غضب تركي… أردوغان: اغتيال لتقويض القضية الفلسطينية

بادية حسن
حجم الخط
0

إسطنبول – «القدس العربي»: تتصاعد ردود الفعل التركية الغاضبة عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أمس الأربعاء في العاصمة طهران. وكان الموقف التركي من اغتيال زعيم حركة «حماس» إسماعيل هنية، قوياً.
وأدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة وشجب عملية الاغتيال، في الوقت الذي رجح فيه أكاديمي وباحث فلسطيني مرموق أن يكون الصاروح انطلق من دولة مجاورة لإيران.
وقال الدكتور سامي العريان، المقيم في تركيا لـ”القدس العربي” إن “اسرائيل لا تجرؤ أن تغتال في تركيا أو قطر، ولكن اختارت أن تضرب في ايران”. وكان أردوغان قال في منشور على منصة إكس: “اغتيال هنية خسة تهدف إلى تقويض القضية الفلسطينية ومقاومة غزة المجيدة ونضال إخواننا الفلسطينيين المحق، والنيل من معنوياتهم، وترهيبهم”. وتابع: “الهدف من اغتيال أخي هنية هو نفس الهدف من عمليات الاغتيال الشنيعة التي تعرض لها الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي والعديد من الشخصيات السياسية في غزة، ولكن كما حدث حتى اليوم، لن تتمكن الهمجية الصهيونية من تحقيق هدفها المتمثل في القضاء على هذه القضية”.

الخارجية التركية

أما وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، فعبر عن حزنه الشديد من عملية الاغتيال، وقال إن شخصية هنية تحولت إلى رمز للمقاومة الفلسطينية المجيدة.
وكتب عبر منصة أكس: “إن ذكراه العزيزة ستظل حية في القضية المشروعة للشعب الفلسطيني”. وأشار إلى أن “هنية كرّس حياته للقضية الفلسطينية ولإحلال السلام والطمأنينة في فلسطين، وأنهم شهِدوا جهوده لتحقيق وقف إطلاق النار بغزة في الفترة الأخيرة.”
ولم يقف الموقف التركي الرسمي الغاضب اتجاه اغتيال هنية عند حد الرئاسة والخارجية، بل أدان وزراء ومسؤولون أتراك الاغتيال، حيث قال كبير مستشاري الرئيس التركي للسياسة الخارجية والأمن عاكف تشاغاطاي قليج: “إن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي تواصل مجازرها رافضة جميع أشكال التفاهم وصيغ السلام “سوف تحاسب عاجلاً أم آجلاً”.

الأحزاب السياسية

ووصف رئيس الشؤون الدينية علي أرباش، في منشور عبر إكس، هنية بأنه “ابن شجاع للمقاومة الفلسطينية”، وأنه “نال الشهادة نتيجة عملية اغتيال دنيئة في طهران”.
ولم تغب الأحزاب السياسية التركية عن هذا الغضب الشامل، حيث أدان متحدث حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك، في منشور عبر إكس، اغتيال هنية وقال عنه: “استشهد نتيجة هجوم للمجرمين أثناء نضاله من أجل الشعب الفلسطيني ووطنه”.
وقال زعيم حزب الحركة القومية دولت باهتشلي، عبر منصة إكس، إن “استشهاد هنية نتيجة عملية اغتيال وحشية في طهران سيعمق الفوضى التي تعم الشرق الأوسط”.

سامي العريان

وتعليقاً على الموقف التركي، قال الدكتور سامي العريان الباحث السياسي ومدير مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية في جامعة صباح الدين زعيم التركية، إنه “لا شك في أن الموقف التركي صادر عن موقف مبدئي، وأن تركيا هي مع القضية والشعب الفلسطيني، تناصره بشكل كبير خاصة في ربع القرن الأخير، وهو ما رأيناه من القادة الأتراك والرئيس التركي رجب طيب اردوغان ووزير الخارجية فيدان بعد إدانة شاملة وكاملة للكيان الإسرائيلي واعتدائه على الفلسطينيين، ووصفهم للكيان الإسرائيلي بأنه كيان إرهابي وخارج عن القانون ومدان. وقبلها بأيام قليلة، ذكر الرئيس التركي أن تركيا قد تلجأ لاستخدام السلاح بعد أن استنفدت تركيا كل الأدوات الأخرى لوقف الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، ولوقف المجازر والإبادة الجماعية التي أصبحت مستمرة لأكثر من 300 يوم حتى الآن”. وأضاف أن “وزير الخارجية قال إن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» المرحوم إسماعيل هنية، كان صديقاً شخصياً له، وإنه في حالة حزن بالغ لهذه العملية الاغتيالية الغاشمة الغادرة، وإن تركيا لن تألو جهداً لتقف مع الحق الفلسطيني، وستفعل ما بوسعها لوقف المجازر بحق الفلسطينيين، خصوصاً أن إسرائيل تخطت الحدود وتجاوزت جميع الخطوط الحمراء”.
وبخصوص عملية الاغتيال نفسها، قال العريان إن “الاحتمالات ترجح أن يكون مصدر الغارة صاروخاً موجهاً من دولة قريبة قد تكون أذربيجان، وإذا كان هذا صحيحاً فهذا يعني أن هنالك تواطؤاً من دول أخرى عالمية في هذه المسألة”.
وحسب العريان، فإن “الصاروخ الذي أطلق قد يكون من النوع الذي يصعب اختراقه؛ نظراً لضيق المسافة”.
وتابع العريان في حديثه مع “القدس العربي”: “إن الخروقات الأمنية موجودة في معظم الساحات. وربما تقوم إسرائيل بعمليات اغتيال في أي ساحة من الساحات، وقد فعلتها في السابق في ساحات عديدة جداً بما فيها ساحات أوروبية، وذلك حدث عندما استهدفت قيادات فلسطينية من فصائل مختلفة. وقرار إسرائيل أن تقتل في طهران وفي بيروت سببه أنها تريد إرسال رسالة سياسية لمحور المقاومة، والمشكلة ليست إيرانية، ولكن هناك تعاوناً استخباراتياً عالمياً يقدم للكيان الصهيوني؛ لاستخدامه وللاستفادة منه، وقد يكون هذا التعاون في أي بلد ولكن إسرائيل لا تجرؤ على تنفيذ اغتيال في تركيا أو قطر، ولكنها اختارت أن تضرب في إيران لتكون رسالتها مزدوجة؛ أن يد تل أبيب طويلة وتستطيع الضرب في كل مكان”.
وعن استضافة تركيا قادة في حماس، قال العريان لـ “القدس العربي” إن “تركيا لم تستضف بشكل رسمي حركة حماس، هي تستقبلهم على أساس أنهم ضيوف، ولكن أن تستقبل تركيا الحركة وتضمن أمنهم وسلامتهم، فهذا سيكون أمراً في غاية الأهمية على المستوى العالم الإسلامي، وعلى مستوى الرمزية السياسية والإسلامية”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية