قادة «الإطار» الشيعي غاضبون من مهرجان «العراق الدولي الأول» والحكومة تنفي علاقتها بتنظيمه

مشرق ريسان
حجم الخط
0

بغداد ـ «القدس العربي»: انضمّ قادة سياسيون في «الإطار التنسيقي» الشيعي، إلى ركب المنتقدين لـ«مهرجان العراق الدولي الأول» المثير للجدل، الذي عقد مؤخراً في ساحة الاحتفالات المركزية وسط المنطقة «الخضراء» في العاصمة بغداد، واعتبروه «يسيء لقيم وأعراف الشعب» مطالبين رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني بمعاقبة منظّميه، فيما نفت الحكومة تدخلها في أو دعمها للمهرجان.
رئيس تحالف «الفتح» هادي العامري، حثّ رئيس الوزراء، على إجراء تحقيق يتناسب مع «حجم السلوك المشين والمرفوض».
جاء ذلك في بيان صحافي أصدره مكتب العامري، مؤكداً أن الأخير شدد على أهمية «إنزال أشد العقوبات بكل من كانت له يد في الإساءة لتاريخ وقيم وأعراف الشعب العراقي».
موقف العامري جاء تزامناً مع طلب حزب «الدعوة الإسلامي» بزعامة نوري المالكي، وجهه للحكومة الاتحادية، بضرورة إجراء «تحقيق فوري» بشأن المشاهد التي رافقت الحفل.
بيان للحزب أفاد أن «المظاهر الفاحشة تصطدم مع أعراف وتقاليد مجتمعنا العريق وأحكام الشريعة الإسلامية، وقد أثارت مشاهد الاحتفال باليوم الوطني الاستياء والغضب الشديد لدى العراقيين في مختلف الأوساط من هذه الممارسات الفاضحة والتحدي للمشاعر الأخلاقية والاجتماعية والدينية للشعب العراقي المسلم في عشية ذكرى ولادة الرسول الأعظم (ص) وحفيده الإمام الصادق (ع)».
وأضاف: «إننا ننتظر من الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها بهذا الصدد، وأن تجري تحقيقا سريعا، وتحاسب كل الجهات والأشخاص المتورطين من الوزارة المعنية في تنظيم هذا الحفل المنافي للقيم في أي موقع أو مستوى كانوا».
وأوضح البيان، أن «الشعوب إنما تحتفل باليوم الوطني من خلال الاستعراضات العسكرية والمؤتمرات، والتذكير بالشخصيات الوطنية التي كانت لها أداور في بناء الدولة، وليس بإثارة الغرائز، وعرض المفاتن في الأماكن والساحات المفتوحة، وبنحو يخالف الآداب العامة التي ينص الدستور العراقي على ضرورة الالتزام بها».
كذلك، حذر رئيس تحالف «قوى الدولة الوطنية» عمار الحكيم، من مغبة تحويل مناسبة العيد الوطني، إلى «ابتذال بدل الاحتفال».
وقال في بيان صحافي إن «الإحتفاء بمناسبة وطنية أو رسمية أو إقامة المهرجانات الدولية أو المحلية في العراق يجب أن لا تتخللها سلوكيات مشينة خارجة عن التقاليد العراقية والأعراف المجتمعية والمعايير الأخلاقية».

العامري طالب السوداني بمعاقبة المسيئين لأعراف الشعب

ورأى أن «ما حصل من بعض التصرفات والفقرات المؤسفة في يوم الاحتفال بالعيد الوطني العراقي في ساحة الاحتفالات في بغداد، لا يمت لما يرتضيه الذوق العام بصلة، فضلا عن أنه تضمن فقرات وفعاليات أساءت للوطن في ذكرى يوم استقلاله العظيمة».
ووفقا له فإنه «لضمان عدم تكرار هكذا فعاليات دخيلة على مجتمعنا وتقاليدنا وأعرافنا، نحث الجهات المعنية على اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر من مغبة تحويل المناسبة إلى ابتذال بدل الاحتفال».
أما كتائب «حزب الله» في العراق، فاتهمت السفيرة الأمريكية في العراق، إلينا رومانوسكي، بـ»نشر الفجور والانحلال» وذلك في أعقاب رسالة عبر الفيديو وجّهتها للحضور في المهرجان المثير للجدل، عبرت خلالها عن ترحيبها بالحفل.
وفي «تدوينة» للمسؤول الأمني لـ«كتائب حزب الله» أبو علي العسكري، ذكر أنه «لم نفاجأ برعاية سفيرة الشر الأمريكي لمهرجان الفجور والانحلال- مهرجان قُدّم فيه الأكثر عمالة على أنهم نموذج للوطن والوطنية- بالإضافة إلى أنها المتحكمة بمفاصل الحكومة، لتسوقهم إلى ما تريد، وتأخذهم إلى حيث ينبغي أن يراهم الشيطان، تعساً لهم».
وأضاف: «لن يغير الأمريكان من سلوكهم، ولا قواعدهم، وما زالت طائراتهم تهيمن على أجواء العراق، وما زالوا يتحكمون باقتصاده، ونفطه، وعلاقاته الداخلية والخارجية. وما تسمى بالمفاوضات التي جرت في آب/ اغسطس الماضي ما هي إلا ضحك على الذقون، وإن انطلت على البعض، فلن تنطلي علينا، ونحن أعرف بهم وبنواياهم» على حدّ وصفه.
ووسط حمّلة الانتقاد الواسعة، نفى عارف الساعدي، مستشار رئيس الوزراء للشؤون الثقافية، أيّ علاقة للحكومة أو وزارة الثقافة بالمهرجان وتنظيمه.
وأفاد في تصريح صحافي، إن «حفل مهرجان العراق أقامته شركة تديرها الفنانة شذى حسون، ولم تحصل على أي دعم حكومي سواء من رئاسة الوزراء أو من وزارة الثقافة بدون أي دعم مادي» لافتاً إلى أن «الحكومة أعطتها ساحة الاحتفالات فقط، وهي طلبتها لتقيم فيها الفعالية، فوافقت الحكومة، وهذا الدعم اللوجستي الذي وفرته الحكومة». ونفى أيضاً الأنباء التي تحدثت عن «أخذ ملايين الدولارات من الوزارة أو من رئاسة الوزراء» معتبراً ذلك «كلاماً عارياً عن الصحة تماما». وأكد أن «الحفل كان مقرر (في 29 أيلول/ سبتمبر الماضي) وهذا المقرر من شهرين أو ثلاثة حسب المواعيد والدعوات التي أرسلتها شذى حسون، ولكن بسبب أحداث الحمدانية والضحايا الذين ذهبوا في حريق بغديدا تأجل الاحتفال». وأضاف: «أردنا أن يتأخر الاحتفال أكثر ولكن بسبب التزامات الشركة مع شركات لبنانية تدير العمل سيخسرون مبالغ كبيرة لأن لديهم مواقيت محددة».
وتابع: «الاحتفالية لم تكن مقررة مع يوم الاستقلال. هي احتفالية اعتيادية لتكريم فنانين عراقيين وعرب، وبالفعل حضروا نجوم جيدين وكعادة أي فعالية تحدث بها مشاكل وتحصل بها خروقات، ولكن نحن مع أي فعالية ممكن أن تعيد اسم بغداد وممكن أن تنهض بطريقة حضارية ورائعة».
وزاد بالقول: «ربما بعض الأخطاء التي شاهدناها من خلال (منصات التواصل الاجتماعي) هي ليست صحيحة، ولكن هذه إدارة المهرجان لا علاقة للحكومة بهذا الإطار على الإطلاق».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية