غروسي يزور منشأتين نوويتين اليوم… وإيران لن تفاوض «تحت الضغط»

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي» ـ وكالات: عبر مسؤولون إيرانيون، أمس الخميس، عن استعداد طهران إزالة «الشكوك والغموض» بشأن برنامجها النووي، مؤكدين في الوقت نفسه عدم التفاوض «تحت الضغط والترهيب» واتخاذ «تدابير فورية» ضد أي «قرار تدخلي في الشؤون النووية للجمهورية الإسلامية» وذلك خلال استقبالهم، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، الذي شدد على أن المنشآت النووية الإيرانية «ألا تتعرّض للهجوم» معلنا أنه سيزور إثنين منها اليوم.

إزالة «الشكوك»

وخلال استقباله غروسي، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أنه يريد إزالة «الشكوك والغموض» بشأن برنامج بلاده النووي.
وقال، وفق ما نشرت وكالة «أرنا»: «كما أثبتنا مرارا حسن نوايانا، نحن مستعدون للتعاون والتقارب مع هذه المنظمة الدولية من أجل إزالة جوانب الغموض والشكوك المزعومة حول الأنشطة النووية السلمية لبلادنا» وفق ما جاء في بيان للرئاسة.
واعتبر أن «العالم وصل إلى قناعة أن إيران تريد السلام والأمن في العالم» قائلا إن ما تبحث عنه الجمهورية الإسلامية الإيرانية في التكنولوجيا النووية يتطابق مع الأطر والتراخيص القانونية للوكالة الدولية.
وزاد، «كما، أعلنا مرارا وتأسيسا على الفتوى الصريحة لقائد الثورة الاسلامية، لم نكن إطلاقا بصدد إنتاج السلاح النووي، ولا يُسمح لأحد بالعدول عن هذه السياسة».
وأشار إلى الاتفاق النووي ونكث أمريكا والدول الأوروبية العهود في هذا الاتفاق».
وزاد في هذا السياق: «نفذنا جميع التزاماتنا في هذا الاتفاق، لكن أمريكا هي التي انسحبت منه بصورة أحادية وجعلت من غير الممكن مواصلة هذا المسار». وتطرق إلى التصعيد في المنطقة، قائلاً: «نرى أن الحرب، ليست لصالحنا ولا لصالح المنطقة ولا العالم، وأي إنسان عاقل لا يبحث عن إثارة الحرب وتوسيعها، لكن المؤكد أننا سنبدي ردة فعل حاسمة وقوية إزاء أي فعل يمس أمننا».
والتقى غروسي، أيضا وزير الخارجية عباس عراقجي الذي شغل في العام 2015 منصب كبير المفاوضين عن الجانب الإيراني في المحادثات النووية مع القوى العظمى.
ووصف الاجتماع على منصة «إكس» المحظورة في إيران أنه «ضروري».

توعدت بـ«تدابير فورية» حال اتخاذ وكالة الطاقة الذرية قراراً ضدها

وكتب عراقجي على المنصة نفسها «اتفقنا على التصرف بشجاعة وحسن نية» لكنه أكد في الوقت ذاته أن إيران لن تتفاوض «تحت الضغط والترهيب» بشأن برنامجها النووي.
وتصافح المسؤولان في غرفة عُرضت فيها صور المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي وسلفه الإمام الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية. وأشار عراقجي إلى أن إيران تواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بصفتها عضوا في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وأضاف: «يمكن حل الخلافات من خلال التعاون والحوار، واتفقنا على مواصلة الطريق بإرادة قوية وحسن نية».
وأوضح أن «إيران لم تترك طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي السلمي أبدا».
وتابع: «نحن مستعدون للتفاوض على أساس مصالحنا الوطنية وحقوقنا التي لا يمكن إنكارها، وليس تحت الضغط».
كذلك، التقى غروسي الذي وصل إلى طهران مساء الأربعاء، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، ثم عقدا مؤتمراً صحافياً. ونقلت وكالة «أرنا» عن غروسي، قوله إن يوم غد (اليوم الجمعة) سيشكل مرحلة مهمة جدا لزيارته لإيران لأنه ينوي زيارة منشآت مهمة في فردو ونطنز، الأمر الذي سيساعده على إيجاد صورة كاملة لديه عن تكامل البرنامج النووي الإيراني».
وأفاد بانه «يجب ألا تتعرّض المنشآت النووية الإيرانية للهجوم».
ويأتي التصريح بعد تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الاثنين من أن طهران باتت «أكثر عرضة من أي وقت مضى لضربات على منشآتها النووية».
وبخصوص التصعيد في المنطقة، صرّح غروسي: «من الضروري التوصل إلى نتائج ملموسة واضحة تظهر أن هذا العمل المشترك يحسن الوضع، ويبعدنا عن الصراعات، وفي نهاية المطاف، عن الحرب».

«تدابير فورية»

وقال مسؤول إيراني كبير لـ«رويترز» إن طهران سترسل رسالة إلى القوى الأوروبية الثلاث عبر غروسي بشأن جدية طهران لحل الأزمة المتعلقة ببرنامجها النووي، مع التأكيد أن أي ضغط على طهران سيكون له تأثير عكسي.
وذكر دبلوماسيون لـ«رويترز» أول أمس الأربعاء أن القوى الأوروبية الثلاث (الترويكا) تسعى إلى استصدار قرار جديد ضد إيران من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل للضغط على طهران بشأن ما تعتبره ضعف تعاونها.
إلا أن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي حذر خلال مؤتمره الصحافي مع غروسي، من أن إيران ستتخذ «تدابير فورية» ضد أي قرار يصدر عن مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يتعارض مع برنامجها النووي.
قال «أي قرار تدخلي في الشؤون النووية للجمهورية الإسلامية سيقابل بالتأكيد بتدابير مضادة فورية».
واعتبر أن «التعامل بين إيران والوكالة، كان قائما دائما على أساس معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وإن مؤسسة الطاقة الذرية الإيرانية مهتمة بهذا الأمر بشكل خاص. اتصالاتنا بناءة دائما وأجرينا خلال هذه الزيارة محادثات جيدة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية