أثار ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية في أسواق قطاع غزة امتعاض المواطنين، حيث انعكس سلباً على تجهيز موائد إفطار الصائمين خلال شهر رمضان، بعد أن بات الغالبية وخاصة الفقراء والمحتاجين منهم، يعجزون عن توفير الطعام على موائد الإفطار نتيجة الغلاء وعدم توفر سيولة نقدية، بسبب تراجع الدعم المقدم من قبل المؤسسات الإغاثية والشؤون الاجتماعية لآلاف المحتاجين.
وعلى الرغم من كون رمضان شهر الصوم للمسلمين، إلا أن معدلات الإنفاق فيه تزداد عن بقية الشهور، ويحتاج المواطنون إلى توفير طعام على موائد إفطارهم بعد صيام ساعات طويلة.
وشهدت أسعار اللحوم البيضاء من الدواجن والتي تعتبر من الأساسيات على موائد الإفطار، قفزة كبيرة حيث وصل سعر كيلو الدجاج إلى 17 شيقلا إسرائيليا بعدما كان 11 شيقلا، كما شهدت جميع أنواع الخضروات ارتفاعاً كبيراً في أسعارها بشكل مفاجئ.
ودعا غزيون إلى مقاطعة شراء الدواجن ومشتقاتها بعد الغلاء الفاحش الذي طالها، فيما غرد عدد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بوسم «خليه يكاكي» مطالبين بمقاطعة التجار الذين يرفعون أسعار الدواجن واللحوم البيضاء الأخرى.
من جهتها شكلت الحكومة الفلسطينية في غزة ومع تصاعد الغضب الشعبي من غلاء الأسعار، خلية لإدارة أزمة الأمن الغذائي واسناد جهود وزارة الاقتصاد، التي تعمل على التفتيش والمراقبة داخل الأسواق لحالات التلاعب بالأسعار، حيث أصدرت الحكومة قراراً طالبت فيه أصحاب مزارع الدواجن بطرح ما لديهم في الأسواق، وذلك لإحداث فائض وبالتالي تخفيض أسعار البيع.
ويشتكي عدد من الباعة في سوق الشيخ رضوان وسط مدينة غزة، من تراجع القوة الشرائية للمواطنين. ووفق الباعة فإن حالة الازدحام في الأسواق هي للمشاهدة فقط واستطلاع الأسعار، منوهاً إلى أن أسعار الخضروات ستشهد هي الأخرى ارتفاعا لزيادة الطلب عليها، كما أن أسعار الدواجن ستنخفض قليلاً لتصل إلى 14 شيقلا للكيلو، ولكن ستبقى المعاناة قائمة في الأسواق.
ويقول المواطن علام أبو العيش (47 عاماً) هناك تعمد من قبل التجار والباعة لرفع أسعار السلع مع بداية شهر رمضان من كل عام، وسبب عدم ردع الحكومة التجار الذين يستغلون حاجة المواطنين خلال الشهر الفضيل، صعوبة لدى الفقراء والمهمشين لتوفير لقمة عيشهم مع تزايد معدلات الفقر بين الغزيين.
وأشار لـ«القدس العربي» إلى أن أسرته تجد صعوبة في إحضار سفرة الفطور الرمضانية، بسبب الأسعار المرتفعة، فالخضروات التي تعتبر مصدرا أساسيا في تجهيز الفطور لم يعد قادرا على توفيرها.
أما ياسر خليل (62 عاماً) فحاله لا يختلف كثيراً، لكن معاناته ازدادت مع تراكم الديون عليه لدى الباعة في ذات السوق، فهو اعتاد على شراء ما يلزمه بالدين، على أمل السداد من مستحقات الشؤون التي تصرف كل ثلاثة شهور، لكن غياب المستحقات دفع الباعة إلى رفض بيعه بالدين.
ويقول لـ«القدس العربي» إن رمضان هذا العام يمر عليه بظروف قاسية لم يسبق أن تعرض لها بالرغم من أن أوضاعه المعيشية متأزمة منذ سنوات، لكن هذا العام نتيجة غلاء أسعار جميع السلع الغذائية، بات غير قادر على توفير لقمة عيشه وتحضير مائدة إفطار تسد جوع أفراد أسرته.
وأضاف أن فرحة قدوم شهر رمضان قد فقدت، بسبب ما وصفها بالمجاعة التي أصابت عائلته وغالبية عائلات القطاع، حتى أن المقتدرين في غزة باتوا يستصعبون شراء الدواجن، وحتى الخضروات.
وانتشرت في أحياء القطاع ما تعرف بالتكيات الرمضانية، ويحاول القائمون عليها من فرق تطوعية ورجال أعمال مقتدرين، إعداد الطعام وتوزيعه على آلاف الأسر المتعففة والفقيرة بشكل يومي خلال رمضان، ويهدف القائمون عليها مد يد العون والمساعدة والوصول إلى أكبر قدر ممكن من الفقراء والمحتاجين في محافظات القطاع، وتشكل هذه المبادرة طوق نجاة لآلاف الأسر التي تعاني من صعوبة توفير الطعام.
وأكد الخبير الاقتصادي ماهر الطباع أن غلاء الأسعار في أسواق قطاع غزة بصورة خيالية، فاقم من واقع الفقراء المنهكين من الأوضاع المعيشية الصعبة، وأثر على صعوبة تحضير الكثير من الفقراء موائد إفطارهم خلال الشهر الفضيل، كما أثر سلباً على الباعة الذين تكدست السلع لديهم، ويصعب عليهم تصريفها مع تراجع الحركة الشرائية في الأسواق.
وأوضح الطباع لـ«القدس العربي»: أن هناك العديد من العوامل التي فاقمت الوضع الاقتصادي السيئ الذي يمر به قطاع غزة، وفي مقدمتها توقف صرف شيكات الشؤون الاجتماعية التي تصرفها السلطة الفلسطينية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي للفقراء منذ أكثر من عام، إضافة إلى الخصومات المالية على رواتب الموظفين سواء من الموظفين التابعين لرام الله أو لحكومة غزة، إلى جانب عواقب الانقسام الفلسطيني والتي أثرت على تصاعد نسب الفقر والبطالة في صفوف الشباب وكبار السن.
وبين أن غلاء أسعار الخضروات والدواجن ناتج عن شجع بعض التجار والباعة في استغلال حاجة المواطنين لشراء هذه السلع، فنلاحظ الغلاء يتكرر في كل عام مع حلول شهر رمضان، داعياً الجهات الحكومية المختصة إلى متابعة الأسواق، والعمل على تحديد أسعار مخفضة ومناسبة للسلع، حتى يتمكن الجميع من توفير ما يحتاجونه خلال الشهر الفضيل.
ماهو إلا شهر ويمضي، ببركته يحل وببركة يمضي ككل عام والغزاويون تحت حصار دويلة الاحتلال الصهيوني الاسرائيلي العنصري البغيض الذي يقتل أبناء فلسطين و يهدم مساكنهم بغير وجه حق اللهم حرر فلسطين واكسر شوكة المحتل اللعين إسرائيل كسرا لا جبر بعده أبدا أبدا آمين آمين آمين يارب العالمين