غزة- “القدس العربي”: بدأت المجموعات الشبابية الناشطة في فعاليات “المقاومة الشعبية الخشنة”، بالانتقال إلى تنفيذ “الخطة ب” التي تشمل إطلاق “البالونات” صوب المستوطنات الإسرائيلية القريبة من حدود غزة، بعد أن أمضت أسبوع في فعاليات “الإرباك الليلي” ضمن خطة العمل التي تهدف إلى كسر الحصار عن غزة، وتنفيذ عملية الإعمار، غير مكترثة بتهديدات سلطات الاحتلال، بإعادة فرض قيود مشددة على معابر غزة.
والسبت شرعت المجموعات الشبابية الناشطة في عمليات إطلاق “البالونات الحارقة” بإطلاق دفعات كبيرة من هذه البالونات، الممتلئة بغاز خفيف يحملها إلى مستوطنات الغلاف، واختارت في أول أيام عملها أن يكون نشاطها تحذيري، من خلال ربط البالونات بصور الشهداء، بدلا من ربطها بأجسام حارقة، على غرار مرات سابقة، كانت تحدث عن سقوطها حرائق في مناطق الأحراش.
ومن المرجح أن تتجه هذه المجموعات الشبابية، التي تمكنت في أوقات سابقة من اشتعال مئات الحرائق، إلى إطلاق دفعات كبيرة من “البالونات الحارقة والمتفجرة” في حال لم تنهي سلطات الاحتلال الحصار المفروض على غزة، وتسمج بعملية إعادة الإعمار، بعد أن رفضت سياسة “تنقيط” التسهيلات، التي لجأت إليها سلطات الاحتلال مؤخرا، بعد أن كانت تضع قيود مشددة على حركة البضائع التي تمر للسكان المحاصرين، منذ انتهاء الحرب الأخيرة في 21 مايو الماضي، وهو ما زاد من سوء الوضع الاقتصادي ورفع معدلات الفقر والبطالة.
وكان الناشطون في وحدات “أحفاد الناصر” التابعة للجان المقاومة الشعبية، قالت إن إطلاق البالونات “بدون شعلة نارية”، وتحمل صورًا لشهداء الإرباك الليلي، وبعض قادة المقاومة، تعد “رسالة أولية” للاحتلال، وأكدوا أنه في حال استمر حصار غزة فسيطلقوا مزيدا من البالونات الحارقة، صوب الغلاف.
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ومنسق لجنة الفصائل الوطنية والإسلامية خالد البطش “سيواصل شبابنا الثائر في قطاع غزة فعالياته بكل أشكال المقاومة الشعبية مستندا إلى مقاومة تملك السلاح والقرار، ستواصل دورها وفعلها حتى يستجيب الاحتلال لمطالب شعبنا في إنهاء الحصار والإغلاق بالكامل وليس العودة فقط إلى ما قبل 11 مايو”.
وكان مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد داوود شهاب، قال إن خيارات المقاومة ستزداد وتتسع، “ما لم تلتزم” إسرائيل برفع الحصار عن قطاع غزة، مشددا على رفض الفصائل ربط ملف المعابر بأي تطورات سياسية، رافضا أن يكون المعبر التجاري “وسيلة بيد الاحتلال لمعاقبة الشعب”.
والجدير ذكره أن الناشطين في المقاومة الشعبية الخشنة، هددوا نهاية الأسبوع الماضي، بتصعيد الفعاليات، بعد أسبوع من انطلاق فعاليات “الإرباك الليلي”، التي شهدت تفجير عبوات صوتية وعمليات إزعاج لجنود الاحتلال، والتي جاءت بعد أسبوع من انطلاق فعاليات نهارية قرب الحدود، تخللها مواجهات شعبية.
وقد أسفرت تلك الفعاليات الشعبية التي انطلقت ضمن برنامج منظم، عن استشهاد ثلاثة مواطنين بينهم طفل، وإصابة العشرات بجراح بنها خطيرة ومتوسطة، كما قتل جندي إسرائيلي خلال تلك الفعاليات.
وفي حال لم يجري وضع حلا لمأساة غزة، أو يتم الاتفاق على آلية تضمن تطبيق تفاهمات التهدئة، فإن الأمور الميدانية ستسير باتجاه التصعيد الميداني، وربما العسكري في مرحلة قريبة، خاصة وأن إسرائيل اعتادت على قصف مواقع المقاومة في قطاع غزة، كرد على “البالونات الحارقة”، بعد أن غيرت “معادلة الاشتباك”، وهو ما ترفضه فصائل المقاومة.
وحسب ما نقل عن مسؤولون في الجيش الإسرائيلي، فإن الأيام المقبلة ستكون “حاسمة” مع قطاع غزة، وأن احتمالية تدهور الأوضاع مع القطاع والوصول لتصعيد “كبيرة جداً” وأن هناك استعدادات بدأت بالفعل لاحتمال تفجر الأوضاع، مع بدء إسرائيل الاحتفال بعيد “رأس السنة” اليهودية”.
تهديد إسرائيلي بتشديد إجراءات الحصار والمقاومة تتوعد بتصعيد خياراتها
وقد كشف النقاب، أن جيش الاحتلال رفع حالة الطوارئ على طول الحدود مع قطاع غزة ودفع بوحدات خاصة خشية من احتمال وقوع التصعيد خلال الأعياد اليهودية، وأن “فرقة غزة” في جيش الاحتلال جهزت جميع وحداتها بما فيها وحدة القنص، وجعلها في حالة “تأهب قصوى” بالإضافة لنشر القبة الحديدية خوفاً من إطلاق صواريخ من القطاع.
وخشية من المواجهة، فرض جيش الاحتلال إجراءات تمنع خروج الجنود والضباط لعطلة، ونقلت الإذاعة العبرية عن مسؤول في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إنه “يتم بذل كل جهد ممكن لمنع التصعيد”، دون الإفصاح عن الإجراءات التي يتم القيام بها لمنع التصعيد.
وفي هذا السياق، زعم نائب وزير الجيش الإسرائيلي، يائير غولان بأنه “لا يوجد حصار على غزة التي لها حدود مع مصر، حيث بإمكان القاهرة أن تفتح معبر رفح على مدار الساعة، وعبره يتدفق كل شيء، أنا سعيد لأنهم لا يفعلون ذلك”.
وأضاف غولان “من جهة، يجب عدم السماح بحدوث كارثة إنسانية في غزة، ومن جهة أخرى، يجب السماح بإدخال الأشياء التي لا تخدم حماس”.
ويجري ذلك في ظل استمرار اتصالات الوسطاء، لمنع تدهور الأمور الميدانية، وعدم الانجرار لأي تصعيد، فيما طلبت حماس خلال الاتصالات برفع كامل للحصار، حيث لم تكتفي بإجراءات التخفيف الجزئي.
وفي إسرائيل، خرجت تقديرات تشير إلى أن الوضع القائم على الحدود، لن يدوم أكثر من أربعة أسابيع، وأن الأمر سينتهي بموجة تصعيد عسكري ربما تكون على غرار الحرب الأخيرة، أو تتوسع بشكل أخطر.
وكانت تقارير عبرية كشفت في وقت سابق، أن إسرائيل طلبت من مصر العمل على وقف النشاطات على الحدود، وذلك خلال لقاء جمع منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق الفلسطينية الجنرال غسان عليان، ورئيس قسم الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي، مع مسؤولين مصريين، يتوسطون في اتفاق التهدئة، مهددين بعودة فرض قيود على غزة، حال لم تتوقف الفعاليات الشعبية على الحدود.
وتلا ذلك أن ذكرت أن الوسطاء يضغطون حاليا على الحركة من أجل وقف فعاليات المقاومة الشعبية الخشنة، ولا يريدون الوصول إلى خطوة إطلاق “البالونات الحارقة”، وحسب قناة “كان” العبرية فإنه: تم نقل رسائل لقيادة حماس في الأيام الماضية تفيد بأن التسهيلات لغزة ستتعرض للخطر في حال استمرت الفعاليات.
ولا تزال إسرائيل التي قررت تخفيف حدة الحصار عن غزة، خلال الأسبوع الماضي، من خلال السماح بدخول مواد البناء والعديد من المواد الخام والالكترونيات، وتسهيل حركة التجارة وتوسيع رقعة الصيد، وزيادة تصاريح تجار غزة، للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب، لا تزال تربط إعمار ما دمر خلال الحرب الأخيرة، بعودة جنودها الأسرى لدى حماس، وهو ما ترفضه الأخيرة، التي توعدت عبر رئيسها يحيى السنوار قبل أيام، بجولة عسكرية جديدة، لنيل الحقوق، وقال “الضيف (قائد الجناح العسكري) لديه ما يقوله في الحرب القادمة”.
ويشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، قال خلال لقاءه عبر تقنية “زووم” مع مسؤولي المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة الأمريكية: إنه ينوي اتخاذ خطوات لتخفيف التوتر مع الفلسطينيين رغم عدم وجود “انفراج سياسي” معهم.