غانتس يجري عمليات شد لوجه المعارضة

صحف عبرية
حجم الخط
0

البديل صعد إلى المنصّة في أرض المعارض، نظر لبنيامين نتنياهو في عينيه ولم يخفض نظره. للمرة الأولى منذ عشر سنوات وضعت المعارضة أمام رئيس الحكومة شخصاً ما ذا سلطة وتجربة أمنية، وهي الأمور التي منحت نتنياهو حتى الآن أفضلياته الحاسمة على خصومه. هذا لن يساعد: بالإمكان تخيُّل جدول أعمال مدني واجتماعي، تخيُّل حكومة تركز على التعليم، وعلى الاختناقات المرورية، وعلى أسعار الكوتيج وعلى المستشفيات. ولكن في لحظات اختبارها الحقيقية، فإن إسرائيل تحتاج إلى زعيم لا يفقد أعصابه تحت النيران، وغانتس مقنع أكثر من الآخرين بقدرته على الصمود في هذا التحدي.
الظهور الناجح لغانتس محا يئير لبيد وأفي جباي، اللذين حتى أمس ادعيا قيادتهما للمعسكر المعارض لنتنياهو.
لا بسبب التجربة العسكرية والدبلوماسية الموجود لديه وتنقصهما، بل بسبب الانتقاد الثاقب والدقيق الذي شنه غانتس على رئيس الحكومة، وعلى عائلته وبلاطه، وعلى أصدقائه ذوي المليارات وتحالفه مع الحريديين. لبيد وجباي لم ينجحا في تقديم رسالة صافية كهذه، وتعثرا في غمزات محرجة عديمة الجدوى نحو اليمين ونحو المتدينين.
قبل ست سنوات عندما كان رئيساً للأركان، كتبت عن غانتس بأنه يثير الحنين إلى إسرائيل في سنوات الستينيات: علمانية، مكتلة، وترى في جيش الدفاع الإسرائيلي مؤسسة مقدسة. هذه بالضبط الرسالة التي طرحها هذا المساء، تقريباً بهذه الكلمات. هو لم يخترع شيئاً: مؤسس الدولة، ديفد بن غوريون ربى زعماء انتقلوا من الحقل في الكيبوتس أو في الموشاف إلى الحياة العسكرية ومن هناك إلى السياسة الوطنية. من بين هؤلاء موشي ديان، أرئيل شارون وإيهود باراك.
غانتس مر بتلك المحطات، ومثله أيضاً موشي بوغي يعلون، شريكه الجديد في حزب «المنعة لإسرائيل»، وبترجمة إلى لغة نتنياهو ومقربيه، النخبة القديمة تنقضّ ثانياً على مواقع القوة التي فقدتها في الأربع سنوات الأخيرة، تحت حكومة اليمين ـ النقية لنتنياهو، نفتالي بينيت، أييلت شاكيد وميري ريجف. هذه كل القصة.
ليس هنالك شك في أن غانتس يرى في نفسه تواصلاً لقادته التاريخيين، وكان يرشح نفسه للدور الرئيسي في فيلم «اكسودس» على نغمات ايريك اينشتاين ونعومي شيمر. الرجل الذي جاء من وراء المحراث والتراكتور، والذي غنى «القدس الذهبية» و«كلانا من نفس القرية» بدون تزييف، المشبع بطقوس وصلوات «أيها الإله المليئ بالرحمة» وقراءة «طبق الفضة» في المقابر العسكرية.
ولكن الاشتياق وحده لا يكفي من أجل الصعود إلى السلطة، وحتى ليس الظهور المعتد بنفسه ويبعث على الثقة. من أجل الفوز على نتنياهو، يحتاج غانتس إلى اجتياز دورة سريعة في السياسة.. أن يصعد إلى ملعب المنتخب بأسماء معروفة، ويوحد تحت جناحيه «يوجد مستقبل» و«العمل « وربما أيضاً موشي كحلون وأن يشرك في القيادة نساء وشرقيين وشباباً. إذا ظهر حزبه كفرع لـ «تسيفت»، وهي منظمة المتسرحين من الخدمة العسكرية الدائمة، وإذا ارتكب أخطاء ميّزت جنرالات في خطواتهم الأولى في السياسة، فسوف يختفي مثلما جاء، ليس هنالك اليوم ما يكفي من المشترين لبضاعة «الماباي» التاريخية، إذا لم تجتز عملية تحديث. غانتس أيضاً مطلوب منه أن يقنع بأنه حقاً متعطش للسلطة، لا أن بجمع المقاعد من أجل الانضمام بعد الانتخابات لحكومة الليكود كوزيرٍ للدفاع.
ومع هذا، وكما أظهر جزءٌ من الاستطلاعات الأخيرة، فإن غانتس هو الأول الذي يعتبر لدى الجمهور الإسرائيلي كوريث محتمل لنتنياهو. ظهوره أمس فقط عزّز هذا الانطباع.

الوف بن
هآرتس 31/1/2019

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية