غزة تعيد اختبار الشارع العربي: شبكات التواصل تزدحم بإدانة الاحتلال

حجم الخط
0

لندن-“القدس العربي”: عادت غزة إلى واجهة الاهتمام العربي خلال الأيام الماضية لتختبر مجدداً أولويات الشارع العربي الذي عاد للتأكيد بأن القضية الفلسطينية لا تزال في صدارة الاهتمام، حيث هيمنت أخبار التصعيد الإسرائيلي ضد القطاع على شبكات التواصل الاجتماعي، وانشغل النشطاء العرب في التعليق على ما يجري في الأراضي الفلسطينية.

وانتهت جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة الأسبوع الماضي بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة مصرية، وذلك بعد استشهاد 31 فلسطينياً، إضافة إلى تدمير أبراج وبنايات سكنية ومنازل للمواطنين وممتلكاتهم في القطاع، أما على الجانب الإسرائيلي فقتل أربعة مستوطنين إسرائيليين وأصيب عشرات آخرون بجراح.

وانهمك الكثير من النشطاء العرب والفلسطينيين على شبكات التواصل الاجتماعي في التعليق على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قطاع غزة وردود المقاومة الفلسطينية على هذا العدوان، كما جددت الأحداث الأخيرة الجدل حول جدوى الصواريخ التي يطلقها الفلسطينيون من غزة نحو التجمعات الإسرائيلية.

جدوى الصواريخ

 

ونشر الإعلامي اللبناني المدافع عن السعودية نديم قطيش الذي يعمل في قناة “العربية” تغريدة على “تويتر” انتقد فيها الفلسطينيين بالقول: “تستطيع أخذ الحصان إلى النهر، لكن لا تستطيع إجباره على الشرب.. ما قدمته قوى الاعتدال العربي لفلسطين هو مشروع سلام كانت له فرص كثيرة، إما دمرها إنعدام الرؤية لقادة الثورة الفلسطينية وإما تجارها في طهران ودمشق.. لا لوم عليهم. اللوم اليوم على من دفع الفلسطينيين إلى الموت ووقف يتفرج”.

كما نشر تغريدة ثانية ألهبت موجة من الغضب والجدل والردود الواسعة كتب فيها: “كم وجبة إفطار تشتري قيمة مئات الصواريخ التي أطلقت من غزة؟” وهي التغريدة التي استقطبت نحو سبعة آلاف رد وتعليق متباين حول جدوى صواريخ المقاومة والادعاءات التي تروجها بعض الأنظمة العربية.

ورد على السؤال الصحافي الأردني محمد علاونة قائلاً: “بصراحة سؤال سمج وساذج والجواب لا يكفي.. قد نشتري لك قليلا من الكرامة”.

أما الناشط السياسي الفلسطيني أدهم أبوسلمية، فغرد رداً على قطيش بالقول: “عندما تكون الكرامة عندك رخيصة بمقدار معدتك وبطنك فإن ثمن هذه الصواريخ تكفيها وزيادة لأنها بحجم رخصك”.

ورد الكاتب والباحث الفلسطيني الدكتور سعيد الحاج بالقول: “صواريخ غزة تدافع عن اَهلها ضد احتلال غاشم. لو كنت متسقاً مع نفسك وسألت نفس السؤال “البريء” حول الصواريخ التي تسقط على اليمن مثلاً لتركنا مجالاً لحسن النية.. لكن!”.

أما الصحافي في قناة “الجزيرة” هيثم أبو صالح فرد قائلاً: “نديم، التنظير في الأخلاق لا ينفع.. في وقت تتناسى أن غزة محاصرة من إسرائيل وأنت من لبنان البلد الذي عانى من همجية إسرائيل، وفي وقت تقوم فيه السعودية بمحاصرة قطر وقصف اليمن وتمول حفتر في ليبيا والسيسي في مصر وتعطي فلوس السعوديين لترامب”.

ورد الإعلامي المصري أسامة جاويش: “أقل بكثير من الرز السعودي الذي ينفقه سيدك وولي نعمتك محمد بن سلمان على لوحة مزيفة ويخت لاستمتاعه الشخصي”.

كما رد أحد المعلقين ساخراً: “تكفي لشراء 500 منشار واستئجار 30 قنصلية” فيما قال آخر: “فيك تشتري كل شي الا الكرامة” وكتب علي بخيت من غزة يرد على قطيش: “ومين قال لك ان الناس في غزة بتدور على بطنها زي حضرتك؟ احنا بنوزع عليك وعلى كل اللي عشاكلتك كرامة وأكل يا جوعان يا ضايع”.

تنديد بإسرائيل

وبعيداً عن الجدل حول جدوى الصواريخ الفلسطينية، غردت الإعلامية فرح برقاوي عبر حسابها على “تويتر” معلقة على استشهاد الطفلة صبا أبو عرار في غزة: “لم يعد هذا العالم يخجل من نفاقه وازدواجيته وانحيازه. لو كانت صبا طفلة إسرائيلية قتلتها قذيفة فلسطينية لقام العالم ولم يقعد استنكارا للجريمة البشعة، لكنه وضمنه العرب يتعامى عما يحدث في غزة فلا يرى ولا يسمع ولا يتكلم”.

كما غرد رئيس حزب الوسط المصري أبو العلا ماضي قائلاً: “غزة الصامدة.. أسأل الله في هذه الأيام المباركة أن ينصر أهل غزة الأبطال، وأن ينجّيهم من العدوان الغاشم من أعدائهم أعداء الإنسانية، اللهم آمين”.

أما الناشط السياسي المصري إيهاب شيحة فكتب معلقاً: “أتذكر في 2008 أثناء العدوان على غزة كنا نجمع ونرسل التبرعات لدعم غزة، كنا ندعو لمقاطعة المنتجات الأمريكية والصهيونية والشركات الداعمة للصهاينة رغم مطاردة نظام مبارك وكلاب داخليته.. الآن نستطيع عمل الكثير لدعم غزة لاسيما من في الخارج ويتحركون بحرية فماذا نحن فاعلون؟”.

وغرّد المواطن الفلسطيني جهاد حلس: “الحمد لله.. انا وأطفالي في الشارع الآن بعد قصف الصهاينة لبرج مجاور لنا بعدة صواريخ تمهيداً لنسفه بالكامل.. الحمد لله وحسبنا الله ونعم الوكيل في الظالمين الذين يروعون الأطفال الآمنين”.

وكتب السعودي مشعل الشمري: “العدوان الإسرائيلي مستمر على إخواننا في غزة قبالة دخول رمضان ونحن منشغلون في ترتيبات منصات المطربين والمطربات بذريعة الانفتاح مع الشعوب الأخرى”.

أما الإعلامي في قناة “الجزيرة” تامر المسحال فغرد قائلا: “غزة تُقصف بكل همجية لأنها تصمد في وجه إسرائيل وتحافظ على شرف الأمة في وجه الاحتلال”.

وغرد الصحافي والكاتب القطري جابر الحرمي: “صواريخ مقاومة غزة الأبية تنطلق ردا على العدوان الصهيوني على القطاع.. صواريخ صنعت بأيدي المقاومين وبأموال المسلمين.. بارك الله بالذي دعم وموّل.. بارك الله بالذي صنع وطوّر.. بارك الله بالذي وجّه وسدد.. اللهم سدد رميهم”.

وغرد المحامي المصري عمرو عبد الهادي: “قصف الصهاينة لغزة يوم وقفة رمضان وقتلهم الأطفال واستهدافهم معالم بهجة رمضان يؤكد ان حربهم ليست على غزة بل على مقدسات المسلمين، واستهدافهم ليس للمسلمين وانما للإسلام.. لو تمكن الصهاينة من القضاء على المسلمين اليوم سيبدأون حربهم على المسيحيين غدا”.

وكتب أحد المعلقين قائلاً: “في غزة أُطفئت زينة رمضان قبل أن يبدأ، عُتق فيها الشهداء قبل ليالي العتق في الشهر الكريم، تناقصت مقاعد الطعام قبل أن توضع أول سُفرة وكان الجميع ينتظر الفجر قبل أول سحور، غزة لم تهنأ باستقبال رمضان، أبواب الجنة فُتحت لهم قبل أن تُشرع للشهر الفضيل”.

يشار إلى أن العدوان الإسرائيلي على غزة توقف صباح الاثنين الماضي بعد عدة أيام من القصف العنيف، وذلك بعد أن نجحت جهود الوساطة المصرية في التوصل إلى تهدئة ووقف إطلاق نار متبادل.

وتسببت غارات العدوان الإسرائيلي على القطاع باستشهاد 31 فلسطينيا، بينهم رضيعتان وعائلة بأكملها و4 سيدات كانت اثنتان منهما حوامل، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.

وأظهرت أرقام فلسطينية أن غارات الاحتلال دمرت أكثر من 300 وحدة سكنية بشكل كامل، فيما تضررت بشكل جزئي نحو 700 أخرى.

وفي المقابل قال الجيش الإسرائيلي إن الفصائل الفلسطينية أطلقت أكثر من 600 صاروخ وقذيفة في اتجاه التجمعات الإسرائيلية، ما أدى إلى مقتل أربعة إسرائيليين وإصابة عشرات آخرين في المناطق التي طالتها الصواريخ بالقرب من الحدود مع غزة.

وهذه هي جولة القتال العاشرة بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ انطلاق مسيرات العودة قبل نحو عام، حيث سبق أن اندلعت معارك عنيفة في تسع جولات تصعيد سابقة، إضافة إلى أن قوات الاحتلال تواجه المتظاهرين المدنيين الذين يقتربون من السياج الفاصل بالرصاص الحي ما أدى إلى استشهاد عدد كبير منهم خلال الشهور الماضية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية