غزة – “القدس العربي”: بالرغم من الاتصالات والوساطات التي تقوم بها كل من مصر وقطر، من أجل تثبيت التهدئة في قطاع غزة وتطويرها، من خلال عدم الربط بين ملفات التهدئة والإعمار من جهة، وملف إنجاز صفقة تبادل الأسرى من أخرى، إلا أن وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، عاد وربط بين هذه الملفات، وهو أمر من شأنه أن ينعكس سلبا على الاتصالات القائمة حاليا.
وزعم غانتس خلال مؤتمر عقد في إحدى المستوطنات الإسرائيلية القريبة من حدود غزة “نحن مهتمون بتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة، وسنستمر بالقيام بذلك، بالتعاون مع شركائنا المصريين، الأمم المتحدة ومع جهات دولية أخرى. لكننا نطالب بالهدوء”.
وأضاف “سنتيح تطوير وإعادة إعمار قطاع غزة فقط بعد عودة أبنائنا (الجنود الأسرى لدى حماس)، وإن كانت هناك حاجة بالعمل عسكريا والخروج للمعركة مستقبلا لن نتردد”.
يشار إلى أن المؤتمر الذي شارك فيه غانتس في منطقة أشكول، كان بهدف دعم المستوطنين الإسرائيليين القاطنين على مقربة من حدود غزة.
وجاءت تصريحاته، في ظل وساطات تقوم بها كل من مصر وقطر في هذه الأوقات، لتطوير التهدئة، وذلك بعد أن كشف خلال الأيام الماضية، بأن حكومة الاحتلال تخلت عن شرط ربط ملف إعمار غزة بإنجاز صفقة تبادل الأسرى، وأن هناك وفدا إسرائيليا سيعقد في القاهرة قريبا محادثات جديدة، بخصوص الصفقة، بعد المفاوضات غير المباشرة التي عقدها قبل أكثر من أسبوع مع وفد من حركة حماس، برعاية جهاز المخابرات المصرية.
وحسب ما كشف فإن التخلي عن الشرط جاء بعد تقديم عرض مصري، يشمل البدء بالمرحلة الأولى من الصفقة، والتي تقوم على قيام حركة حماس بتقديم معلومات حول مصير الأسرى الإسرائيليين على أن تقوم إسرائيل مقابل ذلك بإطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات.
وقد قامت سلطات الاحتلال خلال اليومين الماضيين، بتخفيف القيود المفروضة على معابر قطاع غزة وحركة التجارة، والتي وضعتها منذ الحرب الأخيرة على غزة التي توقفت يوم 21 من شهر مايو الماضي، من خلال السماح بمرور العديد من الأصناف والسلع والمواد الخام.
يشار إلى أن حركة حماس ترفض بشدة الربط بين ملفات الإعمار والتهدئة، وملف صفقة تبادل الأسرى، وتقول إن كل ملف منها يبحث على حدة، وقد حذرت من استمرار الحصار على غزة، وربط إنهائه والتخفيف عن السكان بإعادة الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، وقالت إن ذلك يهدد بـ “الانفجار”.
وتعمل حاليا كل من مصر وقطر على إنهاء الأزمة القائمة، حيث طلب الوسطاء المصريون وقتا من أجل إلزام إسرائيل، بإعادة الأوضاع في غزة لما كانت عليه قبل الحرب الأخيرة.