أنطاكيا – «القدس العربي» : قال قائد «جيش مغاوير الثورة» العميد مهند الطلاع في حديث خاص لـ«القدس العربي» إن الزيارة التي أجراها قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال مايكل إريك كوريلا، لقاعدة التنف العسكرية عند الحدود السورية -الأردنية، تؤكد استمرار الشراكة بين «التحالف الدولي» و»مغاوير الثورة». وبعد أن وصف الزيارة بـ»المهمة»، قال إن الزيارة تبعث برسائل إلى أطراف عديدة، وما يهمنا أن الزيارة أبرزت مدى الاهتمام الأمريكي بـ»مغاوير الثورة» شريك «التحالف الدولي» في المنطقة.
وحول أهداف زيارة كوريلا، قال الطلاع: «جرى خلال الزيارة التأكيد على أهمية التنف، والدفاع عنها، وحماية المدنيين فيها، ومواصلة القتال ضد تنظيم «الدولة» (داعش). وكانت القيادة المركزية الأمريكية أشارت إلى أن الزيارة تأتي بعد استهداف الطائرات الحربية الروسية في حزيران/يونيو الماضي لأحد تجمعات «مغاوير الثورة»، وأضافت أن «كوريلا تحدث إلى مقاتلي الفصيل في المجمع، الذين بدورهم أكدوا للجنرال بأنهم لا يهابون أحدا، ومستعدين للقتال دائما».
خبير يراها رسالة أمريكية لتحذير روسيا من معاودة استهداف المناطق الخاضعة لنفوذ واشنطن في سوريا
وأضافت القيادة أن «مغاوير الثورة» هم «قوة قتالية سورية شريكة موجودة في التنف، وتدعم حملة التحالف الرامية إلى تحقيق هزيمة دائمة داعش في سوريا».
وقبل زيارة كوريلا إلى التنف، تلقى عناصر «مغاوير الثورة» تدريبات على يد الجيش الأمريكي والتحالف، واللافت أن التدريبات تضمنت استخدام صواريخ من نوع «هايمرز»، ما عُدّ رسالة مباشرة على الضربات الروسية غير المسبوقة لمنطقة التنف، الخاضعة للنفوذ الأمريكي. وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم «مغاوير الثورة» عبد الرزاق خضر لـ«القدس العربي» إن زيارة كوريلا جاءت للتأكد من سلامة عناصر الفصيل.
وأضاف أن الزيارة كانت ضمن جولة تفقدية قام بها كوريلا على القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة ومنها قاعدة «التنف». ونهاية حزيران/يونيو الماضي، زار نائب القائد العام لعملية «العزم الصلب» كارل هاريس قاعدة التنف، والتقى قائد «مغاوير الثورة» العميد مهند طلاع، بهدف مناقشة آخر التطورات في المنطقة، وبحث آليات العمل المشترك. وتزامن كل ذلك، مع أنباء متداولة عن وجود خطة لتوسيع انتشار فصيل «مغاوير الثورة» إلى خارج منطقة التنف (المنطقة 55 كيلومترا)، إلا أن خضر نفى ذلك، قائلاً: «إن حصل مثل هذا الطرح، سيتم الإعلان عنه من قبل فصيلنا». ومنتصف حزيران/يونيو، أعلن «مغاوير الثورة» عن تعرض أحد مواقعه في التنف، لهجوم من طائرات روسية، قال إنها «لم تحدث إلا أضراراً بسيطة في الموقع المستهدف»، وبعدها أكدت شبكة «سي إن إن» نقلاً عن مسؤولين عسكريين أمريكيين أن روسيا حذرت الجيش الأمريكي من أنها ستشن ضربات جوية ضد مسلحين محليين متحالفين مع الولايات المتحدة في جنوب شرق سوريا، مضيفة أن المسؤولين قاموا بتحذير المقاتلين بسرعة لتحريك مواقعهم والتأكد أيضاً من عدم وجود قوات أمريكية في الجوار. وتعليقاً، يربط مدير «مركز رصد للدراسات الاستراتيجية» العميد عبد الله الأسعد، الحراك العسكري الأمريكي المكثف في التنف، أي زيارة أكثر من جنرال بارز، وتدريب «مغاوير الثورة» على صواريخ متطورة، بالضربات الروسية للمنطقة.
ويقول لـ«القدس العربي» يبدو أن واشنطن قد اعتبرت قصف المنطقة على أنه تعدٍ من موسكو عليها، ولذلك زودت «مغاوير الثورة» الأداة المحلية بصواريخ هجومية متطورة يصل مداها إلى نحو 300 كيلو متر، في رسالة واضحة إلى الروس. ويضيف الأسعد أن كل ما يجري في التنف، إنما هي رسائل عسكرية أمريكية «قوية»، لتحذير روسيا من معاودة استهداف المناطق الخاضعة لنفوذها في سوريا، مختتماً بقوله: «من الواضح أن تداعيات الملف الأوكراني تقف وراء كل ما يجري في سوريا من تجاذبات أمريكية – روسية».