خرج به على اللبنانيين، مساء 14/7/2006: «الآن في عرض البحر في مقابل بيروت، البارجة الحربية العسكرية الإسرائيلية التي اعتدت على بنيتنا التحتية وعلى بيوت الناس وعلى مدنيين، انظروا إليها تحترق». منصّة التنقيب عن النفط والغاز المسال، التي استأجرتها دولة الاحتلال وتركزت مؤخراً في حقل كيشان المتنازع عليه قبالة السواحل اللبنانية، عبرت قناة السويس قادمة من سنغافورة تحت حماية البحرية الإسرائيلية، وهكذا تواصل العمل حتى إشعار آخر يسبق الإعلان عن بدء الاستخراج والاستثمار.
ذلك لأنّ مضيّ نصر الله في اجترار البلاغة الجوفاء العتيقة، من طراز أنّ «المقاومة تملك قطعاً القدرة، مادياً وعسكرياً وأمنياً، على منع العدو من استخراج النفط والغاز من حقل كاريش»، لا يصحّ أن يدخل في عداد مفاجآت الأمين العام لـ«حزب الله»؛ حتى في مستوى ما عوّد عليه جمهوره، خاصة بعد اختيار القتال إلى جانب بشار الأسد ضدّ الشعب السوري، من جعجعة بلا طحن حول وعود لم تعد صادقة بأيّ معنى، لأنها ببساطة باتت في منزلة رثّة بين المخادَعة والمكاذَبة.
مثير للسخرية في المقابل أنّ نصر الله، في خطاب التعليق على القرصنة الإسرائيلية (وهي هكذا بالفعل: ليس أقلّ، ولكن أكثر وأشدّ صفاقة)؛ ذهب بالوعظ إلى هذه الدرجة الفضاحة له شخصياً: «في المعركة الوطنية الكبرى، يجب الارتقاء إلى مستواها، والخروج من الزواريب السياسية الضيّقة». ذلك لأنه الأَوْلى، قبل رؤساء لبنان الثلاثة بل قبل أيّ من ساسة لبنان الكبار والصغار، بالخروج من الزواريب الضيّقة، وليس تلك التي تخصّ السياسة والسياسات والأثلاث التي تعطل وتهيمن وتخرّب، فحسب؛ بل تلك التي يشخّصها المعنى المادي للمفردة، في الأقبية المعتمة والسراديب الخفية والتحركات المموّهة.
وقد يصحّ أخذ نصر الله بجريرة ما يقول حول الزواريب، من جهة أولى لا تحثّ عليها الروابط بين المجازي والمادّي طيّ مفهوم «الزاروب» فقط؛ بل يُخوّل للمرء أن يأخذه بجريرة ما يستعرض من أخطار وتحديات تكتنف ملفات النفط والغاز المسال على وجه التحديد، وهي عنده ثلاثة أصناف: «سلخ مساحة كبيرة جداً من لبنان، بما تحويه من حقول وثروات»، و«لبنان ممنوعٌ من استخراج نفطه»، و«إفراغ الحقول». هذه لائحة تحصيل حاصل، أين منها بروق نصر الله ورعوده في الماضي، عدا عن أنّ منصّة التنقيب جاثمة على مرمى البصر، تحرسها البحرية الإسرائيلية، غير بعيد عن مرفأ شهد كارثة انفجار هيروشيمية الأذى بشرياً ومعمارياً؛ ولا يلوح أنّ أية «مفاجأة» تنتظرها، آتية من داخل الزاروب إياه تحديداً.
إلى هذا، وكما هو ديدنه الأثير، تغافل نصر الله عن الإشارة إلى مسؤولية شريكه في الحكم، أو تابعه إذا توخي المرء بعض الدقّة في التوصيف، الرئيس اللبناني ميشيل عون نفسه؛ الذي أبى توقيع مرسوم تعديل الخط البحري 6433، متوهماً أنّ وسطاء من أمثال دافيد ساترفيلد وفردريك هوف ودافيد شنكر يمكن أن يسايروه في تخفيف ضغط الإدارة الأمريكية عن صهره جبران باسيل، مقابل إحالة حقوق لبنان في ثرواته إلى ثلاجة التجميد.
ولعلّ نصر الله صدق، والحقّ يُقال، في أمر واحد جاء على لسانه صريحاً هذه المرّة، عارياً من نفحات التهديد أو الوعيد أو التنافخ أو التبجح: «إننا لا نريد الحرب، لكننا لا نخشاها ولا نخافها»، ومع حفظ الفوارق بين الخشية والخوف، و«السيد» مفوّه متفاصح عادة، فما العاقبة سوى هذه: «كل الخيارات مفتوحة لدى المقاومة». وكانت الكليشيه ذاتها قد نفعت «الحرس الثوري» الإيراني تحت وابل القاذفات والصواريخ الإسرائيلية هنا وهناك في سوريا، حتى تنفع مخفر إيران السياسي والمذهبي قبالة بحر بيروت، من جهة الضاحية الجنوبية!
عزيزي صبحي حديدي، كل ما ينطقه نصر الله وأزلامه ومناصروه إنما هو منطوق مستقو بالتزلف للنظام الإيراني الفاشي
حسن نصرالله تلميذ نجيب من تلاميذ الولي الفقيه الذي استغل عواطف الشعوب العربية فيما يخص قضيتهم الكبرى القضية الفلسطينية لكي يغطي اطماعه الخفية
الذي راقب الأحداث التي حصلت بعد انقلاب الخميني ونشوء ما يسمى حزب الشيعة في لبنان سيخرج بنتيجة ان كل هذه الأحداث تصب في مصلحة الكيان الصهيوني منذ حرب ايران الخميني مع العراق وفضيحة ايران كونترا الى نشوء حزب حسن نصر ايران عام ١٩٨٢ اَي بعد سنتين من انقلاب الخميني الى الغزو الصليبي للعراق وتعاون هذا الحلف مع ايران لتدمير العراق وإخراجه من الصراع العربي الصهيوني بعد تسليمه الى عملاء ايران من الشيعة الى تدخل حرس الخميني ضد الثورات العربية في سورية واليمن والعراق والذي ادى الى تحويل هذه الدول الى دول فاشلة كل ذالك حدث ويحدث رغم التهديدات المتبادلة بين الكيان الصهيوني وكيان الخميني والتي لم ترقى الى حرب بل كان يخترقها تعاون ومديح بين الطرفين والذي كان في اعلى درجاته عندما اسقط الملالي طائرة أمريكية مسيرة في عهد ترامب صديق الصهاينة الذي امتنع عن ضرب الملالي بحجة ان هذا سيتسبب في قتل ١٥٠ شخصاً من الأبرياء وذالك في الوقت الذي كان طيرانه يسوي المدن السنية في العراق وسورية فوق ساكنيها بالأرض
شكرًا أخي صبحي حديدي. الحق يقال أيضًا أنه مازال لدى نصر الله بعض أوراق التوت الذي بغطي بها العورات، التي لحقت به بعد دخوله إلى جانب بشار الأسد ظلمًا وبهتانًا، وهذه العورة الكبرى قبالة الساحل اللبناني. لكن بكل تأكيد دفاعة عن عون بعدم توقيع المرسوم المذكور هو من نوع النفاق وخاصة أنه أي نصر الله يتشدق بدعوة اللبنانيين جميعًا إلى المعركة الوطنية الكبري، هي كبائر يرتكبها نصر الله منذ أن وقع في أوحال الجريمة الفظيعة التي شارك بها مع بشار الأسد خدمة للولي الفقيه. يبقى أن نذكر أن زواريب حسن نصر الله تذكرنا حيدًا ببداية الربيع العربي وزواريب القذافي، وزنقة زنقة دار دار.
أحسنت أيها الكاتب
الكيان الصهيوني قال انه لا يخشى في المنطقة إلا تركيا أردوغان وسعوديه بن سلمان ودمتم ولا يخشي لا المقاومة في لبنان ولا في فلسطين ولا إيران.
لمادأ تخشي اسرائيل حلفائها في تركيا ولا تخشي حزب الله ؟ فمن اين مصدرك واين قرأت هده الخوزعبلات ونحن نسمع يوميا اخبار تتكلم عن الود السعودي المتنامي لي تلابيب ؟ فمتي قاتلت تركيا والسعودية ..دولة الإحتلال؟ فلم تسيل اي دماء اسرائيلية يوما علي يد الاتراكا او السعودين لكن نصر الله قتل واسر جنيرالات وضباط الكيان وله تحالف قوي مع الفصائل الفلسطنية وله حلف قوي مع اعداء بلابيب في سوريا وايران والعراق
بعد سقوط العراق بيد حلفاء ايران الذين ساهموا بفعالية مع الحرس الثوري الايراني وبفتوى من السيستاني بعدم محاربة القوات الغازية كان اول عمل قامت فيه هذه الميليشيات هو مطاردة الفلسطينيين واحيانا قتلهم وفي النهاية تهجيرهم الذي أصبح دائمًا على بعد قليل من الحدود السورية بعد امتناع المقاومجي الاخر من السماح لهم بدخول سورية ولم يكتفوا بذالك بل خرجت اصوات كثيرة تدعوا الى التطبيع مع العدو الصهيوني الذي لم ينعم بالسلام والهدوء الا بعد استلام ازلام الفرس زمام الامور في اربع عواصم عربية كانت تشكل خطراً على الكيان الصهيونى الذي لم ينسى الجميل الذي قدمته له حركة امل وحزب ايران عندما اجتثوابالتعاون مع النظام العلوي المقاومة الفلسطينية وحركة المرابطون السنية من جنوب لبنان ولم يكتفوا بذالك بل حاصروا المخيمات الفلسطينية ومنعوا الفلسطينيين من ممارسة حريتهم في العمل والتعليم رغم مشاركة حزب المقاومجية الشيعي في كل الحكومات اللبنانية منذ تأسيسه هذا أولاً