غزة لا تغيب عن شوارعه.. المغرب يتصدر المشهد الاحتجاجي العربي 

حجم الخط
0

الرباط: بوتيرة شبه يومية، تشهد مدن مغربية، في مقدمتها العاصمة الرباط، احتجاجات شعبية داعمة لغزة؛ مما وضع المملكة في صدارة الدول العربية على مستوى هذه الفعاليات منذ أن بدأت إسرائيل حربها المدمرة على القطاع الفلسطيني.
ومساء الأحد، شارك آلاف المغاربة في مسيرة احتجاجية بمدينة الدار البيضاء؛ للمطالبة بوقف تجويع إسرائيل لسكان غزة، وقرعوا طبولا وأواني معدنية فارغة، وشددوا على ضرورة وقف “الإبادة الجماعية” و”إسقاط التطبيع” بين الرباط وتل أبيب.
وتنظم هيئات مدنية عديدة في المغرب فعاليات تضامنية مع غزة، مثل الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة التي نظمت 1850 مظاهرة منذ 7 أكتوبر الماضي وحتى 14 يناير/ كانون الثاني الماضي، بحسب أحدث إحصاء للهيئة.
ويطالب المحتجون في المغرب بوقف الحرب على غزة، وإدخال مساعدات إنسانية كافية، في ظل شح إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود جراء الحرب والقيود الإسرائيلية؛ مما جعل ربع السكان على حافة مجاعة أودت بالفعل بحياة أطفال.
ويرجع حقوقيون وإعلاميون مغاربة، هذا الزخم الشعبي إلى ارتباط المغرب التاريخي بفلسطين، وإجماع المغاربة على دعم غزة على الرغم من اختلافهم في قضايا أخرى، إلى جانب حركية الجمعيات الحقوقية في المملكة، وحرية تنظيم الفعاليات فيها.

قضية حق

وفقا للحقوقي والإعلامي محمد الطالبي، فإن المملكة تعرف آلاف المظاهرات على مدار السنة، وأحيانا يصل العدد في اليوم الواحد إلى 200 مظاهرة في مختلف المدن من تنظيم مختلف الفاعلين.
وقال الطالبي: “قد يختلف المغاربة حول مجموعة من القضايا، ولكنهم لا يختلفون حول القضية الفلسطينية، ومتفقون على أنها قضية عادلة وتستحق المساندة”.
ودعا “ضمير العالم إلى الانتباه إلى هذا الشعب، الذي أُبيد منه لحد الساعة ما يقارب 3 أو 4 بالمئة جراء الهجوم الإرهابي الإسرائيلي”.
الطالبي شدد على أن “المغرب تاريخيا ملتزم بالقضية الفلسطينية رسميا وشعبيا، وعلى مستوى الفاعلين السياسيين والنقابيين”.
وأوضح أن “القضية الفلسطينية هي أولا قضية حق للإنسان، قبل أن يكون عربيا أو إسلاميا، وقضية شعب هُجر من أرضه وعاش نكبتي 1948 و1967، واليوم تشهد غزة مجزرة رهيبة بمثابة نكبة إنسانية تحاول القضاء على القضية الفلسطينية”.
وهذا الوضع “يجعل من الواجب التضامن على الأقل عبر الوقفات والاحتجاجات وتذكير العالم والضمير العالمي والمؤسسات العالمية بأن هناك قضية يُراد لها أن تنتهي قصرا بتشريد شعب من أرضه ووطنه، وعلى الإنسانية جمعاء أن تتخذ موقفا سريعا لوقف الإبادة الجماعية”، كما قال الطالبي.

مبادرات ضعيفة

الوقفات في المغرب أقل ما يمكن تقديمه للفلسطينيين، الذي يتعرضون للإبادة كل يوم أمام أنظار العالم.. بهذه العبارات بدأت الإعلامية سعيدة شريف حديثها. وانتقدت ما وصفتها بـ”المبادرات الضعيفة” في العالم العربي للتضامن مع غزة، مشددة على أنه من “العيب والعار أن يصل (الوضع في القطاع) إلى هذا المستوى من التقتيل”.
وشددت على أن المبادرات في العالم العربي كان يجب أن تكون قوية، خاصة أن ما يحصل “إبادة جماعية”.
ويختلف حجم الفعاليات الشعبية والرسمية تجاه غزة بين الدول العربية والإسلامية، ويرى مراقبون أن الدعم لفلسطين في هذه الدول لم يصل إلى المستوى المطلوب؛ تحت وطأة معطيات سياسية تختلف أحيانا من دولة إلى أخرى.
أما في المغرب، فيعرف المجتمع المدني حركية لافتة بفضل وجود عدد كبير من الجمعيات وتوفر حرية تنظيم الفعاليات، بما فيها المظاهرات.

وعادة ما تترافق دعوات المحتجين في المغرب إلى وقف الحرب على غزة مع مطالباتهم بإسقاط التطبيع وإلغاء كل الاتفاقيات التي تم توقيعها مع إسرائيل منذ استئناف العلاقات بين البلدين أواخر عام 2020.
ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم 5 دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.

كسر الصمت

أما رئيس النقابة الوطنية للصحافة، عبد الكبير اخشيشن، فقال إن “الشعب المغربي لم يتوقف في يوم من الأيام عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، سواء عبر المسيرات المليونية التي يشارك فيها الجميع أو عبر الاحتجاجات والمسيرات القطاعية”.
وأكد اخشيشن أن “الشعب المغربي يناصر القضية الفلسطينية من الناحية المبدئية”.
ورأى أن “هذه القضية لا تحتاج إلى العاطفة، بل إلى العقل، خاصة أن تغطية الإعلام العالمي لما يحصل في غزة ضعيفة”.
ودعا الإعلاميين إلى “كسر هذا الصمت، وفاءً للصحافيين الفلسطينيين الذين سقطوا من أجل نقل الحقيقة.. المطلوب منا قول الحقيقة”.
وقتل الجيش الإسرائيلي 132 صحافيا فلسطينيا في غزة حتى 23 فبراير/ شباط الماضي، بحسب مكتب الإعلام الحكومي في القطاع.

(الأناضول)

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية