غياب الرد الجدي علي صواريخ القسام عند اسرائيل قد يفضي الي الحرب
حدث مثل هذا مرتين فيما مضي وقد يحدث مرة اخريغياب الرد الجدي علي صواريخ القسام عند اسرائيل قد يفضي الي الحربلا يهم آلاف المواطنين الاسرائيليين في النقب الغربي ، أو جنوبي عسقلان، الجدل في كون الارهاب تهديدا استراتيجيا أو وجوديا ـ لأنهم يحيون في ظل الارهاب اليومي هنا والآن. منذ بداية كانون الثاني (يناير) من هذا العام أُمطروا بنحو 250 صاروخ قسام، لم تجبِ ضحايا بشرية بمعجزة فقط. أطلق الجيش الاسرائيلي منذ ذلك الوقت ألفي قذيفة علي مجالات الاطلاق ، وسلاح الجو قصف أهدافا لمخربين ـ وارهاب صواريخ القسام مستمر.لا يجب الاستخفاف بالجهد العظيم للشاباك وسلاح الجو، اللذين ينجحان في اصابة افرقاء مُطلقي صواريخ القسام وقادتهم في قطاع غزة في كل مرة من جديد. لكن ارهاب صواريخ القسام مستمر. وبمقابلة ذلك، لا يكف المخربون عن حفر أنفاق تفجيرية وتجريب طرق اخري للمس بسكان مستوطنات ملتفة علي غزة.لهذا، الجدل في كون الارهاب الحماسي هو استراتيجي أو وجودي هو عندهم أكاديمي تماما. انهم يستحقون اجابة واضحة ـ كيف ستعيد الحكومة اليهم الأمن. لا يهمهم الشروحات، وأن صاروخ القسام هو في الحاصل لعبة طائرة ، كما قال لحينه مستشار سخيف في ديوان رئيس الحكومة. وكذلك ادعاء الحِكمة في الكلفة ـ الفائدة في جدالات هيئة القيادة العامة، أي ما هو الذي لا يحسن انفاقه لردع صواريخ القسام، لن يُسكّن الآباء، الذين يتخوفون علي مصير أبنائهم مع سماع هدير صاروخ القسام. إن كثرة تهديدات اسرائيل علي شاكلة سترتعد الارض في قطاع غزة ، تبدو صبيانية.الجبهة الجنوبية تتدهور، لان اسرائيل ليس لها رد علي ارهاب صواريخ القسام، وذلك قد يفضي الي الحرب. في هذا السياق يمكن أن نذكر ما حدث قبل 51 سنة. آنذاك في الثامن والعشرين من شباط (فبراير) 1955، أذِن وزير الدفاع دافيد بن غوريون للمقدّم ارييل شارون ومظلييه، وكرد علي ارهاب فلسطيني من غزة برعاية مصر، في غزو قاعدة الجيش المصري في غزة وتدميرها، في العملية التي سُميت سهما مكسورا ، قُتل 42 جنديا مصريا، وتوجه رئيس مصر، جمال عبد الناصر، فورا للتوقيع علي صفقة السلاح الاولي مع الاتحاد السوفييتي، ومن هناك تدهور الوضع الي حربين بين اسرائيل ومصر. ارهاب م.ت.ف لكريات شمونة ومستوطنات الشمال أفضي علي نحو حتمي الي الحرب العادلة في لبنان، علي الرغم من كل ما نشأ عنها. لهذا يجب علي جهاز الأمن أن يجد ردا علي ارهاب صواريخ القسام، لا من اجل اعادة الأمن فقط الي المستوطنات الملتفة علي غزة، بل من اجل منع الانزلاق الي الحرب في المستقبل.في الانتفاضة الاولي استعمل الفلسطينيون الحجارة والزجاجات الحارقة أساسا، لأن اسرائيل نجحت علي وجه عام في منعهم السلاح والمواد المتفجرة. ارييل شارون، وزير الصناعة والتجارة في حكومة الوحدة الوطنية، الذي رأي آنذاك عجز الجيش الاسرائيلي و الشاباك عن التغلب علي عصابات المشاغبين، عاد في ذات يوم من جلسة لجنة الوزراء للشؤون الأمنية ولم يعرف أيضحك أم يبكي. لقد قال: ظهر رئيس هيئة الاركان، وبين لنا أنه تصعب محاربة مخربين يرموننا بالحجارة والصخور. ولكن لو كانوا يملكون بنادق، بين رئيس هيئة الاركان، لكان من الأسهل محاربتهم. أسمعت هؤلاء الحكماء؟ . اذا انهم يملكون الآن صواريخ القسام ايضا، وصواريخ مضادة للطائرات وشحنات ناسفة وأشباه ذلك.أوري دانكاتب يميني(معاريف) 2/3/2006