غرينبلات يدعو الزعماء العرب لإلغاء لاءات الخرطوم الثلاث

وديع عواودة
حجم الخط
2

الناصرة ـ “القدس العربي”: قال مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، إن لاءات الخرطوم الثلاث لم تعد مجدية، داعيا الدول العربية للانتقال من التعامل مع إسرائيل من وراء الكواليس للعلانية.

وفي مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” المقربة من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، قال غرينبلات إن هناك مصالح متداخلة لإسرائيل مع عدد من الأنظمة العربية، على رأسها السعودية والإمارات وعمان، وبضمنها “لجم دور إيران، ومحاربة التطرف والإرهاب، والمياه والمواصلات”، باعتبارها رافعة لتطوير العلاقات، وتحويلها إلى علاقات رسمية معلنة. وقال غرينبلات في مقالته إنه فوجئ مما يسمعه من المسؤولين العرب في الغرف الموصدة بشأن علاقات عمل جدية مع إسرائيل، من وراء الكواليس.

كما أشار إلى امتناع بعض المسؤولين عن التصريح بذلك بسبب المخاوف من سياسات قديمة ترتبط بلاءات مؤتمر الخرطوم الثلاث لعام 1967 ورفض التطبيع مع إسرائيل. كذلك قال إن بعض الأنظمة العربية على رأسها الإمارات وعُمان تحلت بـ “الجرأة المطلوبة ” وحولت الاتصالات من وراء الكواليس إلى مكشوفة.

رؤية زعماء عرب يبدون الجرأة المطلوبة لتحقيق هذا التغيير تثلج صدره

وفي حين يدعي أن تقارب هذه الأنظمة مع إسرائيل لا يشير إلى أنها غير معنية بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، فإنه يؤكد أن هذه الأنظمة تضع مصالحها الخاصة على رأس سلم أولوياتها.

وفي مقالته بعنوان “الآن هذا هو الوقت لتحقيق السلام والازدهار في الشرق الأوسط”، زعم أنه لم يتم بعد تذويت “حقيقة وجود مصالح متداخلة لدول مختلفة في الشرق الأوسط”. وبضمن هذه المصالح “الحاجة إلى لجم النشاط السلبي لإيران، ومواجهة التطرف والإرهاب، والتحديات المرتبطة بالمياه والمواصلات”، باعتبار أنها تخلق فرصا للتعاون من أجل “منطقة مستقرة أكثر ومزدهرة أكثر”.

ويرى غرينبلات أن عدم استنفاد هذه الفرص في كافة المجالات هو نتيجة وجود عقبة جدية تقف في الطريق، وهي “غياب العلاقات الرسمية والمكشوفة بين إسرائيل وجيرانها”.

وادعى أن دول المنطقة، خلافا لدول أخرى في العالم، لا تستطيع الاستفادة من “الابتكارات والإبداعات الإسرائيلية في مجالات كثيرة، خاصة بكل ما يتصل بتحلية المياه واقتصاد المياه وتطويرات تكنولوجية مختلفة، أو خبرتها في مواجهة أبعاد الإرهاب المزعزعة للاستقرار، والنشاط السلبي لإيران”، وذلك بسبب “غياب الدمج الجدي والحقيقي لإسرائيل في المنطقة، رغم أنه توجد لها ولجاراتها مصالح مشتركة كثيرة وتهديدات متشابهة. موضحا أنه خلال 22 شهرا شغل فيها منصبه في البيت الأبيض، كانت لديه الفرصة لإجراء محادثات “صادقة ومهمة” مع الزعماء وكبار المسؤولين في دول كثيرة في المنطقة.

 ويشير الى أنه “فوجئ بسماع ما يقوله ساسة عرب عن علاقات العمل الجدية والمهمة مع إسرائيل، وعن التقدم الذي طرأ على هذا العمل المشترك، ولكن هذا التعاون ظل وراء الكواليس بغالبيته حتى الفترة الأخيرة. منوها أن القادة العرب الذين أجرى محادثات معهم تحاشوا قول ما يقولونه في الغرف المغلقة بشكل علني، بسبب المخاوف من سياسات قديمة تعود إلى نصف قرن، إلى لاءات الخرطوم الثلاث: لا للسلام مع إسرائيل، ولا للاعتراف بها، ولا للمفاوضات معها. ونوه أن دولتين من الدول التي شاركت في مؤتمر الخرطوم، الأردن ومصر، وقعتا اتفاقيتي سلام مع إسرائيل، وهما “تستفيدان من ثمارها الاقتصادية والأمنية”.

وأكثر من ذلك مضى بمزاعمه ومساعيه التطبيعية لصالح الاحتلال قائلا “لا يزال هناك الكثير من الفوائد في المجال الاقتصادي الذي تستطيع الأردن ومصر وإسرائيل استخلاصها من هذه العلاقات إلا أن الاتفاقيات كانت خطوة في الاتجاه الصحيح”.

في المقابل يقول أيضا إن ما كان يحصل حتى اليوم وراء الكواليس يتحول تدريجيا إلى مكشوف، مشيرا إلى ما كتبه وزير خارجية عُمان أخيرا، بعد يومين من زيارة رئيس حكومة الاحتلال، نتنياهو، إلى سلطنة عمان “إسرائيل هي دولة قائمة في هذه المنطقة، نحن نفهم ذلك ونعرفه، والعالم أيضا يعرف هذه الحقيقة. ورغم ذلك، فإن إسرائيل لا تحصل على التعامل الذي تقدمه هي لدول أخرى. ربما حان الوقت كي تحصل على التعامل نفسه، وتتحمل واجباتها تجاه دول أخرى. لماذا؟ لأن الحديث عن حقيقة قائمة”.

كما قال: “نحن في عالم يتطور، ولدى إسرائيل القدرات التي تسمح لها بالاستعانة بالآخرين وتقديم المساعدة لهم”. كما أشار إلى أن ملك البحرين، حمد بن عيسي آل خليفة، سمح، مؤخرا، لوزراء ومسؤولين آخرين في المملكة بالاجتماع مع مسؤولين إسرائيليين وعبّر عدة مرات عن معارضته لمقاطعة إسرائيل”.

وكان وزير خارجية البحرين قد كتب تغريدة على تويتر، في وقت سابق من الشهر الجاري، يدعم فيها موقف رئيس حكومة الاحتلال بشأن دور السعودية في المنطقة: “رغم الخلافات القائمة في الرأي، فإن السيد نتنياهو ذو موقف واضح بكل ما يتصل بأهمية الاستقرار في المنطقة، وأهمية الدور الذي تلعبه السعودية في هذا الاستقرار”. وقال أيضا إن هناك نماذج أخرى للتقارب بين إسرائيل وجاراتها، وأن هناك مسؤولين رسميين في دول عربية باتوا لا يخشون الظهور مع جهات رسمية إسرائيلية. ولفت في هذا السياق إلى أن سفيري الإمارات وإسرائيل لم يشعرا بعدم الراحة عندما جلسا حول طاولة واحدة في مناسبة ما في واشنطن. كما أشار إلى إشادة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مؤخرا، بدور مصر كأول دولة عربية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، مضيفا “عندما طرح السادات فكرة السلام، لم يعتقد أحد أن الرأي العام سيتقبل ذلك”.

كما أشار إلى نموذج آخر اعتبره دلالة على التقارب مع العلاقات مع إسرائيل، وهو مشاركة وفوز فريق رياضي إسرائيلي في مباريات الجودو في الإمارات أخيرا، وبضمن ذلك رفع العلم الإسرائيلي وإنشاد نشيدها الوطني “هتكفا”، بحضور وزيرة الثقافة والرياضة في حكومة الاحتلال، ميري ريغيف””.واعتبر غرينبلات أن هذا التقارب لا يعني أن هذه الأنظمة لم تعد تعنى بالقضية الفلسطينية، وإنما لكون هذه الأنظمة تسعى لتحقيق مصالحها وإعطائها الأولوية. وأضاف أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تعمل سوية مع المنطقة من أجل الدفع بهذا التوجه، وأنها تفرح لرؤية كثيرين من أصدقائها في المنطقة يبدأون العمل سوية من أجل مواجهة “التحديات المشتركة”. وتابع “حان الوقت للعمل سوية من أجل استقرار وازدهار المنطقة. هناك تهديدات حقيقية، وتحديات حقيقية أمام كل دول المنطقة. الفلسطينيون يقفون أمام التهديدات ذاتها، وهم قادرون أيضا على الاستفادة من هذه الجهود. ومن خلال العمل المشترك، تستطيع إسرائيل وجاراتها السعي لاستنفاد الإمكانات التي يستحقونها”.

كما ادعى أن التمسك بلاءات الخرطوم وسياسة رفض التطبيع مع إسرائيل غير ناجع، ولا يفيد أحدا، وأنه حان وقت التغيير، وأن ما “يثلج صدره هو رؤية زعماء عرب يبدون الجرأة المطلوبة لتحقيق هذا التغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    معظم الزعماء العرب لديهم إتصالات مباشرة مع العدو الصهيوني ماعدا الشعوب! فبرغم نومها إلا أنها لا تقف مع الظالم!! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول يوسف//الأردن:

    قال مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، إن لاءات الخرطوم الثلاث لم تعد مجدية، داعيا الدول العربية للانتقال من التعامل مع إسرائيل من وراء الكواليس للعلانية……صدق في هذه لأن إعلام الطغاة العرب لم يعد هو اللاعب الأوحد في عقول الشعوب وكل ألاعيبهم صارت مفضوحه…

إشترك في قائمتنا البريدية