إسطنبول: بوضوح وجرأة شديدين، لم يخش رجل الأعمال البريطاني غانم نسيبة، المولود في مدينة القدس المحتلة عام 1977، من وصف الإسرائيليين بـ”الأصدقاء”، بعد الكشف عن اتفاق التطبيع المثير للجدل “أبراهام” بين أبو ظبي وتل أبيب.
و”نسيبة” رجل أعمال على صلات وثيقة برجال السلطة في أبو ظبي، وصفته تقارير إعلامية بـ”صبي الإمارات”، عاش مراحل حياته في بريطانيا، ويعمل في مجالات عدة.
وأعلنت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات، الاتفاق على تطبيع كامل للعلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب، في خطوة هي الأولى لعاصمة خليجية.
وقوبل الاتفاق برفض شعبي عربي واسع، وبتنديد فلسطيني من الفصائل والقيادة، التي عدته “خيانة من الإمارات للقدس و(المسجد) الأقصى والقضية الفلسطينية”.
“صديق إسرائيل”
والأحد، كتب نسيبة على موقع “تويتر”: “نصيحة لأصدقائي الإسرائيليين الراغبين بالعمل في الإمارات، الإمارات لا تحب العمل البطيء، أسرعوا”.
واستكمل موقفه، المعبر عن علاقة قوية مع الإسرائيليين، بالقول: “الشيء الوحيد الذي أتمنى أن أفعله، هو أن أكون قادرا على إشعال شمعة خلال عيد حانوكا (عيد الأنوار اليهودي في 10 ديسمبر/ كانون الأول) في الإمارات وجميع الدول العربية”.
ولفت نسيبة، إلى أن مثل هذه الممارسات كانت “تقام بشكل خاص وبعيدا عن العلن”، لكن الآن وبعد اتفاق “أبراهام” للتطبيع الإماراتي ـ الإسرائيلي، دعا إلى تنظيم احتفال “كبير” بدءا من 10 ديسمبر المقبل.
هذا الاحتفاء بالطابع الجديد، للعلاقات الإسرائيلية – الإماراتية، نوه إليه نسيبة على “تويتر” بالإشارة أيضا إلى أن مدة الرحلات الجوية بين الإمارات وبريطانيا باتت من الممكن أن تتقلص ما بين 30 إلى 60 دقيقة بعد فتح المجال الجوي الإسرائيلي أمام أبو ظبي.
يشار إلى أن “نسيبة”، هو راعي اللجنة التنفيذية للأصدقاء البريطانيين، في قرية نيفي شالوم (واحة السلام)، وهي قرية خارج القدس بُنيت لتعزيز السلام بين العرب واليهود في الأراضي المقدسة.
“صبي الإمارات”
وعبر ما يعرف باسم “بيزنس اللحوم الحلال” في أوروبا، كوّن نسيبة شبكة واسعة من العلاقات، استهلها بتأسيسه في 2009 شركة “كورنر ستون للاستشارات” (مقرها العاصمة البريطانية لندن).
وفي عام 2010، انضم نسيبة إلى مجلس إدارة جماعة ضغط إعلامية داعمة لإسرائيل (لوبي) في بريطانيا، باسم “جاست جورناليزم”.
وقالت تلك الجماعة، في تعريف نشاطها، إنها “كانت تنشر تقارير دقيقة ومسؤولة عن إسرائيل في وسائل الإعلام البريطانية”.
وخلال العام الجاري، دشن نسيبة جمعية “ماس”، وهي منظمة إسلامية غير حكومية مناهضة لمعاداة السامية.
وعلى خلفية تلك النشاطات، ذكر موقع “مينا ريبورت” (مقره شمال مقدونيا) في تقرير له في أبريل/ نيسان الماضي، أنّ الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان، ممثل حاكم المنطقة الشرقية لإمارة أبوظبي، كلف “نسيبة” بالترويج للإمارات وحلفائها من خلال الشبكات الاجتماعية وتشويه سمعة أعدائها.
كما أشار الموقع، إلى أن تأسيس “نسيبة” جمعية محاربة معاداة السامية “ماس”، جاء إثر علاقات مع كبار السياسيين في أوروبا، لاسيما في فرنسا، حيث تربطه علاقة مع النائبة في مجلس الشيوخ ناتالي جوليه، وصفها الموقع بأنها علاقة “غامضة”.
وحسب “مينا ريبورت”، فإن ناتالي ونسيبة لديهما “حب غير عادي وأعمى تقريبا للسعودية والإمارات؛ فالأولى تقوم بزيارات منتظمة إلى هناك، والثاني يبيع ذكاءه وخدماته بثمن باهظ لهذين البلدين، اللذين يعتبران من عملائه الرئيسيين”.
ويبرز التفاهم بين جوليه ونسيبة، في إصرار الأولى على اتهام قطر “بتمويل ومراكز مشبوهة لاختراق دوائر صنع القرار في فرنسا، وأنها (الدوحة) توفر الملاذ الآمن في أوروبا، لما تعرفه فرنسا بتيار الانفصالية الإسلاموية”.
وفي هذا الشأن، يكرر نسيبة في تصريحاته وصف قطر بأنها “منظمة إرهابية يحكمها غسل أموال إرهابيين إسلاميين”، دون أن يقدم دليلا على اتهاماته.
كما أن لكليهما نفس الرأي دائما في كثير من الأمور، ويدافعان عن مواقف السعودية والإمارات، وكتب نسيبة في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2019 أن “(الرئيس التركي رجب طيب) أردوغان أخطر بكثير على الغرب والشرق الأوسط من صدام (حسين/الرئيس العراقي الراحل)”، حسب الموقع ذاته.
كما برز اسم نسيبة، في خطة الإمارات للهجوم على قطر، والدفع من أجل سحب تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2022 منها، حين أعدت مؤسسته “كورنر ستون”، في 2017، تقريرا سريا بعنوان “قطر تحت المجهر: هل كأس العالم لكرة القدم 2022 في خطر؟”، تم تسريب نسخة منه إلى هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، لكنه حمل كثير من المغالطات التي نفتها قطر.
واعتبرت وسائل إعلامية حينها أن نسيبة “صبي الإمارات”، وأنه رأس حربة حملة التحريض التي تطال قطر، منذ بدء الحصار عليها في يونيو/ حزيران 2017.
علاقات خطرة
وفي يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، نشر موقع “مينا ريبورت” تقريرا آخر، ذكر فيه أنّ “النائبة الفرنسية ناتالي جوليه، عملت لعدة سنوات، مع مستشار إستراتيجي دولي، لتشويه سمعة بعض الدول الصديقة”، في إشارة إلى غانم نسيبة.
وقال الموقع إنّه منذ عام 2014، عملت جوليه بـ”نشاط وبشكل سري” لصالح الإمارات، من أجل “تعزيز نفوذ الأخيرة في فرنسا، وفي الوقت نفسه تحييد معارضي مثل هذه الجهود”.
وأضاف أن جوليه تعمل مع نسيبة “سيء السمعة”، من خلال مؤسسته “كورنر ستون” التي ترتبط بشكل وثيق بطحنون بن زايد ويده اليُمنى “هاشم القيسة”.
وكان “مينا ريبورت” قد أشار في تقرير له في أبريل/ نيسان الماضي، أنّ غانم نسيبة يصدر جميع فواتير شركاته من هاشم القيسة في الإمارات.
ووصف الموقع علاقات نسيبة، بالقيسة، وجوليه، بالـ”خطرة والمريبة”.
(الأناضول)
الامر كله مصالح ماليه
ذلك ان السيد زكي كان يعمل مديرا لمكتب الشيخ زايد .. والشيخ زايد منح الجنسيه الاماراتيه لاسره زكي نسيبه وعليه لا ادري ان كان غانم هذا هو احد ابناء زكي او احد اقربائه كذلك هناك سفيره الامارات في الامم المتحده من ال نسيبه